إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى فنرجو التكرم بزيارة صفحة التعليمات بالضغط هنا
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل في المنتدى
إذا رغبت بالمشاركة، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
الاخوة والأخوات الكرام أعضاء وزوار منتدى الديرة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تلقيت عدة اتصالات تفيد بعدم القدرة على دخول المنتدى والمشاركة، لذلك أرجو من الجميع معرفة التالي:
1- من يريد استعادة العضوية وقد فقد بريده الالكتروني المعتمد في المنتدى فعليه مراسلتي على zahrani@zahrani.com.sa أو الواتس 0505686991.
2- الزوار الذين يريدون المشاركة فيمكنهم ذلك بدون التسجيل على أن يتم عرض المشاركة بعد التأكد من محتواها.
تحتاج البشرية كلها إلى تربية , وبالنظر والتأمل في مخرجات التربية في هذا العالم نجد أن العالم يمر بأزمة تشمل جميع مناحي الحياة , أزمة في المبادئ وأزمة في القيم , وأزمة في العلاقات بين بين البشر , وأزمة في الأمن , وأزمة في الاقتصاد ’ فالعالم البعيد عن الإسلام يعيش موجة من القلق النفسي المتزايد والاضطراب المخيف المتصاعد , مما يحدو بنا للتفكير بل العالم كله يتطلع لإيجاد منقذ يحمل على عاتقه حل لكل المشاكل بدءا بالنفس وانتهاء لكل مناحي الحياة دقها وجلها صغيرها وكبيرها يكون سلاحه التربية الجادة المتجذرة والمعتمدة على أصول لا تتزعزع , فيصحح المسار ويأخذه إلى طريق التربية القادرة على تصحيح المسار اتجاها ومفهوما وسلوكا وتطبيقا ..
وهذا لن يجده العالم إلا في التربية الاسلامية لأن محتواها وأصولها تنطلق من كلام الله وحده وغايتها محددة في كتابه الكريم ووسائلها تتمثل في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ويرته وسيرة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده قولا وفعلا وقدوة .. فالإنسانية كلها بحاجة إلى أن تدخل معنا من عتبة التربية الإسلامية لتعيش معنا الحياة السعيدة الآمنة حيث ترعى الفرد في جميع مراحل حياته , وتلبي جميع حاجاته وميوله وتكسبه العزة والصلاح والقدرة على عمارة الأرض والإنسان معا ...
يتبع...
التربية الأسلامية لا يمكن أن يصلح العالم بغيرها ، أي ورب الكعبة .
صح لسانك ، كتب الله أجرك وأثابك ، وأعانك على الأستمرار الذي نترقبه ونتابعه .
كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل
استاذنا القدير / بن مرضي
الشكر لله الذي هيأ لي ما اجمع منه هذه المواد وغيرها ثم الشكر لكم أنتم فلولا أن هناك من يحث على المسير قدما فجزى الله كل من يقرأ ويكتب ويساهم في سبيل الوصول إلى حقيقة العزة والتمكين التي يبحث عنها المسلمون اليوم ...
شكرا يا ابا أحمد
هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
كالبحر عمقاً والفضاء مدى مدونتي
أحمد الهدية
تتميز التربية الاسلامية في أنها تربية :
1- ربانية .
2- صالحة .
3- عالمية .
4- عملية .
5- إنسانية .
6- مستمرة .
7- خالدة .ودعونا هنا نتحدث عن أول مميزة وهي :
تربية ربانية
من المسلمات أن كل تربية تنتمي إلى عقائد محددة ربانية أو وضعية , فهي ترجمة لهذه العقائد والثقافات المكتسبة منها , ولعل من أظهر سمات التربية الإسلامية أنها تربية بدأت من عند الله حينما أنزل على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بحراء ( إقرأ بسم ربك الذي خلق * خلق الانسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان مالم يعلم ) {سورة العلق}فتتحدد بهذا ربانية الوجهة وربانية المصدر معاً ,ولما كان الله الخالق والانسان هو المخلوق , فالخالق أعلم بالإنسان من نفسه فهو خير خبير به وألطف لطيف بخلقه ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) {الملك} فالتربية في الإسلام تستند إلى أصول ربانية عليا هي منهج الله الأصيل المحدد في كتابه العظيم وسنة رسوله الكريم ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ){الانعام}وحيث أن الغاية العليا للتربية الإسلامية هي تحقيق العبودية الخالصة لله وحده تحقيقا لقوله تعالى ( ماخلقت الجن والانس إلا ليعبدون ) {الذاريات}..
يتبع...
مع الخاصية الثانية
هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
كالبحر عمقاً والفضاء مدى مدونتي
أحمد الهدية
( تربية صالحة ) إن من كمال خلق الله أن جبل الإنسان على الخير والفطرة السليمة , المؤمنة بربها وخالقها ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) {الروم} فالإسلام يرعى فطرة الإنسان ويقوي خيريتها التي فطرة عليها , ولا غرو فالإنسان يولد وهو مزود بالاستعداد للايمان بالله وحده وبهذا يكون تأسيس الصلاح الإنساني من الله رب العالمين الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم وهيأ فطرته على الخير , قال تعالى ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) {التين} فالمربون يبذرون البذور الصالحة في هذه التربة الطيبة فيكون الغراس طيبا والثمار يانعة ( والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون ) {الاعراف} كما أن التربية الإسلامية تتعهد بناء الإنسان العقائدي وترعى اتجاهاته الروحية عن طريق الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره , وتعمل على تكوين الاتجاهات الطيبة نحو الخير والفضيلة والعلم النافع والعمل الصالح .
ولما كانت التربية الاسلامية تستمد صلاحها من الاسلام الذي تشتمل تعاليمه على مقومات التربية الصالحة فإننا نتطلع إلى إخراج الإنسان الصالح , ولكي نحافظ على النتاج الانساني للتربية الصالحة لابد من تهيئة البيئة الصالحة التي تساعد على الممارسات الصالحة من قبل الصالحين , ليزدادوا صلاحا وخيرية , فالانغماس في البيئات الصالحة وسيلة لتثبيت المادئ والقيم الأصيلة ووسيلة فاعلة لاستمرار الصلاح وكثرة الصالحين . يتبع...
هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
كالبحر عمقاً والفضاء مدى مدونتي
أحمد الهدية
( تربية عالمية ) هي تربية تلغي الفواصل القومية والحدود الأرضية , والمفاهيم القاصرة , والنظرة المحدودة بحدود المكان والزمان فالرب واحد والرسول واحد وهذه هي عالميتها الفاصل الوحيد هو التقوى .. ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) {الحجرات}..
إن معطيات التربية الإسلامية قادرة على التأثير في جميع البشر وتربيتهم على الصلاح فعالمية التربية والتعليم تنبع من تركيزها على الإنسان الصالح في كل مكان وزمان وفي كل مجلس ومقام , فلا غرو فهي تربية عالمية منفتحة على البشرية في جميع أقطارها ولكل أجناسها , فأشراف قريش وسادتها الذين أسلموا , وبلال الحبشي , وصهيب الرومي , وسلمان الفارسي , يتلقون تربية واحدة من رسول واحد فلا يتعالى أحد على أحد ولا يتفاضلون إلا بالتقوى والصلاح ومن خلال هؤلاء الأتباع ظهرت عينة من العالمية منذ فجر الإسلام , فأبو بكر يمثل العرب , وبلال يمثل الأحباش , وسلمان يمثل الفرس ’ وصهيب يمثل الروم , وبهذا بدأت عالمية الإسلام وعالمية تربيته في إخراج رجاله المؤمنين بربهم الصالحين بأعمالهم وأخلاقهم استجابة لقوله صلى الله عليه وسلم ( كان يرسل كل نبي إلى قومه خاصة , وأرسلت إلى الناس كافة ) {رواه البخاري }فكان للإسلام القدرة على الانتشار مبتدءاً بهذه الدورة العالمية الصغرى من هذه الفئة , ثم استمر العطاء حتى بلغ المسلمون بهؤلاء الصالحين وغيرهم إلى العالمية الكبرى التي نشاهدها فيها المسلمين في جميع أقطار الأرض وقاراته , حيث بلغ فيها الإسلام ما بلغ الليل والنهار وهناك أكثر من مليار مسلم يعلن فوق هذا الكوكب لا إله إلا الله محمد رسول الله , ما يؤكد جلاء عالمية التربية الإسلامية وقدرتها على التأثير والإصلاح في كل زمان ومكان ... يتبع...
هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
كالبحر عمقاً والفضاء مدى مدونتي
أحمد الهدية
وإياك يا دويهي فما لدي من بطون الكتب وما أنا سوى ناقل منتقي منها ما يخدم توجه الموضوع ولعل الله يوفقني حتى أنتهي منه فمن وجد خيرا فيه فليحمد الله ولا ينسانا من دعوة صادقة من قلبه ومن وجد خطأ أو فكرة غير واضحة فأنا موجود ليرسل لي أو يكتب ما يراه حتى نستطيع أن نصل للفائدة المرجوة ... لانكم شهود الله في أرضه ولا استطيع تقويم ما بدأت به وعليكم التقويم ....
شكر الله لك سعيك ووفقك الله لكل خير وأحسن لنا عاقبتنا في الأمور كلها إنه جواد كريم وأن يحفظ كل قاريء وكاتب وناشر قصد وجه ربه في فيما يرصه من حروف ...
هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
كالبحر عمقاً والفضاء مدى مدونتي
أحمد الهدية
(( تربية عملية )) يسعى المربون جاهدين إلى تجسيد المفاهيم إلى قيم نافعة ويحرصون على تكوين الاتجاهات تكوينا أصيلا يدفع بالإنسان إلى السلوك المناسب لتحقيق الأهداف المرادة , فالتربية توجيه لسلوك الفرد لتحقيق أهداف معينة وتغيير في سلوكه فلا غرابة فالمجال العملي في التربية هو جوهرها الصادق المرغوب فالممارسة الواعية والتطبيق الأمين للمنهج الرباني يغذي السلوك الإيماني ويقويه فالتربية الإسلامية تربية سلوكية عملية , لا تكتفي بالقول وإنما تتعداه إلى الممارسة والعمل , لأن من تمام كمال الإنسان المسلم أن تتطابقأقواله وأفعاله .
فبالتربية الإسلامية نستطيع أن نحول المفاهيم الإسلامية المعطاة إلى ممارسة عملية ترقى بالفرد وعيا واتجاها وسلوكا في مواقف تربوية متعددة فالتربية الإسلامية ليست تربية نظرية انشائية , بل هي تربية سلوكية فعلية تهيئ الإنسان للسلوك العملي الذي يلتزم بنظام واقعي في الأخلاق والسلوك يقول تعالى : ( قد أفلح المؤمنون # الذين هم في صلاتهم خاشعون # واللذين هم عن اللغو معرضون # والذين هم للزكاة فاعلون # والذين هم لفروجهم حافظون # إلا على أزواجهم أوما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين # فمن ابتغى وراء ذلك فأولائك هم العادون # والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون # واللذين هم على صلواتهم يحافظون # أولائك هم الوارثون # الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ) {المؤمنون}
فكل قيمة سلوكية عقدية لها سلوك عقدي يرفع الروح ويزكي النفوس وكل قيمة سلوكية خلقية لها واقع سلوكي تمارس فيه يتمشى مع طاقة الإنسان ويتفق مع فطرته السليمة , ولهذا ينكر الله تعالى على الذين يفصلون بين القول والعمل وبين النظرية والتطبيق بقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون # كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون ) {الصف} , وقال تعالى ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ) {البقرة}
وخلاصة القول :
أن الأقوال لاتعتبر إلا حين تتطابق مع الأفعال ولا يعتبر الإنسان متربيا وهو بعيد عن المبادئ والقيم , فإن تربية الأجيال على على الجمع بين العلم والعمل أمر لابد منه لتحقيق أهدافها وجني ثمارها , كما أن تمثل القدوة من المربين أمر مطلوب فلقد سئلت عائشة بنت الصديق رضي الله عنها عن خلقه صلى الله عليه وسلم فقالت : (كان خلقه القرآن ) أي بمعنى أنه كان يعيش عمليا مع حقائق القرآن وتعاليمه وتوجيهات فيطبقها عمليا وسلوكيا
لافته :
قارنوا اليوم ما يحدث من افتقاد الأجيال للقدوة بدءا بالبيت وانتهاء بالمؤسسات التربوية مرورا بالمرافق الخاصة والعامة وانتهاء بالمسجد فالله الله في العودة للعقل وتربية الجيل على التربية الاسلامية الصحيحة التي لا تقبل المساومة بين النظرية والتطبيق ....
يتبع...
هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
كالبحر عمقاً والفضاء مدى مدونتي
أحمد الهدية
استاذي القدير ..
نصيحة سآخذها بعين الاعتبار ولكني لا زلت في استمرارية البحث فمالدي هو عدد قليل من المراجع والفكرة الاساسية تعتمد على البحث عن بقية المراجع وما سأحتاج إليه في إيصاله إلى القارئ الكريم فأسأل الله أن يعيننا ويوفقا إلى كل خير ..
شكرا استاذي ..
هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
كالبحر عمقاً والفضاء مدى مدونتي
أحمد الهدية
(( تربية إنسانية )) من الثابت المعروف لدى المربين أن ثمة فارقا بين التربية الإسلامية والتربية الوضعية باختلاف مناهجها , ومن المعلوم أن الإنسانية تعاني من نكبات متنوعة بسبب التربية الوضعية ذات المقاصد النفعية المجردة , والتي أفقدت الإنسان إنسانيته والفرد كرامته وذلك بسبب محدودية عطائها وجمود مقاصدها وكثرة عللها بينما التربية الإسلامية تنطلق من روح الإسلام في عطائها ومقاصدها فتحدث بإذن الله تحولات جوهرية في شخصية الفرد , وتكون بناءات نافعة في التصور والسلوك .
فلكل تربية معطياتها الثقلفية والسلوكية , ولكنها لا تسعى كلها في تشكيل الحس الانساني لدى الافراد حيث يظهر الفارق بينها بدعوى الربط بين دلالة التربية في التغيير وحركة الواقع والتي تشاهد خصائص الانسان وطبائعه من خلال نشاطه والذي يظهر فيه الانسان بإنسانيته مرة ويخفي إنسانيته مرات , فإذا كانت التربية الوضعية تخدم الانسان في إقليمه دون غيره فإن التربية الإسلامية تقوم على خدمته أينما كان , وتربيه على الانسانية في أرفع صورها وتدعو جميع البشر إلى طريق الله اهتماما بانسانيتهم وخدمة لهم , يقول تعالى (( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون * الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون )) {البقرة} .. إن التربية الاسلامية تخاطب الإنسانية كلها وتفاضل بينهم على أساس التقوى والصلاح ولا شيء غير ذلك في الفضل يقول تعالى ((يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير)){الحجرات}.
فالتربية الإسلامية تربية إنسانية تعمل لخير الإنسان وتقوم على الأخوة , يقول محمد عليه الصلاة والسلام نبي الرحمة والهدى والانسانية ( مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) .
الخلاصة ..
أن التربية الإسلامية تربية إنسانية لا تعرف العنصرية ولا القومية المحدودة وإنما هي تربية للناس أجمعين ترتفع بهم إلى الأفق الشامخ , أفق الإنسانية الأعلى فتظهر عليهم العزة والطهر والوحده , والثقة بسلامة الهدف ووضوح الطريق .
لفته ..
حاول أخي القارئ أن تقلب طرفك في جميع المجتمعات باختلاف أديانها ثم حاول أن تستقرئ التأريخ فستجد ألا مقارنة مع ما تقدمه التربية الاسلامية من خير واتزان للانسانية وإياك والحكم على ما تشاهده من مخالفة هنا وهناك إلا بعد الرجوع لقراءة متأنية لجميع الجوانب التأريخية في كل تربية حتى تجد الحقيقة الواضحة فإذا ما وجدها فلا تنسني من دعاءك بشرط أن تبحث عن الحق دائما ...
يتبع...
هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
كالبحر عمقاً والفضاء مدى مدونتي
أحمد الهدية
شكرا من الاعماق على ما ذهبت إليه مع استاذنا القدير وإن شاء الله بعد الانتهاء منه سأحاول دراسته على مهل ليخرج ببحث متكامل بعد أن أرتبه ترتيبا جيدا مع الاستفادة من الردود قدر المستطاع فالى ذلك الحين اسأل الله أن يعين وأن يهبنا الصبر والاخلاص في العمل ...
تحياتي اليك
هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
كالبحر عمقاً والفضاء مدى مدونتي
أحمد الهدية
(( تربية مستمرة )) لا شك أن الاستمرار في العطاء والاستمرار في التهذيب وزرع الاتجاهات الصالحة والاسمترار في رعاية الاجيال وتربيتهم أمور تعني الفاعلية في الخير والإصلاح والتقويم , ولما كانت التربية الاسلامية تنبع من العقيدة الاسلامية ذاتها فهي باقية ما بقيت العقيدة في النفوس ومستمرة مادام الايمان في القلوب والتربية متأثرة بذلك في صعود وهبوط , والدين الاسلامي لا يكتمل عند الانسان إلا بالعلم والتربية على الخير والفضائل , فبقدر ما يتربى الفرد ويتعلم تتكون مفاهيمه واتجاهاته وخبراته الدينية , فيعلم أنه لا إله إلا الله وأن الدين عند الله الاسلام , وحين نتدبر قوله تعالى ( وقل رب زدني علما ){طه} وقوله تعالى ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ){الإسراء} وقوله تعالى ( وفوق كل ذي علم عليم ){يوسف}فنعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالإستزادة من العلم , وهو أعلم أمته , فأتباعه في أشد الحاجة إلى الاستزادة من العلم ما بقيت لهم الحياة , كما أن في هذه الآيات حقيقة أن علم الله العليم فوق كل علم , بل أن جميع العلوم مستمدة منه سبحانه , وبهذا يرغب أن يكون طلب العلم مستمرا وملازما الإنسان ما بقيت له الحياة .. فالتربية كالحياة لا تتوقف مادام هناك حياة للمربي والمتربي وبهذا تكون التربية في الاسلام ممتدة من المهد وحتى اللحد...
ولعل الاطلاع على ما قاله السلف الصالح عن الاستمرار في طلب العلم وتعليمه خير دليل على أهمية التربية واستمراريتها , والتي تدل دلالة صادقة على سلامة المنطلق وصفاء المعتقد ..
يتبع هذه الخاصية ...
هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
كالبحر عمقاً والفضاء مدى مدونتي
أحمد الهدية
إن خاصية الاستمرار التي تميز التربية الاسلامية تحتاج منا إلى تتبع وتقصي أثر فتاعلوا نعطي إشارات وأمثلة تدل على استرارية التربية الاسلامية فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله فيما معناه ( من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة ) .
وعن معاذ ابن جبل - رضي الله عنه - أنه قال : ( تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية , وطلبه عباده , ومذاكرته تسبيح , والبحث عنه جهاد , وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة , وبذله لأهله قربة , لأنه معالم الحلال والدليل على السراء والضراء , والسلاح على الأعداء والرفيق عند الأخلاء , يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة وأئمة , تقتفى آثارهم ويقتدى بأفعالهم , وينتهى إلى رأيهم , ترغب الملائكة في خلتهم وبأجنحتها تمسحهم , يستغفر لهم كل رطب ويابس , وحيتان البحر وهوامه وسباع البر وأنعامه , لأن العلم حياة القلوب من الجهل , ومصابيح الإبصار من الظلم , يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار , والدرجات العلى في الدنيا والآخرة , التفكير فيه يعدل الصيام ومدارسته تعدل القيام به توصل الأرحام وبه يعرف الحلال والحرام هو إمام العمل والعمل تابعه , ويلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء ) { ذكره ابن القيم في مفتاح دار السعادة }.
ويروى عن ابن الجوزية قوله ( إن الرجل إذا لقي من هو فوقه في العلم كان يوم غنيمه , وإذا لقي من هو مثله دارسه وتعلم منه , وإذا لقي من هو دونه تواضع له وعلمه )... وغيرها من الأمثلة كثير ولكن العبرة في الكيف وليس الكم
ومما يعين على استمرارية التربية هو محاولة اكتساب مهارة التعلم فقد جاء في المثل الصيني ( علمني كيف اصيد السمكة ولا تصيد لي سمكة ) ولعل هذا موافقا للشعار الذي يرفعه التعليم المستمر تعلم كيف تتعلم , وبهذا تكون التربية الذاتية والتعليم المستمر أحد قطبي التربية المستمرة وثمرتها المرادة .
خلاصة ..
ان استمرار الحياة معناه استمرار عملتين التربية والتعليم ولن تنفصل الثلاثة هذه إلا بانفصال الروح عن الجسد - الموت - وإذا ما حاول شخص تجاوزها واهمالها فقد سمح لشيطانه أن يصنفه من فصيلة الحيوانات البشرية التي تمارس فعل الحيوان ولا تستطيع فعل شيء كما وصفهم الله ابلغ وصف بقوله ( كالأنعام بل هم أضل ) ..
لفته ..
تلفت يمنة ويسره وانظر فيمن يتحدث اليوم عن التربية أين هو من العلم فإن وجدته ملازما له فاصغ سمعك له وإلا فابحث عمن يعينك على تربية نفسك بدلا من ضياع وقتك أمام من يهذي بما لا يعقل .. ثم انظر ما قيمة التعليم اليوم هل هي مستقبلية مستمرة أم وقتية بالشهادة لذلك احرص على الاولى لان الثانية لا معنى لها ومحدودة التفكير والمعارف والتحليل ...
يتبع
هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
كالبحر عمقاً والفضاء مدى مدونتي
أحمد الهدية
تعليق