Unconfigured Ad Widget

Collapse

نبش القبور...

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • فارس الأصيل
    عضو مميز
    • Feb 2002
    • 3319

    نبش القبور...

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
    فمن أمثال العرب قديما قولهم (( رمتني بدائها وانسلت )) هذا المثل الذي يعرفه الكثير منا اليوم إنه يصور لنا عملية الاسقاط النفسي تصويرا بالغا فالشخص الذي يقوم بهذه الحيلة النفسية إنما هو يرمي بعلته من عيب أو خطأ أو تقصير أو رغبات غير مقبولة أو مخاوف أو جهل أو غير ذلك فيسقطها على غيره من الناس (أو الأشياء محسوسة ملموسة أو معنوية ) وتملص من تبعات الاعتراف بالخلل الذي فيه من شعور بالنقص أو احساس بالخزي أو المهانة أو القلق أو التوتر أو غير ذلك .. فقد يفسر أعمال الآخرين وتصرفاتهم بحسب ما يجري في نفسه من سوء ظن وريبة في غيره أو جهل منه فليصق بهم سوء ظنه ويتهم نياتهم ويلتمس عثراتهم ويفتش عن عوراتهم بل إنه أحيانا يبالغ في تضخيم صورة العيوب التي يسقطها على غيره فيصورها صورة مكبره دقيقة التفاصيل مملوءة بالتنفير والاستهجان وتحريض الآخرين على كرهها واستنكارها ومن ثم التشكيك في مصداقيتهم فهو يسعى بهذا الاسقاط النفسي إلى تبرئة نفسه من العيب الذي يقلل من شأنه ويحاول جاهدا من انقاص قدره (بينه وبين نفسه وحتى أمام الناس ) كما يوجد هذا الاسقاط عذرا للشخص بأن يفرغ غيظه على غيره ولا سيما من يواجهه دائما بعيوبه حيث يقاوم بقوة طرد اسقاطية شديدة تلقي بتلك المواجهات على مصدرها الذي جاءت منه .
    وعملية الإسقاط النفسي هذه تشبه إلى حد كبير عمل الفانوس التعليمي والذي توضع عليه الشفافيات البلاستيكية وما فيها من معلومات فيقوم بسليط الضوء عليها وتكبيرها واسقاطها على وتعليقها على الحائط المقابل وكأن الصورة تنتمي الى الحائط بينما هي في هذا الجهاز الذي يخرج مابداخله ويسقطه على غيره ..
    فكم من الناس اليوم من فانوس وفانوس ما بين مقل ومستكثر من الاسقاط النفسي ..
    ولعلي هنا أجد كثيرا من علامات الاستفهام تتقافز إلى أذهانكم في عملية تتابعة ترابطية ما بين الفهم السطحي والعميق ولكن لكم أن تعذروني فارابط بين الموضوع والعنوان عميق جدا سأحاول الغوص فيه بشيء من الهدوء والتركيز حتى أصل إلى ما نريد لا سيما أن واقعنا اليوم واقع موحش تتلاطم فيه ظلمات الفتن كتلاطم موج بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج ظلمات بعظها فوق بعض وإن غواسق هذه الفتن قد أحاطت بنا من كل جانب وهي في ازدياد بشر مستطير وقد أخذت بأفئدتنا كل مأخذ بل وتخطفتنا على غرة كما تتخطف الزوابع نثار الأرض .. وهذه الفتن إنما هي في حقيقتها ابتلاء واختبار من الله لعباده (( ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم )) الانفال 37



    يتبع...
    هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
    كالبحر عمقاً والفضاء مدى
    مدونتي
    أحمد الهدية
  • حنين
    عضوة مميزة
    • Oct 2004
    • 2439

    #2
    فالشخص الذي يقوم بهذه الحيلة النفسية إنما هو يرمي بعلته من عيب أو خطأ أو تقصير أو رغبات غير مقبولة أو مخاوف أو جهل أو غير ذلك فيسقطها على غيره من الناس (أو الأشياء محسوسة ملموسة أو معنوية ) وتملص من تبعات الاعتراف بالخلل الذي فيه من شعور بالنقص أو احساس بالخزي أو المهانة أو القلق أو التوتر أو غير ذلك .. فقد يفسر أعمال الآخرين وتصرفاتهم بحسب ما يجري في نفسه من سوء ظن وريبة في غيره أو جهل منه فليصق بهم سوء ظنه ويتهم نياتهم ويلتمس عثراتهم ويفتش عن عوراتهم بل إنه أحيانا يبالغ في تضخيم صورة العيوب التي يسقطها على غيره فيصورها صورة مكبره دقيقة التفاصيل مملوءة بالتنفير والاستهجان وتحريض الآخرين على كرهها واستنكارها ومن ثم التشكيك في مصداقيتهم فهو يسعى بهذا الاسقاط النفسي إلى تبرئة نفسه من العيب الذي يقلل من شأنه


    أخي الكريم مالك :

    من القلب :شكرا لك

    نتابع معك .....وننتظر المزيد سلمت يداك ..


    لا خير في وعد إذا كان كاذبا..

    ولا خير في قول إذا لم يكن فعل.

    تعليق

    • مجرد احساس
      عضو نشيط
      • Dec 2004
      • 688

      #3
      أخي الكريم مالك الحزين حفظه الله
      موضوع في غاية الروعة والأهمية ..... وأردت هنا المشاركة بهذه الآية وفيها الكثير ...

      (ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن اثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم )
      ماذا لوطبقنا هذه الآية .
      اتمنى ان تكون الآية ذات دلالة لبعض ماذكرت .
      دمت في رعاية الله
      لأننا نتقن الصمت ..
      ...
      حمّلونا وزر النوايا!!

      تعليق

      • ابن مرضي
        إداري
        • Dec 2002
        • 6171

        #4
        عادتك يا مالك تحاول الغوص إلى عمق الأشياء .


        نحن معك نتابع ولكن من فوق السطح فنحن لانستطيع الغوص مثلك وليست لدينا الأدوات التي معك .


        وفقك الله ومتعك بالصحة والعافية
        كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

        تعليق

        • الدويهي
          مشرف المنتدى العام
          • May 2004
          • 2424

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة بن مرضي
          عادتك يا مالك تحاول الغوص إلى عمق الأشياء .


          نحن معك نتابع ولكن من فوق السطح فنحن لانستطيع الغوص مثلك وليست لدينا الأدوات التي معك .


          وفقك الله ومتعك بالصحة والعافية

          أخي الكريم : مالك الحزين

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

          سبقني أديبنا ( بن مرضي ) الذي يطول غيابه عنا مع شوقنا له

          ولكتاباته الرائعة ـــ لكن نعذره لكثرة ارتباطاته ـــ بما اقتبسته من مشاركته.

          أتابعك وأنتظرك بسطحية حتى أحصل على أدواتك اللتي تمكنني من التعمق كتعمقك

          فيما تكتبه فأفهمه لأنني أحيانا كثيرة أخرج من بعض كتاباتك

          بخُفَّي حُنَين ليس عيبا فيك ولا فيما تكتب أبداً. ولكن العيب في إدراكي السطحي غالبا.

          أشهد الله على حُبِّك فيه.

          محبك : الدويهي
          سبحان الله والحمد لله والله أكبر
          ولا إله إلا الله ولاحول ولا قوة إلا بالله.

          إنّ الكريم إذا تمكّن من أذى @@ جاءته أخلاقُ الكرامِ فأقلعا

          وترى اللئيمَ إذا تمكّن من أذى @@ يطغى فلا يُبْقِي لِصلحٍ موضعا

          sigpic

          تعليق

          • فارس الأصيل
            عضو مميز
            • Feb 2002
            • 3319

            #6
            بالرغم من انشغالي الآن إلا أني سأرد على كل مشارك بقدر يسير ليعلموا أنهم عندي في المقام الأول فيهمني الرد وإن كان سريعا قبل أن أحمل اسطوانات الاوكسجين استعدادا للغوص لاني أحب دائما أن ندخل للموضوع ونحن في كامل إدراكنا لما هو قادم فالحديث طويل وذو شجون وفيه تفاصيل ومدخلات ومخرجات عسى الله أن يوفقني بالخير لأوصله إلى القلوب وإن تباطأ فخير بطيء يقر في النفوس أحسن عندي من خير سريع يذهب أدراج الرياح ..
            اللهم سهل علي ما أقصده ووفقني فيما شرعت به إنك حي لا يموت تعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور ربي لا تجعلني من القوم الظالمين ربي أحسن نيتي في الامور كلها ربي ارزقني الاخلاص في القول والعمل انك قادر على ذلك ...
            ...
            أختي / باقي حنين
            كنت أتمنى ستطرادا كثيرا ولكنها البداية وإني سأتوق جدا لعودتك ولا أظنني أستحق الشكر لخير قدمته فيما أظنه خير فهذا ما جعلت نفسي عليه وأربيها صبح مساء أن أكون بقدر المستطاع تطبيقا لقوله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ) ..
            في انتظارك

            ..........
            أخي الحبيب / فهد
            جعلت فداك إضافة قيمة وإن كانت هذه لا تعد عن كونها افتتاحية أتمنى أن تتواصل معنا فيبدو أن في جعبتك الكثير فلا تتوانا تحقيقا لقوله تعالى ( وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )..
            في انتظارك

            ..........
            أستاذي ومعلمي / بن مرضي
            هي ليست عادة إنما هي رؤية أراها قد تكون من جانبي تحمل طابعا خاصا ولكنها لن تكون بمفردها ذات رونق جميل إن لم تتزين بأمثال قطع الألماس التي ترصع بها من قبلكم والاخوة والاعضاء والا أصبح االموضوع باهتا .. فلا تتأخر علي أبدا ..

            كم أشتاق إليك ..
            في انتظارك

            .........
            الوالد الدويهي ..
            أحبك الله كما أحببتني فيه بل وزادك علما ونفع بك إنه جواد كريم صدقني لقد قيل لي من قبل هذه الملحوظه ولكنني ربما لم أراعي فيها حق القاريء وهذه التي ذكرت لربما كانت من بعض أطائنا ولكن عسى أن نتداركه فيما هو آت ولعلي هنا أذكرك أيضا أن هناك نوع من الكتابة لا يحتمل عندي التوضيح فليس سوى للقاريء تصنيفه كيف يشاء ..
            أتمنى استمرارك وكم أدعوا الله أن يكثر من أمثالك ..
            في انتظارك
            .......................
            ......................

            هذه الابيات اعتبرها من هوامش الموضوع :
            يا أمة الله ادعوا في صلاتكم .... لكي نقيم لمجد العرب أركانا
            العرب أسرى خلافات مهيمنة ... صارت لهم عند باقي الناس عنوانا
            أسماهم الله خير الناس قاطبة .. برا وعنوا وإصلاحا وإحسانا
            لكنهم عجزوا عن فعل ما أمروا .. فزادهم عجزهم ذلا وخذلانا
            ....
            قد يقول قائل أن هذه الأبيات فيها عنصرية وتفرقة بين المسلمين ولكني سأقول بل هم أشرف الناس والناس مراتب ولهذ لو لم يكن لهم من تشريف إلا كتاب الله الذي نزل بلغتهم .. هذا للعموم وللخصوص



            يتبع..
            هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
            كالبحر عمقاً والفضاء مدى
            مدونتي
            أحمد الهدية

            تعليق

            • الحارث الأزدي
              عضو نشيط
              • Mar 2002
              • 472

              #7
              جزاك الله خير الجزاء

              شباب ذللوا سبل المــــــعالي***وماعرفوا سوى الاسلام دينا
              اذا شهدوا الوغى كانوا كماة*** يدكون المعاقل والحـــصونا
              واذا جن الظلام فلاتــــراهم*** من الاشفــاق الا ســـــاجدينا
              كذلك اخرج الاسلام قومــي*** شبابا مخـلصا حـــــــرا أمينا

              تعليق

              • فارس الأصيل
                عضو مميز
                • Feb 2002
                • 3319

                #8
                الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه .. وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم .. هناك الكثير في عقيدتنا ما يجعلنا نحرص على الاطمئنان في كل ما يصيبنا فماهو الا من عند أنفسنا ونظرا لاني كنت مهتما جدا بهذا الموضوع الا اني فقدت الكثير منه وسأحاول العودة إليه وصياغته من جديد وعسى الله أن يكون بداية جديدة خير مما كان عليه في السابق ..

                أسأل الله أن يعيننا وإياكم على طاعته


                تحياتي
                مالك الحزين
                هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
                كالبحر عمقاً والفضاء مدى
                مدونتي
                أحمد الهدية

                تعليق

                • عبدالله رمزي
                  إداري
                  • Feb 2002
                  • 6605

                  #9
                  أخي الفاضل / مالك كم تأملت في هذا الموضوع كثيراً وفرأته أكثر من مرة وفي كل مرة أنوي الرد ولكن أحتار في الكتابة .... لا أدري لماذا ... ثم ما البث أن أعود إليه مرة ثانية ... وأتجاهل الرد ...
                  لكن هذه المرة عزمت وتوكلت على الله ...
                  عزيزي .. النقص أحياناً يولّد الغيرة .. وأخطاء الغير تكبر في نظرنا ونستعظمها بل ونستغرب كيف حدث ذلك ... مع العلم أن الواحد منّا يقع في أكبر من ذلك ولا يعبره شيئاً يذكر ويقول ( كبوة جواد )..

                  وهذ الموضوع ذكّرني ببيتين من قصيدة لدغسان أبو عالي رحمه الله تعالى يقول فيها:-

                  يعيب الناس بالعاني وهو بيت العيوب
                  وش قرّبه من عيوب الناس بقعا تلهده


                  وكأن حال نفسه يقول لماذا كل هذه العيوب ناسيا أو متناسياً مابه من عيوب، وهنا يسلط الشاعر هذه ا لدعوة بإحلال المصائب عليه .....
                  ويقول في نهاية قصيدة له :-
                  لا كن لا ريت عيب الناس قل مدري عنه
                  إذا هنا نجده يأمر بالستر وعدم أبداء العيوب أو الأخبار عنها.

                  إلى أي حد يصل بنا التفكير المحدود ... هل إلى عدم تقبل النصيحة .. أم إلى التعالي عن الغير وننظر لهم بمنظار آخر ...

                  الاعتراف بالأخطاء ليس عيباً بل العيب الاستمرار في الخطأ ..
                  وهنا يقول أبو العتاهيه:-

                  وَأَعظَمُ الإِثمِ بَعدَ الشِركِ نَعلَمُهُ .. في كُلِّ نَفسٍ عَماها عَن مَساويها
                  وَشُغلُها بِعُيوبِ الناسِ تُبصِرُها .. مِنهُم وَلا تُبصِرُ العَيبَ الَّذي فيها

                  أخيراً دمت لنا يا أيها الحزين
                  عبدالله رمزي
                  ما كل من يبعد به الوقت ناسيك ... بعض البشر قدام عينك وينساك

                  تعليق

                  • أبو شادن
                    عضو نشيط
                    • Feb 2005
                    • 449

                    #10
                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    الأخ مالك الحزين

                    والله إنه موضوع شيق وقد استمتعت فيه معك ومع الأخوة الكرام الأعضاء عند إبداء آرائهم التي جعلت من هذا الموضوع أحد المواضيع الممتعة ، فخذ قلمك واكسر قلم ياليت ... واستثر أقلام من حولك من أعضاء أحرفهم تكتب بماء من ذهب ...

                    قم وانهض والكل سينهض معك للنفض الغبار وننبش قبورنا لنصحوا من جديد ...
                    [align=center][align=center]سبحان الله ؛؛؛
                    الحمد لله ؛؛؛
                    الله أكبر ؛؛؛
                    [/align]
                    [/align]

                    تعليق

                    • فارس الأصيل
                      عضو مميز
                      • Feb 2002
                      • 3319

                      #11
                      الاستاذ والوالد / عبدالله بن رمزي ..
                      كنت على يقين أن مثلك لن يمر عليه الموضوع هكذا دون حتى الاشارة وبما أنه عندما كان الموضوع قد تقدم في السن قليلا فلم تحضر هاهي أمانيك جاءت على خير ما تحب فقد عاد صغيرا في بداياته .. وها انت تسطر بل وتستشهد وتعرج على بعض الابواب الكثيرة التي مان يفتح أحدها حتى يفتح معه عشرة أبواب أو يزيدون ..
                      ولكن أشكرك شكرا جزيلا على مداخلتك

                      تحياتي
                      مالك الحزين
                      هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
                      كالبحر عمقاً والفضاء مدى
                      مدونتي
                      أحمد الهدية

                      تعليق

                      • فارس الأصيل
                        عضو مميز
                        • Feb 2002
                        • 3319

                        #12
                        سيدي / ابا شادن ..
                        شكرا لك على هذا التشجيع المستمر ووالله لقد جمعت حولي من الكتب الكثير وقد جعلته فيما مضى مجرد بحث نتداول اطروحاته حسب مقتضايات الاحوال ولكن بما أنه عاد من البداية فحتما سنعيد الترتيب من جديد ونظرا لسفري العاجل سأحاول ترتيبه من جديد ..

                        شكرا لك سأنتظرك حتما


                        تحياتي
                        مالك



                        يتبع...
                        هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
                        كالبحر عمقاً والفضاء مدى
                        مدونتي
                        أحمد الهدية

                        تعليق

                        • فارس الأصيل
                          عضو مميز
                          • Feb 2002
                          • 3319

                          #13
                          يعيش الانسان في بيئة من الناس والاشياء وهو يسعى فيها ويكد للظفر بطعامه وكسائه ومأواه ولارضاء حاجاته المادية والمعنوية المختلفة , ولبلوغ أهداف يرسمها لنفسه ويراها جديرة بما يبذله في سبيلها من مشقة وعناء , وهو في سعيه هذا لقضاء حاجاته وتحقيق أغراضه يلقى موانع وعقبات ومشاكل وصعوبات مادية واجتماعية شتى , ويجد نفسه على الدوام مضطرا إلى التوفيق بين حاجاته وامكانات البيئة , وإلى تعديل سلوكه حتى يتلاءم مع ما يعرض له من ظروف وأحداث ومواقف جديدة أو عسيرة أو غير منتظرة , وذلك عن طريق التفكير والتقدير واستخدام ذكائه وابتكار طرق جديدة أو تعلم طرق جديدة للسلوك يستعين بها حل ما يلقاه من مشكلات ...


                          يتبع ...
                          هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
                          كالبحر عمقاً والفضاء مدى
                          مدونتي
                          أحمد الهدية

                          تعليق

                          • فارس الأصيل
                            عضو مميز
                            • Feb 2002
                            • 3319

                            #14
                            تتفق معظم الدراسات على عظم الحاجة إلى الأمن الذي بفقدانه يسود القلق والتوتر والصراع النفسي مما يعوق قدرة الفرد بوجه عام , والأمن والإيمان يكسبان الفرد مناعة وقائية ضد الاضطرابات ,ويتيحان فرصة الضبط والتحكم والرؤية , والإيمان بالله وعبادته أساس في تحقيق الصحة النفسية وهما أساس في علاج الاضطرابات والمشكلات النفسية وأن سواء السلوك الإنساني وتكامل الشخصية يبدأ بإصلاح النفس من الداخل ( إصلاح الباطن ) أو إصلاح القلب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله , وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) والتي تكشف عنها تلك الأساليب الإسقاطية والكبوتات النفسية فالإيمان بالله يبعث في النفس الشعور بالارتياح والإنشراح والتقبل والتوافق في الحياة قال تعالى( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) والتقرب إلى الله بالعبادات يجعل صاحبها في رعاية الله فلا قلق ولا توتر ولا صراع ولا انقباض ولا حزن ولا شعورا بذنب ولا إحساس بنقص بل هو شعور بالأمن والطمأنية ..


                            يتبع...
                            Attached Files
                            هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
                            كالبحر عمقاً والفضاء مدى
                            مدونتي
                            أحمد الهدية

                            تعليق

                            • فارس الأصيل
                              عضو مميز
                              • Feb 2002
                              • 3319

                              #15
                              بقدرة من الله تعالى وبحكمته زود الإنسان والحيوان بالحواس المختلفة التي يدرك بها الأشياء الخارجية ليستطيع أن يستجيب لها بالاستحبابات الملائمة مما يمكنه من التوافق ومن الحياة والبقاء ويتم الإحساس عن طريق مؤثرات حسية معينة في الحواس المختلفة المتخصصة في استقبال التأثيرات الحسية ..
                              والإدراك الحسي : وظيفة هامة في الحياة به يدرك الكائن الحي ما يؤذيه فيتجنبه وما يفيده فيسعى إليه والحواس الظاهرة هي السمع والبصر والشم والتذوق والحواس الجلدية ... أما الإحساس الداخلي في أبداننا فيمكن أن يحدث من خلال الإتزان العضوي الكيميائي كالإحساس بالجوع والعطش وغيرها مما يجعلنا نقوم بالسلوك الملائم لإشباع أنسجة البدن وإعادة حالته السابقة من التوازن ..
                              والإدراك الحسي وظيفة يشترك فيها كل من الإنسان والحيوان , غير أن الله سبحانه وتعالى قد خص الإنسان بوظيفة إدراكية مهمة يتميز بها عن الحيوان ألا وهي العقل الذي به يستطيع الإنسان أن يعلو بإدراكه عن الأشياء المحسوسة فيفكر في المعاني المجردة كالخير والشر , والفضيلة والرذيلة والحق والباطل .. فبالعقل يستطيع الإنسان أن يستدل من بديع خلق الله تعالى للكون بأسره , وللانسان نفسه , على وجود الخالق وقدرة الله تعالى القائل ( سنريهم ءاياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ) {فصلت} غير أن قدرة الإنسان على الإدراك والمعرفة محدودة كما أن تفكير الإنسان معرض للخطأ وإذا أخطأ فهو بحاجة إلى من يرشده ويوجهه ويعلمه , ولذلك أرسل الله سبحانه الرسل لإرشاد الناس , وأنزل الكتب المقدسة ليرشدهم إلى ما فيه خيرهم وصلاحهم يقول تبارك سبحانه ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين ) {النحل} فالحواس والعقل وسيلتان يستعين بهما الإنسان في الإدراك والمعرفة , لكنهما غير كافيتين وحدهما للوصول إلى المعرفة اليقينية في كثير من الأمور ولذلك من الضروري أن يتلقى الإنسان المعرفة من الله سبحانه وتعالى لكي ينظم حياته في الأرض بما يكفل له تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة وذلك عن الرسل والأنبياء أو عن طريق الإلهام والفيض الإلهي الذي يخص الله به بعض أولياءه , وتؤثر دوافعنا وانفعالاتنا في إدراكنا الحسي فمثلا حبنا لشخص معين يجعلنا نغفل عن إدراك عيوبه ونركز انتباهنا على محاسنه والعكس كذلك يقول الشاعر :

                              وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المعايبا

                              وقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ما تحدثه الدوافع والإنفعالات من أخطاء وتشويه في إدراكنا الحسي وفي تفكيرنا , فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ حب الدنيا رأس كل خطيئة وحبك الشيء يعمي ويصم ] {أخرجه رزين , الشيباني : 2/110}



                              يتبع...
                              هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
                              كالبحر عمقاً والفضاء مدى
                              مدونتي
                              أحمد الهدية

                              تعليق

                              Working...