بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فقد تذكرت هذا الموضوع والذي اخذت على عاتقي ان لا اجد موضوعا يخص نصفنا الآخر فيه طريق لها لعزة هذه الامة وهم تربية هذه الأجيال إلا أتيت به ولو في اشد الظروف قساوة واليوم وانا أقلب صفحات كتاب (رسائل إلى حواء) والذي بدأت أتأمل ما جاء فيه بعيد صلاة الفجر فطرأ في ذهني أنه زاد مليئ بالفوائد وزهرة مشبعة بالرحيق للكاتب جميل الاسلوب الاستاذ / محمد رشيد عويّد غفر الله له ولوالديه واحسن اليه فقد نقل فيه كلاما جميلا اقتطفها جزاه الله خيرا من كتاب ( همسات في أذن حواء ) للكاتب الرائع الاستاذ/ إبراهيم عاصي ..
يقول :
(( لقد كان يخيل إلي في كل مرة أجوز فيها طريقي أنني معرض للحوم البشرية إن لم أتوهم أنني في مسلخ كبير أكوام اللحوم أعمدة من اللحوم تتحرك بكاملها على امتداد الشارع غدوا ورواحا !!..
لم تكن تلك اللحوم محملة على عربات البلدية , ولا على أكتاف القصابين , إنها محمولة على سوق الغواني , وتتحرك على أقدامهن إنها معروضة للجميع دون استثناء وبلا ثمن فليس عليها تسعيرة فجميع الأعين تلتهمها مجانا وبلا حساب ..!!
ولم أتمالك لساني ذات مرة عندما أخذ يردد (يا بلاش) ماهذا الرخض ؟! ماهذا الهبوط في الأسعار ؟! ماهذه المضاربة المسعورة الهائلة في العرض ..؟!..
من ذا يقول إن أسعار اللحوم في ارتفاع ؟ ومن ذا يدعي ذلك إنه إذا لجهول أو أنه يعني لحوم الحيوانات والبهائم من أمثال الأبقار والأغنام أما لحومهن الغضة , أما لحوم بنات حواء , فأسعارها في هبوط منقطع النظير ..!!!!
ماذا أبقت حواء المعاصرة لفتاها المنتظر ؟ وماذا تركت لزوجها ؟ بماذا احتفظت لليلة عرسها إذا ما قدر لها الزواج ؟ أنا لا أحسب أنها ستفاجئه بشيء ولا أحسب أن منصفا يخالفني في أن الخاطب والعريس وبائع الفول والحمل وماسح الأحذية , جميعا أصبحوا شركاء في أية امرأة تطرح مفاتنها هذا الطرح الرخيص , وتعرض جسدها هذا العرض الصارخ , لكل قائم وقاعد أو سابل أو عابر أو بر أو فاجر يتمشى في شارع أو يتنقل في حي أو يبيع في حانوت أو يجلس على قارعة الطريق ..!!!!
إلى أين يا حواء ؟ أما لهذا الإنحدار من آخر ؟ أما لهذا التبذل من نهاية ؟ أعبثا والأمر جد ؟ ألهوا والعدو متربص ؟ أمزيدا من العري والتهتك والانفساخ برخص وأنت تدفعين الثمن باهظا وغاليا ..؟!!!
في تصوري : أن أرقى مستوى تحلمين به أو تتوقين إليه أو تحلمين به وأن المجتمع الأمثل الذي تدغدغك الآمال في بلوغه هو مجتمع بارس مثلا أو لندن ( أو لوس أنجلس .. هذه زيادة من عند مالك ) ..
اسمعي إذا ما كتبته واحدة من بنات جنسك وهي محررة في مجلة بيروتية واسعة الإنتشار لقد كتبت من فرنسا إلى مجلتها تقول فيما تقول ( إن ثمن حبة الدراق في لندن أو عنقود العنب في باريس ( أو زجاجة وسكي بلوس انجلس .. من عند مالك ) يفوق ثمن امرأة .. يا للرخاء ..))أ.هـ
.........

يقول مالك لكن :

يا سبحان الله أولائك القوم سعوا للحضارة فخرجت المرأة وتفككت الأسرة فعاشت كما يصورها الاستاذ الكريم .. هذه صورة من بلاد ليست ببعيدة عنا لكنها منفتحة جدا حتى تشوه شكل وجهها جدا وتلك أيضا تركت دارها بحثا للرخاء فوجدت أنه صعب المنال في تربية وثقافة يكون فيها ثمن عنقود العنب أثمن وأنفس وأعلى قيمة من امرأة ... يا للهول أي دعوة إذا يريدها أولائك الناعقون صبح مساء بإعلامنا العربي المترهل اليسوا أغبياء أليسوا هم من يريدن ذلك ليحصلوا عليها سهلة إذا رخصت ..
عزيزتي المرأة لا تصدقي يا عظيمة الشأن أنك فعلا ناقصة عقل ودين فتركني إلى كل ساقطة من القول والفسق فتصبحي على ما فعلت من النادمين إن سير العظماء ما تخرجت إلا من تحت أيدي نساء كن يعرفن قيمة الحياة وأنها وضعت في موضع مهم تحمل رسالة فهل تبخلين على نفسك أن تكوني عظيمة يتحدث التأريخ ويذكرك الذاكرون ويرفعك الله درجات ... كل لي أمل أن تعي الدرس جيدا ..

تحياتي لك

سيدتي يا لطيفة المشاعر ...
أتيت إليك اليوم لاضع بين يديك حديثا جميلا مما كان يحدث به الشيخ الجلل والمربي الفاضل / علي الطنطاوي رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته حيث تمتاز بأسلوبها السهل الممتنع فاقرئي ما يقول :

(( حدثني الأستاذ بهجت البيطار أنه كان يتكلم عن المرأة المسلمة في إحدى محاضراته في أمريكا وذكر فيها استقلال المرأة المسلمة في شؤون المال لاولاية عليها في مالها لزوجها ولا لأبيها وأنها إن كانت معسرة كلف بنفقتها أبوها أو أخوها , فإن لم يكن لها أب أو أخ فأي واحد من أقربائها الذين يرثونها ولو كان ابن عم عمها وأن هذه النفقة تستمر إلى أن تتزوج أو يكون لها مال وأنها إن تزوجت كلف زوجها بنفقتها ولو كانت تملك مليونا وكان زوجها عاملا لا يملك شيئا إلى غير ذلك مما نعرفه نحن ويجهلونه هم عنا ...
فقامت سيدة أمريكية من الأديبات المشهورات وقالت (إذا كانت المرأة عندكم على ما تقول فخذوني أعيش عندكم ستة أشهر ثم اقتلوني )
وعجب من مقالها وسألها عن حالها فشرحت له حالها وحال البنات هناك فإذا المرأة الأمريكية تبدو حرة وهي مقيدة وترى معززة وهي مهانه ..إنهم يعظمونها في التوافه ويحقرونها في جسيمات الأمور ..
يمسكون بيدها عند النزول من السيارة , ويقدمونها قبلهم عند الدخول للزيارة , وربما قاموا لها في الترام لتقعد أو فسحوا لها في الطريق لتمر ..ولكنهم في مقابل ذلك يسيئون إليها إساءات لا تحتمل .. إذا بلغت البنت هناك سن الرشد قبض أبوها يده في وجهها وقال لها : اذهبي فتكسبي وكلي فلا شيء لك عندي بعد اليوم ..
فتذهب المسكينة تخوض غمار الحياة وحدها لا يبالون أعاشت بجدها أم بجسدها ؟.. ولا يسألون هل أكلت خبزها بيديها أم بثدييها ؟..وليس هذا في أمريكا وحدها بل شأن القوم في ديارهم كلها ..))

يقول مالك ..
لله درك يا شيخنا أغمضت عيناك وأنت تتطلع لأن تعي بنت الشرق الدرس تلو الدرس من دعاة تحريرها لا سيما وقد أنسوها دورها المناط بها وكرهوها في الجلوس في بيتها وصوروا البيت كأنه زنزانة ليستطيعوا السيطرة عليها إذا ما خرجت .. ولله في خلقه شؤون وعسى يا شيخنا أن يخرج الله لنا جيلا يعيدنا ويربي فينا مان في أؤلائك الأبطال الذي فتحوا الدنيا بأخلاقهم قبل سيوفهم وكل ذلك جاء لأنهم تربوا على أيدي وسواعد نساء رباهن القرآن وعلمتهن السنة النبوية فكن عظيمات ينتجن العظماء ..

سأزور الأديب مصطفى صادق الرافعي ولن أخرج من عنده إلا بعد أنه آخذ لكن منه كلمة
فإلى ذلك الحين
وفقني الله وإياك

بسم الله الرحمن الرحيم
سيدات الرجال وبانيات الأمجاد

زرت الأديب مصطفى صادق الرفاعي لكن زيارتي لم تكن إلا قصيرة جدا إلا أني خرجت من عنده أحمل في يدي خطابا وجهه رحمة الله عليه إلى فتاة الشرق والمرأة الشرقية فاني استسمحك الان لتبدئي معي في قراءة ما كتبه ذلك الأديب في ذلك الوقت حيث أن الأفكار اختلفت عما نحن عليه الآن بل زاد التفسخ في فتاة الشرق وبدأت تبتعد كل البعد عن ما أراد لها الأسلام .. يقول الاديب :
(( أيتها الشرقية ..احذري..احذري..
احذري وأنت النجم الذي أضاء منذ النبوة , أن تقلدي هذه الشمعة التي أضاءة منذ قليل .. إن المرأة الشرقية هي استمرار متصل لآداب دينها الإنساني العظيم , وهي دائما شديدة الحفاظ , حارسة لحوزتها , فإن قانون حياتها دائما هو قانون الأمومة المقدس .. هي الطهر والعفة , هي الوفاء والأنفة , هي الصبر والعزيمة , هي كل فضائل الأم .. فما طريقها الجديد في الحياة الفاضلة إلا طريقها القديم بعينه ..
أيتها الشرقية احذري ..احذري..
احذري ويحك تقليد الأوربية التي تعيش في دنيا أعصابها , محكومة بقانون أحلامها ... لم تعد أنوثتها حالة طبيعية نفسية قط.. بل حالة عقلية أيضا تشك وتجادل .. أنوثة تفلسفت فرأت الزواج نصف الكلمة فقط .. والأم نصف المرأة فقط .. ويا ويل المرأة حين تتفجر أنوثتها بالمبالغة العقلية فتتفجر بالدواهي على الفضيلة .. إنها بذلك حرة حرة مساوية للرجل .. ولكنها ليست بذلك .. الأنثى المحدودة بفضيلتها ..
أيتها الشرقية .. احذري .. احذري
احذري تهوس الأوربية في طلب المساواة بالرجل .. لقد ساوته في الذهاب إلى الحلاق .. لكن الحلاق لم يجد في وجهها اللحية
إنها خلقت لتحبيب الدنيا إلى الرجل .. فكانت بمساواتها مادة تبغيض .. والعجيب أن سر الحياة يأبى دائما أن تتساوى المرأة بالرجل إلا إذا خسرته .. والأعجب أنها حين تخضع .. يرفعها هذا السر ذاته عن المساواة بالرجل .. إلى السيادة عليه ..
احذري أن تخسري الطباع التي هي الأليق بأم أنجبت الأنبياء في الشرق
أم عليها طابع النفس الجميلة , تنشر في كل موضع جو نفسها العالية
فلو صارت الحياة غيما ورعدا وبرقا , لكانت هي فيها الشمس الطالعة
ولو صارت الحياة قيظا وحرورا واختناقا , لكانت هي فيها النسيم يتخطر
أم لا تبالي إلا أخلاق البطولة وعزائمها , لأن جداتها ولدن الأبطال ))

ومالك يقول لكن..
لله كم من أولائك الأدباء الذين خلدوا لنا أنفس ما عندهم من النصائح يقدمونها هدية ببلاش دون مقابل ويا ليتها جاءت هباء لرددتها أنا قبلكن لكنها والله جاءت نصائحهم من خلال تجربة مرة ذاقوا مرارتها فجندوا أنفسهم ليقولوا لنسائهم وبناتهم ونساء العالم الإسلام يا أختاه اياك احذري لقد رأينا أن الطريق مسدود فعودي قبل أن تندمي يوم لا ينفع ندم ..
إنني أتمنى أن أكون صائبا في اختياري لهذا النص من روائع الاديب عسى أن تجدي فيه ملاذا أو رؤية واضحة أخرى تقودك إلى الحق وتدلك عليه

فاحفظي الله يحفظك
وفقك الله

سيدتي الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد أكون ربما أثقلت عليك بالحديث عن الغرب ونساء الغرب وأتيتك بأمثلة لكن اليوم وددت أن أقترب من وآتيك بمقال وجهته ادى الاخوات التي عرفت الحرية بحذافيرها بل ومارستها فعليا إنها الأديبة الكويتية / ليلى العثمان إذ وجدت لها مقالا تسجل فيه اعترافاتها بعد أن قطعت شوطا وهي تمارس حريتها كما تريدها دون مضايقة من الرجل أبدا سأترككن الآن مع مقالة الكاتبة عسى أن تجدي فيها ما يعرفك بمكانتك أكثر :

(( * أولا :
أحسن مدرسة هي غرفة المعيشة
(ارنولد جلاسون)

* حرية المرأة
سأعترف اليوم بأنني أقف في كثير من الأشياء ضد ما يسمى (حرية المرأة ) تلك الحرية التي تكون على حساب أنوثتها وعلى حساب كرامتها وعلى حساب بيتها وأولادها .. سأقول إنني أحمّل نفسي كما تفعل الكثيرات مشقة رفع شعار المساواة بينها وبين الرجل .. نعم أنا امرأة .. يقع عليها الظلم المتوارث منذ بدء الخليقة وتقع عليها كارثة نظرة الرجل التعسفية تطالعنا من الأعلى - أنتن النساء- وكأن نون النسوة تهمة ألصقت بنا .. وكأن عرنا أننا ولدنا الرجل لنزيد كمية الظلم اللاحقة بنا .. لكن!!
هل يعني هذا أن أتنكر لأنوثتي وأرفضها وأتمنى أن أكون رجلا ..؟!!هل يعني هذا أن أرفض نعومة وهبها الله لي لأصبح امرأة تعلق شاربا وتتحدى أقوى الرجال ؟! وهل يعني هذا أن أتصرف وكأنني رجلا لا يرده خجل .. ولا تكسر عينه حتى بصقه صغيره يقذبها ثغر صبي بعمر ابنته فكر أن يغرس نظرته الوقحه في أدق تفاصيلها ؟!!هل يعني هذا أن أتحدى فأفعل ما يفعله الرجل , ماهو مشروع له وماهو مرفوض لأوكد لذاتي بأنه لا أحد أحسن من أحد وأننا سواسية وأحرار ولدتنا أمهاتنا ؟!! هل يعني هذا أن انظر إلى البيت - جنة المرأة التي تحلم بها - على أنه السجن المؤبد .. وأن الأولاد ماهم إلا حبل من مسد يشد على عنقي .. وأن الزوج ماهو إلا السجان القاهر الذي يكبل قدمي خشية أن تسبقه خطوتي , وعليه فإنه يجب أن أرفس هذه الجنة وأبحث عن آفاق حرة أكثر ؟!!

لا .. أنا أنثى .. أعتز بأنوثتي .. وأنا امرأة أعتز بما وهبني الله .. وأنا ربة بيت ولا بأس بعد ذلك أن أكون عاملة أخدم نطاق الأسرة .. ولكن ويا رب اشهد بيتي أولا .. ثم بيتي .. ثم العالم الآخر .. هل يعيب هذا أية امرأة ؟!!وهل يعني هذا أنها أصبحت لا شيء لأنها لم تطالب بمساواتها مع الرجال ؟!!
بعضهن يتحدى .. ويصر .. فيحدث العجب .. وخذوا بعض الحكايات .. ))

سأكمل لكن المقال فيما بعد فانترن معي وتأملن ما ورد في الجزء الأول حتى نعرج على الجزء الثاني والثالث من مقال الأديبة ليلى العثمان
لعل وعسى يا ليلى أن تجد اعترافاتك بعد رحلتك الشاقة من يستمع لها من هذا الجيل ..

تحياتي

أخي وأستاذنا الكريم ابواحمد
شكرا جزيلا من القلب على هذا التشجيع
عسى الله أن يجازيك بالاحسان احسانا وبالذنب عفوا وغفرانا وان يجعلك من عتقاء هذا الشهر الكريم

تحياتي لك