Unconfigured Ad Widget

Collapse

عابر سبيل ...!

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • ابن مرضي
    إداري
    • Dec 2002
    • 6171

    عابر سبيل ...!


    عابر سبيل

    لا يكاد المرء يجد مكانا منعزلا في جبال عسير ليرتاح فيه مع عائلته إلا ويلاحقه المتسولون الذين يسمون أنفسهم عابري سبيل . ولا يملك المرء إلا أن يتعاطف معهم مهما كانت قناعاته وخلفياته عنهم .

    بالأمس فاجأني رجل (عابر سبيل ) قد رسم عليه الزمن أضعاف ما بلغه من العمر ، لحيته تضيف إليه عمرا وتكسيه وقارا ، حيث تركها لطبيعتها تتواطأ مع بعضها كما يتواطأ العشب مع بعضه البعض . فاجأني بما يحمل من حقد دفين لكثير من أبناء هذا الوطن . حيث أكدّ أننا لا نستحق هذه النعمة وأننا متكبرون ومتغطرسون ونحب الظهور، وحتى عندما نعطي أمثاله ، من عابري السبيل ، فإننا لا نعطيهم إلا ليقال ، وأننا نجود أكثر ما نجود إذا رأينا توثيقا لما نقدمه ونجود به !

    تبسمت ساخرا منه وقلت له وماذا تظنّ جعلني استقبلك في هذا المكان المنعزل الذي اقتحمت فيه خصوصيتي ، وأفسدت عليّ متعتي؟! وأوضحت له أنني استغرب منه فعلا أن يكون بهذا الانطباع ..!

    ما أن غادر المكان حتى جلت بفكري وتذكرت قصة حكاها لنا رجل عن أمره مع رئيس له ، حيث أعماه الحقد والحسد ، فكتب إلى الجهة المسؤولة عن هذا الرئيس كتابا خصا وقعه بتوقيع فاعل خير . وأرسله من مدينة بعيدة عن المكان الذي يعمل فيه ، كتب فيها عن إخفاقات وتجاوزات هذا الرئيس التي أختلق بعضها وزاد على ما هو موجود منها . فتضرر الرئيس من فعل الخير وفاعله ، ونقل من منطقته إلى منطقة أخرى بعيدة ..!

    يحكي لنا هذا الرجل قصته وهو نادم أشدّ الندم ، ويؤكد لنا أنه لم يأته من رئيسه هذا إلا كل خير ، ولم يدفعه لذلك العمل إلا النظرة السلبية لكل يدٍ عليا ، والحسد لكل ذي نعمة . ويضيف أنه أعتبر بما فعل وتعثر . بينما توفّق رئيسه وواصل نجاحه وتقدمه .

    تذكرت قصة هذا الرجل ، وقصة عابر السبيل الذي ذكرته في بداية الموضوع ، فهانت عليّ قصص وعاظ النّت الذين يزعمون أنهم من فاعلي خير أو عابري السبيل وهم بخلوا حتى بالإفصاح حتى عن أسماءهم !
    كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل
  • ابوزهير
    عضو مميز
    • Jan 2003
    • 2254

    #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    في الحقيقة أنها مشاهد مؤسفة بين سائلا تحسن اليه ولو أتحيت له الفرصة لقتلك وسلب ما معك،وبين مسؤولا أكل حقوق الضعفاء والمساكين وعاش كما تعيش بهيمة الانعام،متظاهرا بعمل الخير بحقوق الغير رياء وسمعة ، وبين هؤلاء وهؤلاء ضاع الطيبون والمقهورون،

    تذكرت أمرأة في ارذل العمر لم يبق منها الا صورة الجلد والعظم كانت تجمع الكراتين والعلب الفارغة في عز الظهر وقد قاربت درجة الحرارة الخمسين ، تركت عملها وتنحت جانبا الى ظل شجرة ,وصلت صلاة مطولة بخشوع تام ،ثم رجعت الى عملها ، بينما هناك أناس في نفس الوقت يغطون في نوم عميق على سررهم الوثيرة في قصور يحفها الشجر وتتوسطها المسابح،باشارة الاصبع تأتيهم طلباتهم ، ومع ذلك لايرحمون ولايشكرون ، ينظرون الى الاخرين نظرات الاستعلاء والتكبر.

    ولا نرى فرقا بين ذلك الرجل (الفاعل للخير) الذي أوشى برئيسة وذلك الواعظ المتخفي في دهاليس شبكة النت. اختلفت الطريقة واتفق الهدف.
    يارفيقي مد شوفك مدى البصر
    لايغرك في الشتاء لمعة القمر
    الذي في غير مكة نوى يحتجه
    لاتغدي تنصب له الخيمة في منى

    تعليق

    • ابن مرضي
      إداري
      • Dec 2002
      • 6171

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة ابوزهير
      بسم الله الرحمن الرحيم

      في الحقيقة أنها مشاهد مؤسفة بين سائلا تحسن اليه ولو أتحيت له الفرصة لقتلك وسلب ما معك،وبين مسؤولا أكل حقوق الضعفاء والمساكين وعاش كما تعيش بهيمة الانعام،متظاهرا بعمل الخير بحقوق الغير رياء وسمعة ، وبين هؤلاء وهؤلاء ضاع الطيبون والمقهورون،

      تذكرت أمرأة في ارذل العمر لم يبق منها الا صورة الجلد والعظم كانت تجمع الكراتين والعلب الفارغة في عز الظهر وقد قاربت درجة الحرارة الخمسين ، تركت عملها وتنحت جانبا الى ظل شجرة ,وصلت صلاة مطولة بخشوع تام ،ثم رجعت الى عملها ، بينما هناك أناس في نفس الوقت يغطون في نوم عميق على سررهم الوثيرة في قصور يحفها الشجر وتتوسطها المسابح،باشارة الاصبع تأتيهم طلباتهم ، ومع ذلك لايرحمون ولايشكرون ، ينظرون الى الاخرين نظرات الاستعلاء والتكبر.

      ولا نرى فرقا بين ذلك الرجل (الفاعل للخير) الذي أوشى برئيسة وذلك الواعظ المتخفي في دهاليس شبكة النت. اختلفت الطريقة واتفق الهدف.

      أستاذنا العزيز أحمد

      أسعد الله جميع أوقاتك

      على ماذا تريدين أن أعلّق ياترى ؟! فمداخلتك أكبر من موضعي وأوسع وأعمق .

      فقط أرجو من الزملاء أن يركزوا على ماتحت الخطوط الحمراء . ففيها من التناقض الذي نعيشه مايكفي عن الشرح والتعليق .


      شكرا لحضورك الذي استانس به كثيرا .
      كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

      تعليق

      • الواصل
        عضو مميز
        • Oct 2007
        • 2396

        #4
        أخي الغالي (ابن مرضي)
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد0
        اشكرك أخي العزيز على موضوعك الجيد الذي تناولت فيه أمور تهمنا جميعاً وكم نقع في شباك هولاء المحتالين اللذين جعلوا من التسول صنعه لاغنى لهم عنها فمن الأولى بنا جميعاً عدم العطاء لهم مهما أتبع من أسلوب وأن كان ولابد من العطاء في سبيل الله فلمن لايسأل الناس من التعفف ففيهم الصدقه ولو بحثنا لوجدنا من يحتاج ولايسأل أحد وقد اشار اخينا (أبو زهير) حفظه الله لنقاط في مداخلته يمكن الوقوف عندها والتأمل فيها اثابكم الله جميعاً وتقبل تحيات (أخوك الواصل)

        تعليق

        Working...