بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فمن أمثال العرب قديما قولهم (( رمتني بدائها وانسلت )) هذا المثل الذي يعرفه الكثير منا اليوم إنه يصور لنا عملية الاسقاط النفسي تصويرا بالغا فالشخص الذي يقوم بهذه الحيلة النفسية إنما هو يرمي بعلته من عيب أو خطأ أو تقصير أو رغبات غير مقبولة أو مخاوف أو جهل أو غير ذلك فيسقطها على غيره من الناس (أو الأشياء محسوسة ملموسة أو معنوية ) وتملص من تبعات الاعتراف بالخلل الذي فيه من شعور بالنقص أو احساس بالخزي أو المهانة أو القلق أو التوتر أو غير ذلك .. فقد يفسر أعمال الآخرين وتصرفاتهم بحسب ما يجري في نفسه من سوء ظن وريبة في غيره أو جهل منه فليصق بهم سوء ظنه ويتهم نياتهم ويلتمس عثراتهم ويفتش عن عوراتهم بل إنه أحيانا يبالغ في تضخيم صورة العيوب التي يسقطها على غيره فيصورها صورة مكبره دقيقة التفاصيل مملوءة بالتنفير والاستهجان وتحريض الآخرين على كرهها واستنكارها ومن ثم التشكيك في مصداقيتهم فهو يسعى بهذا الاسقاط النفسي إلى تبرئة نفسه من العيب الذي يقلل من شأنه ويحاول جاهدا من انقاص قدره (بينه وبين نفسه وحتى أمام الناس ) كما يوجد هذا الاسقاط عذرا للشخص بأن يفرغ غيظه على غيره ولا سيما من يواجهه دائما بعيوبه حيث يقاوم بقوة طرد اسقاطية شديدة تلقي بتلك المواجهات على مصدرها الذي جاءت منه .
وعملية الإسقاط النفسي هذه تشبه إلى حد كبير عمل الفانوس التعليمي والذي توضع عليه الشفافيات البلاستيكية وما فيها من معلومات فيقوم بسليط الضوء عليها وتكبيرها واسقاطها على وتعليقها على الحائط المقابل وكأن الصورة تنتمي الى الحائط بينما هي في هذا الجهاز الذي يخرج مابداخله ويسقطه على غيره ..
فكم من الناس اليوم من فانوس وفانوس ما بين مقل ومستكثر من الاسقاط النفسي ..
ولعلي هنا أجد كثيرا من علامات الاستفهام تتقافز إلى أذهانكم في عملية تتابعة ترابطية ما بين الفهم السطحي والعميق ولكن لكم أن تعذروني فارابط بين الموضوع والعنوان عميق جدا سأحاول الغوص فيه بشيء من الهدوء والتركيز حتى أصل إلى ما نريد لا سيما أن واقعنا اليوم واقع موحش تتلاطم فيه ظلمات الفتن كتلاطم موج بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج ظلمات بعظها فوق بعض وإن غواسق هذه الفتن قد أحاطت بنا من كل جانب وهي في ازدياد بشر مستطير وقد أخذت بأفئدتنا كل مأخذ بل وتخطفتنا على غرة كما تتخطف الزوابع نثار الأرض .. وهذه الفتن إنما هي في حقيقتها ابتلاء واختبار من الله لعباده (( ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم )) الانفال 37
يتبع...
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فمن أمثال العرب قديما قولهم (( رمتني بدائها وانسلت )) هذا المثل الذي يعرفه الكثير منا اليوم إنه يصور لنا عملية الاسقاط النفسي تصويرا بالغا فالشخص الذي يقوم بهذه الحيلة النفسية إنما هو يرمي بعلته من عيب أو خطأ أو تقصير أو رغبات غير مقبولة أو مخاوف أو جهل أو غير ذلك فيسقطها على غيره من الناس (أو الأشياء محسوسة ملموسة أو معنوية ) وتملص من تبعات الاعتراف بالخلل الذي فيه من شعور بالنقص أو احساس بالخزي أو المهانة أو القلق أو التوتر أو غير ذلك .. فقد يفسر أعمال الآخرين وتصرفاتهم بحسب ما يجري في نفسه من سوء ظن وريبة في غيره أو جهل منه فليصق بهم سوء ظنه ويتهم نياتهم ويلتمس عثراتهم ويفتش عن عوراتهم بل إنه أحيانا يبالغ في تضخيم صورة العيوب التي يسقطها على غيره فيصورها صورة مكبره دقيقة التفاصيل مملوءة بالتنفير والاستهجان وتحريض الآخرين على كرهها واستنكارها ومن ثم التشكيك في مصداقيتهم فهو يسعى بهذا الاسقاط النفسي إلى تبرئة نفسه من العيب الذي يقلل من شأنه ويحاول جاهدا من انقاص قدره (بينه وبين نفسه وحتى أمام الناس ) كما يوجد هذا الاسقاط عذرا للشخص بأن يفرغ غيظه على غيره ولا سيما من يواجهه دائما بعيوبه حيث يقاوم بقوة طرد اسقاطية شديدة تلقي بتلك المواجهات على مصدرها الذي جاءت منه .
وعملية الإسقاط النفسي هذه تشبه إلى حد كبير عمل الفانوس التعليمي والذي توضع عليه الشفافيات البلاستيكية وما فيها من معلومات فيقوم بسليط الضوء عليها وتكبيرها واسقاطها على وتعليقها على الحائط المقابل وكأن الصورة تنتمي الى الحائط بينما هي في هذا الجهاز الذي يخرج مابداخله ويسقطه على غيره ..
فكم من الناس اليوم من فانوس وفانوس ما بين مقل ومستكثر من الاسقاط النفسي ..
ولعلي هنا أجد كثيرا من علامات الاستفهام تتقافز إلى أذهانكم في عملية تتابعة ترابطية ما بين الفهم السطحي والعميق ولكن لكم أن تعذروني فارابط بين الموضوع والعنوان عميق جدا سأحاول الغوص فيه بشيء من الهدوء والتركيز حتى أصل إلى ما نريد لا سيما أن واقعنا اليوم واقع موحش تتلاطم فيه ظلمات الفتن كتلاطم موج بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج ظلمات بعظها فوق بعض وإن غواسق هذه الفتن قد أحاطت بنا من كل جانب وهي في ازدياد بشر مستطير وقد أخذت بأفئدتنا كل مأخذ بل وتخطفتنا على غرة كما تتخطف الزوابع نثار الأرض .. وهذه الفتن إنما هي في حقيقتها ابتلاء واختبار من الله لعباده (( ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم )) الانفال 37
يتبع...
تعليق