الحمد لله وحده الذي نصر جنده وهزم الأحزاب وحده والصلاة والسلام على رسوله الأمين وقائد الغر المحجلين إلى يوم الدين ثم أما بعد :
قبل أيام وانا احتسي شيئا من الهرري المحموس حمسا وأتذوق بعضا من السكري القصيمي متكئا ومشرئبا ( وفاغر في إم بي سي ) إذا بطارق يطرق الباب بشدة ، فهببت مذعورا محتقنا غاضبا من قوة طرق هذا الطارق الذي أفسد جوي فتحت الباب فإذا به صديقي المنحوس المعتق أشعث أغبر تبدو عليه وعثاء السفر ، وكآبة المنظر ، فأسرعت للترحيب بمقدمه ، ثم أقعدته في صدارة المجلس حيث يستحق ، وناولته كوبا من الماء لري عطشه ، ثم أردفته بفنجان من القهوة ، فرشف رشفة سالت منها سعابيله ، ثم اتكأ وقال : جئتك في أمر جلل وخطب ادلهم فهممت ببلع ريقي..!! إلا أنه سارعني قائلا : هون عليك فلم أت لطلب سلفة ولم أتجشم الصعاب والعناء لضيافة ، لكنني أتيتك على عجل لأحدثك عن (غزوة رمضان المجيدة ..!!) والتي نصر الله بها الإسلام والمسلمين ورد كيد الكائدين بفضل ( لواء الرماة ) فسرحت قليلا .. وأنا أتمتم ( غزوة .. رمضان ... لواء الرماة ... ) ..!! ولم أفق إلا وهو يخطب خطبته العصماء قائلا :
اجتمع أمراء الجهاد في دار( لكع ) لإعداد العدة لجهاد الأعداء بما لذ وطاب من المجاهدات المجيدات الصامدات في وغى المعركة وسأحدثك عن نساء لسن كالنساء ولن يكن -- يوما -- طعاما لذ وطاب لكل من شيك وانتكس وخاب ولا انتقش ، ولن يكن غانيات أو مومسات يسلن اللعاب ، ويحلن السؤال إلى جواب ، ولسن ممن يمتعن أذواق الغازين بصدور ٍ كالمدرجات ، ونهود ٍ رابضات ٍ كالطائرات ِ ، وأعناق ٍ كأبراج ِ الرادارت ِ ، وسوق ٍ كالقاذفات ِ ، وعيون ٍ كحِلات مكتحلات كأزهار النرجس ، وخدود متوردات ٍ ، وأسنان كالبرد ، وشفاه كالعناب .. وكان صديقي متكئا فجلس وقال -- والفرحة تعلو محياه -- :
حدثني الشيخ الوليد بن ابراهيم قدس الله سره أنه قد اغتسل بماء فرنسي معدني ، وتخضب بسدر محلي ، ولبس خوذته والتحف درعه وتوشح سيفه ، وجهز كفنه وحنوطه ، وجمع جنده ليكون قائدا ميمونا يتقدم ركب الغزاة الميامين الصابرين لكافة الفيالق الغازية وعن ميمنته المجاهد الصابر المحتسب الشيخ علي الحديثي وعن ميسرته الشيخ الصابر المحتسب الغازي جورج قرداحي بينما استنجد بحامل راية الجهاد صاحب الابتسامة الساحرة والوجه الوضاء الشيخ حسن عسيري ( المفترى عليه بلطش خمسة ملايين من شبكة راديو وتلفزيون العرب وحاشا شيخنا حسن أن ينزلق في ذلك المزلق ) .. ويحمل الراية الثانية البطل الصنديد ( اللي انتم خابرين ) سيد المجاهدين فايز المالكي دام ظله الشريف .. وتم تدعيم ألوية الجهاد بأخواتنا المجاهدات الصابرات نحسبهن كذلك والله حسيبهن .. فلميس أقسمت ثلاثا من اسطنبول بأن تكون كلمتها العليا في هذه المعركة ، فلم تقتصر مهمتها على تطبيب الجرحى وتمريض المجاهدين ، بل ستتعداها إلى المشاركة في ساحات الوغى ..وكأنها تمهد لجحافل الحق وعصبة الاحتساب ، وأمام هذه العاطفة وهذا الحماس أقسم الوليد لينقلنها من اسطنبول إلى دبي بطائرته الخاصة وكل ذلك احتسابا للأجر والمثوبة فلله أنت أيها المقدام ، وسيد المجاهدين وحامل ألويتهم إلى (غزوة رمضان ) فلا نامت أعين الجبناء ، لكن الشيخين العسيري والمالكي ثنيا الشيخ الوليد وحلفا أيمانا مغلظة أن يذهب إليها بنفسيهما ويجلبانها إلى المعركة ، .. عندها نهض الأدعشري من مرقده فوجد الحارة خالية من السكان ، فصاح صيحة مدوية : أين الزلمات .. ؟؟ سمعتها أم زكي فنطت من مجلسها باتجاه الصوت فهالها رؤية الأدعشري فسقطت مغشيا عليها ، فرشها بالماء صائحا أين الزلمات يا أم زكي أين الزلمات ؟؟ فأشارت إليه إنهم توشحوا خيولهم والتحقوا بركب الجهاد مع الشيخ الوليد وهم الآن على سفح رابية حول الحارة ، فانطلق بفرسه متوشحا سيفه فسمع (أبو غالب) وهو يغني ( أهيم بروحي على الرابيه وعند المطافي وفي المروتين ) وأردف :
( بليلة بلبلوكي بنهار باعوكي وبالليل سألوكي ).. فوجد الزعيم ( أبو صالح ) قد استفاق من مرقده ، والعقيد أبو شهاب و(أبو عصام وأبناءه) الأشاوس عصام ومعتز وبقية الجوقة الصابرين المحتسبين ، واغرورقت عيناه من الدمع عند رؤيته لأبناء حارة أبو النار جنبا إلى جنب مع أعداء الأمس بقيادة الشيخ المجاهد ( أبو النار) وخلفهم نساء حارة الضبع وحارة النار يلهبن حماسهم بالطبول ( ياللي بدو يتحدى هاي الحاره مين أدها ) فانطلق فيلق الضبع والنار باتجاه شيخ المجاهدين الشيخ الوليد بن ابراهيم قدس الله سره ..
وعلى مقربة من ساحة المعركة هبت على المجاهدين نسائم باردة مخضبة بروائح العود الكمبودي ، فمنهم من دعك لحيته ومنهم من خللها بأصابعه .. فجمع شيخ المجاهدين القائد الهمام الوليد قادة الألوية ونشر خارطة المعركة أمامه ، فوضع كل قائد في مكانه ثم استدعى قائد الرماة المجاهدة الصابرة المحتسبة ( زينب العسكري ) لتكون في الصف الأول لهذه الغزوة وأوصاها بتسديد الرمي تجاه ( الصدور) لتتمكن من العدو وتفسد عليه تقدمه ، فقال لها ضمن ما قال : أرم زينب فداك الحديثي وقرداحي ، فجمعت عدتها وعتادها وتوشحت كنانتها وملأتها بالنبال ، واستعانت بخير النساء في الرمي الخبيرات بسحق الصدور ومنهن المجاهدات الراميات فجعلت عن ميمنتها الشيخة المحتسبة الصابرة إلهام الفضالة ، وعن ميسرتها الشيخة المحتسبة الصابرة شيماء علي وفي وسط اللواء المجاهدات المحتسبات الصابرات ( شيماء سبت ، هيا الشعيبي ، شجون الهاجري ، هبة الدري ، مونيا ، وبدرية أحمد ، وعبير أحمد ، كاريس بشار ، جيهان عبدالعظيم ، جمانة مراد ، تاج حيدر ، رنا الأبيض ) .. أما الشيخة لميس فقد تترست خلف الشيخين المالكي والعسيري ، وأخذت تردد لن أتولى يوم الزحف .. لن أتولى يوم الزحف .. والشيخ فائز يردد أرم لميس فداك الواصل ومفرح ، وانهالت على صدور العداء رميا بالنبال حتى قتل منهم خلق كثير ..
ومع أول يوم من رمضان حمي الوطيس وانهمر النبل على الأعداء ، وقبل أن يصيح الشيخ فايز المالكي ( ياني ياني ) وينشد الشيخ حسن عسيري ( في تيه تلقفها تاك ) كن الصابرات المحتسبات قد أنهين المعركة بوابل النبل وسهام الجهاد ، وتجندل الأعداء ، وتساقطوا واحدا تلو الآخر ، وتم متابعة بقية فلولهم وجيوبهم من قبل فيلق الرماة ، وانتهت المعركة في وقت قياسي وبقيادة ميمونة من سيد المجاهدين الشيخ الوليد بن ابراهيم ، وحنكة المجاهدة الصابرة زينب العسكري .
فأعلنت المذيعة الداخلية للمعركة الشيخة حليمه بولند انتهاء المعركة مختتمة أسرع معركة حربية في التاريخ بقولها : ( ابي أبوي أبي امي أبي زوجي..) .
انتهى صاحبي من سرد تفاصيل هذه الغزوة الميمونة فقلت له : ألم يقل الشاعر حمود البغيلي :
الغرب يصنع طائرات وصواريخ
والشرق الاوسط راح نفطه بلا شي
حطوا لهم في صفحة المجد تاريخ
ونحـــن بماضــينا نعيد النقـــــــاش ِ
قال : بلى ..!!
فقلت بعد هذه الغزوة المباركة سأرد على البغيلي وأخرس لسانه :
فغنيت باللبيني قائلا :
زينب والهـــام الفضاله مطانيخ
ســـهامهن يسقطن مليار حـاشي
يا كم من اعداهم يظلي مشاريخ
وقــصفهن اشــــد مـن الأباتشي
تعليق