القنوات المناطقية تناست الوطن بأطيافه ووحدته الراسخة
صالح بن خميس الزهراني
اشكر للرسالة عندما تناولت موضوع القنوات المناطقية في عدد سابق.. بشيء من الصراحة في غموض مستتر عن تلك التجمعات القبلية في احتفاليات متباينة تنقلها وسائل الإعلام ومنها الفضائيات المناطقية التي أشارت إليها.. وقد استضافت الرسالة شخوصا من أصحاب الرأي منهم من قال إن خطر تلك القنوات اشد من الإرهاب في تربية المجتمع على ثقافة القبيلة دون الوطن..وقوله صحيح من وجهة نظري.. في حين أن رأي آخر ذهب إلى ابعد من ذلك بقوله (خطورة هذه الفضائيات تتعاظم في ظل التوجه الدولي لتجزئة منطقتنا وتفتيت وحدتها مستغلين النعرات القبلية وتعدد الأعراق والأجناس.. ). وهذا منطق العقل الذي نحن بحاجة إلى الوقوف عنده لدحر فكر ناطق بصورة حية.?وإذا ما أمعنا النظر وتتبعنا مضمون ما تبث تلك القنوات نجد أن اغلبها أخذت الجزء وليس الكل أخذت القبيلة كوحدة مجردة بما لديها من تراث أو قل عادات وتقاليد ..وتناست الوطن بأطيافه ووحدته الراسخة .. وانا اعتبر ذلك المنحى الذي اخذ به بعض من يقوم عليها قصور فكر وانحصار ثقافة في زاوية ضيقة لم يشاهد منها غير ذاته ليشار إليه بذاته من أفراد قبيلته.?لكن دعونا نذهب إلى ما هو اخطر في تصوري الشخصي من القنوات الفضائية وهي تلك التجمعات أو الجمعيات التي تشكل من بعض افراد القبيلة في سرداب مظلم تتخذ لها شعاراً مميزاً ليعبر عن أهداف المشروع الذي انطلق من إيمان القائمين عليه بعد أن استشعروا أهمية التخطيط له ومن ثم قاموا برسم الاستراتيجيات كما سطروا في نشرتهم الأول معلنين انه تم اعتماد خطة عمل مدروسة بعد عدة اجتماعات تشاوريه بين أعضاء اللجان التنظيمية.. وهنا نقف مع (التخطيط ورسم الإستراتيجية..و اعتماد الخطة..اجتماعات تشاورية..أعضاء لجان تنظيمية ..) إذا ما أمعنا النظر في هذه العبارات عند ورودها في سياق قول عبر الأثير أو مكتوب في مطبوعة فإننا نجزم انه تصريح مصدر مسؤول في إدارة حكومية .. ومن هذه الآلية يجب إيقاف استمرار هذا النشاط لأنه اخذ منحى آخر غير حفل المعايدة الذي يتستر خلفه بكفالة الأيتام بالرغم من جود جمعيات ترتبط بوزارة الشؤون الاجتماعية معنية بهذا الأمر..واتجه إلى رعاية طلبة العلم بالمال مع وجود الجامعات والمكتبات المفتوحة..وإذا بحثت بين هذا النشاط وحفل المعايدة لن تجد أي علاقة.. وإذا ما اتجهت إلى ترتيب المحاضرات وعقد الندوات للوفاء برسالة التواصل في احتفالية عيد ومعايدة..لن تجد أي رابط لهذا الأمر إلا إذا كان هناك محاضرات على مدار العام تقدم لمتلقين في أماكن معروفة لهم فقط تحمل فكراً خفياً يختبي خلف نشاط التكريم والاستمالة لتغذية الإرهاب وتفخيخ العقول باسم القبيلة !! صحيح أن للقبيلة دوراً ايجابي إذا نبع من أهل الحل والعقد فيها وهو ما يمثل المشايخ والأعيان من أصحاب المال والإعمال والمثقفين بالعلم أو بالمعرفة القبلية تحت مضلة الدولة بدون انفرادية عن القنوات الرسمية.?في تصوري أن المجتمع السعودي يعيش إفرازات القنوات المناطقية في صور عدة منها مزايين ابل بعض القبائل وتجليات شاعر المليون ومشروع تواصل..وغدا ربما نجد مزايين تتعدد بمسميات أخرى. ?إذا نحن أمام إشكالية يجب علينا التعاون على إلغاء فعالياتها وذلك من خلال استقراء طروحات نشرات وأهداف رسمت واستراتيجيات وضعت وأفعال لمسنا نتائجها قد تسهم في إحياء العصبية القبلية وتفتت اللحمة الوطنية..ولعلنا نتفق في زيادة الترابط الاجتماعي وتقوية أواصر البناء الوطني من غير تفاخر بنسب او مناطق لاننا شعب واحد في وطن واحد تحت راية واحدة..دستورنا كتاب الله وسنة نبية..وبالقرآن تميزنا ومنه نمتاز عن الآخرين.. والله اعلم.?•
كاتب صحفي جريدة المدينة الر سالة 27/11/1428هـ ص7
تعليق