Unconfigured Ad Widget

Collapse

نبش القبور...

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • فارس الأصيل
    عضو مميز
    • Feb 2002
    • 3319

    #46
    الخاصية السابعة للتربية الإسلامية :

    ( تربية خالدة )

    أيها القارئ الكريم تأمل جيدا ودقق النظر واسترخ في مكانك واغمض عينك ثم عد بالذاكرة إلى الوراء قليلا وكثيرا فستجد أن الأديان منذ خلق الله آدم واصطفاه قبل غيره من العالمين ( إن الله اصطفى ءادم ونوحا وءال إبراهيم وءال عمران على العالمين ){آل عمران} فأنزل الله جملة من الديانات السماوية سبقت الديانة الاسلامية تتفق جميعها في الدعوة إلى توحيد الله وعبادته وتفرق بين خصوصية التربية حيث قال سبحانه إخبارا عن رسله ( اعبدوا الله مالكم من إله غيره ){الأعراف} وقال تعالى ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ){الانبياء}
    فمن الشرائع السابقة ما يقوم في تربية الناس على العقاب والقصاص المطلق دون استثناء كشريعة موسى عليه الصلاة والسلام , وهي شريعة منزلة من عند الله لتناسب طبيعة اليهود الشريرة والمنحرفة , لأن العفو لا يناسبهم فكان العقاب صالحا لحالهم بينما العفو والتسامح المطلق وجد في شريعة الله التي أرسل بها عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام .
    ونحن في الإسلام ندعوا بقوله تعالى ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ){البقرة} ونحمد الله الذي ارتضى لنا الإسلام دينا وتشريعا , نظم لنا الحدود والعقوبات ورسم لأتباعه علاجا مناسبا يعطيهم فرصة التسامح عن إرادة , ويعطيهم فرصة العقوبة , والقصاص لمن أراد حقه بالعدل ولإنصاف , كما وضع للسلطة المسلمة حقا عاما يزيد الحياة أمنا وسلاما .
    فالإسلام هو خاتمة الأديان السماوية , وناسخها جميعا فلم يبق دين يتعبد الله به سوى الإسلام قال تعالى ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين){آل عمران} ورسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين ويجب على جميع الخلق اتباعه ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما ){الأحزاب} وقال سبحانه ( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ){الأعراف} .
    والقرآن الكريم هو آخر كتب الله المنزلة من عنده سبحانه وناسخ لكل كتاب أنزل من قبل كالإنجيل , والزبور , والتوراة , وغيرها فلم يبق كتاب يتعبد الله به سوى القرآن الكريم قال تعالى ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما ءاتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون ){المائدة} .
    فالتوراة الحقة والإنجيل الحق أو الحرف عنهما نسخا مع غيرهما بالإسلام وبكتابه الكريم , فقد ثبت في مسند أحمد وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه غضب حين رأى مع عمر ابن الخطاب - رضي الله عنه - صحيفة فيها شيء من التوراة وقال صلى الله عليه وسلم ( أفي شك أنت يابن الخطاب ؟ ألم آت بها بيضاء نقية ؟ لو كان أخي موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي ) .

    الخلاصة ..
    لقد أصبح الحق جليا في أن الإسلام بمصادره القرآن والسنة ناسخا لكل الأديان السماوية والتربية الإسلامية وهي المعتمدة على مصادر الإسلام في منهجها التربوي الشامل تأخذ كل ما جاء به الإسلام من تعاليم وشرائع , وترد ما يرده فما يقال في اسلام من الأحكام والتشريع يقال في التربية الإسلامية : وعليه فالتربية الإسلامية تربية خالدة قادرة على إسعاد جميع البشر , بل هي قادرة على حل جميع مشكلاتهم وأزمانهم المختلفة والخروج بهم من الظلمات إلى النور , فهي خالدة بخلود مصادرها ..

    لفته ...
    دعني أدعوك هنا مرة أخرى للتأمل في كل الأديان والطرائق والتربيات والمناهج وغيرها قلبها وافحص مضامينها وتلمس نتائجها واسأل عن أحوال أهلها فستجد لديهم الفراغ القاتل الروحي والحسي وستجد أنهم كالبهائم لا يرعاهم سوى المادة أو المصلحه بل وستجد من الغرائب والعجائب ما هو خارج عن نطاق العقل .. ثم عد أدراجك إلى حيث حياة القلوب ونماء العقول وراحة الارواح والابدان إلى كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فوالله الذي سيبعثني وإياك ويسألني ويسألك إن هذا الدين هو الاسلامي وتربيته هو الملاذ والنجاة في اتباعه بل الراحة الابدية دنيا وآخرة هي في التمسك به ... اتركك وانت الحكم مادمت تملك عقلا تفكر به..

    يتبع...
    هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
    كالبحر عمقاً والفضاء مدى
    مدونتي
    أحمد الهدية

    تعليق

    • فارس الأصيل
      عضو مميز
      • Feb 2002
      • 3319

      #47
      احبابنا الكرام..

      إن الحياة بكل صورها وأشكالها لون من العطاء الرباني الذي يستحق من جميع المخلوقات الحمد والشكر والثناء على الله رب العالمين , ولكن الابتلاء بالحياة هو أبرز وسيلة إلى حسن العمل وتحمل المسؤلية وتوجيه الطاقات لهذه الحكمة العظيمة من وجوده ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ){الملك}
      والحياة الدنيا مقدمة لحياة أخرى ودار للابتلاء والامتحان , وطريق يوصل إلى حياة الآخرة , حيث النعيم الدائم أو العذاب , وهذا نداء الله لبني آدم عبر رحلتهم الطويلة في الحياة ألا يوقعهم الشيطان فيما أوقع فيه أبويهم عليهما السلام فقال ( يابني آدم لا يفتنننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما إنه يراكم وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون ){ الأعراف}
      فالتصور الاسلامي للحياة الدنيا في ميزان الله أنها نمزرعة الآخرة ووسيلة إليها , ودار زينة وشهوات ومتاع , وهي بالمقابل دار متاعب وكدح وجدية , وهي دار لعب ولهو وزينة وتفاخر وتكاثر في الأموال والأولاد , وما نحن فيها إلا عباد لله خالق هذه الحياة ومالكها .
      والحياة الدنيا مكان يمارس عليه النشاط الانساني وغير الانساني وقت حياة المخلوقات فمنهم من يتبع المنهج الرباني في حركته ونشاطه , ومنهم من يسلك غير ذلك في عمارة الحياة .


      يتبع ...
      هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
      كالبحر عمقاً والفضاء مدى
      مدونتي
      أحمد الهدية

      تعليق

      • ابن مرضي
        إداري
        • Dec 2002
        • 6171

        #48
        "دعني أدعوك هنا مرة أخرى للتأمل في كل الأديان والطرائق والتربيات والمناهج وغيرها قلبها وافحص مضامينها وتلمس نتائجها واسأل عن أحوال أهلها فستجد لديهم الفراغ القاتل الروحي والحسي وستجد أنهم كالبهائم لا يرعاهم سوى المادة أو المصلحه بل وستجد من الغرائب والعجائب ما هو خارج عن نطاق العقل .. ثم عد أدراجك إلى حيث حياة القلوب ونماء العقول وراحة الارواح والابدان إلى كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فوالله الذي سيبعثني وإياك ويسألني ويسألك إن هذا الدين هو الاسلامي وتربيته هو الملاذ والنجاة في اتباعه بل الراحة الابدية دنيا وآخرة هي في التمسك به ... اتركك وانت الحكم مادمت تملك عقلا تفكر به.."





        لم أكن لأريد مقاطعة هذه الحلقات بحلقة ضعيفة ، ولكنني اشهد الله أنني قد وجدت ذلك حقيقة متبلورة في أوضح صورها في جميع البلدان التي زرتها ، وعند جميع الناس الذين أختلطت معهم من شتى أقطار الأرض .
        كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

        تعليق

        • فارس الأصيل
          عضو مميز
          • Feb 2002
          • 3319

          #49
          أستاذي بن مرضي ..
          قد لا تعلم يا عزيزي الفاضل أن ما قدمته لي هو دليل حي وبرهان جميل لمن لديه شك أو في نفسه ريب مما قلنا وتحدثنا به ولعلي قد ارتحت كثيرا وسعدت قبل يومين حين جاءني اتصال من قلب لندن تحدث معي طويلا معلنا تمرده على الخمر والجنس واللهو وهو يبحث عن السعادة التي ما وجدها على حد قوله بين غياهب ذلك اللهو لاسيما وهو يملك المال والجاه ولا ينقصه شيء أبدا إلا أنه حين أدرك حجم ماهو فيه من ضيق رجع ورمى بكل ما لديه معلنا أن كتاب الله وسنة نبيه هي الملاذ الحقيقي الذي يجد المرء في الراحة حيث الاشباع النفسي بشتى صوره وزيادة وهي أنك مع كل لذة حلال تزداد أجرا والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف فالله كريم ولكنا يشر نحمل أنفس أمارة بالسوء والفحشاء إلا من يسر له الله الثبات على دينه ...
          شكرا أستاذي الفاضل على هذه الشهادة التي أسأل الله جل في علاه ألا يحرمك من أجرها وأجر من جعلها نورا يمشي به الظلمات إلى يوم الدين فالله كريم حليم حكيم يقول ( لأن شكرتم لأزيدنكم ) ويقول ( هو سماكم المسلمين ) ويقول ( لا تقنطوا من رحمة الله ) ويقول ( ادعوني استجب لكم )
          ورسول الرحمة والهدى يخبرنا بالمزيد بما معناه من دعى إلى هدى كان له أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة لا ينقص من أجورهم شيء ومن دعا إلى ظلالة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم الدين ..

          وفقني الله وإياك ونفعنا بما نقول ونرى ونسمع ..
          هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
          كالبحر عمقاً والفضاء مدى
          مدونتي
          أحمد الهدية

          تعليق

          • مجرد احساس
            عضو نشيط
            • Dec 2004
            • 688

            #50
            استاذي مالك

            لتسمح لي .... لم استطع مقاومة ما أوصيتني به سابقا ..

            فالموضوع ريحانة المنتدى -للقلب والعقل -والتعقيب عليه من قبلي فيه قصور لكنني دعني أشتم رائحته العبقة ولا تقطع علي استمتاعي .
            ----------------------------------------------------------------------------------

            قال مربينا صلى الله عليه وسلم ( من عرض عليه ريحان فلا يرده فإنه طيب الرائحة خفيف المحمل )

            دمت في رعاية الله وحفظه.
            لأننا نتقن الصمت ..
            ...
            حمّلونا وزر النوايا!!

            تعليق

            • المتفائل
              عضو مميز
              • Oct 2004
              • 806

              #51
              أخي الفاضل/ مالك

              داخل أعماقي هناك شئ يدفعني دفعاً بأنه لا بد أن أخبرك بأنني أتابع وبشغف

              دمت سيدي الفاضل

              المتفائل

              تعليق

              • فارس الأصيل
                عضو مميز
                • Feb 2002
                • 3319

                #52
                أخي العزيز الغالي / فهد25
                مع كل حرف لا أزل اشدد عليك بالنظر بعين فاحصة لما قلتن لك سابقا فنحن بشر وبشريتنا تدفعنا دائما إلى مزيد من التضخيم ولكن اسأل الذي حي لا يموت بيده مقاليد خلقه أن يظلني وإياك تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله وأن يجعلني وإياك والاخوة الكرام ممن استثناهم الله بقوله ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين )
                كما أمتعتني وأضفت لي شيئا فاستمتع يا سيدي ولكن لا تنس أنك ملزم بالدعاء لي في ظهر الغيب
                دمت في رعاية مولاك وحفظه
                هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
                كالبحر عمقاً والفضاء مدى
                مدونتي
                أحمد الهدية

                تعليق

                • فارس الأصيل
                  عضو مميز
                  • Feb 2002
                  • 3319

                  #53
                  أخي المتفائل ..
                  أعلم والله أن الكثير يتابع ولكنك مادمت أعلنت عن وجودك فإني احملك الدعاء في ظهر الغيب لاخيك فهو في أمس الحاجة إلى دعاء صادق من أخ حبيب ..
                  شكر الله سعيك وجعل لك بكل حرف حسنة وحط عنك الاوزار وغفر ذنبك

                  تحياتي يا سيدي
                  هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
                  كالبحر عمقاً والفضاء مدى
                  مدونتي
                  أحمد الهدية

                  تعليق

                  • فارس الأصيل
                    عضو مميز
                    • Feb 2002
                    • 3319

                    #54
                    موقف المربين من نظرة الاسلام للحياة الدنيا

                    أولا : إعطاء الحياة الدنيا قيمتها بأنها بمثابة الحياة المؤقتة والتي تتخذوسيلة توصل الانسان إلى الحياة الخالدة في الآخرة التي هي الغاية التي نوجه من أجلها الجهد والفكر والممارسة في عمل شرعي مبرمج يرضي الله , وتحقيق محبته سبحانه وذلك بتأسيس الحياة الإنسانية على الخير الذي يرعى الفطرة لتستمر في طريق الفضائل والرشاد والعمل على إبعادها عن النكرات والرذائل المفسدة لفطر الناس وخيريتهم واتجاهاتهم الحسنة .

                    ثانياً : تصحيح نظرة الدهريين عن الحياة الذين ذكرهم الله سبحانه في قوله ( وقالوا ماهي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر )[الجاثية] ونظرة الطبيعيون الذي يقولون أن الطبيعة هي التي تخلق الحياة وتسلبها من المخلوقات الحية .
                    فالله هو المتصرف بالخلق وحده دون سواه , القادر على خلق الموت والحياة دون غيره وإليه يرجع الخق كله ( إليه يرجع الخلق والأمر ) [الاعراف] ( هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى ) [الحشر]

                    ثالثاً : أن يعيش الانسان في هذه الحياة وهو يسعى لتحقيق الهدف الاسمى من الحياة كلها وهو عبادة الله وحده دون سواه ( وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون )[الذاريات] فعليه العمل الجاد في الحياة الدنيا جاعلا الدنيا جسرا موصلا للآخرة وذلك يجعل العمل الدنيوي وفق المنهج الرباني وقرين العمل المفروض عليه ليجمع بين واجب الشعائر وواجب الاستخلاف في الارض وعمارتها بوعي بمنهج الحياة فتكون الحياة الدنيا كلها معبدا يسجد في الانسان لربه قصدا وفكرا وعملا مؤمنا أن الاسلام شامل جميع شعب الحياة المختلفة , فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن جسده فيما أبلاه , وعن عمره فيما أفناه , وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه , وعن علمه كيف عمل فيه ) [ رواه الترمذي في جامعه] .


                    يتبع....
                    هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
                    كالبحر عمقاً والفضاء مدى
                    مدونتي
                    أحمد الهدية

                    تعليق

                    • فارس الأصيل
                      عضو مميز
                      • Feb 2002
                      • 3319

                      #55
                      رابعا : إن الاتجاه المادي للحياة ينحصر في تمتع الانسان بشهواته وملذاته العاجلة خدمة لجسده دون إدراك لحقيقة الحياة الدنيا باعتبارها دار عمل والآخرة دار الجزاء فلم يعرف هدفه في الحياة فضيع بأفعاله دنياه وآخرته فهو بذلك قد ( خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين ) [الحج] وهذا الصنف من الناس شغله متاع الدنيا عن العمل للآخرةمنكرا الحياة الآخرة ( وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين )[سبأ] ولكن الله توعدهم بالعقوبة القاسية في النار جزاء تصورهم الفاسد عن الحياة ( إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن ءاياتنا غافلون * أولائك مأواهم النار بما كانوا يكسبون )[يونس] فالدنيا وما عليها من زينة مخلوقة لحكمة سامية تدفع الإنسان إلى حسن الاتجاه والعمل , قال تعالى ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور )[الملك] وقوله ( إنا جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا ) [الكهف] ليتعامل مع الحياة غير أن الإبتلاء الهادف الذي يرسم طريق الخير والفلاح للحياة الآخرة , فالزينة والمتاع هما أيضا للابتلاء ..
                      (( إن التربية الإسلامية ترسخ في نفس المتعلم علاقة الابتلاء وبذلك تركز على تنمية المسؤولية الاجتماعية التي تمهد لاجتياز الامتحان في الآخرة , وتوجه التربية الإسلامية المتعلمين نحو قيامهم بمسؤولياتهم نحو الأفراد والأسرة والمجتمع والإنسانية , فهي بذلك تربية عطاء وبذل والتي ينجم عنها أخوة وتراحم وأمن واستقرار )) فالمنفعة الشخصية هي سمة هذه التربية حتى ولو تقطعت العلاقات والأواصر والأرحام .
                      أما الإسلام فيشرك الناس كلهم في المسؤولية كل في مكانه وحسب نشاطه ومكانته باعتباره خليفة في أرض الله ( وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم )[الانعام] .

                      خامسا : القيمة الحقيقية للحياة الدنيا تظهر من خلال قيمها الزائلة التي ينزلق الناس كثيرا من أجلها غير مهتمين بقيم الحياة الباقية ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك خير ثوابا وخير أملا )[الكهف] .

                      يتبع...
                      هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
                      كالبحر عمقاً والفضاء مدى
                      مدونتي
                      أحمد الهدية

                      تعليق

                      • فارس الأصيل
                        عضو مميز
                        • Feb 2002
                        • 3319

                        #56
                        سادساً : إن الذي يعمل وفق تعاليم الله ومنهجه القويم مستقيما على الطاعة والإيمان يربح الدنيا والآخرة معاً ويفوز بالحياة الطبية في الدنيا والآخرة قال تعالى ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )[النحل] ومع النوايا الصادقة في عمل الخير يكسب ثواب الدنيا والآخرة , قال تعالى ( من كان يريد ثواب الدنيا والآخرة وكان الله سميعا بصيرا )[النساء] ( للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير )[النحل]

                        سابعا : الإيمان ضرورة للحياة : إن الايمان بالله واتباع تعاليمه يعطي التفسير الحقيقي للحياة يعرف الفرد هدفه وغاية وجوده حين ينطلق الإيمان من القلوب الطاهرة المؤمنة بربها ورسولها والراعية بإيمانها الشامل المتوازن في إيجابية مستمدة غذاءها وزادها من الكتاب والسنة , فإن هذا الإيمان يجعل حياة الأفراد والمجتمعات حياة متكاملة تعيش لرسالتها الإسلامية وتعبد ربها وتعمر الدنيا من أجل الآخرة .
                        (( فالإيمان الحق هو الذي يخط آثاره في الحياة كلها ويصبغها بصبغته الربانية في الأفكار والمفاهيم والعواطف والمشاعر والأخلاق والعادات والنظم والقوانين {صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة }[البقرة] ))

                        وحياة الأمة على الإيمان ضرورة لها فلابد أن تكيف حياتها ومناهج تفكيرها وسلوكها وفقا لما يوجبه عليها منطق الإيمان , وأن تحرر وجودها من كل ما يعوق هذا الايمان أو يحجب نوره وسناه وإلا كان إيمانها دعوى بلا برهان ...

                        يتبع....
                        هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
                        كالبحر عمقاً والفضاء مدى
                        مدونتي
                        أحمد الهدية

                        تعليق

                        • فارس الأصيل
                          عضو مميز
                          • Feb 2002
                          • 3319

                          #57
                          ثامنا : أن الحياة التي تقوم على تعاليم الاسلام وعلى قيمه ومبادئه هي حياة حقيقية تنفع أصحابها في الدنيا والآخرة لأنها تحكمها تعاليم الله وآداب الإسلام فتكون الحياة كلها عبادة نافعة تشمل الشعائر والإتجاهات والسلوكيات والنوايا الحسنة ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لاشريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين )[الأنعام]
                          فمهمة الإنسان , كل إنسان أن يمارس منهاج الله في واقع حياته فمهمة الإنسان أن يمارس حقيقة إيمانه في جميع أوجه حياته , وجميع ميادين نشاطه وجميع أوقاته , وفي جميع أماكن عمله وحركته وسكونه , إنها ممارسة حياة كاملة , ممارسة متكاملة لمنهاج رباني متكامل ( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم )[آل عمران]

                          لافته ..
                          يجب على المربين أن يتخذوا من منهاج الله سبيلا لرسم طريقهم التربوي , ومصدرا يحفظ حريتهم , وينمي مواهبهم , ويرسم لهم وسائلهم , ويوسع خبراتهم , ويمدهم بالزاد المعرفي الذي يوجه الفكر والتصور والسلوك , ليعيشوا الحياة الكريمة , ويوجهوا الأجيال للتصور الحقيقي لها .
                          هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
                          كالبحر عمقاً والفضاء مدى
                          مدونتي
                          أحمد الهدية

                          تعليق

                          • السلق

                            #58
                            نبشوا قبرك مثل ما تنبش قبور الموتى

                            تم إيقاف هذا العضو لأن المنتدى لم يفتتح لمثل العبارة أعلاه ولمن يكتبها .

                            تعليق

                            • فارس الأصيل
                              عضو مميز
                              • Feb 2002
                              • 3319

                              #59
                              لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم
                              اللهم اهده واصلح قلبه وعافه واعف عنه
                              اللهم اعف عنه فإني قد عفوت عنه

                              سامحك الله انت ومن معك
                              هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
                              كالبحر عمقاً والفضاء مدى
                              مدونتي
                              أحمد الهدية

                              تعليق

                              • فارس الأصيل
                                عضو مميز
                                • Feb 2002
                                • 3319

                                #60
                                الإنسان الصالح والحياة

                                الحياة تحمل تصور العقيدة التي يدين بها الأفراد في أي مجتمع من مجتمعات الأرض , وعقيدة كل أمة تحدد الغايات التي تقوم عليها حياة الإنسان , وحياة الإنسان في الإسلام حياة متوازنة تنظمها أهداف الإسلام السامية وغاياتها الكبرى , والتي من أهمها عبادة الله وطلب رضاه سبحانه , وأن يعمل للدنيا من أجل عمارتها وفق المنهج الرباني الذي يوصل الإنسان بالحياة الآخرة والعمل الهادف الذي ينظمه الإسلام وفق تعاليمه يجعل الإنسان يكسب الدنيا والآخرة ويسعد فيهما معا , فالله هو خالق الإنسان , والعليم بطبيعته ومطالبه وحاجاته ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )[الملك] إنما المتبع لهدى الله لهو السعيد في حياته ( فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى * ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى )[طه] والمعرض هو الشقي في الدنيا والآخرة , ولكن سعادة الحياة الآخرة أكمل وأبقى قال تعالى ( يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد * فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق * خالدين فيها مادامت السموات والأرض إلا ماشاء ربك إن ربك فعال لما يريد * وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها مادامت السموات والأرض إلا ماشاء ربك عطاء غير مجذوذ )[هود] ..
                                إن الإنسان الصالح إنسان يتبع المنهج الرباني في سيره الحياتي كله لاعشوائية ولا ارتجاليه , وإنما أهداف ثابتة وغايات محددة مستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , أما حياته فحياة متوازنة بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة ( وابتغ فيما ءاتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا )[القصص] وقوله تعالى ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين ءامنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون )[الأعراف]

                                يتبع...
                                هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
                                كالبحر عمقاً والفضاء مدى
                                مدونتي
                                أحمد الهدية

                                تعليق

                                Working...