إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى فنرجو التكرم بزيارة صفحة التعليمات بالضغط هنا
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل في المنتدى
إذا رغبت بالمشاركة، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
الاخوة والأخوات الكرام أعضاء وزوار منتدى الديرة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تلقيت عدة اتصالات تفيد بعدم القدرة على دخول المنتدى والمشاركة، لذلك أرجو من الجميع معرفة التالي:
1- من يريد استعادة العضوية وقد فقد بريده الالكتروني المعتمد في المنتدى فعليه مراسلتي على zahrani@zahrani.com.sa أو الواتس 0505686991.
2- الزوار الذين يريدون المشاركة فيمكنهم ذلك بدون التسجيل على أن يتم عرض المشاركة بعد التأكد من محتواها.
ليس في الارض قلم ولا عقل يستطيع ان يعطي الفاروق حقه وكل ما قدم ونقدم هي قطرة من بحر
من هو الفارق في سطر:
اسلم بسورة طه وكان اصدق من الشمس في ضحها وكان اوضح من القمر اذا تلاها واشهر من النهار اذا جلاها تولى الخلفة فأعلاها وقاد الامة فرعاها هذا هو عمر
قال ابن كثير:
اسلم وعمره 27 سنه شهد بدر واحد وجميع غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم.
اول من لقب بامير المؤمنين في الاسلام واول من كتب التاريخ وجمع الناس على التراويح وهو اول من عس في المدينة يتفقد الفقراء والمساكين في الليل.
اول من نظم العسس ( دوريات راجله تسهر على صحة وامن المسلمين)
قالت له زوجته عاتكه مرة:
الا تنام الليل؟
قال: لو نمت الليل لضاعة نفسي ، ولو نمت النهار لضاعة رعيتي.
كان منقوش على خاتمه ( كفى بالموت واعظا يا عمر)
قال وهو يبكي على المنبر: لا يحق لي من مال المسلمين الا حليتين حلية في الشتاء واخرى في الصيف.
قال معاوية رضي الله عنه: اما ابوبكر فلم يرد الدنيا ولم ترده واما عمر فارادته الدنيا وما ارادها واما نحن فتقلبنا في الدنيا ظهر لبطن.
وجد امراة في الليل وحولها اطفالها يبكون وعلى النار قدر فاتى اليها عمر وسالها ما بال اطفالك يبكون؟
قالت الجوع.
قال: ما بهذا القدر قالت ماء الهيهم بهى حتى ينام .
عاد عمر الى بيت المال وهو يبكي واخذ الدقيق والسمن وقال لغلامه الرفع علي:
قال الغلام عليك ام عنك يا امير المؤمنين ( كررها 3 مرات)
قال عمر : بل علي ثكلت امك لن تحمل اوزاري يوم القيامه.
عاد الى العجوز وعمل لها العشاء واولادها ودخان النار يتخلل لحيته فلما شبعوا قلت له ان احسن من عمر.
قال : وما ذنب عمر؟
قالت: الله الله في عمر اولينا ويغفلنا.
بكى عمر بكاء شديد حتى ان انه في صلاة الصبح لم يعرف عنه ما يقراء من شدة البكاء
في كل يوم لنا ميتا نشيعه............... نحي بمصرعه آمال موتانا
يا نفس مالي وللاموال اجمعها خلفي..........واخرج من دنييا عريانا
فصل احد الولاه لتغنيه بالخمر
كان عمر قد ارسل والي له من قريش
وفي ذات ليلة انشد هذا الوالي وهو مع بناته يقول
اسقني شربة الذ عليها .............. واسقي بالله مثلها ابن هشام (1)
وصل الخبر الى امير المؤمنين عمر بن الخطاب واستدعى الوالي الى المدينة فقال له عمر:
ما معنى هذا البيت؟
اسقني شربة الذ عليها .............. واسقي بالله مثلها ابن هشام
كان الوالي ذكي ولكن ليس على عمر
قال الوالي: يا امير المؤمنين انا قلت بيتين:
وانشد يقول:
اسقني شربة الذ عليها .............. واسقي بالله مثلها ابن هشام
عسلا باردا بماء سحابي.............. إنني لا أحب شرب المام
فقال له عمر: لقد انقذت نفسك من الحد الثمانين ولكن والله لا تلي لي ولاة بعدها وفصله بسبب بيت شعر في الخمر يتمنى فيه شربه وهذا قمة العدالة فالسكير قد يهلك الخلق ويظلمهم ( كان يضرب بعصاه المسماه الدرة) والتي كانت تبعد الشياطين من الروس وتعيد المنحرفين الى الصواب.
(1) صديق الوالي وذراعه الايمن في العمل.
موقف في عام الرمادة
كان في عام الرمادة يوزع الدقيق بنفسه على المسلمين وكانت زوجته تختزن منحصتها حتى جاء يوم وارسلت جارية من جواري المدينة ( للتمويه) الى عمر وقالت لها خذي هذا الدقيق واذهبي الى امير المؤمنين ولا تخبريه انه من عندي واستبدليه بحلوى.
فذهبت الجارية الى عمر وطلبت استبدال الدقيق بحلوى فقال لها:
من اين هذا؟
قالت: من المدينة.
قال : جارية من انتي؟
قالت: جارية آل فلان.
قال : من ارسلك بالدقيق؟
قالت: امراءه.
قال: افي الناس من يخزن الدقيق والناس يموتون جوعا. ومن هذه المراءة؟
قالت : اعفني.
قال: لا اعفيك.
قالت: انها زوجتك عاتكة بنت زيد.
قام عمر باعادة الدقيق الى بيت المال وعادة الجارية بدون حلوى بل انه رضي الله عنه انقص من حصة زوجته بقدر ما كانت تخزن ( توفر)
وانشد حافظ ابراهيم فب عمر قصيده منها هذين البيتين
لما اشتهت زوجه الحلوى قال لها..... ايان لي ثمن الحلوى واشريها
قل للملوك تنحوا عن مناصبكم......... فقد اتى ماخذ الدنيا ومعطيها
من يستطيع ان يوصف عدل ابن الخطاب واشد اعداء الاسلام اعتبروه الواحد والخمسون من بين عظماء العالم وهذا اورده الكاتب الامريكي مايكل في كتابه ( العظماء المائه ) انظر صفحه 164 من الكتاب المذكور.
وقفته مع خولة
كان عمرا بن الخطاب يمشي في المدينة برفقة كوكبة من الصحابة فاستوقفته عجوز وقالت له:
اتق الله يا عمر لقد كنت ايام الجاهلية (عمير) واصبحت بعد الاسلام (عمر) وسرت الان امير المؤمنين.
اعلم يا عمر ان من خاف الموت آمن الفوت.
وان من خاف الحساب امن العذاب. ونصرفت.
كيف كان وضع وقوف عمر امام هذه العجوز عمر الذي تخافه الانس والجن؟
كان مطاطي الراس يستمع لها ولا نصحه.
فقال له الصحابة : اتسمع لـ امراءة عجوز؟
قال عمر: والله لو بقيت تنصحني طوال اليوم لبقيت اسمع لها الا ان اوادي الصلاة واعود اليها لأسمع نصحهاز كيف لا اسمع لها وقد سمع لها الله من فقوق السبع الطباق. اتدرون من هي؟ انها خولة بنت ثعلبة التي قال الله فيها (قَدْ سَمِعَ اللَّه قَوْل الَّتِي تُجَادِلك فِي زَوْجهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّه ) الاية
عمر يطارد الجمل
كان عمر يجمع جمال الصدقات وياخذ القطران ويطلاها حتى لا يصيبها الجرب وسط حر المدينة واثناء ما كان يطلي شرد منه جمل فانطلق عمر ورائه وطل على ابن ابي طالب ( كان الناس في قيلوله الاعمر) فقال علي انا تيك به يا امير المؤمنين: قال عمر لا الله يسألني انا عن البعير يوم القيامة ولا يسالك يا علي. ولما اعاد البعير وربطه قال: الان ارضيت نفسي.
كم كنت نجما ذرى العليائي ................. يا منصف الموتى من الاحيائي
وبنت صرح العدل يا علم الهدى........... ورفعتراس الدين للجوزائي
كان عمر ذات مرة يخطب على المنبر فسأل الناس وقال ما رايكم لو اعوجيت؟ فسكت الناس. ونهض اعرابي من اخر المسجد سالا سيفه وقال لو اعوجيت يا امير النؤمنين لقيمناك بالسوف. فقال عمر الحمد لله ان في رعيتي من لو اعوجيت لقيموني بالسيوف.
توزيع الثياب:
اشترى عمر ثياب للمسلمين من اليمن ووزع على كل واحد ثوب وكان عمر عملاقا في جسمه كما هو عملاقا في عدله فطلب من ابنه عبدالله ان يعطيه ثوبه ليوصل الثوبين ببعضهما حتى يحصل على ثوب وذهب الى المسجد ووقف على المنبر يخطب في الناس خطبة الجمعه وقال ايه الناس اسمعوا وعوا: فقام سلمان وقال والله لا نسمه ولا نعي. فتوقف عمر عن الخطبة واضطرب المسجد ، وقال عمر مالك يا سلمان : قال اتلس ثوبين ونحن على ثوب ثوب. فقال عمر قم يا عبدالله فاجب سلمان.
فوقف عبدالله مدافعا عن ابيه دفاع الحق وقال هذا ثوبي مع امير المؤمنين الذي هو قسمي مع المسلمين اعطيته ابي. فبكى سلمان وقال الان قل نسمع واومر نطع.
محمد بن عمو ابن العاص والقبطي
تسابق الامير محمد بن عمرو ابن العاص ابن امير مصر وفاتحها على الخيول فسبق القبطي محمد ونزل وضربه قائلا كيف تسبقني وانا ابن الاكرمين.
فهب القبطي الى امير المؤمنين في المدينة وقدم له الشكوى : فقال عمر احضروا لي محمدا واباه. ولما حضر عمرو ابن العاص ومعه ابنه الى المدينة دخل على عمر وكانوت الصحبة جالسين عنده قام عمر بالدرة وقال والله لا احد يحول بيني وبين محمد وابيه. وطرحهما ارض واشبعهما بالدرة ضربا وقال متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا.
ثم قال للقبطي: هل رضيت فقال رضيت يا امير المؤمنين.
عمر والهرمزان
لما فتح عمر بلاد فارس وانهارت دولة الكفر فيها
رمى بك الله جنبيها فحطمها......... ولو رمى بك غير الله لم تصب
حضر الى المدينة الهرمزان في لبس من حرير وحلي من ذهب للتفاوض مع امير المؤمنين. وكان الهرمزان في حراسة وخدم وسال المسلمين عن قصر عمر فقالوا له ليس لديه قصر قال بيته فاخذوه الى بيت مبني من الطين قالوا هذا بيته قال الهرمزان هذا بيت امير المؤمنين وتعجب. طرقوا الباب فخرج لهم ابنه وسالوه عن ابيه فقال التمسوه في المسجد. وذهبوا الى المسحد فلم يجدوه وبحثوا عنه في اطراف المدينة فوجدوه نائم لوحده تحت شجره والدرة بجانبه.
استغرب الهرمزان وقال اهذا عمر؟ قالوا نعم فقال قولته المشهور ( حكمت فعدلت فأمنت فنمت)
ويقول الشاعر الكبير حافظ ابراهيم:
وراع صاحب كسرى ان عمر........... بين الرعية عطلان وهو راعيها
فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملا......... ببردة كانت طوال الهر يفنيها
فقال قولة حق اصبحت مثلا............... واصبح الجيل بعد الجيل يرويها
امنت لما اقمت العدل بينهم................. فنمت قرير العين هانيها
ننتظرك حديثنا ( حديث الزمان)
بكل لهفه وانتي تتكلمين عن اصحاب رسوالله صلى الله عليه وسلم
جعل الله هذا العمل في موازين حسناتك واحسن إلينا واليك اختي الفاضلة
و عندما حضرت عمر -رضي الله عنه- الوفاة بعد أن طعنه المجوسي جعل الأمر من بعده الى الستة الذين مات النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو عنهم راض و أحدهم سعد بن أبي وقاص ، وقال عمر : ( إن وليها سعد فذاك ، وإن وليها غيره فليستعن بسعد ) .
سعد والفتنة
اعتزل سعد الفتنة وأمر أهله وأولاده ألا ينقلوا له أخبارها ، وذات يوم ذهب إليه ابن أخيه هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ويقول له : ( يا عم ، ها هنا مائة ألف سيف يرونك أحق الناس بهذا الأمر ) فيجيبه سعد : ( أريد من مائة ألف سيف ، سيفا واحدا ، إذا ضربت به المؤمن لم يصنع شيئا ، وإذا ضربت به الكافر قطع ) ، فتركه ابن أخيه بسلام وحين انتهى الأمر لمعاوية سأل سعدا : ( مالك لم تقاتل معنا ؟) فأجابه : ( إني مررت بريح مظلمة فقلت : أخ أخ ، وأنخت راحلتي حتى انجلت عني ) ، فقال معاوية : ( ليس في كتاب الله أخ أخ ، ولكن قال الله تعالى : ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )
وأنت لم تكن مع الباغية على العادلة ، ولا مع العادلة على الباغية ) ، فأجاب سعد قائلا : ( ما كنت لأقاتل رجلا -يعني علي بن أبي طالب- قال له الرسول : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) .
وفاته
عمر سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- كثيرا ، وأفاء الله عليه من المال الخير الكثير لكنه حين أدركته الوفاة دعا بجبة من صوف بالية وقال : ( كفنوني بها فاني لقيت بها المشركين يوم بدر واني أريد أن ألقى بها الله عز وجل أيضا ) ، وكان رأسه بحجر ابنه الباكي فقال له : ( ما يبكيك يا بني ؟ ، إن الله لا يعذبني أبدا ، وإني من أهل الجنة ) ، فقد كان إيمانه بصدق بشارة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كبيرا .
كانت وفاته سنة خمس وخمسين من الهجرة النبوية ، وكان آخر المهاجرين وفاة ، ودفن في البقيع رضي الله تعالى عنه .
التالي إن شاء الله ( عبدالرحمن بن عوف لرضي الله عنه ، أحد العشرة المبشرين بالجنة )
حديث الزمان /
كنت اريد ان اضيف على موضوع( رجال حول الرسول) ولكنني أخذت عهداً مع نفسي ضد نفسي أن لاأضيف شيئاً ...
والسبب هو: أن لا أقطع السياق ولو أنني قطعته الآن وبدون إضافة ....... فأعذرينا ...
فقط اكون قارئاً ومتابعاً كل ما امكنني ذلك ...
لقد قمتي بجهد مضني بحثاً وتنقيباً في المتون عن أصحاب رسول الله صلى الله علية وسلم
إستمري ونحن لك متابعين ....
وجزاك الله خيراً
أخشى ما أخشاه من مثل هذه السلسلة ملل القارىء من المتابعة وعزوفه عن المشاركة لذا تجدني أتوقف عن الطرح لأيام لأقرأ مشاركة أو مساهمة أو حضور ..
حضورك أسعدني ، ومشاركتك سوف تزيدني فرحاً وسعادة .. فالمشروع كما تلاحظ طويل بحاجة إلى جهد كبير .
أسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل وأن ينفعنا .
اختي الكريمة حديث الزمان
ارجو ان لا يثنيك طول الموضوع عن كل صحابي اعرف كم تعانين
حيث تحاولي الاختصار لتوصيل رسالتك النبيلة وخوفك في محله ( نحن شعب لا يقراء)
وهذه حقيقة ولكن عملك هذا سوف يكون مرجع واحتسبي الاجر من الله
اسال الله لنا ولك التوفيق
بارك الله فيك وزادك علما نافعادمت بخير
قال صلى الله عليه وسلم : " يا بن عوف إنك من الأغنياء ، وإنك ستدخل الجنة حَبْوا ، فأقرض الله يُطلق لك قدميك "
عبد الرحمن بن عوف أحد الثمانية السابقين الى الإسلام ، عرض عليه أبو بكر الإسلام فما غُـمَّ عليه الأمر ولا أبطأ ، بل سارع الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- يبايعه وفور إسلامه حمل حظـه من اضطهاد المشركين ، هاجر الى الحبشة الهجـرة الأولى والثانيـة ، كما هاجر الى المدينـة مع المسلميـن وشهـد المشاهد كلها ، فأصيب يوم أُحُد بعشريـن جرحا إحداها تركت عرجا دائما في ساقه ، كما سقطت بعـض ثناياه فتركت هتما واضحا في نطقه وحديثه .
التجارة
كان -رضي الله عنه- محظوظا بالتجارة إلى حد أثار عَجَبه فقال : ( لقد رأيتني لو رفعت حجرا لوجدت تحته فضة وذهبا ) ، وكانت التجارة عند عبد الرحمن بن عوف عملاً وسعياً لا لجمع المال ولكن للعيش الشريف ، وهذا ما نراه حين آخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار ، فآخى بين عبد الرحمن بن عوف و سعد بن ربيع ،فقال سعد لعبد الرحمن : ( أخي أنا أكثر أهل المدينة مالا ، فانظر شطر مالي فخذه ، وتحتي امرأتان ، فانظر أيتهما أعجب لك حتى أطلّقها وتتزوجها ) ، فقال عبد الرحمن : ( بارك الله لك في أهلك ومالك ، دُلوني على السوق ) وخرج الى السوق فاشترى وباع وربح .
حق الله
كانت تجارة عبد الرحمن بن عوف ليست له وحده ، وإنما لله والمسلمون حقا فيها ، فقد سمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول يوما : ( يا بن عوف إنك من الأغنياء ، وإنك ستدخل الجنة حَبْوا ، فأقرض الله يُطلق لك قدميك ) ، ومنذ ذاك الحين وهو يقرض الله قرضـا حسنا ، فيضاعفـه الله له أضعافـا ، فقد باع يوما أرضا بأربعين ألف دينار فرّقها جميعا على أهله من بني زُهرة وأمهات المسلمين وفقراء المسلمين ،وقدّم خمسمائة فرس لجيوش الإسلام ، ويوما آخر ألفا وخمسمائة راحلة .
وعند موته أوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله ، وأربعمائة دينار لكل من بقي ممن شهدوا بدرا حتى وصل للخليفة عثمان نصيبا من الوصية فأخذها وقال : ( إن مال عبد الرحمن حلال صَفْو ، وإن الطُعْمَة منه عافية وبركة ) ، وبلغ من جود عبد الرحمن بن عوف أنه قيل : ( أهل المدينة جميعا شركاء لابن عوف في ماله ، ثُلث يقرضهم ، وثُلث يقضي عنهم ديونهم ، وثلث يصِلَهم ويُعطيهم ) ، وخلّف بعده ذهبُ كثير ، ضُرب بالفؤوس حتى مجلت منه أيدي الرجال .
قافلة الإيمان
في أحد الأيام اقترب على المدينة ريح تهب قادمة اليها حسبها الناس عاصفة تثير الرمال ، لكن سرعان ما تبين أنها قافلة كبيرة موقَرة الأحمال تزحم المدينة وترجَّها رجّا ، وسألت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- : ( ما هذا الذي يحدث في المدينة ؟) ، وأُجيبت أنها قافلة لعبد الرحمن بن عوف أتت من الشام تحمل تجارة له فَعَجِبَت أم المؤمنين : ( قافلة تحدث كل هذه الرجّة ؟) ، فقالوا لها : ( أجل يا أم المؤمنين ، إنها سبعمائة راحلة )
وهزّت أم المؤمنين رأسها وتذكرت : ( أما أني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : ( رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حَبْوا ) ، ووصلت هذه الكلمات الى عبد الرحمن بن عوف ، فتذكر أنه سمع هذا الحديث من النبي -صلى الله عليه وسلم- أكثر من مرة ، فحثَّ خُطاه الى السيدة عائشة وقال لها : ( لقد ذكَّرتني بحديث لم أنسه ) ، ثم قال : ( أما إني أشهدك أن هذه القافلة بأحمالها وأقتابها وأحْلاسِها في سبيل الله ) ، ووزِّعَت حُمولة سبعمائة راحلة على أهل المدينة وما حولها .
الخوف
وثراء عبد الرحمن -رضي الله عنه- كان مصدر إزعاج له وخوف ، فقد جيء له يوما بطعام الإفطار وكان صائما ، فلما وقعت عليه عيناه فقد شهيته وبكى ثم قال : ( استشهد مصعب بن عمير وهو خير مني فكُـفّـن في بردة إن غطّت رأسه بدت رجلاه ، وإن غطّت رجلاه بدا رأسه ، واستشهد حمزة وهو خير مني ، فلم يوجد له ما يُكَـفّـن فيه إلا بردة ، ثم بُسِـطَ لنا في الدنيا ما بُسـط ، وأعطينا منها ما أعطينا وإني لأخشى أن نكون قد عُجّلـت لنا حسناتنا ) .
كما وضع الطعام أمامه يوما وهو جالس مع أصحابه فبكى ، وسألوه : ( ما يبكيك يا أبا محمد ؟) ، قال : ( لقد مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما شبع هو وأهل بيته من خبز الشعير ، ما أرانا أخّرنا لما هو خير لنا ) .
وخوفه هذا جعل الكبر لا يعرف له طريقا ، فقد قيل : ( أنه لو رآه غريب لا يعرفه وهو جالس مع خدمه ، ما استطاع أن يميزه من بينهم )
الهروب من السلطة
كان عبد الرحمن بن عوف من الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر الخلافة لهم من بعده قائلا : ( لقد توفي رسول الله وهو عنهم راض ) ، وأشار الجميع الى عبد الرحمن في أنه الأحق بالخلافة فقال : ( والله لأن تُؤخذ مُدْية فتوضع في حَلْقي ، ثم يُنْفَذ بها إلى الجانب الآخر ، أحب إليّ من ذلك ) ، وفور اجتماع الستة لإختيار خليفة الفاروق تنازل عبد الرحمن بن عوف عن حقه الذي أعطاه إياه عمر ، وجعل الأمر بين الخمسة الباقين ، فاختاروه ليكون الحكم بينهم وقال له علي -كرم الله وجهه- : ( لقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصفَك بأنك أمين في أهل السماء ، وأمين في أهل الأرض ) ، فاختار عبد الرحمن بن عوف ( عثمان بن عفان ) للخلافة ، ووافق الجميع على إختياره .
وفاته
في العام الثاني والثلاثين للهجرة جاد بأنفاسه -رضي الله عنه- وأرادت أم المؤمنين أن تخُصَّه بشرف لم تخصّ به سواه ، فعرضت عليه أن يُدفن في حجرتها الى جوار الرسول وأبي بكر وعمر ، لكنه استحى أن يرفع نفسه الى هذا الجوار ، وطلب دفنه بجوار عثمان بن مظعون إذ تواثقا يوما أيهما مات بعد الآخر يدفن الى جوار صاحبه وكانت يتمتم وعيناه تفيضان بالدمع : ( إني أخاف أن أحبس عن أصحابي لكثرة ما كان لي من مال ) ، ولكن سرعان ما غشته السكينة واشرق وجهه وأرْهِفَت أذناه للسمع كما لو كان هناك من يحادثه ، ولعله سمع ما وعده الرسول -صلى الله عليه وسلم- : ( عبد الرحمن بن عوف في الجنة )
التالي إن شاء الله ( سعيد بن زيد رضي الله عنه ، أحد العشرة المبشرين بالجنة )
آخر تعديل تم من قبل حديث الزمان; 20-02-2005, 03:01 PM.
سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيْل العدوي القرشي ، أبو الأعور ، من خيار الصحابة ، ابن عم عمر بن الخطاب وزوج أخته ، ولد بمكة عام ( 22 قبل الهجرة ) وهاجر الى المدينـة ، شهد المشاهد كلها إلا بدرا لقيامه مع طلحة بتجسس خبر العير ، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، كان من السابقين الى الإسلام هو وزوجته أم جميل ( فاطمة بنت الخطـاب ) .
والده
وأبوه -رضي الله عنه- ( زيـد بن عمرو ) اعتزل الجاهليـة وحالاتها ووحّـد اللـه تعالى بغيـر واسطـة حنيفيـاً ، وقد سأل سعيـد بن زيـد الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال : ( يا رسـول الله ، إن أبـي زيـد بن عمرو بن نفيل كان كما رأيت وكما بَلَغَك ، ولو أدركك آمن بـك ، فاستغفر له ؟) قال : ( نعم ) واستغفر له وقال : ( إنه يجيءَ يوم القيامة أمّةً وحدَهُ ) .
المبشرين بالجنة
روي عن سعيد بن زيد أنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( عشرة من قريش في الجنة ، أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعليّ ، وطلحة ، والزبير ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن مالك ( بن أبي وقاص ) ، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيل ، و أبو عبيدة بن الجراح ) رضي الله عنهم أجمعين
الدعوة المجابة
كان -رضي الله عنه- مُجاب الدعوة ، وقصته مشهورة مع أروى بنت أوس ، فقد شكته الى مروان بن الحكم ، وادَّعت عليه أنّه غصب شيئاً من دارها ، فقال : ( اللهم إن كانت كاذبة فاعْمِ بصرها ، واقتلها في دارها ) فعميت ثم تردّت في بئر دارها ، فكانت منيّتُها .
الولاية
كان سعيد بن زيد موصوفاً بالزهد محترماً عند الوُلاة ، ولمّا فتح أبو عبيدة بن الجراح دمشق ولاّه إيّاها ، ثم نهض مع مَنْ معه للجهاد ، فكتب إليه سعيد : ( أما بعد ، فإني ما كنت لأُوثرَك وأصحابك بالجهاد على نفسي وعلى ما يُدْنيني من مرضاة ربّي ، وإذا جاءك كتابي فابعث إلى عملِكَ مَنْ هو أرغب إليه مني ، فإني قادم عليك وشيكاً إن شاء الله والسلام ) .
البيعة
كتب معاوية إلى مروان بالمدينة يبايع لإبنه يزيد ، فقال رجل من أهل الشام لمروان : ( ما يحبسُك ؟) قال مروان : ( حتى يجيء سعيد بن زيد يبايع ، فإنه سيـد أهل البلد ، إذا بايع بايع الناس ) قال : ( أفلا أذهب فآتيك به ؟) وجاء الشامـي وسعيد مع أُبيّ في الدار ، قال : ( انطلق فبايع ) قال : ( انطلق فسأجيء فأبايع ) فقال : ( لتنطلقنَّ أو لأضربنّ عنقك ) قال : ( تضرب عنقي ؟ فوالله إنك لتدعوني إلى قوم وأنا قاتلتهم على الإسلام )
فرجع إلى مروان فأخبره ، فقال له مروان : ( اسكت ) وماتت أم المؤمنين ( أظنّها زينب ) فأوصت أن يصلي عليها سعيد بن زيد ، فقال الشامي لمروان : ( ما يحبسُك أن تصلي على أم المؤمنيـن ؟) قال مروان : ( أنتظر الذي أردت أن تضرب عنقـه ، فإنها أوصت أن يُصلي عليها ) فقال الشامي : ( أستغفر الله ) .
وفاته رضي الله عنه
توفي بالمدينة سنة ( 51 هـ ) ودخل قبره سعد بن أبي الوقاص وعبد الله بن عمر -رضي الله عنهم أجمعين-
التالي إن شاء الله ( أبو عبيدة عامر بن الجراح ، أحد العشرة المبشرين بالجنة )
أبوعبيدة عامر بن عبدالله بن الجراح الفهري يلتقي مع النبي-صلى الله عليه وسلم- في أحد أجداده (فهر بن مالك) ، وأمه من بنات عم أبيه أسلمت وقتل أبوه كافرا يوم بدر ، كان -رضي الله عنه- طويل القامة ، نحيف الجسم ، خفيف اللحية ، أسلم على يد أبي بكر الصديق في الأيام الأولى للاسلام ، وهاجر الى الحبشة في الهجرة الثانية ثم عاد ليشهد مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- المشاهد كلها .
غزوة بدر
في غزوة بدر جعل أبو ( أبو عبيدة ) يتصدّى لأبي عبيدة ، فجعل أبو عبيدة يحيد عنه ، فلمّا أكثر قصدَه فقتله ، فأنزل الله هذه الآية
قال تعالى :"( لا تجدُ قوماً يؤمنون بالله واليومِ الآخر يُوادُّون مَنْ حادَّ الله ورسوله ولو كانوا آباءَ هُم أو أبناءَ هم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتبَ في قلوبهم الأيمان ")
غزوة أحد
يقول أبوبكر الصديق -رضي الله عنه-: ( لما كان يوم أحد ، ورمي الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى دخلت في وجنته حلقتان من المغفر ، أقبلت أسعى الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وانسان قد أقبل من قبل المشرق يطير طيرانا ، فقلت : اللهم اجعله طاعة ، حتى اذا توافينا الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اذا هو أبوعبيدة بن الجراح قد سبقني ، فقال : ( أسألك بالله يا أبا بكر أن تتركني فأنزعها من وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ) فتركته ، فأخذ أبوعبيدة بثنيته احدى حلقتي المغفر ، فنزعها وسقط على الأرض وسقطت ثنيته معه ، ثم أخذ الحلقة الأخرى بثنيته الأخرى فسقطت ، فكان أبوعبيدة في الناس أثرم ) .
غزوة الخبط
أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- أباعبيدة بن الجراح أميرا على ثلاثمائة وبضعة عشرة مقاتلا ، وليس معهم من الزاد سوى جراب تمر ، والسفر بعيد ، فاستقبل أبوعبيدة واجبه بغبطة وتفاني ، وراح يقطع الأرض مع جنوده وزاد كل واحد منهم حفنة تمر ، وعندما قل التمر أصبح زادهم تمرة واحدة في اليوم ، وعندما فرغ التمر راحوا يتصيدون ( الخبط ) أي ورق الشجر فيسحقونه ويسفونه ويشربون عليه الماء ، غير مبالين الا بانجاز المهمة ، لهذا سميت هذه الغزوة بغزوة الخبط .
مكانته أمين الأمة
قدم أهل نجران على النبي-صلى الله عليه وسلم- وطلبوا منه ان يرسل اليهم واحدا ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( لأبعثن -يعني عليكم- أمينا حق امين ) فتشوف أصحابه رضوان الله عليهم يريدون أن يبعثوا لا لأنهم يحبون الامارة أو يطمعون فيها ولكن لينطبق عليهم وصف النبي -صلى الله عليه و سلم- "أمينا حق امين" وكان عمر نفسه-رضي الله عليه-من الذين حرصوا على الامارة لهذا آنذاك بل صار -كما قال يتراءى- أي يري نفسه - للنبي صلى الله عليه وسلم- حرصا منه -رضي الله عنه- أن يكون أمينا حق أمين ولكن النبي صلى الله عليه وسلم- تجاوز جميع الصحابة وقال : ( قم يا أباعبيدة ) .
كما كان لأبي عبيدة مكانة عالية عند عمر فقد قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهو يجود بأنفاسه : ( لو كان أبوعبيدة بن الجراح حيا لاستخلفته فان سألني ربي عنه ، قلت : استخلفت أمين الله ، وأمين رسوله ) .
التالي إن شاء الله ( معركة اليرموك - تواضعه - طاعون عمواس )
وهب أننا لا نتابع مثل هدا الموضوع ، فلمادا التوقف . إنه من أثمن ماكتب في المنتدى ، والفائدة موجودة فيه لكاتبه أولا ، بالأجر والثواب ، وكمرجع لمن يريد من القراء ثانيا ، وهناك ثالثا ورابعا وخامسا ، ولكن المهم أننا نتابع فلا تتوقفي ، وكما دكروا الإخوان توقفنا عن المقاطعة هو لخدمة الموضوع .
كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل
تعليق