أحسنت أخي ابن مرضي
وأدعو إلى إغلاق هذا الموضوع
وفتح موضوع جديد يتعلق باحتياجات المنطقة
والسلبيات ومحاولة علاجها

تحيتي لكل من نبض قلبه هنا

وكل عام وأنتم بخير

هنا مقال الدكتور صالح الزهراني
كردٍّ على هذا الموضوع

طبعًا أخّرت وضع الموضوع لأنه لم يُنشر في موقع صحيفة المدينة الإلكتروني إلا اليوم

الباحة - دعوة لفضّ الاشتباك

أ.د. صالح الزهراني

تكمن رسالة المثقف العضوي الحقيقية في فحص الأفكار والسلوكيات وتحليلها، وتقديم رؤيته التي يرى فيها تزكية للفكرة والسلوك، أو تقويما لبعض جوانب القصور أو المبالغة فيها. و إيماناً مني بهذه الرسالة أعمد إلى تقديم قراءات خاصة، يتفق معي فيها أناسٌ، و يختلف آخرون. وكان لي في مقالة(الصيف في الباحة - تسوّل الضيوف) المنشورة في هذه الزاوية وقفة مع بعض المواقف التي تنطلق من وعي جميل بالتآلف والمحبة، ولكن أصبحت المبالغة فيها تمثل انقلابا على الوعي، ورغبة في تمجيد الذات. وهذه طبيعة الناس في كل زمان ومكان؛ لأن الممارسات أحياناً تسيء للقيمة، ولا تحسن إليها. والزواج قيمة من قيم الحياة، تنمو معها روح التآلف، ويتكاثر النسل، ويتراحم الناس، وتتحقق المودة والرحمة، لكن الذي يحدث اليوم أن هذه القيمة أصبحت ترتبط بممارسات خاطئة، الفكر القبلي مسؤول عن كثير منها.فليس من التآلف والرحمة ما يحصل الآن من غلاء في المهور، وتفاخر في التبذير، حتى أصبحت هذه السلوكيات مثار فزع للمتأملين في حال حفلات الزواج في بلادنا.

كنت أتأمل بعض هذه الممارسات في منطقة الباحة، وكتبت منتقدا تلك المبالغات التي لم يأمر بها نقل، ولن يقرّ بها عقل، وركزت في تلك المقالة على ظاهرة الإسراف والخيلاء التي لا تعبر عن قيمة دينية، بقدر ما تحتفي بنعرات قبلية، أصبح الحرص فيها على تكثير سواد المدعوين، والإنفاق المالي على العرضة الشعبية، والتفاخر بكثرة الذبائح سمة للكرم وحصدا للسمعة، وتحت ضغط هذه العادة التي صنعناها تورط كثير من أصحاب الدخل المحدود في الديون، وتحول الزواج من منحة إلهية تفيض بالمودة والرحمة إلى محنة وهموم، يقضي الزوج بقية عمره وهو يعاني من تبعاتها الأليمة.

تلقف هذه المقالة أحد المنتديات وعنون لها أحد الأعضاء بعنوان (الدكتور صالح الزهراني واغتيال عادات قبائل الباحة)، ودار حول المقالة حوار بين مؤيد ومعارض، و تضمنت بعض الردود حديثاً عن النوايا التي لا يعلمها إلا الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. وفضّا لذلك الاشتباك، وتقديرا لمن أحسن بي الظن أقول:
إن عاداتنا ليست قرآناً نزل على خاتم الأنبياء والمرسلين، إنها اجتهادات فيها الصواب والخطأ، والحق والباطل، ونقد الخطأ ليس ازدراءً لقبيلة تمثل تاريخاً مشرقاً يمتد من فجر التاريخ إلى هذه الساعة. لقد كانت مصدر فخر حتى لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه، وما يحدث اليوم من أخطاء في بعض الممارسات التي ندعو لتصحيحها لا يتحملها إلا الفكر العشائري، ولا يدعو لتقديسها إلا العقل الذي يرى أن صلاحية الفكرة مرتبطة بقرب صاحبها منه، وهذا سلوك غير علمي، فمن جاءنا بالحق قبلناه.

لقد أساء بعض المداخلين فهم الكلام، وحملوه على غير مراده، وتعسفوا في تأويله، ولكنها عين السخط التي تبدي المساوي، وتدفن المحاسن. تحدثت عن تسول الضيوف، وكنت أريد به المبالغة في الدعوات لحضور المناسبة، حتى أصبح لا عذر في كثير من الأحيان لمسافر، أو من لديه ارتباط مهم مع مؤسسة ثقافية، أو جهة حكومية، وأصبح من لوازم القول أن يقال: فلان غاب وكأن لا يعمل في الدولة إلا هو. تحدثت ولم يكن مرادي بالتسول (الرفد)، إذ كان هدفي هو هذه المبالغات التي أرهقت الناس.

وإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. و رأى بعضهم أنني أتحدث بلسانين مختلفين، وهذا خيارهم وفهمهم الخاص، لكني أقول: إن الاعتراف بالقصور الذاتي سلوك إيماني، وقليل من الناس من يجرؤ عليه، وصدق رسول الله القائل: كل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون. ستبقى هذه القبيلة العظيمة تاجاً في جبين التاريخ، وسأظل وفيا لها،محبا لأهلها، لأنهم أهلي، ولعن الله قوما ضاع الحق بينهم، وويلٌ لكم مما تصفون.

الجمعة 16- رمضان - 1428هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أخواني الكرام

ليلة البارحه في حفل تواصل زهران بمكة أتاني عزيز على وعلى الدكتور صالح سعيد الزهراني فقال أحب أنقل لك رسالة من الدكتور صلح سعيد الزهراني (( وهذا نصها)) بلغ قينان وزملاءه وقلهم سامحكم الله فأنا لم أقصد ماذهبتم إليه ولكن سامحكم الله ...

وبدوري أنا أقول نيابة عن كل من اختلف مع الدكتور .. وأنت أيضا سامحك الله يا دكتور.. فنحن تعاملنا مع النصوص ولم نتعامل مع الغيبيات ــــــــ الغيبيات يعملها فاطر السموات والأرض والنص أمامنا وأضح وصريح .. اما غيرها فنحن منه براء.

وكل عام وأنت بخير