Unconfigured Ad Widget

Collapse

سؤال وجواب

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • علي الدوسي
    عضو مميز
    • Jun 2002
    • 1078

    #31
    السؤال
    في كل يوم يشتد الظلم في العالم العربي من قبل الحكومات، فهل يجوز للمسلم أن يهاجر إلى بلد آخر يتوفر فيه العدل بين الناس؟ مع العلم بأن غالبية سكان هذا البلد من غير المسلمين.



    الجواب
    الأصل ألا يترك الإنسان بلداً إسلامياً، من أجل ظلم لا يتعلق بالدين، أو من أجل ظلم غير كبير جداً، لكن إذا كان الإنسان يخاف على نفسه أو دينه أو ماله؛ فلينتقل إلى بلد، ولو كان هذا البلد غير إسلامي، بشرط أن يكون قادراً على إقامة شعائر دينه، وبذلك ينطبق عليه الحديث الذي ذكره ابن حبان في صحيحه (4861) وهو حديث فديك – رضي الله عنه – وكان قد أسلم، وأراد أن يهاجر فطلب منه قومه وهم كفار أن يبقى معهم، واشترطوا له أنهم لن يتعرضوا لدينه، ففر فديك بعد ذلك إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله إنهم يزعمون أنه من لم يهاجر، هلَكَ فقال النبي – عليه الصلاة والسلام – حسب الحديث الذي يرويه ابن حبان: "يا فديك أقم الصلاة، واهجر السوء، واسكن من أرض قومك حيث شئت"، وظن الراوي أنه قال: "يكن مهاجراً".
    إذاً يجب أن نعي هذه الألفاظ كاملة: (أقم الصلاة)، فمن يريد أن يقيم في دار الكفر فعليه أن يجعل من هذا الحديث دستوراً لحياته.
    "أقم الصلاة واهجر السوء"، اترك الأعمال السيئة، لا ترتكب الفواحش، ولا تشرب خمراً، وأقم من دار قومك حيث شئت، وحديث ابن حبان رجاله ثقات، والحديث الذي يرويه الإمام أحمد في مسنده (1420) وفيه: "البلاد بلاد الله، والعباد عباد الله، وحيثما أصبت خيراً فأقم"، فهذا الحديث أصل في الإقامة في بلاد الكفر لمن يستطيع أن يظهر شعائره، وبصفة عامة فإن ثلاثة من المذاهب تميل إلى جواز هذه الإقامة، وهي: الشافعية، والحنابلة والأحناف، مع خلاف داخل هذه المذاهب، أما مالك – رحمه الله تعالى – والظاهرية فهؤلاء لا يجيزون الإقامة في دار الكفر، ويعملون بأحاديث أخرى منها: "لا تراءى ناراهما"، رواه أبو داود (2645)، والترمذي (1604)، والنسائي (4780) من حديث جرير بن عبد الله مع اختلاف صحة هذه الأحاديث، وفي تأويلها أيضاً.
    فحاصل الجواب: أنه إذا كان في بلاد العرب أو بلاد الإسلام يلقى عنتاً وظلماً فإنه يجوز له أن يقيم في ديار غير المسلمين، بشرط أن يكون قادراً على إقامة شعائره، ولعلنا أن نضيف شرطاً آخر، هو: أن يستطيع أن يربي أولاده تربية إسلامية.


    السؤال
    أود أن أعرف رأيكم في موضوع جد مهم، ألا وهو ما اصطلح على تسميته "مسابقة التنمية الرياضية" أو "اليانصيب الرياضي، أو ما عرف في الغرب بـ"lotto" هل هو قمار؟ وهل هو حلال أم حرام؟
    علماً أن فيه فائدة خاصة، هي أنه مرخص له من قبل الدولة (وهي إسلامية)، وله قانون ينظمه ويحمي المشاركين، وزيادة على أن جزءاً منه يساهم في رفع مستوى عيش الفقراء، وجزءاً آخر يذهب إلى التنمية، هذا كما هو معلن، والله أعلم.
    هذا إضافة إلى أننا في حاجة شديدة إلى المال، خاصة لسداد ديون علينا، فنحن عائلة من أربعة أبناء يتامى ، في مراحل التعليم المختلفة، وأغلب أرضنا مرهونة، والمعاش لا يكفي؛ لهذا أتصل بكم أرجو إجابة شافية.





    الجواب
    مسابقة التنمية الرياضية أو "اليانصيب الرياضي" من العقود القائمة على الحظ المجرد، فهي تحتمل الغرم أو الغنم، وإذا كان العقد دائراً بينهما فإنه من القمار، والذي هو راجع إلى الميسر المحرم، قال –تعالى-: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [المائدة:90] .
    أما ما ذكرته من أن فيه منفعة للفقراء، وأنكم محتاجون إليه، وأن هناك قوانين تنظمه؛ فإن هذا لا يعتبر مبيحاً لما حرم الله، والله -سبحانه وتعالى- قد بين أن الميسر قد يتضمن فوائد، ولكن إثمه أكبر من نفعه، قال تعالى: "يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما" [البقرة: 219]، فبين -جل وعلا- بأن الميسر له منافع، ووصف الإثم بأنه كبير، وأنه لا مقارنة بين منافعه وإثمه، ثم أكد ذلك بقوله "وإثمهما أكبر من نفعهما".
    وشبيهاً بما ذكرت أن السائد ما كان عليه العمل في الجاهلية، حيث كان بعض الميسر يعتبر من الأعمال الخيرية التي ينتفع منها الفقراء، فقد ذكر المفسرون للآيات السابقة أن المشركين كانوا يتفقون على شراء جمل ديناً، ثم يذبحونه ويقسمونه بواسطة جزار مختص، ثم يقسمون اللحم إلى عشرة أقسام متساوية وبعد ذلك يعقدون مجلساً للقمار فيما بين المتبرعين لدفع قيمته، ويحضر هذا المجلس سائر الفقراء في القرية، وبعد اللعب المعتمد على الحظ المحض تثبت قيمة الجمل على بعضهم ويربحه الباقون، فيقومون بتوزيعه بين الحاضرين من الفقراء.
    فالله -سبحانه وتعالى- حرم الميسر؛ لأن ضرره أكثر من نفعه، بل لا يقارن به، ولذا ننصحك باجتناب هذه الألعاب المعتمدة على الحظ الصرف، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، والله أعلم.



    السؤال
    في بعض المعاهد يدخل مشرف الدور في بعض لجان الامتحان آخر العام, ويملي على جميع طلبة المعهد إجابة سؤال أو سؤالين، فما واجب الطلبة تجاه ما يملى عليهم؟ وهل إذا كتبوا الإجابة كما يمليها عليهم يكون ذلك غشا؟.




    الجواب
    لا يجوز لأحد أن يقوم بإخبار الطلاب الذين يؤدون الامتحان عن إجابات الأسئلة أو بعضها، لما في ذلك من مخالفة الأمانة المطلوبة منه، والإعانة على الإثم والمعصية، والله –تعالى- يقول: "وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ" [المائدة: من الآية2]، وعلى الطلاب أن ينكروا على من يفعل ذلك، أو يبلغوا عنه إدارة المعهد لكي تمنعه من القيام بهذا العمل، والرضا عن هذا العمل والسكوت عنه يوقع أصحابه في الغش المنهي عنه في قول النبي – صلى الله عليه وسلم – : "...ومن غشنا فليس منا" رواه مسلم (101) من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه- وعلى الطالب أن يكتب في الامتحان ما يعرفه ويتذكره دون التفات إلى ما يملى عليه، والله أعلم.




    السؤال
    نحن طلبة ندرس بالصين بمدينة بكين، ونظراً لوجود مرض السارس فقد قامت الحكومة الصينية بغلق المساجد، وذلك لمنع التجمعات، وعدم الإصابة بالعدوى، فهل يجوز ترك صلاة الجمعة لهذا العذر، مع العلم أن هناك مساجد في بعض سفارات الدول الإسلامية تقام فيها صلاة الجمعة.




    الجواب
    الحمد لله وحده، وبعد:
    فمن خشي انتقال عدوى المرض المذكور إليه بحضوره للجمعة أو الجماعة، أو كان الاحتمال حاصلاً لمن حضر إليها؛ فإنه معذور بتركه الصلاة مع الجماعة، وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم –: "من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا أو ليعتزل مسجدنا" متفق عليه عند البخاري (5452)، ومسلم (564) من حديث جابر – رضي الله عنه-، ومعلوم أن المرض المعدي أشد إضراراً من رائحة الثوم والبصل.
    ولذا ذكر الفقهاء من أسباب سقوط وجوب الجمعة والجماعة، من خاف ضرراً يلحق بدنه أو يصيبه.
    وعلى كل، فإن خشية انتقال المرض عذر يبيح ترك الجمعة والجماعة، ولو كانت الصلاة تقام فعلاً جماعة في بعض الأماكن، والله أعلم.




    السؤال
    هل يجوز تسمية سور القرآن الكريم بشيء مما ذكر فيها؟ مثلا تسمية سورة (الإخلاص) بسورة (الصمد) أو تسمية سورة (البقرة) بسورة الكرسي، أسوة بآية الكرسي المذكورة فيها؟ وجزاكم الله عنا خير الجزاء. وشكرا.


    الجواب
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد
    فاعلم أنه لم يرد عن النبي –صلى الله عليه وسلم- نهيٌ عن أن تُسمى سورة باسمٍ ما، كما أنه لم يأمر بذلك، ويمكن تقسيم تسمية السور إلى أقسام:
    القسم الأول : سورة ثبتت تسميتها عن النبي –صلى الله عليه وسلم- كالبقرة وآل عمران، في مثل قوله –صلى الله عليه وسلم-:"اقرؤوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران " الحديث رواه مسلم (804) من حديث أبي أمامة – رضي الله عنه-، وكقوله –صلى الله عليه وسلم- : "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف، عصم من الدجال" رواه مسلم (809) وغيره من حديث أبي الدرداء – رضي الله عنه- . والأحاديث الواردة عن النبي –صلى الله عليه وسلم- في تسمية السور كثيرةٌ.
    القسم الثاني: ما ثبتت تسميته عن بعض الصحابة –رضي الله عنهم-، ومن ذلك ما رواه البخاري (4029)، ومسلم (3031)، واللفظ له، عن سعيد بن جبير قال: "قلت لابن عباس –رضي الله عنهما-: سورة الأنفال. قال: تلك سورة بدر" ويمكنك أن تنظر إلى أسماء السور في مبحث المكي والمدني من كتاب الإتقان في علوم القرآن، حيث ذكر السور المكية والسور المدنية بأسمائها عن بعض الصحابة والتابعين وأتباعهم، وستلاحظ وجود أكثر من اسم لبعض السور، كما أن السيوطي قد عقد لهذه الأسماء المختلفة مبحثًا خاصًّا.
    القسم الثالث: ما تعارف عليه من جاء بعد الصحابة –رضي الله عنهم- إلى عصرنا الحاضر، وهذا مما يقع فيه التسامح، لذا ترى كثيرًا من التسميات التي تعارف عليها الناس، وهي في الغالب حكاية أول السورة، كقولهم: سورة لم يكن، سورة إذا زلزلت، سورة تبت يدا أبي لهب، سورة قل هو الله أحد، وهكذا غيرها من التسميات، والظاهر من عمل المسلمين خلال العصور أنه لا تناكر بينهم في تسمية السور، والتعارف عليها باسم لم يوجد في عصر النبي -صلى الله عليه وسلم- أو عصر الصحابة –رضي الله عنهم-، غير أن الأولى أنَّ ما ثبت عن النبي –صلى الله عليه وسلم- خاصَّة أن لا يُعدل عنه، لأنه قد يكون في التسمية حكمة لا تُعلم إلا بالبحث ، وهذه الأسماء النبوية للسور مبحث لطيف فلم أر من بحث فيه علاقة التسمية ، ومن المفسرين الذين اعتنوا بهذا المبحث (الطاهر بن عاشور) ومن ذلك ما ذكره في سبب تسمية سورة البقرة قوله: "ووجهُ تسميتِها: أنَّها ذُكرت فيها قصَّةُ البقرةِ التي أمرَ اللهُ بني إسرائيلَ بذبحِها ؛ لتكونَ آية ووصف سوء فهمِهم لذلك، وهي مما انفردت به هذه السورة بذكرِه ، وعندي أنها أضيفت إلى قصةِ البقرةِ تمييزًا لها عن سورِ آل" آلم "من الحروف المقطَّعةِ …" . التحرير والتنوير (1/201)، وقد ظهر لي في مناسبة هذا الاسم سِرٌّ لطيفٌ ، إذ قد يقول قائلٌ : إنَّ في قصَّةِ البقرةِ إحياءَ ميِّتٍ فسُمِّيتْ السورةُ بما يُشيرُ إلى ذلك الحدث الغريبِ، والجوابُ: أنها لم تكن هي الأميزَ في موضوعِ إحياءِ الموتى ، فقد وردَ في هذه السُّورةِ أكثرُ من قصةٍ فيها إحياءُ الموتى، وهي إحياءُ بني إسرائيلَ بعد الصَّعقةِ، وذلك قوله –تعالى- : "وَإذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً فَأخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأنْتُمْ تَنْظُرُونَ ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"[ البقرة: 55 ـ 56].
    وقصَّةُ الَّذين خرجوا من ديارهم ، وهم ألوف ، خرجوا حذر الموتِ ، فأماتهم الله ثُمَّ أحياهم، وقصَّة الذي مرَّ على قرية وهي خاوية على عروشها ، فأماته الله مائة عامٍ ثُمَّ بعثه، وقصَّة إحياء الطيور الميِّتةِ لإبراهيم –عليه الصلاة والسلام-. إذًا فليست هي القصةَ الوحيدةَ في هذا الشأنِ العجيبِ ، وهو إحياءُ الموتى والذي يُمكنُ أن يُقال في مناسبةِ تسميتها بهذا الاسم : أنَّ هذه السُّورةَ من أوائلِ السُّورِ المدنيَّةِ، والعهد المدنيُّ كان فيه إقرار كثيرٍ من الأحكامِ الشرعيَّة، وكان الأمرُ في أحكامِ اللهِ أن تُنفَّذَ، ولا يُتأخَّرَ فيها أو يُعترضَ عليها؛ فأخبرَ اللهُ بقصَّةِ البقرةِ التي فيها التَّنبيه والإعلامُ بشأنِ من تلكَّأ في الاستجابةِ لأحكامِ الله، فإنَّ بني إسرائيلَ لَمَّا شدَّدُوا وتعنَّتوا في تنفيذِ أمرِ اللهِ؛ شدَّدَ اللهُ عليهم، إذ لو ذبحوا في أولِ أمرِ اللهِ لهم أيَّ بقرةٍ، لأجزأهم ذلك، ولكانوا بذلك مستجيبين لأمرِ اللهِ، وفي هذه القصَّةِ عِظةٌ أيَّما عِظَةٍ للصَّحابةِ –رضي الله عنهم-، كي لا يتردَّدُوا في تنفيذِ أحكامِ اللهِ، فيشدِّدَ اللهُ عليهم كما شدَّد على بني إسرائيلَ في شأنِ البقرةِ . وحياتُهم -رضي الله عنهم- مع نبيِّهم –صلى الله عليه وسلم- تدلُّ على أنهم وَعَوا هذا الدَّرسَ وتلقَّنوه جيِّدًا، فلم يكونوا يتأخَّرون عن تنفيذِ أوامرِ الَشَّرعِ، واللهُ أعلمُ.
    وهذا الاستطراد ذكرته لك للفائدة ، أسأل الله أن يمن عليَّ وعليك بحسن الفهم، وبالإخلاص في القول والعمل.
    [glint][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/grade][/glint]

    تعليق

    • علي الدوسي
      عضو مميز
      • Jun 2002
      • 1078

      #32
      فضيلة الشيخ / سلمان بن فهد العودة حفظه الله
      ما حكم بيع المرابحة؟




      بسم الله الرحمن الرحيم

      المكرم الأخ/ حفظه الله
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

      معنى بيع المرابحة كما قال ابن قدامة في المغني (4/129): هُوَ الْبَيْعُ بِرَأْسِ الْمَالِ وَرِبْحٍ مَعْلُومٍ.
      وَيُشْتَرَطُ عِلْمُهُمَا بِرَأْسِ الْمَالِ فَيَقُولُ : رَأْسُ مَالِي فِيهِ أَوْ هُوَ عَلَيَّ بِمِائَةٍ بِعْتُك بِهَا،وَرِبْحُ عَشَرَةٍ , فَهَذَا جَائِزٌ لا خلاف فِي صِحَّتِهِ،ولا نَعْلَمُ فِيهِ عِنْدَ أَحَدٍ كَرَاهَةً.
      ومذهب الأئمة الأربعة على جواز هذا البيع، انظر بدائع الصنائع (5/220)، تبيين الحقائق (4/73)، العناية شرح الهداية (6/495)، الفتاوى الهندية (3/4)، الفواكه الدواني (2/72)، مواهب الجليل (4/239)، حاشيتا قليوبي وعميرة (2/274)، المبدع (4/102)، الروض المربع (ص:331)، كشاف القناع (3/230).
      إلا أن المالكية جعلوا المرابحة مع كونها جائزة إلا أنها خلاف الأولى، وعللوا هذا بأن هذا البيع يحتاج إلى صدق وبيان، ولكثرة ما يحتاج إليه البائع من البيان، انظر منح الجليل (5/263)، حاشية الصاوي على الشرح الصغير(3/215)، حاشية الدسوقي (3/159).
      وقد يعترض عليهم بأن الإنسان الذي لا يحسن المماكسة، ولا يعرف قيمة السلعة قد تطيب نفسه بأن يعطي ربحاً قليلاً لتاجر خبير بقيمة السلعة بعد ما يعرف القدر الذي اشترى فيه السلعة، بينما لو اشترى عن طريق المماكسة قد يتعرض للغبن الفاحش، وما دمنا نشترط أن يكون رأس المال معلوماً خوفاً من الجهالة، فلا وجه للكراهة أو القول بأن البيع خلاف الأولى، والله أعلم.
      وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (30/100): البيع بتخبير الثمن فهو جائز سواء كان مرابحة أو مواضعة أو تولية أو شركة، لكن لا بد أن يستوي علم البائع والمشتري في الثمن . فإذا كان البائع قد اشتراه إلى أجل فلا بد أن يعلم المشتري ذلك فإن أخبره بثمن مطلق ولم يبين له أنه اشتراه إلى أجل فهذا جائر ظالم، وفي الصحيحين عن حكيم بن حزام عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما. اهـ
      [glint][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/grade][/glint]

      تعليق

      • علي الدوسي
        عضو مميز
        • Jun 2002
        • 1078

        #33
        السؤال
        لدي أخ لا يصلي أبداً .. يبلغ من العمر حوالي 20 سنة ،… جميع من في البيت ينصحه بالصلاة ، خصوصاً والدي لكن دون فائدة .. وهو على هذه الحال منذ أن كان في الثانوية يسمع الأغاني ويكلم بعض الفتيات على الشات .. وقد نصحته أنا وأخوتي ولكنه لا يستجيب لنا .. فماذا نفعل ؟ وكيف نتصرف معه ؟؟؟
        علماً بأني قد حلمت يوماً بأنه نائم معي على نفس الفراش كأنه زوجي وأنا منزعجة من ذلك المنام .. وأيضاً قد حلمت أنه قد تزوج أختي الكبرى وأنا رافضة لذلك وأقول له : أن هذا حرام ولكن أفراد الأسرة موافقون . لا أعرف ماذا أفعل معه ؟؟
        أرجو إسداء النصيحة المناسبة ولكم مني جزيل الشكر والامتنان .


        الجواب
        أختي الكريمة ...
        أشكر لك ثقتك وأسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد وأن يرينا جميعاً الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وألا يجعله ملتبساً علينا فنضل .
        أما عن استشارتك فتعليقي عليها ما يلي:-

        أولاً:عليكم – أختي الكريمة- بكثرة الدعاء لأخيكم والإلحاح بالدعاء لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً وحاولوا به مع التلطف في العبارة قدر المستطاع ..!!.
        ثانياً: يمكنك استغلال أي مناسبة عائلية أو اجتماعية أو حتى شخصية وإهدائه هدية مناسبة يكون من ضمنها مطوية صغيرة أو شريط مناسب حول أهمية الصلاة وعظم جريرة تاركها وعدم اليأس أو القنوط .. حتى لو رفضها أو لم يستمع إليها ..!! بل تكرار ذلك بطرق أخرى ووسائل أخرى .. مع التلطف قدر المستطاع.

        ثالثاً:يمكنكم اختيار أحد الأشخاص القريبين إلى نفسه أو المؤثرين عليه إما من أصدقائه أو أقاربه .. وتدارس الأمر معه للوصول إلى أفضل الأساليب التي يستطيع بها التأثير عليه بشكل أو بآخر !!!

        رابعاً:أما فيما يتعلق بما رأيته في المنام عنك أو عن أختك فإنه خير إن شاء الله .. وأذكرك بما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ إذا رأى أحدكم في نومه ما يحب فليحمد لله ولا يخبر بها إلا من يحب .. وإذا رأى ما يكره فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم ولينفث عن شماله ثلاث ولينم على جنبه الآخر ولا يخبر بها أحداً فإنها لا تضره...] أو كما قال صلوات الله وسلامه عليه.

        خامساً:أؤكد مرة أخرى على كثرة الدعاء لكم ولأخيكم بالهداية والتوفيق والسداد والرشاد وتحروا في دعائكم مواطن الإجابة كالسجود وآخر ساعة من يوم الجمعة وفي ثلث الليل الآخر .. ولا تستبطئوا الإجابة فالله تعالى قريب مجيب يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.

        وفقكم الله وحماكم من كل سوء وأعانكم وهداكم وهدا بكم وهدا لكم إنه تعالى نعم المولى ونعم النصير.


        السؤال
        أنا شاب حديث عهد بالتوبة، وهناك أمور لا أستطيع التغلب عليها، فأنا أعاني منها كثيراً، في بدايتي كنت محافظاً على قيام الليل وتلاوة ما تيسر من القرآن، وقد خف ذلك كثيراً لضيق الوقت بسبب الجامعة ومواعيد محاضراتها.
        وهناك أمران هما أشد علي مما سبق، ألا وهما.
        أولاً: الصلاة تفوتني عندما أكون نائماً، علماً بأنني أضبط المنبه، وأستقيظ لأقفله، وأكمل نومي.
        ثانياً: التدخين (فلم أستطع تركه).
        فأريد منك فضيلة الشيخ نصحي وإرشادي إلى طريق الحق والصواب، ودعواتك لي بالثبات والإصلاح. والسلام خير ختام.


        الجواب
        الأخ الكريم...
        شكراً على سؤالك وحرصك وحسن ظنك بأخيك، كما نشكر لك مواصلتك على موقعنا، ونرجو الله أن نكون من المتناصحين فيه، ثم إني أبارك لك توبتك ورجوعك إلى الله، وأبشر بما يسرك إذا ما ثبت على توبتك، فإن الله يحب التوابين، ويفرح بتوبة عبده ويتقرب منه بقدر تقرب عبده منه، إلا أن الأمر يتطلب من العبد ثباتا وصبرا وإصرارا، لذلك حتى يفوت إبليس علينا فضل التوبة والرجوع إلى الله يزيد من فتنته للعبد، ويهون عليه المعصية، ويرغبه فيها، ويزهده في الطاعة، وهي معركة لا تقف ولا تنتهي حتى يوضع العبد في قبره، وبقدر ما تتصور حقيقة المعركة تفوت على الشيطان جهده في جعلك ضحية من ضحاياه، والأمر يتطلب منك جهدا مضاعفا للحفاظ على مكتسبات التوبة، ويتطلب منك حذرا وفطنة من كل باب يفتح أمامك تكون عاقبته سوء، ولذلك أنصحك بأمور لعلها تكون سببا في تقوية إيمانك وتثبيت توبتك، ومنها:

        (1) أكثر الاستعانة بالله عز وجل، فإنه وحده هو المعين على الإيمان والطاعة.

        (2) أكثر من قولك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.

        (3) اكثر من الدعاء في أن يشرح الله صدرك، وينور قلبك، ويزيدك إيمانا وخيرا وطاعة.

        (4) اصحب الأخيار والصالحين، فانهم صمام أمان لك من كثير من السوء والشر والفساد.

        (5) اهجر أصحاب السوء والأماكن التي كنت تعصي الله فيها سابقا، وإن استطعت أن تنتقل من البيئة التي أنت فيها إلى بيئة أخرى صالحة فافعل، فإنها مهمة لثبات العبد.

        (6) اقرأ كثيرا في سير الصالحين والسلف، فإنها من أعظم الزاد.

        (7) نم مبكرا ما استطعت إلى ذلك سبيلاً ثم استعن بالآخرين في إيقاظك للصلاة.

        (8) لا تجعل المنبه قريبا منك بل اجعله في مكان بعيد حتى تضطر للقيام له، ثم لا تعد للنوم بعدها.

        (9) ذكر نفسك بخطورة المعصية أنى كانت، فإن لها أثراً سيئا على العبد عاجلا وآجلا.

        (10) أكثر من حضور مجالس الذكر والموعظة، وسماع أشرطة المشايخ والدعاة، فإنها سياط القلوب.

        (11) عليك باستشارة أهل العلم فيما يخص بعض الأمور التي تطرأ عليك، حتى تكون على بينة من أمرك، وختاما أدعو الله لك بالتوفيق والسداد والثبات والإيمان والتقوى، وآمل مواصلتنا لنحقق المزيد من التناصح والتآخي، وشكرا مرة ثانية على رسالتك.






        السؤال
        أنا فتاة متحجبة والحمد لله، ولكن بعد أن قرأت كثيراً، واستمعت إلى كثير من الشيوخ والعلماء يتحدثون عن الحجاب الشرعي للمرأة المسلم أصبح لدي دافع قوي للتمسك بالحجاب الشرعي، ولكن اتخاذ هذه الخطوة يعتبر أمراً فيه صعوبة، نظراً للظروف الاجتماعية "وغير الاجتماعية" التي تحيط بنا في مجتمعنا
        شيخنا الفاضل:
        هل رضا الله أصبح جريمة – هل عندما نحاول أن نطيع أمر الله ورسوله – عليه الصلاة والسلام - نصبح وكأننا شواذ أو خطر على المجتمع – ما نراه حولنا من معاصي وأشياء تشمئز منها النفس، وتقلق الإنسان المسلم
        أرجو النصيحة مع الدعاء لي أن يعينني الله.


        الجواب
        بسم الله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
        فجوابنا على سؤال السائلة حول الحجاب للمرأة المسلمة، في الحقيقة لم يظهر لنا هل هو استشارة أو شكوى حال؟ وعلى أي حال فإنا نشكرها على مشاعرها الفياضة حيال دينها وتعاليمه، كما نشكرها على رغبتها في الحجاب واعتزازها به، ونقول لها: لا؛ ليست مرضاة الله جريمة، ولا امتثال أوامره واجتناب نواهيه جريمة، ولا ارتداء الحجاب جريمة إلا إذا انعكست الموازين وتغيرت المفاهيم، قال تعالى: "أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً".
        وقال الشاعر:
        يقضى على المرء في أيام محنته *** حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن
        والأخت الكريمة تحب الحجاب وترغب بارتدائه، لكنها لا تفعل خوفاً أن يجر عليها ذلك نقد المجتمع، وربما يعود عليها بضرر جسمي أو معنوي أو حرمان مما تطمع في تحقيقه، فنقول لها: عليك أن تتقي الله – عز وجل – بصدق وإخلاص، ولن يضرك بعد ذلك شيء، لأن الله – عز وجل – وعد بذلك، ووعده حق، قال تعالى: "ومن يتق الله يجعل له مخرجاً"، وقال تعالى: "ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا"، وقال تعالى: "إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً" [الأنفال: 29]، فعليك العمل بأوامر الله، واصبري واحتسبي، فللصبر آثار جميلة وعواقب محمودة وفوز وظفر، قال تعال: "وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط" أختي المؤمنة؛ لا ريب أن الحجاب ثابت بالكتاب والسنة الصحيحة، فلا يبطله جور جائر، ولا قول مفتر. فلله الأمر من قبل ومن بعد، حفظك الله ورعاك من كل سوء.
        وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


        السؤال
        أنا فتاه اعاني من ضعف شديد حيث ان وزني ثابت لا يزيد عن 34 منذ ان كنت ابلغ من العمر 11 سنه. و اعاني ايضا من هبوط مستمر حيث قياس الضغط لدي هو 50\90. وطولي حوالي 156.أنا اعمل و اتابع دراستي في مرحلة البكلوريوس.أود ان ازيد من وزني فكيف افعل ذلك؟

        الجواب
        القياسات التي ذكرتهاسواء الوزن او معدل ضغط الدم هي بلا شك غير طبيعية ولا شك أنها سوف تعطي أعراضا بدنية عامة مثل الاجهاد والتعب العام وربما أشياء أخرى

        قبل البحث عن وسيلة لزيادة الوزن لابد من معرفة السبب وراء بقاء الوزن على ما هو عليه دون زيادة على مدى احد عشر عاما

        أكثرالأسباب شيوعا لذلك هو فقر الدم الناتج عن نقص الحديد والذي يكثر لدى النساء في سن الحمل والانجاب . إلا أن هناك مجموعة أخرى من الأسباب لابد من بحثها .

        أولا لابد من معرفة طبيعة النظام الغذائي الذي تتبعين فقد يكون نظاما غير صحي أو ربما كنت تتبعين فيما سبق حمية معنية أدت الى نقص الوزن بدرجة كبيرة
        لابد من التأكد من خلوك من أمراض أخرى قد تكون مسئولة عن نقص الوزن مثل أمراض الغدد وأمراض الدم وأمراض الجهاز الهضمي

        وكل مرض من تلك الأمراض له أعراض وعلامات معينة يمكن التمييز بينها وعلاجها بعد التأكد من التشخيص .

        بشكل عام تحتاجين الى مقابلة الطبيب او الطبيبة لأخذ معلومات إضافية تساعد في الوصول الى التشخيص مع اجراء الفحوص السريرية اللازمة

        وأما معدل ضغط الدم فهو كما تعرفين يتغير من وقت لأخر ولا يثبت لعى رقم معين لمن الطبيعي هو ما بين 115 - 140 للضغط الانقباضي و75 - 90 للضغط الانبساطي

        واكثر أسباب هبوط الضغط قلة شرب السوائل وخاصة في أوقات الصيف




        السؤال
        أريد منكم أن تبينوا لي جواباً شافياً لمشكلة الخجل وجزيتم خيراً


        الجواب
        الأخ الكريم...
        أشرك لك تواصلك الإلكتروني مع موقع "الإسلام اليوم" .

        أخي الفاضل إن حالة الخجل مزيج من الضغوط النفسية الداخلية المرتبطة بالأجواء الجماعية التي يواجهها الشخص الخجول فتنعكس على هيئته وحركاته وتصرفاته وطريقة حديثه فالخوف والرهبة يؤديان إلى الفشل في المواقف الاجتماعية وإلى الانسحاب من مواقف الحياة العادية بكافة أنواعها !!
        وليس لأصل الطبع أو للوراثة دور كبير في ظهور الخجل بل هو مكتسب من طريقة التنشئة الأسرية للطفل فالطفل الخجول دائماً يتجنب الآخرين وهو دائم الخوف وغير واثق ومتواضع ومتردد ويبتعد عن المواقف ويتجنب وسائل الاتصال كالنظر في وجوه الآخرين ويعتبرهم قاسين يجب اجتنابهم وهذا ممّاَ يزيد في الخجل !!
        [glint][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/grade][/glint]

        تعليق

        • علي الدوسي
          عضو مميز
          • Jun 2002
          • 1078

          #34
          السؤال
          في أي بلد وعصر تم تحريف الإنجيل؟ ومن حرفه؟



          الجواب
          مرت النصرانية بعدة مراحل.
          المرحلة الأولى: مرحلة الدين المنزل من عند الله، وذلك حين بعث الله عيسى عليه السلام نبياً إلى بني إسرائيل مؤيداً من الله تعالى بالمعجزات العظيمة الدالة على نبوته، وقد أيده الله بالحواريين، وآمن بدعوته كثير من الناس، واصطفى عيسى منهم اثني عشر حوارياً هم خلص أصحابه، ويقال: إن عيسى عليه السلام أرسل سبعين رجلاً ليعلموا الدين في القرى المجاورة، وقد تآمر اليهود على عيسى عليه السلام برئاسة الحبر الأكبر (كايافاس)، وأثاروا عليه الحاكم الروماني الذي كان يحكم فلسطين (بيلاطس) حتى أصدر أمراً بإعدامه عليه السلام، فاختفى عيسى وأصحابه، ودل أحد أصحابه جنود الرومان على مكانه، فألقى الله شبه عيسى على أحد حوارييه ورفع الله عيسى فأخذ الشبه وقتل وصلب.
          المرحلة الثانية: وتعرف عند مؤرخي الكنيسة بالعصر الرسولي، وتبدأ من رفع عيسى عليه السلام من أصحابه وحوارييه، وحصل فيها قتل وإيذاء كبير لأتباع عيسى عليه السلام، حتى كادت الديانة النصرانية أن تزول بالكلية، وفي كل هذه الأجواء كان هناك رجل يسمى شاول الطرسوسي اليهودي الفريسي، صاحب الثقافات الواسعة والاطلاع الفلسفي الكبير، وتلميذ أشهر علماء اليهود في زمانه (عمالائيل)، وكان شاول هذا شديد العداء لأتباع المسيح، وكان يذيقهم أشد أنواع الأذى، ثم فجأة أعلن إيمانه بالمسيح بناءً على رؤيا رآها فلم يصدقه بعض أتباع المسيح وبعضهم فرح بذلك، حتى حسم الأمر (برنابا الحواري) فدافع عن شاول واعترف به، وقبله، وتدرج شاول بما يمتلكه من ذكاء وقوة حيلة ودأب ونشاط، حتى أخذ مكانة مرموقة بين الحواريين وسمى نفسه (بولس) وفيما بين 51 –55م عقد أول مجمع للحواريين (مجمع أورشليم) تحت رئاسة يعقوب بن يوسف النجار؛ ليناقش مشكلة عرضها بولس حول إكراه الأمميين (الوثنيون والكفرة – أي غير بني إسرائيل) على الالتزام بشريعة التوراة، فقرروا في هذا المجمع استثناء غير اليهود من الالتزام بشريعة التوراة إذا كان ذلك سيؤدي إلى تركهم للوثنية، وفي هذا المجمع قرروا تحريم الزنا وأكل المنخنقة والدم وما ذبح للأوثان، وأبيحت الخمر ولحم الخنزير والربا، مع أنها محرمة في التوراة.
          فكان هذا من أوائل التحريفات التي حصلت في الديانة النصرانية بمكر من بولس، ثم إن بولس عاد بصحبة برنابا إلى أنطاكية مرة أخرى، وبعد صحبة غير قصيرة انفصلا وحدث بينهما منازعة شديدة، لأن بولس أعلن نسخ أحكام التوراة وقوله (بأنها كانت لعنة تخلصنا منها إلى الأبد)، وادعاءه أن (المسيح جاء ليبدل عهداً قديماً بعهد جديد)، ولاستعارته من الفلسفة اليونانية فكرة اتصال الإله بالأرض، عن طريق الكلمة أو ابن الإله أو الروح القدس، ثم ترتب على هذا كله القول بعقيدة الصلب والفداء المبتدعة.
          ثم تنازع بولس مع بطرس الذي عارضه وهاجمه، وهكذا بدأ الانحراف والتحريف في الكتب المنزلة في التوراة والإنجيل، واستمر الانحراف فيها، وما زالت الزيادات والنقصان تتم في هذه الكتب المنزلة من عند الله تعالى.
          ومن أهم النصوص التي حرفت في الإنجيل؛ تلك النصوص التي تدعو إلى عبادة الله وحده دون سواه، والتي تبين أن الإله سبحانه حي قيوم غني عن خلقه، خالق مالك مدبر، ليس له صاحبة ولا ولد، ومن أهم النصوص التي حرفت في الإنجيل تلك النصوص التي تشير إلى مجيء النبي – صلى الله عليه وسلم – وتدعو إلى الإيمان به.
          أما الغرض من التحريف فإنه يختلف باختلاف أهواء المحرفين، فمنهم من كان يحرف الإنجيل لأجل عداوته لليهود، ومنهم من يحرف لأجل أهواء الملوك والسلاطين، ومنهم من كان يحرف لأهوائه وأهواء طائفته، ومنهم من كان يحرف لبغضه للإسلام والمسلمين ونبي الإسلام خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم.

          السؤال
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
          أعمل في شركة لتصميم مواقع الإنترنت، وقد طلب مني تصميم أحد المواقع التي تحتوي على أقسام لإرسال نغمات الجوال، سؤالي هو: ما حكم قيامي بتنفيذ هذا الموقع الذي يحتوي على نغمات؟
          ملاحظة: ذكر لي البعض حرمة نغمات الجوال بسبب إزعاج المصلين في المسجد، لكن هذا السبب غير كاف للتحريم، فحتى الرنات العادية ستسبب الإزعاج، إذاً فأعتقد أن الخطأ هنا يقع على صاحب الإزعاج وليس على نوع النغمة.
          وقد بحثت حول هذا الموضوع فوجدت من يحلله ومن يحرمه؛ لذا فأرجو منكم إفادتي وفقكم الله وجزاكم الله خيراً.


          الجواب
          الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
          فالذي أعلمه أن الذي يحرم نغمات الجوال الموسيقية والتي تحاكي نغمات الأغاني لا يحرمها لأنها تزعج المصلين في المساجد، كلا! ولكن لأنها نغمات موسيقية فحسب.
          وأما إزعاج المصلين فموضوع آخر لا تنحصر صورته ولا الحرمة فيه على النغمات الموسيقية وحدها، بل تتعداها حتى الجُشاء ورفع الصوت بالتلاوة والذكر!
          وأما بشأن تصميم مواقع تشتمل على خدمة إرسال نغمات للجوال، فلا أرى فيه بأساً؛ لأن عملك ليس مختصاً بتصميم هذه الخدمة مباشرةً ولا محصوراً فيها أيضاً. بل وحتى نغمات الجوال ليست كلها موسيقية، بل منها هذه ومنها غير هذه.
          وحتى تُبرئ ذمتك فعليك أن تناصح صاحب الموقع أن يحذف النغمات الموسيقية من موقعه.
          وإن تورعت من تصميم هذه المواقع فهو أولى وأسلم لدينك وأبرأ لذمتك
          والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .



          السؤال
          إذا عرض لي سؤال في الدين، فهل يجب عليّ الاستفتاء فوراً ؟



          الجواب
          الأصل والقاعدة في ذلك أن يسارع المرء في سؤال أهل العلم عن كل ما أشكل عليه من أمر دينه؛ لأن ذلك من حسن الصالحات التي أمر الله بالمبادرة إليها يقول – تعالى -:" وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض" [آل عمران:133] غير أنه يجب عليه أن يبادر على الفور في سؤال أهل العلم في صور منها:
          - إن أشكل عليه أمر في عبادة قد أداها، فهذا يلزمه أن يسأل على الفور؛ حتى يقيم نقص عبادته إن أمكن ذلك، أو يكفر إن صح التكفير أو يعبد إن لزم ذلك.
          - إن وجبت عليه عبادة على الفور وهو يجهل شيئاً مما لا تصح إلا به، فيجب عليه السؤال على الفور حتى تكون عبادته على بصيرة وعلم.
          - إن وقع منه أمر لا يدري هل يترتب عليه حكم شرعي أم لا؟ فيجب عليه السؤال على الفور حتى تبرأ ذمته، وهذه الصورة عامة لا تختص بالعبادات ونحوها. والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.




          السؤال
          أنا شاب متزوج، ولي ولد وبنت من زوجتي، وحصلت مشادة كلامية عنيفة بيننا، وحاولت خلالها ضبط النفس ما أمكن، ولكن مع الإصرار الشديد والتكرار الملح في طلب الزوجة للطلاق، أردت بادئ ذي بدء أن أردعها بطلاق مشروط، كأن أقول لها إذا فعلت كذا فأنت طالق، ولكن تملكني الغضب إلى درجة أن ضربتها ورفعت صوتي عليها وقلت لها أنت طالق؛ -أي أنني لم أشترط-، والمشكلة أنني عندما تلفظت بالطلاق كنت أريد قول الشرط ولكن لم أقله.
          مع العلم أنني طلقتها في طهر بعد جماع بيننا، وأن هذه الطلقة الأولى.
          أفيدونا، ما الحكم أثابكم الله؟


          الجواب
          الزواج رابطة مقدسة تقوم على أركان ثلاثة (السكن – المودة – الرحمة)، ويتعين على كل من الزوجين المعاشرة بالمعروف، وبذل الجهد في حسن الصحبة، وإزالة ما يسبب الأذى وينغص العيش، ولا يحل للزوج إيذاء زوجته بلسانه أو بيده، وعليه أن يتقي الله فيها، ويتأسى بالمصطفى –عليه الصلاة والسلام-"خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" الترمذي (3895) وابن ماجة (1977)، وقوله –عليه الصلاة والسلام-:"استوصوا بالنساء خيراً" البخاري (5186) ومسلم (1468) وقوله –عليه الصلاة والسلام-:"لا يفرك مؤمن مؤمنة إن ساءه منها خلق سره منها آخر" مسلم (1469) ومعناه "لا يمقت ولا يسخر".
          وإذا عاملت الزوجة زوجها بالمعروف، وبذلت الجهد في حسن الصحبة فإن إيقاع الطلاق عليها يعتبر جناية، بل جريمة في حقها؛ لقوله –تعالى-:"فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً" [من 32سورة النساء].
          يعتبر الطلاق في مثل هذه الحالة محظوراً، والمطلق آثماً، على أن الطلاق في العادة الشهرية أو في الطهر الذي حصل فيه اتصال جنسي يعتبر طلاقاً بدعياً، ويرى بعض العلماء أن الطلاق البدعي لا يقع، ولكن خروجاً من الخلاف فلك أن تراجع زوجتك ما دامت في العدة، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.





          السؤال
          نظام وزارة الصحة في السعودية يلزم المؤسسات الطبية المستشفيات، المستوصفات، مستودعات الأدوية...، للحصول على ترخيص بتعيين متخصص: طبيب، صيدلي، فني...إلخ، ويلجأ كثير من هذه المؤسسات أو الشركات إلى إبرام عقد مع هذا المتخصص لاستكمال المسوغات النظامية، وقد لا يكون لهذا المتخصص أي دور في المؤسسة أو الشركة، بل إنه قد يكون في بلد والمؤسسة المرخصة في بلد آخر ويتقاضى على هذا الأمر راتباً دون أن يكون له دور عملي وكلا الطرفين موافق على هذه الطريقة؛ المتخصص موافق على أن يسير عمل المؤسسة المرخصة باسمه مع تعهده أمام الجهات المختصة بالمسؤولية ولو لم يكن متواجداً، والمؤسسة أو الشركة كذلك لا تمانع من عدم تواجده.
          فما الرأي في مثل هذا الأمر؟ جزاكم الله خيراً.



          الجواب
          أرى أن تتورع عن مثل هذه الأعمال، فإنك دخلت مع الوزارة بعقد فيه هذا الشرط فيجب الوفاء بهذا الشرط لعموم ...والمسلمون على شروطهم إلا شرطاً حرم حلالاً أو أحل حراماً" رواه الترمذي (1352)، وابن ماجة (2353)، والبيهقي (6/65)، والحاكم (7141)، والدار قطني (3/27)، وقوله تعالى:"يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود" [المائدة: 1].
          [glint][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/grade][/glint]

          تعليق

          • علي الدوسي
            عضو مميز
            • Jun 2002
            • 1078

            #35
            فضيلة الشيخ / سلمان بن فهد العودة حفظه الله
            غسل الجمعة والعيدين والإحرام هل هذه الأغسال رافعة للحدث ولا يتوضأ الإنسان بعدها، أم أنها لا ترفع الحدث؟ وإن كانت ترفع الحدث، فهل ترفعه إذا كانت على صورة الأجزاء من التسمية والمضمضة والاستنشاق وتعميم البدن؟ أم لا بد من الإتيان به على هيئة الكمال؟ بالنسبة للغسل المسنون إذا نواه فهل يرفع الحدث ولا يتوضأ بعدها؟




            بسم الله الرحمن الرحيم

            المكرم الأخ/ حفظه الله
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

            فالجواب: أنه إذا نوى غسلاً مسنوناً كغسل الجمعة والإحرام والعيدين ونحوها، فإنه يجزئه عن الغسل الواجب كغسل الجنابة أو الحيض أو نحوهما. وهذا قول كثير من فقهاء الحنابلة، والشافعية وغيرهم. ومن باب أولى: أنه يجزئ عن الحدث الأصغر ولا يجب معه وضوء.
            ومن الحجة في ذلك حديث سمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل ) رواه الخمسة، إلا ابن ماجة فإنه رواه من حديث جابر بن سمرة، وفي الحديث مقال.
            فلما جعل الغسل في الحديث مكان الوضوء، دل على أنه يقوم مقامه، فمن اغتسل يوم الجمعة كفاه عن الوضوء، سواء كان لحدث أو غيره، والمقصود بذلك الغسل المجزئ الذي يعمم فيه البدن بالماء، ومعه المضمضة، والاستنشاق عند جماعة، ولا تجب التسمية على الصحيح.
            السؤال الثاني: في غسل الجمعة والعيدين... هل هي رافعة للحدث؟ الجواب: نعم لحديث سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من توضأ للجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فذلك أفضل) رواه الخمسة، إلا ابن ماجة فإنه رواه من حديث جابر بن سمرة.
            ووجه الدلالة: أنه جعل الغسل مكان الوضوء، فمن توضأ ليوم الجمعة كفى، سواء عن حدث أو غيره، وإذا حصل غسل عن هذا الحدث فهو أفضل، فدل أن الغسل يكفي عن الوضوء للحدث.
            ويكفي أن تكون على صورة الأجزاء كما جاء في السؤال.
            [glint][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/grade][/glint]

            تعليق

            • علي الدوسي
              عضو مميز
              • Jun 2002
              • 1078

              #36
              السؤال
              ما حكم الوقف في الصلاة في مثل هذه الآية (15) من سورة يس، والآية (18) من نفس السورة؟ علماً أن إمام المسجد عندنا في الحي كثيراً ما يقف في مثل هذه الآيات بقصد أو بغير قصد؟ وجزاكم الله خيراً.


              الجواب
              الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم
              الدين ، أما بعد :
              فسؤالك أيها الأخ الفاضل غير واضح ، وسأجيب على ما ظهر لي منه ، فأقول :
              إن كنت تقصد أنه يقطع قراءته على الآية الخامسة عشرة من سورة (يس)، وهي قوله تعالى: "قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ" [يّـس:15]، ثم يركع، ثم يقوم فيقرأ الآية السادسة عشرة، وهي قوله تعالى: "قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ" [يّـس:16]. ويقرأ قوله تعالى : "قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ" [يّـس:18]، ثم يركع ، ثم يقوم فيقرأ : "قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ" [يّـس:19]، فأقول: إن في الأمر سَعَةً، والذي يدلُّ على ذلك ما رواه البخاري (4582)، ومسلم (800)، من حديث عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه- أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يقرأ عليه سورة النساء، حتى إذا وصل إلى قوله تعالى: "فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً" [النساء:41] قال له: حسبك الآن، قال فرأيته، فإذا عيناه تذرفان.
              وقطع القراءة على هذه الآية قبل تمام المعنى ؛ لأن قوله تعالى: "يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً" [النساء:42] مرتبط من جهة المعنى بما قبله، والتمام على رأس الآية هو الوقف التام ؛ لأن ما بعدها كلام مستأنف جديد ، وهو قوله تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً" [النساء:43]، وهذا العمل منه صلى الله عليه وسلم حجة في من قطع قراءته قبل تمام المعنى ، والله أعلم.
              ولكن إن تتبع المعاني ، وقطع عند انقضاء الأخبار والقصص ، كما ورد ذلك عن السلف الصالح من التابعين والقراء وغيرهم ، فذلك حسن ، بل هو مما يعتني به علماء الوقف والابتداء.

              السؤال
              ما هو الحكم في استعمال الجن لفك السحر ومعرفة مكانه والذي قام به؟ وهناك من يقول إنه إذا لم يكن هناك أمر مخالف كذبح للجن وخلافه وإنما هي وسيلة لمعرفة مكان الضرر وإخراجه لكي تنتهي المأساة. والمسألة على خلاف بين أهل العلم.

              الجواب
              هذا الموضوع متعلق بمسألة النشرة، وهي حل السحر عن المسحور، وله طريقان:
              الأول: الرقية الشرعية والتعوذات والأدوية المباحة فهذا طريق مشروع، وهو بحمد الله نافع ومجرب، والرقية الشرعية أجمع العلماء على أنها جائزة بشروط ثلاثة: الأول: أن تكون بالقرآن والأدعية الصحيحة.
              الثاني: أن تكون باللسان العربي وما يفهم معناه.
              الثالث: ألا يعتمد عليها بذاتها، وإنما يعتمد على الله، فالله وحده الشافي لا شفاء إلا شفاؤه، والرقية سبب من الأسباب.
              الطريق الثاني للنشرة: حل السحر بسحر مثله عن طريق التقرب إلى الشياطين ليخدموهم في حل السحر ومعرفة موضعه، فهذه محرمة بل شرك بالله لما فيها من التقرب إلى الشياطين، وقد سئل النبي – صلى الله عليه وسلم – عن النشرة فقال: "هو من عمل الشيطان" رواه أحمد (14135) وأبو داود (3868) من حديث جابر – رضي الله عنه- بسند جيد.
              وإن كانت بغير طريق شركي فعامة أهل العلم على التحريم، لأنها وسيلة إليه، ولعموم حديث جابر – رضي الله عنه - السابق وما جاء عن الصحابة – رضي الله عنهم – ولما عند الشياطين من الكذب والتلبيس وتغيير الحقائق والكذب على الأبرياء لإيقاع العداوة والفرقة وفق الله الجميع لرضاه.




              السؤال
              أود أن أسأل فضيلتكم عن توجيهكم لهذا الحديث:
              قال الإمام مسلم -رحمه الله-: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قالا حدثنا وكيع ح وحدثنيه زهير بن حرب حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق جميعاً عن فضيل بن غزوان ح وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء واللفظ له حدثنا ابن فضيل عن أبيه عن أبي حازم عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض". ورواه الترمذي -رحمه الله- قال: حدثنا عبد بن حميد حدثنا يعلى بن عبيد عن فضيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي هريرة – رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"ثلاث إذا خرجن لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل الآية، الدجال والدابة وطلوع الشمس من المغرب أو من مغربها" قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح وأبو حازم هو الأشجعي الكوفي واسمه سلمان مولى عزة الأشجعية. حيث نجد الحديث رواه أحمد بنفس إسناد مسلم، ولكن بلفظ آخر: حدثنا وكيع قال حدثنا فضيل بن غزوان الضبي عن أبي حازم عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"ثلاث إذا خرجن لم ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا؛ طلوع الشمس من مغربها والدخان ودابة الأرض" وهذا الحديث الظاهر من خلال السند أنه صحيح الإسناد وهو موافق للأحاديث الصحيحة التي تدل على أن التوبة تقبل بعد خروج الدجال، حيث يخرج المسيح -عليه السلام- بعد خروج الدجال ويقتل الدجال ولا يقبل من أهل الكتاب إلا الإيمان، فدل على أن التوبة تقبل بعد خروج الدجال، وهذا يتعارض مع رواية مسلم والترمذي أن التوبة لا تقبل بعد خروج الدجال. فما توجيهكم لهذا؟ حفظكم الله ورعاكم.





              الجواب
              الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
              أقول وبالله التوفيق:
              بعد النظر في ألفاظ الحديث، وما جاء عند الإمام أحمد في مسنده من استبدال لفظ (الدخان) بـ (الدجال) ترجح عندي أن لفظ (الدجال) أصح من جهة الرواية؛ لاتفاق مصادر متعددة على ذكره، دون لفظ (الدخان)، وتوجيه هذا الاختلاف أنه ربما كان من قبل راوي المسند عن عبد الله بن الإمام أحمد، وهو القطيعي، فقد ذكرت له أخطاء في روايته للمسند لعل هذا أحدها، خاصة أن احتمال تصحيف (الدجال) إلى (الدخان) احتمال وارد، لتشابه الكلمتين في الخط.
              أما الإشكال في المعنى، من جهة أن باب التوبة لا يُغلق بعد خروج الدجال، فحله يظهر من حديث صحيح آخر، وهو حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"بادروا بالأعمال ستاً: الدجال، والدخان، ودابة الأرض، وطلوع الشمس من مغربها، وأمر العامة، وخويصة أحدكم" أخرجه مسلم رقم (2947). والمقصود بأمر العامة: قيام الساعة، وأما خويصة أحدنا: فهو الموت، أما المراد بالمبادرة بالأعمال، أي: المسابقة بالأعمال الصالحة، والمسارعة باغتنام الوقت قبل هذه الأمور الستة التي هي دواه ومصائب عظام، تُلهي الإنسان عن العمل الصالح وتشغله، أو لا يوفق إليه من لم يسبق له قدم ثبات على الهدى والحق، فيفتن عن التوبة والعمل الصالح، لا لمانع، ولكن لضعف إيمانه الذي لا يصمد أمام هذه الدواهي، ومن هذه الأمور الستة ما لا تقبل بعدها التوبة، لو حاولها أحد من شاهدها، وهي: طلوع الشمس من مغربها، وقيام الساعة، وغرغرة الموت.
              وانظر: المفهم للقرطبي (7/308 رقم 2842) وشرح الطيبي على المشكاة (11/3448-3449 رقم 4565).
              وعليه فيكون معنى الحديث المسؤول عنه: أن تلك الأمور الثلاثة، إذا وقعت بهتت الناس وحيرتهم، فلم يقو على التوبة والثبات إلا من حسن عمله وصح توكله على الله تعالى، ولا يعارض ذلك أن من هذه الأمور الثلاثة ما ضم إلى ذلك أنه لا تقبل معه التوبة، كطلوع الشمس من مغربها، ولا يعارض ذلك أيضاً أن من هذه الأمور ما إذا زال وانتهى وجوده، لم تبق حيرته وفتنته بعد زواله، فيمكن الناس بعدها التوبة والعمل الصالح، إذا قدر لهم ألا يموتوا في زمن الفتنة والتحير، كما قد يحصل في فتنة الدجال.
              هذا ما ظهر لي، والله أعلم.
              والحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى أثره واتقى حده.




              السؤال
              أرجو عرض هذه الأسئلة على أحد المتخصصين للإجابة عنها لأهميتها لدي:
              قمتُ ببيع أسهم لي في إحدى الشركات الوطنية، (والتي قد اكتتبت فيها بمقدار خمسين سهما، وقيمة السهم الواحد خمسون ريالاً) وقد بعتها بقيمة 52.25 للسهم الواحد، والذي أعرفه أن الشركة تتعامل بالربا، فهل علي في هذه الزيادة عن رأس المال شيء؟ وهي 2.25 ريال لكل سهم، وقد قمتُ ببيع أسهمي في إحدى الشركات (والتي قد اكتتبت فيها بمقدار 19 سهماً، وقيمة السهم الواحد مائة ريال)، وقد بعتها بقيمة300 ريال للسهم الواحد، فهل علي في هذه الزيادة عن رأس المال شيء وهي 200 ريال لكل سهم ؟ وما حكم الأرباح السنوية التي كنت آخذها من الشركة؟ علماً بأني لا أخرج منها شيئا تخلصاً من الربا، وأيضاً فإن والدي يملك أسهماً في إحدى الشركات، ويأخذ الأرباح السنوية ولا يخرج منها شيئاً، فهل عليه شيء؟ وإن كان عليه شيء نرجو تبيين نسبته لكل سنة من السنوات الماضية ولهذه السنة.
              وجزاكم الله خيرا.



              الجواب
              الحمد لله وحده، وبعد: فإن مما ابتلى به الناس لتهاونهم في دينهم، أن كانت معظم الشركات المساهمة -إن لم تكن كلها-، لا تخلو من الربا، وإن لم يكن الربا أساس عملها.
              وجنس هذه الشركات فيما يظهر لي لا يجوز تداول أسهمها، لأن ما فيها من كسب حلال لا يوصل إليه إلا بشائبة الربا المحرم،والقاعدة عند الفقهاء: "إذا اجتمع الحاظر والمبيح قدم جانب الحظر"، وكذلك لا يجوز لمن تورط فيها أن يورط فيها غيره، فيبيع عليه أسهمها ليتخلص منها لأن الدين النصيحة، وهذا الصنيع غش لا نصح، والقاعدة عند الفقهاءما مُنع أخذه مُنع عطاؤه)، لكن من تورط في شيء من تلك الأسهم، وأراد أن يتخلص منها، فالمخرج له التخلي عنها للشركة نفسها على وجه الإقالة، فيسترد ما دفعه من ثمن.
              وكون الإنسان يشتري أسهماً بقيمة مائة مثلاً، ويبيعها بقيمة ثلاثمائة مثلاً ليس ممنوعاً إذا توفرت شروط صحته، وانتفت موانعه، وإنما كان المنع هاهنا لما في هذه الشركات من ربا لا يجوز تداوله، ولا توريط الناس فيه، وعلى هذا: فإن بيعك لأسهم شركات لا تخلو من ربا لا يجوز، وما دام الأمر قد مضى فعليك الندم والتوبة وعدم العودة لذلك.
              أما عدم إخراجك وأبيك نسبة الربا مما حصلتما عليه من ربح مشوب بالربا فذلك خطأ، ينبغي الخروج منه بإخراج تلك النسبة من خلال الرجوع إلى ميزانية الشركة في تلك السنوات، مع الندم، والتوبة، وعدم العودة، والتخلص من هذه الأسهم بردها إلى الشركة نفسها واسترجاع قيمتها. ولو أن الناس اتقوا الله في هذا الأمر لجعل لهم منه مخرجاً، لكن الأمة منذ زمن قد طوعت لفكر الاستعمار وتوجهاته بفتاوى علمائها، والله المستعان.




              السؤال
              هل يجوز الذكر بالاسم المفرد (الله، الله)؟ أرجو الإجابة.


              الجواب
              ألفاظ الذكر ينبغي أن تكون مشروعة، ولا يجوز للمسلم أن يبتدع صورة للذكر لم يرد بها الشارع، ثم إن الذكر له معان يدل عليها، فمثلاً:
              لا إله إلا الله: إثبات الألوهية لله -عز وجل-.
              سبحان الله: تنزيه لله عز وجل عن النقائص.
              الله أكبر: تعظيم لله سبحانه.
              لكن الذكر بكلمة الله ما هو المعنى الذي يدل عليه، فهو اسم للخالق سبحانه، ما المعنى الذي يريد الذاكر أن يقرره؟ ولهذا فإنه لم يرد عن الأنبياء –عليهم السلام- ولا الصحابة –رضي الله عنهم- ولا علماء الأمة –رحمهم الله- أنهم ذكروا الله عز وجل بذلك،وإنما ابتدعها بعض المتصوفة، والله الموفق.
              [glint][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/grade][/glint]

              تعليق

              • علي الدوسي
                عضو مميز
                • Jun 2002
                • 1078

                #37
                السؤال
                نحن بعض الإخوة في جمعية إسلامية في بلاد الغرب، كونّا صندوقاً للقرض الحسن لتجنب القروض الربوية، وكُوِّنَ هذا الصندوق عن طريق مساهمة قدرها 100 دولار، غير قابلة للاسترداد من كل شخص يريد أن يقترض من هذا الصندوق،علماً بأن هناك رسوم طلب وقدرها 50 دولاراً عند الاقتراض، ومن هذه ال50 ما يذهب إلى الصندوق ليكون مالاً إضافياً في الصندوق؛ فنرجو من فضيلتكم أن تبينوا لنا إن كان في هذه الصورة أي محظور شرعي؟ وجزاكم الله خيراً.



                الجواب
                بسم الله الرحمن الرحيم
                إن فكرة الصندوق ودافعه فكرة شرعية وحسنة من حسنات المؤسسين إن شاء الله – تعالى-، فالجمعية بهذا التوجه جمعية تعاونية تكافلية لا تنطبق عليها أحكام الجمعية التجارية ولا أرى فيها مخالفة، لا في الاشتراك بالـ100دولار، ولا في الـ 50 دولاراً، التي يؤديها المؤدي لما عليه للجمعية، إذ إن نصف الخمسين تودع لصالح الجمعية، والنصف الآخر مقابل خدمات إدارية، والأصل في مثل هذه التعاملات الإباحة، إلا ما حرمه الشرع، والشرع الحكيم يحرص على إشاعة كلما يؤدي إلى البعد عن المحرمات، والأصل المذكور من أدلة اتفاق أهل العلم سلفاً وخلفاً، والله أعلم – وصلى الله وسلم – على محمد وآله وصحبه.


                السؤال
                أما بعد: شيخنا الفاضل، أريد أن أعرف ما حكم التربح من هذا الموقع الأمريكي للإعلان عبر البريد الإلكتروني؟ عنوان الموقع www.zwallet.com مع رجاء سرعة الإجابة .

                الجواب
                الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
                خدمة البريد الإلكتروني المقدمة من هذا الموقع نوعان: بريد مجاني، وبريد مقابل رسوم سنوية (19.99 دولار).
                (1) أما البريد المجاني؛ فلا مانع من الاسترباح منه، لأن الأرباح ناتجة عن الدعايات المعلنة في البريد وفي موقع الشركة. ومن شأن الإعلانات أنه كلما زاد عدد المشتركين كلما ارتفع سعر الإعلان، كما أنه كلما كان اطلاع المشترك على الإعلانات أكثر ارتفعت قيمة الإعلان كذلك. فالشركة توزع نسبة من رسوم الإعلانات المدفوعة للمشتركين لهذا السبب. فهذه الخدمة لا حرج فيها إن شاء الله، سواء كان العائد لشخص المشترك أو من خلال الآخرين الذين يشتركون عن طريقه في الخدمة المجانية. لكن يراعى ألا تكون الإعلانات المنشورة مما يخدش الحياء ويناقض العفاف، أو يروج لمحرمات ومنكرات، وذلك لأن الربح الموزع يمثل نسبة من رسوم الإعلان، فإذا كان الإعلان محرماً؛ فالربح الموزع منه محرم كذلك. وإذا كانت الإعلانات تتضمن ما هو محرم وما هو جائز، فالعبرة بالغالب. فإذا كان المحرم هو الغالب؛ كان الاشتراك محرماً. أما إذا كان الجائز هو الغالب؛ فقد يتسامح في الاشتراك، على أن يتم تقدير نسبة عائد الإعلانات المحرمة والتخلص مما يقابلها من الأرباح الموزعة.
                (2) أما البريد المدفوع فلا يظهر منه مانع- والله أعلم- طالما كان للاستعمال الشخصي، مع مراعاة ما سبق حول مشروعية الإعلانات نفسها. أما إذا كان لجلب أشخاص آخرين للاشتراك، فهذا يصبح نوعاً من التسويق الشبكي (multi-level marketing)، ولذلك يخضع للأنظمة الخاصة به، كما تصرح به اتفاقية العميل المنشورة في الموقع (http://www.zwallet.com/agreement.html). وعليه ينبغي تجنب الاشتراك المدفوع من أجل جذب مشتركين آخرين. والله تعالى أعلم.



                السؤال
                أنا إمام مسجد، أنام عن صلاة الفجر ولا أصليها في الشهر إلا مرة أو مرتين في وقتها، أما في باقي الأيام فأصليها متى ما استيقظت من نومي الساعة التاسعة صباحاً، وأحياناً لا أستيقظ إلا بعد الظهر، فأشعر بالذنب الشديد وأتوب إلى الله، ولكني أعود لفعلي ذلك، ماذا أفعل؟ هل أستمر في إمامتي للمسلمين وأنا على ذلك، أم أترك إمامة المسجد، وأجتهد في الرجوع إلى الله والتوبة النصوح؟ أفيدونا أثابكم الله.


                الجواب
                أولاً: يجب على السائل وغيره أن يعلم أن صلاة الفجر شأنها عظيم، وأن من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله حتى يمسي، كما روى مسلم (657) من حديث جندب بن عبدالله – رضي الله عنه-، وأن التهاون في التخلف عن صلاة الفجر مع الجماعة من صفات المنافقين، فهي أثقل الصلاة على المنافقين، والصلاة عموماً يجب أن تؤدى في أوقاتها، ولا يجوز تأخيرها عن وقتها، لقوله تعالى: "إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً" [النساء: من الآية103]، فلا يجوز للإنسان أن يؤخر الصلاة حتى يخرج وقتها، وإنما الواجب عليه أن يتعبد لله على ما شرع الله، وأهم العبادات هي أداء الصلوات، وما ذكر أنه يصليها متى استيقظ في التاسعة أو بعد الظهر؛ فهذا إهمال عظيم، وتهاون كبير بالركن الثاني من أركان الإسلام، ويخشى على هذا من العقاب؛ لأن ذنبه كبير، ووزره عظيم، وأما ما ذكره السائل من أنه هو الإمام للمسجد، فلا يحق له أن يتقدم ويصلي بالناس وهذه حاله، لأن حال مثل هذا الإنسان أقلها الفسق، والإمام يجب أن يكون عدلاً، ولا يصلح أن يكون فاسقاً، وعليه أن يرجع إلى الله ويتوب إليه، ويجتهد في إصلاح نفسه لأنه لا يدري متى يفاجئه الأجل وهو على هذه الحال، والنبي – صلى الله عليه وسلم – هم بتحريق بيوت المتخلفين عن صلاة الجماعة، وترك ذلك الشيء لما فيها من النساء والذرية، كما رواه البخاري (2420)، ومسلم (651)، من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه-. وروى مسلم (653)، من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: أتى النبي – صلى الله عليه وسلم- رجل أعمى، فقال: يا رسول الله، إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أن يرخص له، فيصلي في بيته، فرخص له، فلما ولَّى دعاه، فقال: "هل تسمع النداء بالصلاة؟" قال:نعم، قال: "فأجب"وفي رواية: "لا أجد لك رخصة" عند أبي داود (552)، وابن ماجة (792)، فعلى هذا الإنسان أن يتقي الله ويستحيي من الله، والله – جل وعلا – يمهل ولا يهمل، وإذا أخذ الظالم أخذه أخذ عزير مقتدر، ولا شك أن إهماله للصلاة بهذه الصورة من الظلم العظيم، فنسأل الله – جل وعلا – له الصلاح والهداية والإعانة، وصلى الله على نبينا وآله وصحبه وسلم.





                السؤال
                كيف علينا ألا نود النصارى وألا نسلم عليهم، و لا نتعامل معهم، وقد سمح الله
                تعالى للمسلمين بالزواج منهم؟ ما يعني حبهن وإنجاب الأطفال منهن وتركهن على دينهن إذا أبين أن يسلمن، وهن اللواتي يربين الأطفال، فكيف ذلك الفاصل
                الشعوري الذي يجب أن يكون بين الفئتين؟ووصفهم بالكفار، مع العلم أنني
                أتكلم عن فئة النصارى التي لا تشرك بالله تعالى، والتي تؤمن بأنه واحد
                أحد، وأن عيسى –عليه السلام- رسول الله. الكثير من الفتاوى تنص على أن النصارى هم من أهل النار، لأنهم لم يؤمنوا بسيدنا محمد - عليه الصلاة والسلام- فكيف يكون للزوج حق القوامة، و توجيه امرأته في أمور دينها ومعاشها، وأن يتزوج نصرانية بذات الوقت ويبقيها على دينها؟


                الجواب
                أحل الله -تبارك وتعالى- للمسلمين الزواج بالكتابيات المحصنات، العفيفات، كما جاء في الآية الخامسة من سورة المائدة؛ فالكتابية العفيفة التي ليس لها صديق، وإنما كانت في مسلك رشيد بعيد عن الفواحش يحل الزواج بها وتتولى الإنجاب وتربية الأولاد. والنصارى واليهود المسالمون –إن وجدوا- لا ينهانا الله عن معاملتهم بالحسنى، وإكرامهم واحترامهم، كما قال تعالى: "لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" [الممتحنة:8]، وقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" [المائدة:8]، وفئة النصارى وصفهم الله بالكفر في قوله: "لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" [المائدة:73]، وقال تعالى: "لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ" [المائدة: من الآية17]، وقال تعالى: "وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ" [التوبة:30]، وإذاً فالمشهور عن النصارى اعتقادهم عقيدة التثليث، وليس فيهم من يؤمن بالله رباً، وأن عيسى عبد الله ورسوله، ولا أدري من أين جئت بمفهومك هذا؟!.




                السؤال
                أنا في أمريكا، أريد أن أعود إلى الإمارات، ولكن يجب علي أن أمر بمدينة هونج كونج، فهل يحرم علي ذلك بسبب المرض المنتشر في هونج كونج؟ وهل يعتبر هذا المرض وباء في نظر الشرع؟.


                الجواب
                من خرج من أرض انتشر فيها وباء لغير الفرار بل لعارض كالتجارة أو العمل المعتاد، أو لكونه ماراً بها؛ فلا بأس (إذا أمِنَ من نقل العدوى بحمله للمرض)، حيث جاء في حديث أسامة بن زيد – رضي الله عنهما - مرفوعاً: "إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فراراً" متفق عليه عند البخاري (5728)، ومسلم (2218).
                فالمنهي عنه الخروج عنها فراراً من المرض، أما دخول الأرض المصابة بالوباء؛ فالأصل المنع منه إلا للحاجة، كمن لم يستطع السفر إلا بالمرور بتلك الأرض وكان محتاجاً للانتقال.
                والطاعون كل مرض عام ينتشر في جهة من الأرض، ولذا فإن الظاهر أن المرض المسؤول عنه نوع من الطاعون، والله أعلم.
                [glint][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/grade][/glint]

                تعليق

                Working...