من منا لايعرف الوجه المضيئ والمشرق وصاحب الكلمات العذبة التي تدخل القلوب
بدون استئذان ..
الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله الذي منذ فتحت عيناي على التلفزيون وأنا أشاهد هذا
الرجل الكبير .
في هذه الصفحة بإذن الله سوف نرى كل يوم درسا من دروسه جمعت من كتبه ..
قرأت الدروس وأحببت نقلها لكم عسى أن تنال إعجابكم وسوف أحاول جاهدا متابعة
الحلقات حتى نهاية رمضان بإذن الله .. وللأمانه فهذا جهد كاتب بالساحات العربية اسمه
ابو ريناد الشهري وليس لي الا المقدمة فقط
وأعتذر على تأخري في وضعها في المنتدى
لا تنسوا الدعاء للشيخ ولأخوكم كاتب المقدمة وصاحب الفكره ابو ريناد .
بسم الله نبدأ
الخميس
1 / 9 / 1428 هـ
رمضان
قال الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله :
في رمضان يغدو الناس كأنهم إخوة في أسرة واحدة، أو رفاق في مدرسة داخلية، يفطرون جمعياً في لحظة واحدة، فتراهم المساء مسرعين إلى بيوتهم، أو قائمين على مشارف دورهم، أو على أبواب منازلهم، ينظرون في ساعاتهم ويتطلعون إلى المآذن بعيونهم، وإلى المدافع بآذانهم، فإذا سمعوا ضربة المدفع، أو أبصروا ضوء المنارة، أو رنّ في أسماعهم صوت المؤذن، عمّت الفرحة الكبار والصغار، فانطلقت وجوه الكبار، وصاح الصغار بنغمة موزونة ( أذّنْ، أذّنْ، أذّنْ ) وطاروا إلى دورهم كعصافير الروض، يرضى كلٌّ بما قسم له، ويحمد الله عليه، وقد راضهم الجوع على أن يتقبلوا كل طعام، فكل طعام هو في أذواقهم تلك الساعة أطيب طعام.
فإذا فرغوا من طعامهم أمّوا المساجد فقاموا بين يدَي ربهم وخالقهم صفاً واحداً، متراصَّة أقدامهم، ملتحمة أكتافهم، وجباههم جميعاً على الأرض، الغني والفقير، والكبير والصغير، والصعلوك والأمير، يُذلُّون لله، يضعون له وجوههم عند مواطئ الأقدام، فيعطيهم الله بهذه الذلّة له عزّة على الناس كلهم، فتنخفض لهم رؤوس الملوك والجبارين حتى تقع على أقدامهم، ومن ذلّ لله أعزّه الله، ومن كان لله عبداً جعله الله في الدنيا سيداً، ومن كان مع الله باتباع شرعه والوقوف عند أمره ونهيه، وإتيان فرائضه واجتناب محرّماته كان الله معه بالنصر والتوفيق والغفران، وبذلك ساد أجدادنا الناس وفتحوا الأرض من مشرقها إلى مغربها، وحازوا المجد من أطرافه، وأقاموا دولة ما عرف التاريخ أنبل منها ولا أفضل، ولا أكرم ولا أعدل.
رمضان الذي يجمع للصائم صحة الجسم وصحة الروح، وعظمة النفس، ورضا الله.
ولحديث الشيخ رحمه الله بقية
تعليق