أخي السوادي ..
لولا لاءات استاذنا ابن مرضي ولاؤك الكبيرة وبعض اللاءات عن اليمين وعن الشمال لغصت لأعماق المشالح ولتجولت بين الخيوط مرتحلا من خيط رفيع إلى خيط غليظ ..!!!!

ولكني تذكرت قول شيخي (مالك الحزين ) أعانه الله وأحسن له الختام وهو يروي عن شاعر العراق الجميل زاهد زهدي قوله في قصيدة له :
وليس كل حصرم كرائق من العنب

(((لا تغرك المظاهر حتى تسمع المنطق وترى الفعال فإن توافقت فهو هو وإن اختلفت فاعطه ظهرك فإن جاء من أماك فعليك بمقولة أبي حنيفة )))

فكففت يدي وعدت أدراجي قلت لعل شيخي صدق
شكرا لك

تحياتي

أخي أحمد بن حسن بن جمعان الزهراني ..
سيكون خطابي لك بهذا الاسم الصريح ؛ لأن النفس فيها شيءٌ من (الأصالة) بعد أن اُطلقـِتْ على (الثوب ) قي بادئ الأمر ثم تجاوزت إلى ما هو أسوأ ..!
كرهتها ، كرهتها يا أحمد فأي (أصالةٍ ) يحمل ذاك ..!
أبا حسن :
ما وجدت في (لاءات ) أديبنا ابن مرضي ولا في (لائي ) الكبيرة ما يمنعك من الخوض في أعماق (المشالح )..!
خض ، ولا تضن علينا بما تجده ..!

لك من أخيك السوادي التحية والود والحب ..!
السوادي

..

هذا هو الحميم ، ( أبو علي ) أقاموه من مجلسه حين انخدعت الأعين بـ (البشوت ) ، فأبى إلا أن يأخذها وافية ، لتبقى حكمة وعبرة لأهل عصره وعصرنا وعصر من سيأتي بعدنا إن وجدوا من ينقلها إليهم ..!
السوادي


عز الله إلا أخذها ناقصة بالحيل

لو هي وافية

كان ثأره عند من أقامه من المجلس ماهو عند ذاك القصير الذي يدور فضل ربي !!!

في أمان الله

بل وافية ، وافية يا صنيتان ..!
الحميم ، وضع يده على (الداء) ، فلو لم يتبختر (الصليتي ) بـ (مشلحه) لما حدث ما حدث ..!
أخي صنيتان :
كانت معاملة أهل القرية للعائد من المدينة معاملة فوق العادة ، فهم يعتقدون أنه يملك من الثقافة والنظافة والعلم ما ليس عندهم ..!
لا أزال أتذكر (عبارة ) جدي رحمه الله حينما يوقظني من نومي : ( قم ، الشمس ستشرق ، وأنت كـ (العسكري ) الذي لا يصحو إلا من حرارة الشمس ) ..!
فالعسكري كان حينما يأتي إلى (الديرة ) ينام ولا يستيقظ إلا متأخرًا ، وأهله يعتقدون أن هذا ما اعتاد عليه وما علموا أنه لا يهنأ النوم إلا في اليومين التي يقضيها عندهم ، فحياته في المدينة أشبه بالجحيم إذ يقضي يومه بين : ( استعد ، استرح ، إلى الأمام سر ، إلى الخلف در ) وما إلى ذلك من المصطلحات العسكرية ..!
كان العسكري مقدسـًا ، حتى لقد كانت أمنيتي في الصغر أن أصبح مثل فلان (العسكري ) ..!
الصليتي لم يكن عسكريـًا كما بين الحميم ، فالزفة هي مهنته في المدينة ، والحميم قد يكون هو الوحيد الذي يعرف عنه هذا ، أما الآخرون فقد ذهبوا ضحيةَ خدعةٍ من (مشلح) ، فاللوم على من خدع..!


أخي صنيتان :
أسعدني حضورك ، فلك الشكر ..!

بسم الله الرحمن الرحيم

الاهنمام بالمظهر شيء طيب ,ومطلوب،أما تكليف النفس فوق طاقتها لخداع الناس وكسب إحترامهم فهذه حماقة سرعان ماتنكشف ويصبح الشخص عرضة للسخرية والتندر، وقد فطن الى ذلك كثير من الشعراء وهذه بعض أقوالهم:

* ينكس عقاله فوق رأسه وهو هلم

وقال آخر:

خل بعض الناس له في السفر مدة طويلة
مامعه غير العمامة وثوب صوبنه

وقال عبد الواحد:
أمير قيس الناس واهل النظر والبصرة
وأما على ماتشتهي منت ميرنا

وقال البيضاني:

أنا عذرت من نقل القدم والعصاة
زادوا أهل القوافل عذّروا ما لجمال.
قلت باخذ لي الكدلك براس الجمل
والتقيت الكدالك بيعها مدّ وأسلم
مايبيعونها تقصيط ومداينة[/grade]

لله درك إيها السوادي

موضوعك هذا نشاهده كل يوم ونعرف الكثير من أحوال اؤلئك الذين لايلبسون المشالح بل يركبون الشبحات والكسزات التي بالتقسيط المريح ...
ولايمر على الواحد نهاية الشهر إلا وقد غستلف فوق راتبه ...

المظاهر ياعزيزي .. خدعت أناس كثر .. فكم أقامت من هو أفضل من الحميم وأجلست مكانه أناس يعلم الله بأحوالهم ..

الفلوس أيها السوادي تعمل المستحيل ولاغرابة في أن يقوم الحميم من مكانه للصليتي ...

لكن الغريب أن يلجأ الصليتي إلى الحميم ليقضي حاجته .. ليته وضع المشلح رهنا في الشاة ..

أمتعتنا بهذه القصة والقصيدة فلك الشكر ..

قـال الحميـم المشالـح كـان لبـس المنـاصيـب
واليـوم فيصــل يوزعهـا لـصاحـي ومجنـون
حتـى (الصليـتي ) يسافـر من برحـرح لجـدة
وإلى اشتغـل دور في الزفـة قضـى بشت غالي
ذا الوقت لـو يهبـط (الدامـوك ) وإلا (الثوابـي)
شـاهت عيــون العـرب عنهـم لناس دراويش
يتلبســون ( البشـوت ) ومصـرف البيت دينة


تأخرت عن هذا الموضوع لسبب أظنّكم تعرفوه !

كنت أرقص! فأنا أرقص بدون قصيدة كما يقول عزيزي أبو زهير ، فمابالكم إذا كان السوادي هو من يحبك لنا مثل هذه النصوص التي تسلخنا من جلودنا المزركشة وتعيدنا إلى تاريخنا وأصالتنا وتراثنا ، بل إلى أكثر من ذلك بكثيييييير ، إلى حقيقتنا وواقعنا!

المسشالح تقول ميد الجباب أصدري ياصوف ضأن !

وهذه لها قصة أخرى ، سأتطرق إليها لاحقا إن شاء الله ولكنني هنا أستشهد بما تضامن به خرصان مع الحميم ، وإن أشكل هذا على البعض فإليهم هذا البيت الفصيح :

ألقاب مملكة في غير موضعها = كالهرّ يحكي انتفاخا صولة الأسد !

آه ياسوادي ، كيف تغوص بنا في الأعماق ، أعماق النفس وأعماق التاريخ !

كانت المشالح لبس " المناصيب " فقط ، أي الشيوخ ، لكن فيصل رحمه الله جعل للناس أهلا غير أهلهم ، وألبسهم ملابسا غير مناسبة لهم :

الله يرحمك يافيصل هبا للولد بو غير بوه !

أي والد غير والده ، كبير كان هذا الملك ، إذا أعطى أعطى ، البشت لا يقارن مع النسب ، فإذا استطاع أن يجعل المرء يستغني عن نسبه ، فمن السهل أن يجعله يغير ملبسه !

حتى الصليتي يسافر من برحرح لجده !

وحتى وظفها الحميم هنا توظيفا رائعا ، ولا أدري هل كان يعاني منها مثل معاناة سيبويه ؟! أم أن المعاناة كانت مع ما بعدها ؟! ولكننا فهمنا هنا أنه أستخدمها للتدليل على عدم أهمية الشخص المقصود ، وهو ليس بالضرورة المذكور في القصيدة ، فقد يكون هذا إسما مستعارا فقط ، فلا يذهب البعض إلى أن هناك إساءة معينة لشخص بذاته ، فالموضوع أبعد من هذا بكثير . والشاعر يجوز له مالا يجوز لغيره ، لذلك فإن ( لا ) التي أشار إليها الزملاء لا تنطبق على شاعرنا الحميم !

تقدير موقف من الحميم على طريقة لا يجيدها إلا هو ، فالداموك والثوابي على عِظم قدرهما عند الناس ، لو يهبطان إلى السوق لما ألتفت إليهما أحد كما يفترض ، بل ستشيه العيون عنهما ( أنظروا إلى بلاغة التعبير هنا ) إلى غيرهما ، ومن هم هؤلاء الغير؟ ناس دراويش ! يالطيف ! أي ميزة وأي صفة ألبسها الحميم هنا لهم ! هل تريدون معرفة من هم هؤلاء الدراويش ؟ هذا هو الحميم يخبرنا عنهم بكل بلاغة واختصار :
يتلبسون البشوت ومصرف البيت دينة !


ياسوادي ، أيها الأستاذ ، أيها المعلم ، إلى أين أنت ذاهب بنا ؟ الرفق الرفق يا أبا هاني . فقد بدأت أتلفت في نفسي ، فما أنا إلا من أولئك الذي جآؤا في بيت الحميم الأخير .

لك الشكر والتقدير والود والأحترام على هذه الروائع .

لا أدري يا أبا هاني لماذا تثيرنا موضوعاتك
تثيرنا جميعًا ، دون استثناء ، لدرجة أننا قد نتهم بالتطرف في المواقف تجاهها ، فمنا من يؤيدك دون تحفظ ، بل ويعجز عن ترجمة إعجابه بما تناولت وطرحت ، وبالمقابل ، تجد آخرين يتألمون ويتحسسون رؤوسهم ، ويتشنجون ، وكأنهم يحسبونها صيحة عليهم .

حيرتنا أخي السوادي وأشغلتنا ، فهل أنت ماليء الدنيا وشاغل الناس في منتدانا ؟؟؟

يا سوء حظه من كان هذا خيارة


فرضي بالبهرج الخداع وباع أغلى ما يملكه ...

استمتعت بقراءة حروفك هنا

شكرا لك ؛؛

ينكس عقاله فوق راسه وهو هلم
ما أروع قوة السبك في هذا البيت والمعنى ..!
أبا زهير :
أوافقك في مداخلتك المدعومة بالشواهد ، فالمعضلة هي التكلف والمبالغة في الخداع اللذان يسرعان بكشف وفضح المخادع ..!
نعم ، لم تقل غير الحقيقة ..!
أبا زهير :
حضور مميز كالعادة ، شكر الله لك ..!
السوادي

كل شيء يتطور يا أبا سامي ، (التبختر ) الزائف كان لا يتعدى (مشلحـًا) أما الآن فوصل إلى (الشبح ) وما فوقها والحصيلة واحدة ..!
كم أنت قاسٍ يا ابن رمزي فـ (الصليتي) حُرم من لبس (مشلحه) وأنت لا يرضيك إلا أن يكون (رهنًا ) ، أي عقاب تريده لهذا (المخادع ) ..؟!
أبا سامي :
سعدت بحضورك ، فلك من أخيك الشكر ..!
السوادي

يقال " ألصيت ولا الغنى "
وقد تُفهم هذه المقالة على غير مقصدها ، في هذا الزمان أصبحت المظاهر المزيفه تخدع السواد الأعظم من الناس ، ليست المشكلة بمن تظاهر بل المشكلة بمن صدق .
شكراً لك

رحم الله آباءنا وأجدادنا ومعلمينا الذين ربوا وهذبوا وأصلحوا ولكن يبدو إن عملهم ذهب هباء منثورا فالشجاعة والإقدام وإكرام الضيف ونجدة الملهوف والإحسان للجار والترفع عن الدنايا وعدم مجازاة الإساءة بمثلها وإحسان الظن بالغير كل هذه كانوا يرونها من الفضائل التي يجب أن نتعلمها ونعمل ونتحلى بها ولكنهم غفر الله لهم أساءوا وهم يحسبون إنهم يحسنون تربية وينصرون حقا وجزى الله أخانا السوادي وبقية الفرقة خير الجزاء الذين ألهمونا رشدنا وأعادوا إلينا صوابنا من خلال هذه الأسطورة الجميلة التي أعادت الحق إلى نصابه فالعنصرية والقبلية هي المحك للتحاكم والتفاضل والصليتي وإن بات قائما لله ساجدا فلا يحق له أن يلبس بشتا أو أن يجلس في مجالس الرجال كيف يفعل ذلك وهو صليتي !!!
أما الحميم الذي لو كان له في قومه منعة وهيبة لما أقيم من مكانه وهو مع عجزه عن أخذ ثأره ممن ظلمه وأساء إليه استغل حاجة ذلك الجار الذي قصده بعد الله وظن أنه سيقدم بيمينه مالا تعلمه شماله فأبى إلا عار الدهر وشنار العصر وليته أخفى فعلته التي تأباها النفوس السوية والفطر السليمة ولكن أبى إلا أن يفضح فعلته بقصيدة تبقى عارا ووصمة مابقي البياض والسواد ..

في أمان الله

أعجبني رد كبيرنا أبي ماجد فاقتبسته ليتكرر مرتين

فما تكرر تقرر وفُهِم معناه أكثر وأكثر.

شكرا لك أبا هاني على هذه القصص الرائعة شكرا.