ما أشبه الليلة بالبارحة ..!
طار بنو تغلب بقصيدة قالها فيهم يومـًا عمرو بن كلثوم فحفظها الصغير منهم قبل الكبير ، وشعروا معها بأنهم نالوا ما لم ينله غيرهم ، قعدوا على قصيدتهم وبها انشغلوا ، والقبائل من حولهم تخرج من مكرمة وتدخل في أخرى ، فلم يزل غشاوة تلك القصيدة غير بيت شعرٍ سمعوه من صادقٍ منصفٍ :
ألهى بني تغلب عن كل مكرمة ** قصيدة قالها عمرو بن كلثوم
تنبه بنو تغلب إلى فداحة ما نالهم أثر تخديرهم بتك القصيدة العصماء ، تنبهوا لكن بعد أن فات الفوت الذي لا يجدي معه رفع الصوت ..!
نحن ، تم ( تخديرنا ) ، والضحك علينا ببيت نصه :
ارفع رأسك أنت سعودي ** غيرك ينقص وأنت تزودي
رفعنا رؤوسنا بعد أن صدقنا هذا البيت الضعيف – بناءً ومعنى - وقائله ، وأخذنا نسير بتبختر وكأننا الوحيدون في أرض الله ، فما كان رفع الرأس سوى فرصة نتلقى من خلالها الضرب من تحت الحزام من القريب قبل البعيد ..!
أحبتي :
أظننا نحتاج إلى شاعرٍ جريءٍ يصور لنا ما وصل إليه حالنا بكل أمانة ، كما فعل ذلك الشاعر مع بني تغلب ، فالحال ليس على ما يرام والمصارحة مطلوبة..!
فهل توافقونني ؟
السوادي
تعليق