قـال الحميـم المشالـح كـان لبـس المنـاصيـب
واليـوم فيصــل يوزعهـا لـصاحـي ومجنـون
حتـى (الصليـتي ) يسافـر من برحـرح لجـدة
وإلى اشتغـل دور في الزفـة قضـى بشت غالي
ذا الوقت لـو يهبـط (الدامـوك ) وإلا (الثوابـي)
شـاهت عيــون العـرب عنهـم لناس دراويش
يتلبســون ( البشـوت ) ومصـرف البيت دينة


تأخرت عن هذا الموضوع لسبب أظنّكم تعرفوه !

كنت أرقص! فأنا أرقص بدون قصيدة كما يقول عزيزي أبو زهير ، فمابالكم إذا كان السوادي هو من يحبك لنا مثل هذه النصوص التي تسلخنا من جلودنا المزركشة وتعيدنا إلى تاريخنا وأصالتنا وتراثنا ، بل إلى أكثر من ذلك بكثيييييير ، إلى حقيقتنا وواقعنا!

المسشالح تقول ميد الجباب أصدري ياصوف ضأن !

وهذه لها قصة أخرى ، سأتطرق إليها لاحقا إن شاء الله ولكنني هنا أستشهد بما تضامن به خرصان مع الحميم ، وإن أشكل هذا على البعض فإليهم هذا البيت الفصيح :

ألقاب مملكة في غير موضعها = كالهرّ يحكي انتفاخا صولة الأسد !

آه ياسوادي ، كيف تغوص بنا في الأعماق ، أعماق النفس وأعماق التاريخ !

كانت المشالح لبس " المناصيب " فقط ، أي الشيوخ ، لكن فيصل رحمه الله جعل للناس أهلا غير أهلهم ، وألبسهم ملابسا غير مناسبة لهم :

الله يرحمك يافيصل هبا للولد بو غير بوه !

أي والد غير والده ، كبير كان هذا الملك ، إذا أعطى أعطى ، البشت لا يقارن مع النسب ، فإذا استطاع أن يجعل المرء يستغني عن نسبه ، فمن السهل أن يجعله يغير ملبسه !

حتى الصليتي يسافر من برحرح لجده !

وحتى وظفها الحميم هنا توظيفا رائعا ، ولا أدري هل كان يعاني منها مثل معاناة سيبويه ؟! أم أن المعاناة كانت مع ما بعدها ؟! ولكننا فهمنا هنا أنه أستخدمها للتدليل على عدم أهمية الشخص المقصود ، وهو ليس بالضرورة المذكور في القصيدة ، فقد يكون هذا إسما مستعارا فقط ، فلا يذهب البعض إلى أن هناك إساءة معينة لشخص بذاته ، فالموضوع أبعد من هذا بكثير . والشاعر يجوز له مالا يجوز لغيره ، لذلك فإن ( لا ) التي أشار إليها الزملاء لا تنطبق على شاعرنا الحميم !

تقدير موقف من الحميم على طريقة لا يجيدها إلا هو ، فالداموك والثوابي على عِظم قدرهما عند الناس ، لو يهبطان إلى السوق لما ألتفت إليهما أحد كما يفترض ، بل ستشيه العيون عنهما ( أنظروا إلى بلاغة التعبير هنا ) إلى غيرهما ، ومن هم هؤلاء الغير؟ ناس دراويش ! يالطيف ! أي ميزة وأي صفة ألبسها الحميم هنا لهم ! هل تريدون معرفة من هم هؤلاء الدراويش ؟ هذا هو الحميم يخبرنا عنهم بكل بلاغة واختصار :
يتلبسون البشوت ومصرف البيت دينة !


ياسوادي ، أيها الأستاذ ، أيها المعلم ، إلى أين أنت ذاهب بنا ؟ الرفق الرفق يا أبا هاني . فقد بدأت أتلفت في نفسي ، فما أنا إلا من أولئك الذي جآؤا في بيت الحميم الأخير .

لك الشكر والتقدير والود والأحترام على هذه الروائع .

لا أدري يا أبا هاني لماذا تثيرنا موضوعاتك
تثيرنا جميعًا ، دون استثناء ، لدرجة أننا قد نتهم بالتطرف في المواقف تجاهها ، فمنا من يؤيدك دون تحفظ ، بل ويعجز عن ترجمة إعجابه بما تناولت وطرحت ، وبالمقابل ، تجد آخرين يتألمون ويتحسسون رؤوسهم ، ويتشنجون ، وكأنهم يحسبونها صيحة عليهم .

حيرتنا أخي السوادي وأشغلتنا ، فهل أنت ماليء الدنيا وشاغل الناس في منتدانا ؟؟؟

يا سوء حظه من كان هذا خيارة


فرضي بالبهرج الخداع وباع أغلى ما يملكه ...

استمتعت بقراءة حروفك هنا

شكرا لك ؛؛

يقال " ألصيت ولا الغنى "
وقد تُفهم هذه المقالة على غير مقصدها ، في هذا الزمان أصبحت المظاهر المزيفه تخدع السواد الأعظم من الناس ، ليست المشكلة بمن تظاهر بل المشكلة بمن صدق .
شكراً لك

لا أدري يا أبا هاني لماذا تثيرنا موضوعاتك
تثيرنا جميعًا ، دون استثناء ، لدرجة أننا قد نتهم بالتطرف في المواقف تجاهها ، فمنا من يؤيدك دون تحفظ ، بل ويعجز عن ترجمة إعجابه بما تناولت وطرحت ، وبالمقابل ، تجد آخرين يتألمون ويتحسسون رؤوسهم ، ويتشنجون ، وكأنهم يحسبونها صيحة عليهم .

حيرتنا أخي السوادي وأشغلتنا ، فهل أنت ماليء الدنيا وشاغل الناس في منتدانا ؟؟؟