بسم الله الرحمن الحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سأبدأ بما قال الشاعر العربي إذ يقول:

متى يبلغ البنيان يوماً تمامه ****** إذا كنت تبنيه وغيرك يهــدم.

أو:ـ

لايبلغ البنيات يوما تمامه ****** إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم.

فلا يمكن أن يكتمل البنيان خاصّة وأن الهدم أسهل من البناء.

وكذلك أقول صدق الشاعر الذي قال:


لو ألف بان خلفهم هادم كفى ******* فكيف ببان خلفه ألف هادم.


وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديث اخرجه الامام البخاري (اذا ضيعت الأمانة فانتظروا الساعة.قال كيف اضاعتها قال اذا أوسد الأمر الى غير أهله فانتظروا الساعه).. أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

فأين أمانة الكلمة والصدق في مقالة الأخ صالح على صفحات الجرائد،، وهذا الإتهام الجائر!!!! وعلى من؟؟؟ !!!!! للأسف الشديد أنه ضد أهله وخاصّته وأصله وفصله ونسبه فلقد قال الشاعر:

فظلم ذوي القربي أشد مضاضة ****** على القلب من وقع الحسام المهند.


لقد تعلمنا منذ الصغر أن صلة الأرحام هي صلة أساسية وركيزة بنائية في المجتمع، ولقد حثنا عليها ديننا الحنيف في كتابه الحكيم والسنة النبوية الشريفة، وما أجمل تلك المواقف والاتصالات والتلاقي والتجمعات التي تحدث بين الأهل والأقرباء بين الفترة والأخرى، حيث ترتوي جذور التآلف والتراحم في الكبار، وتبذر بذور الحب والألفة في الصغار، وتظهر علامات المودة والتراحم لتسهم في بناء مجتمع ذو أساس راسخ، ويتكاتف الآباء والأبناء مع الأعمام والأخوال لذكريات الأجداد. والجميع في القبيلة الواحدة والمجتمع الواحد من ذوي القربى في صورة مشرفة جميلة، بعيدا عن العصبية القومية والنعرات القبلية تدعوا إلى تألف القلوب البشرية وما أروع المنظر، وما أروع قوة التكاتف والاخوة، ولو استطاع أحد أن يفدي الآخر لفداه بعمره وكل ما لديه، واليوم أين نحن من ذلك؟ بعد هذا الإتهام (لغرض في نفس يعقوب) إن صحّت الأقوال،، فكيف كنا في الماضي وكيف أصبحنا؟ وأين المحبة التي زرعت وتأصلت فينا منذ الصغر لكل من عرفناهم من أهل وأقارب؟ هل حب الذات والظهور وحب الإنتقام أولى لينقض ذلك العهد الجميل الذي حكم علينا بالقرب والإخاء؟ الكل يقلب ما تبقى من الصور في مخيلته ليجد كل قريب قد ابتعد ليصبح (غريبا)، وأي ذنب اقترفه الجيل الذي سيعقبنا ليجهل هوية قريبه؟
وإن بحثنا عن الأسباب وتعمقنا فيها قليلا، لوجدنا بأن كل سبب أتفه من الآخر ، إلى أن يصل بنا الأمر إلى الخلاف..وإلى أن يصل الأمر كذلك إلى النزاع بين أبناء عمومة متحابون كالاخوة..فكيف ولماذا يأتي اليوم الذي تشعل فيه نار الفتنة بيننا لتتكرر مأساة (حرب البسوس) مرة أخرى..!

يا الله.. بأي عقل نعيش اليوم..؟
وبأي قلب نعيش اليوم ما لم نتغاض ونتسامح عن أتفه الأمور..؟
وبأي عين نر الخطأ لنسكت عنه مدى السنين؟

أخي الكاتب أنت لم توجد في هذ الحياة لتطبق أحكاما وتهمل أخرى، ثق تماما بأنك محاسب لأنك ستؤدي بإتهامك هذا إلى قطيعة الأرحام أكثر مما هي عليه!!! لأنك ستشتت أجيالا وأجيالا بهذا الإتهام الخطير وبهذا فأنت تدعو إلى شق عصا التكاتف والترابط والوحدة التي دعى إليها ديننا الحنيف وقامت عليها أنظمة دولتنا الحبيبة والغالية على أنفسنا جميعا، وكلها ولله الحمد مستمدة من الكتاب والسنة وما ذلك التواصل والتلاحم إلا واحدا مما يدعو إليه ولاة أمرنا وعلمائنا وشيوخنا وكل العقلاء والمنصفين والناصحين،، فأرجو من الله أن تكون أنت منهم،، وتذكر قول الله ــ سبحانه وتعالى: «فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم. أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم» صدق الله العظيم (محمد 22 ــ 23).

وأخيرا نصيحتي لكل عاقل أن يتجنب الظلم عامة وظلم الأخ والقريب خاصّة فقد قيل «ظلم الأقارب، أشد وقعا من السيف».


ولكم التحية.




أخوكم/احمد البشيري