أقسم أحدهم أن لو تزوج ( قيس ) بـ ( ليلى ) لما خلت حياتهما من ( المشاكل ) ..!
وأنا أقول : صدق ..!
لماذا ..؟!
لأن الفتى يحرص على أن يبدو أمام ( حبيبته ) قبل الزواج بأجمل صورة ، فيظهر الحسن من أخلاقه ويبالغ فيه ، ويخفي السيئ ، والفتاة كذلك تظهر بصورة ولا أجمل ..!
بعد الزواج ينكشف ( المستور ) ، وتنجلي الحقائق ويعود كلٌّ لخلقه وطبيعته ، فالزيف لم يعد له مكانـًا ما دام حصل عليها ، وأصبحت معه ، وهي أيضـًا ليست في حاجة إلى أن تبدو بتلك الروعة التي كانت قبل الزواج فقد أصبح ملكها ..!
بعد الانكشاف يحاول كل منهما محاولةً مستميتة لـ ( أقلمة ) الطرف الآخر على الوضع الراهن والتعايش معه ، فتبدأ تلك الصور التي رسمها كل منها للآخر في التلاشي حتى تصبح أثرًا بعد عين ..!
العبارات ( العسلية ) التي كانت تسمعها منه قد تبحث عن ( عُشْرِها ) فلا تجد ، وهو أيضـًا قد يستجدي كلمة ( حبيبي ) ويستمطرها فتضن بها عليه وتبخل ..!
يقال :
تعثرت امرأة تبلغ من العمر ثمانين سنة ، فأمسك بيدها زوجها البريطاني ( الهرم ) وقال بلغته وبصوتٍ متقطع من أثر السنوات الطويلة : قومي حبيبتي ، ليت الذي وقع أنا ، وأخذ يمطرها بعبارات الحب والغزل ..!
وأنا أقول :
لو تعثرت فتاة ( خليجية ) في ربيعها التاسع عشر ، فسيعود إليها زوجها الشاب ؛ ليقول لها : قومي ( عمى ، فشّلتيني ) لا بارك الله فيك ولا في أهلك الذين بلوني بكِ ورموك في (نحري) ..!
نحنُ الخليجيين - خاصة - نكون أرق من النسمة مع المرأة الغريبة ، ونمنحها من عذب الألفاظ وجميل العبارات ما يجعلها ترتمي في أحضاننا ( عمياء ) ، أما زوجاتنا وأمهات أولادنا فليس لهن عندنا إلا قبيح القول وسوء التعامل ..!
هكذا هي طبيعتنا وأخلاقنا ، ورثناها أبـًا عن أبٍ وكابرًا عن كابر ، ولن تتغير ، فقد قيل : ( زوال الجبال أهون من زوال الطبائع ) ..!
سمعتُ أن الغربيين عندهم مرحلة الخطوبة هي قرع أبواب السعادة ، وبالزواج يدخلونها ، ونحن العرب عندنا الخطوبة هي السعادة وبالزواج تموت ، وسمعت - أيضـًا - المقولة المشهورة : ( الزواج مقبرة الحب ) ..!
في ضوء ما تقدم ، أرى أنه ينبغي على الفتاة إن جاءها أحدهم وقال : يا حبي الأول والأخير ، أن تبتسم ابتسامة سخرية ، وإن قال : يا عمري وروحي وقلبي وحياتي ، فلتقهقه ، وإن قال : يا حبي الأبدي فعليها أن ( تصك) بالذي في يدها بين عينيه ولا تتردد ، وأن تقول له : على غيري العب أيها الكذوب ..!
لا تتوقعوا أنني أدعي ( المثالية ) والتحضّر من خلال هذا الطرح ، لا أبدًا ، فما أنا إلا خليجيٌّ ( قح ) ..!
تعليق