Unconfigured Ad Widget

Collapse

هذا جزاءُ أمريءٍ ...!

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • ابن مرضي
    إداري
    • Dec 2002
    • 6171

    هذا جزاءُ أمريءٍ ...!

    جئت إلى هذه الدنيا بعد احتلال فلسطين بحوالي عقد من الزمان، ووجدت قضيتها تحتل الجزء الأكبر من هموم الإنسان العربي العادي كما تحتل الجزء الأكبر من كتب التاريخ وبقية كتب الأدب التي تتغنى بعودتها.

    كانت القومية العربية في أوج نشاطها ، وحفظنا من أجلها وبسببها ،عن ظهر قلب ، أنّ بلاد العرب أوطاني ، من الشام لبغدان ، ومن نجد إلى يمن .. إلى مصر فتطوان . وصدقنا ذلك بكل سذاجة .

    لم تمض إلا سنوات قليلة حتى جاءت الهزيمة الكبرى التي سمّاها العرب آنذاك النكسة . ورضعنا همومها وحملناها بكل ما فيها من ثقل . و بقي الحلم في الشفاء منها يراودنا في اليقظة والمنام .


    توالت الصدمات على المستوى العام. حيث أصيبت الأمة العربية في عدة مقاتل. بدءا من دخول العراق حربا مع آيات الله الذين أرادوا تصدير الثورة إلينا وما تسببت فيه تلك الحرب ، ومرورا بمجزرة صبرا وشاتيلا وانتهاءاً بغزو العراق لدولة الكويت وما نتج عن ذلك الغزو من نتائج .

    ما كدنا نتنفس الصعداء بعد تحرير الكويت ، حتى بدأنا نكتشف أننا دخلنا مرحلة سلبية جديدة بكل تداعياتها ومعانيها وتأثيراتها . دخلت القضية الفلسطينية منعطفات مظلمة من أوسلو ومدريد إلى واي رفر ووايت بلانتيشن وغيرها . لم يخرج منها العرب إلا بانقسامات فيما بينهم وتنازلات لأعدائهم .

    جاءت الطامة الكبرى في احتلال أمريكا للعراق وتدميرها لممتلكاته ومقدراته . فتبخر ما بقي من الآمال وطار ما كان من الأحلام.

    هذا على مستوى الأمة . أما على المستوى الشخصي فلم يكن الأمر بأسهل ولا أفضل. بل أسوأ وأردأ .حيث زاد على خسارة الأمة خسائر شخصية متتالية !

    أحببت وأعجبت بشخصية الملك فيصل رحمه الله حد الجنون ، فاغتيل وكانت الصدمة كبيرة بالنسبة لي ولأبناء جيلي . أحببت وأعجبت بشخصية الشيخ علي الطنطاوي فمات رحمه الله ، ومات بعده كثير من العلماء ، الذين كنت أرتاح لسماعهم وأسرّ لرؤيتهم ؛ أمثال الشيخ عطيه محمد سالم وبن باز وبن عثيمين رحمهم الله ، فكانت صدمات كبيرة لم يعد القلب يتحمل أكثر منها .

    فقدت كثيرا من الأقرباء والأصدقاء والزملاء.في فترات متتالية . مات أبي رحمه الله في عام 1413هــ، وأنا في مهمة خارجية، فكان حزني كبيرا وألمي عميقا. حيث كانت علاقتي به لا تشبهها أي علاقة . وكم تمنيت أن أراه قبل أن يموت!

    لم يمض إلا سنوات قليلة فمات عميّّ رحمه الله وقد كنت أرى فيه عوضا عن والدي. فتضاعفت الخسارة وكبر الحزن !

    بدأ أصدقائي يغادرون الدنيا تباعا ويتركوني للحزن والوحشة، حتى الأحياء منهم. كأولئك الذين تعارفنا عليهم وتآلفنا معهم هنا في المنتدى، تعمدوا أن يغيبوا لأي مبرر وبدون اعتذار ...!

    إنها تجربة إنسانية مؤلمة حد الموت، أن يجد الإنسان نفسه وحيدا ، بعد أن يتعمد أصحابه وأقرباءه الغياب ، بعضهم يغيبه الموت والآخر تغيبه الحياة . لذا فإنني لا أملك إلا أن أردد:


    هذا جزاء أمريء أقرانه درجوا = من قبله ...فتمنّى فُسحَة الأجل .
    كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل
  • بن عبوش
    عضو مميز
    • May 2003
    • 2331

    #2
    الحبيب الغالي بن مرضي ,,,

    السلام عليك ورحمة الله وبركاته –والحمد لله على عودتك سالما –والعقبى لرؤية اقلام غابت او كادت –ان نرها تسطع شعرا.ونثر. كما سطع يراعك الجميل ،،،

    ايها الحبيب أما ماذكرت من مآسي الوطن من المحيط الى المحيط ، فليست الأولى وانما هي سلسله لا تكاد ان تنفض منها حلقه حتى تعقد حلقات والله يستر من القادم...حيث انه كلما توارى زمن كنا عليه من الساخطين ،الا ودلفـت حقبه من سخطنا عليها اصبحنا لمسخوطنا السابق مادحين – وكأننا والعياذة بالله امم جهنم كلما دخلت امة لعنت اختها ****نسأل الله العافيه وحسن العاقبه وجميل الختااااااااااااااام ،،،،،،،،،،،،،،،،،،

    اما فقد الأحبه فلله أنت يا عبدالله فكلنا ذالك الحزين المكلوم، ولكن نعمة النسيان التي امتن الله بها علينا وغفرها لنا واحيانا جبرها لطفا منه ومِنًه،،،

    وكلاً يا ابا احمد يقول فقيدي اغلي؛فكفتنا في ذلك تماضر الخنساء –اذ تقول

    يذكرني طلوع الشمس صخرا*******واذكره لكل غروب شمس

    ولولا كثرة الباكين حولي ******قنطت من الأسى وقتلت نفس

    وما يبكون مثل اخي ولكن ****اسلي النفس عنه بالتآسي



    الا ترى كل باك حولها يرى فقيده الأغلي!!!!!!!!!!!!!!

    وما بعد صبر آل بيت رسول الله صلى علية وآله وسلم وتآسي كرام صحبه في فقده من تأس وصبر!! فلنا فيهم بعد رسول الله اسوة حسنه –

    فلا تكن كالقائل

    –ذهب الذين احبهم ****وبقيت مثل السيف فردا !!!



    وتقول العرب انه كلما طالت عشرة الحياه؛؛ كبرت حسرة الفراق !!

    آخي المرؤ كثير بأخوانه ولا ارى من عرفك يا ابا احمد الا يود اخوتك فاستكثر من الأخوان واني بفراق حبيب حي يهجرك ،وانت تصله، ويجفاك وانت تبره، ويسمع فيك وانت تلقم كل فم فيه صخره،،، لأحر كيا واعمق جراحا واثقل غبينه من فراق الموت ،،،اليس حق ذالك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    حبيبي لقد قلبت بقلبي مواجع كادت ان تندمل فلله ما اجمل وقع كلامك من ألم !!!

    اسال الله ان يحسن لنا ولك العزاء ويجزل لنا صبر نستحق به الرضى وينزل كل عزيز فقدناه منازل الصديقين والشهداء.. وان يجمعنا بهم في مستقر رحمة ,,,

    تقبل تحياتي وسااااااااااااااااااااااااامحك الله

    تعليق

    • قلم الحرية
      عضو
      • Dec 2007
      • 94

      #3
      ::::
      :::
      ::
      :

      هي تصاريف الأقدار ، رسمتْ لها مسارًا محددًا لكلٍ منَّا ..
      قد نَتذمر ، ننفر من الحياة ومايجري فيها ، والبعض يسخط على إرادة الله ، ناسين أن وراء كل ابتلاء حكمة كامنة ، تحتم علينا الاستمرار ، بشفاه باسمة بابتسامة أمل في غدٍ واعد وواقعٍ أفضل.



      لكل إنسانٍ نظرته الخاصة فيما يحدث من مجريات ( عامة وخاصة ) وله مفهومه الخاص حول بعض الأبجديات كـ ( الحزن ) ، و ( الأمل ) ، و ( السعادة ) ، و ( الرضا ) ، فالتكوين الفكري والنفسي والديني أيضًا لهم جلَّ الأثر ..!



      نحزن نعم عندما نفتقد السعادة نفسها ، ونحزن عندما نفقد الحبيب ، الصديق ، الأهل ، الوطن ، حتى عندما نفقد القيم وعندما نفقد الدين نحزن ..!
      ( الحزن ) هو من أكثر الأبجديات تأثيرًا في النفس البشرية ، لذلك لازلنا نعاني على كافة الأصعدة ..!!


      أذكر أني قرأت ذات مرة في إحدى المقالات لأحد الكتَّاب تشبيهًا راق لي ، حيث قال فيما معناه :
      أن الناس مثل ( المدن ) ، فهناكَ مدنٌ دائمة البكاء والحزن، ومدنٌ أخرى دائمة الضحك ، فـ نجد فيها ( قاسي القلب ) الذي لا يتأثر بشيءٍ ولا يكترث لأي أمرٍ مهما كانت قوة تأثيرهِ ..

      نائبات الدهر غالبًا تقوي أواصر القرب من الله تعالى ، وتزيد من صبر المؤمن الحق ، ولنتذكر دائمًا أن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه ..

      الحياة أيها الكاتب ليست ( ترحًا ) دائمًا تقام في لياليها التعازي وفي نهارها التأبينات ، وليست أيضًا فرحًا قائمًا زاهيًا بـ الأضواء والمباهج والأعياد ..!
      من الحزن نصل للسعادة .



      ابن مرضي ..
      إني على دراية تامة بأني لم آت بـ شيءٍ جديدٍ ، وقد أكون خرجت عن مدلولات النص الأساسية ، إلاَّ أني آليت أن أعقب بـ هذا الرد وعلى هذا النحو .
      فشكرًا لك يا سيد الحرف ويانابغ الفكر شكرًا وليتها تفي ولو بالقليل ..!!



      /




      \


      قلم الحرية

      تعليق

      • الشعفي
        مشرف المنتدى العام
        • Dec 2004
        • 3148

        #4
        الفاضل / ابن مرضي لقد هيجت المشاعر
        بذكرك أحداث على مستوى العام بداية باحتلال فلسطين حتى أحداث تدمير العراق فقد يطول الحديث حول هذه الاحداث والمآسي والصدمات وما أجمل ما قاله
        ابن القيم رحمه الله في نونيته:
        فالله نـاصـر ديـنه وكتـابه والله كـاف عبـده بأمـان

        لاتخش من كيد العدو ومكرهم فقتـالهم بالكذب والبهتـان


        والحق منصـور وممتحن فـلا تعجب فهـذي سنة الرحمـن


        لكنمـا العقبى لأهل الحق إن فاتت هنا كانت لدى الديـان



        أما على المستوى الخاص فهذه حال الدنيا


        ثمانية لابد منها على الفتى ... ولابد أن تجري عليه الثمانية


        سرور وعسر واجتماع وفرقة ...ويسر وعسر ثم سقم وعافية

        وقال الآخر
        حكم المنية في البرية جار

        ما هذه الدنيا بدار قرار

        بينا يرى الإنسان فيها مخبرا
        حتى يرى خبرا من الأخبار

        طبعت على كدر وأنت تريدها
        صفوا من الأقذار والأكدار

        ومكلف الأيام ضد طباعها
        متطلب في الماء جذوة نار

        وإذا رجوت المستحيل فإنما
        تبني الرجاء على شفير هار

        فالدنيا لا تخلو من بلية ولا تصفو من محنة و رزية

        ومن أعظم ما يتسلى به من أصيب بمصيبة فصبر لها واسترجع ما وعده الله عز و جل من

        الأجر و الثواب حيث قال الله تعالى:

        (وَبَشِّرِالصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّاإِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)

        و أخبر الله عز و جلأنه يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب فقال تعالى:
        ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغيرحساب ) [/B]

        همسة أخيرة : إن استطعت أن تسمع نفسك بارك الله لك وعليك فافعل
        فهي تجديد وطرد للوحدة

        مشاركة ربما ذهبت بالموضوع عن هدفة تقبل شكري وتقديري
        من مواضيع الشعفي في منتدى الديرة

        تعليق

        • ابن مرضي
          إداري
          • Dec 2002
          • 6171

          #5
          الأستاذ العزيز بن عبوش


          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          الأشياء المشتركة بيننا كثيرة يا أبا محمد ، الهمّ الذي اشرت إليه هنا أحدها ، إلا أننا نستعين بالصبر كما أشرت إن شاء الله تعالى .


          عزيزي : الأصدقاء الأحياء الذين أشرت إليهم كثير والحمد لله ، والذين أشرت إلى فقدهم هم في الحقيقة أكبر مني بل أن بعضهم ليس من جيلي ، ولكني وجدت نفسي مرتبطا بهم ارتباطا عجيبا لا أعرف سرّا له ، فهناك الأعجاب والأحترام والمحبة التي أمتزجت عناصرها لتشكل ذلك الأرتباط العجيب . الذي جعلني أراهم كالكنوز التي يطمئن المرء لوجودها ، ليعود إليها كلما أحتاج ، ويريدها أن تبقى بعيدة عن أعين الناس ، بل حتى عن عينه هو . لذلك ضنّ وبخل وشحّ على نفسه بزيارتها والتردد عليها ، حتى وجد نفسه بدونها ، وإلا فكيف أفسر ضياعي لتلك الفرص التي ضيعتها في الجلوس معهم والتمتع بالنظر إليهم والاستفادة من تجاربهم والأستئناس بأرائهم عندما كانوا على قيد الحياة .

          عزيزي أبا محمد : آسف إن كنت قلّبت عليك المواجع ، ولكن عزائي هو قول الشاعر :

          ولا بدّ من شكوى إلى ذي مروءة ..يواسيك ..يسليّك أو يتألّمُ

          وقد قمت بكل هذا أيها العزيز فلك الشكر والتقدير على هذا الأحساس الذي تعدى المشاركة على صفحات المنتدى ليصل إلى أعماق النفس المتألمة . فلك الجميل ومني العرفان .
          كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

          تعليق

          • فارس الأصيل
            عضو مميز
            • Feb 2002
            • 3319

            #6

            أستاذنا الغالي
            لم الألم أراه ينبع من بين السطور..؟!!
            إني لمثل هذا أعددت للأيام قلبي ولا أزال نسأل الله السلامة والعافية
            سامحني إن كنت من ضمن من تسبب في ألمك فوالله لإن تقتص مني اليوم خير وأحب إلي من أن تأخذه مني يوم العرض على الله
            لله درك ودر الأيام
            تحياتي العاطرة
            هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
            كالبحر عمقاً والفضاء مدى
            مدونتي
            أحمد الهدية

            تعليق

            • ابوزهير
              عضو مميز
              • Jan 2003
              • 2254

              #7
              بسم الله الرحمن الرحيم

              المشاركة الاصلية بواسطة بن مرضي:
              الأصدقاء الأحياء الذين أشرت إليهم كثير والحمد لله ، والذين أشرت إلى فقدهم هم في الحقيقة أكبر مني بل أن بعضهم ليس من جيلي ، ولكني وجدت نفسي مرتبطا بهم ارتباطا عجيبا لا أعرف سرّا له ، فهناك الأعجاب والأحترام والمحبة التي أمتزجت عناصرها لتشكل ذلك الأرتباط العجيب . الذي جعلني أراهم كالكنوز التي يطمئن المرء لوجودها ، ليعود إليها كلما أحتاج.
              كان لي صديقا عزيزا وجارا عظيما أسمه علي بن مرضي ليس من جيلي بل سبقني الى الحياة بما يقارب ربع قرن اصطحبنا مايقارب ستة سنوات لم نترك جبلا ولاواديا الا وكان لنا في جلسة أو عشوة ،كنت اتسامر معه ليلا امام منزله واحيانا في غابة وتارة في العقبة ، تركت الديرة وكنت ارجع اليها صيفا ولاارتاح حتى أراه ،لم أره يوما غضبانا أو متجهما ،ولم اره يغضب احدا ، كان كنزا عظيما تشعر معه ببساطة النفس وعظمة الروح، فجأه أتاني خبر وفاته وانا بعيدا عن القرية لاكثر من ستة أشهر،وكم تمنيت لو أني رأيته قبل وفاته ولكن ماباليد حيلة ،احسست بعدها أن لون الحياة تغير (فضي المكان وأغبّر الزمان).

              ودي أكتب أو اتحدث عن الموت والفراق ولكن من اين أبدأ والى حيث أنتهي ،سنة قد لاتكفي!!
              يارفيقي مد شوفك مدى البصر
              لايغرك في الشتاء لمعة القمر
              الذي في غير مكة نوى يحتجه
              لاتغدي تنصب له الخيمة في منى

              تعليق

              • ابن مرضي
                إداري
                • Dec 2002
                • 6171

                #8
                الأستاذ العزيز / قلم الحرية

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                والله العظيم لا أعلم سرّ فرحتي بمداخلتك هذه ، بل برؤية مشاركتك في المنتدى عموما وخصوصا في مساحتك الحرة التي تعتبر فريدة من نوعها .


                عزيزي : لا مني ( البعض ) ورأى البعض الآخر أنني متشائم ، وكأنّ الذي أصابني لم يكن كافياً !

                هنا كأنك من الذين يلومون ، وتقول هي حال الدنيا ، فلا يدوم فرح ولا ترح . ومعك الحق في ذلك لكنني أرجو أن يتسع صدرك لأشرح لك مادعاني إلى كتابة موضوعي هذا الذي كنت قد أخترت له عنوانا آخر وهو " ياقلب لا تفرح " ، إذا لم أعد أجد مجالا للفرح ! لكنني غيرته في آخر لحظة .


                كانت بيني وبين والدي رحمه الله علاقة فريدة من نوعها ، وكنت آنذاك في مهمة خارج المملكة ، فمرض بعد صلاة الجمعة ومات ليلة السبت صباح الأحد ، وقد أخبرني أحد أعمامي أنه كان يتوقع حضوري في أي لحظة ، بدليل أنه كان دائم النظر إلى الباب الذي يتوقع أنني سأتي منه . إلا أنني لم أتمكن من الحضور إلا بعد دفنه رحمه الله وأسكنه فسيح جناته .


                مرض بعده جدّي علي ( شقيق جدي عطيه ) رحمها الله ، وقد كان من أسباب مرضه حزنه الكبير على والدي إذ كان يحبه محبة غير عادية . ، ومات بعده بعدة أشهر رحمهما الله جميعا .

                ولم تمض عدة سنوات حتى فققدت عمي( أحمد بن دبيس ) رحمه الله الذي شكل فقده ليّ خسارة ليس لها عوض .


                وفي الصيفية قبل الماضية كان لأحد أعمامي ابنا أسماه على اسم والدي ( مرضي ) ، وكنت معه ومع أقرانه بعد صلاة المغرب أتبادل معهم أطراف الحديث ، وكان يركز نظره فيّ ، فإذا مانظرت إليه خجل وأرخى نظره ، إلا أنني لمست أنه يريد أن يقول لي شيئا ، فبقيت أفكر فيه أثناء الليل وعزمت على لقاءه في الغد لأسأله عن سرّ تلك النظرة الصامتة . فلم تتهيأ الظروف بحكم الأرتباطات الكثيرة ، إلا أننا صلينا عليه صلاة الظهر في اليوم التالي إثر حادث أليم ذهب ضحيته .


                في السنة الماضية ذهب أحد أطيب وأكرم وأصدق الناس الذين أعرفهم ، وهو رحيم لي يدعى ( حسن بن خظران ) رحمه الله واسكنه فسيح جناته ، وفي عزاءه كنت ألاحظ ابن ابنه ، الذي سمي باسمه ، وهو ينظر إليّ بنفس النظرة التي كان ينظرها ابن عمي الذي ذكرته أعلاه ، ولم تمضي عدة اشهر إلا ونحن نستقبل خبر وفاته في حادث أليم حصل له ولأبيه وأسرته .


                ياترى ماذا كانا يريدان قوله لي هذان الشابان ؛ ابن عمي وابن أختي، من خلال تلك النظرات الغريبة ؟!



                قبل شهر تقريبا فوجئت بابن خالي يفقد أحد ابناءه ومعه زميله وهما في أولى ثانوي ، وقد كان شابا ليس له مثيل لا في أخوته ولا في أقرانه . وبالأمس فقدنا عزيزا وغاليا وهو عوض بن شقاف رحمه الله ، كان بيني وبينه شخصيا علاقة لا أعرف سرّ قوتها . وبين هذه الفترات فقدنا كثيرا من الذين كنا نعرفهم ونرتبط بهم بأقوى الإرتباطات ، سواء من الأقرباء أو الزملاء والأصدقاء !


                هذا على المستوى الخاص أيها العزيز . وقد يكون ذلك خاصا بي ولا يجوز لي أن أثقل على الأعضاء الأعزاء بما يخصني ، فكل شخص لديه ما يكفيه من الهموم . ولكن على المستوى العام أيضا كما ذكرت كانت الخسائر كبيرة ومحبطة . ولذلك كتبت ماكتبت ، فالرجاء منكم جميعا المعذرة .




                عزيزي : أشكرك على مداخلتك التي استأنست بها كثيرا ، خاصة وأنه وكما أشرت قد خسرت جلّ الزملاء الذين كانوا هنا معنا في المنتدى ، أولئك الذين ألفنا بعضهم وكنا نستأنس برؤية قلمه ونفرح لوجوده ونسر كثيرا لقراءة مواضيعه ومداخلاته ، وإذا بهم يتوارون عنا دونما رغبة منا أو سبب .
                كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

                تعليق

                • ابن خرمان
                  عضو مميز
                  • Mar 2003
                  • 1797

                  #9
                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  اسعد الله ايامك ابا احمد ولاأراك مكروها في عزيز , واسعد الله ايام جميع من يتصفح هذا المنتدى ..
                  الدعاء والسؤال الى الله تعالى بأن لايرى أحد مكروها وألا يصاب بفقد عزيز , دائما مانلهج به , الا أن هذا مالم ولن يتحقق إلا في حالة واحدة وهي ان يصاب احبتنا فينا ( ومع هذا سنستمر في سؤال المولى عز وجل ألا يري أحدا مكروها )..
                  اخي العزيز / ألسنا أبناء التراب ؟
                  الم يقل المعري :
                  ماأظن أديم الأرض الا من هذه الاجساد
                  إذا .. فنحن ومن نحب زائلون ,
                  والوفاء لذكرى الافاضل من شيم الأفاضل , وأنت من الأفاضل ايها الصديق..
                  كم حملنا وكم نحمل هموما في هذه الحياة .. وكم نعاني من فقد الأحبة ..
                  الصبر.. والعمل على استمرار الحياة لخلق حياة جديدة هو مايعزينا ..
                  ..
                  يقول الشاعر العراقي:
                  اللي يضيع ذهب .. بسوق الذهب يلقاه
                  واللي يفارق محب .. يمكن سنة ويلقاه
                  لكن..
                  اللي يضيع وطن .. فين الوطن يلقاه

                  وهذا مايعود بنا الى الجزء الأول من مقالك ايها الصديق العزيز..
                  تمر بنا الأحداث متلاحقة حيث اصبحنا في اضعف حالات المسلمين والتي لم يشهد التاريخ انحطاطا وضعفا كهذا الزمن..
                  فقدنا فلسطين .. نعم فقدنا فلسطين ..
                  يحتفل اليهود هذه الايام بالذكرى الستين لانشاء وطنهم القومي .. بينما يحتفل الفلسطينيون واكرر الفلسطينيون فقط وليس المسلمون بذكرى !! النكبة ..
                  يحتفلون بالاكل والكيك وهم يتصورون مبتسمون امام كاميرات التلفزيون..!!أي الاحتفال لغرض الاحتفال..!!

                  وجدت قصيدة في محفوظاتي للشاعر صالح جودت الفلسطيني رحمه الله قالها عام ( 1960 ) وضعت عنوانها في ملفي ( ماأشبه الليلة بالبارحة ) تقول كلماتها:

                  كل خوفي من الردى أن أولي ......... وبظهر الوجود اسرائيل
                  أئذا جاءني ملائكة القبر .... وحان االحساب وهو ثقيل
                  ومضوا يسألونني : أين حيفا ؟ أين يافا ؟ وأين أين الخليل؟
                  فبأي الوجوه ألقاك يارب ؟ وما حجتي ؟ أنا المسؤول ؟
                  إن حول الحدود أهلا جياعا ...... كل خوفي من الطوى أن يزولوا
                  هلكوا في العراء لم يبق الا ... الجلد والعظم والبلى والذبول
                  وانتهوا للضياع لم يبق الا ... الدمع والجراح والأسى والذهول
                  أنا غريان إذ أراهم عرايا ... وذليل مادام فيهم ذليل
                  خدروهم بالسم عشر سنين .... حين قالوا االتقسيم والتدويل
                  قد تخلت عدالة الأرض عنهم ... ياحقوق الانسان : أين الدليل ؟
                  ..
                  ماذا بعد فلسطين ؟
                  كل ماذكرته انت مما يدمي الفؤاد ..
                  ثم حروب اللبنانيين بينهم ..
                  ثم الهلال الشيعي المتوقع ..
                  والهجوم على السودان ..!!

                  وخبر آخر قرأته في مقال لتركي الدخيل يوم أمس بوجود خارطة في موقع رسمي بالانترنت بها حدود دولة اسرائيل الكبرى , وفي هذه الخارطة وضع اسم اسرائيل على المدينة المنورة .. دون أن يكون هناك احتجاج او ردود افعال ..!!
                  بينما يحتج الفرس على اسم الخليج العربي ..

                  ارى خلل الرماد وميض نار ... وتوشك ان يكون لها ضرام
                  اخي الفاضل / عذرا على كلامي ( الملخبط ) ولكن ..

                  ...
                  ختاما اسأل الله ان يجمعك بمن تحب في هذه الحياة

                  والى اللقاء ابا احمد باذن الله.
                  أحرى بذي الصبر أن يظفر بحاجته ..... ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
                  http://zahrani3li.blogspot.com/

                  تعليق

                  • عبدالرحمن
                    • Dec 2000
                    • 4527

                    #10
                    أستاذي أبو أحمد..
                    لا أجد لنفسي موقعاً هنا، لذلك فأرجو المعذرة إن لم أضف جديداً أو إن لم يكن لها مكان.
                    نحن دائماً نحصر تفكيرنا في الماضي فقط، فلماذا لا نقوم بمحاولة التغيير فننظر إلى المستقبل. تعالوا لنصل من نحب وننمي علاقاتنا ليسود الحب والوفاء.
                    sigpic

                    تعليق

                    • ابن مرضي
                      إداري
                      • Dec 2002
                      • 6171

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة الشعفي
                      الفاضل / ابن مرضي لقد هيجت المشاعر


                      بذكرك أحداث على مستوى العام بداية باحتلال فلسطين حتى أحداث تدمير العراق فقد يطول الحديث حول هذه الاحداث والمآسي والصدمات وما أجمل ما قاله
                      ابن القيم رحمه الله في نونيته:
                      فالله نـاصـر ديـنه وكتـابه والله كـاف عبـده بأمـان

                      لاتخش من كيد العدو ومكرهم فقتـالهم بالكذب والبهتـان


                      والحق منصـور وممتحن فـلا تعجب فهـذي سنة الرحمـن


                      لكنمـا العقبى لأهل الحق إن فاتت هنا كانت لدى الديـان



                      أما على المستوى الخاص فهذه حال الدنيا


                      ثمانية لابد منها على الفتى ... ولابد أن تجري عليه الثمانية


                      سرور وعسر واجتماع وفرقة ...ويسر وعسر ثم سقم وعافية

                      وقال الآخر
                      حكم المنية في البرية جار

                      ما هذه الدنيا بدار قرار

                      بينا يرى الإنسان فيها مخبرا
                      حتى يرى خبرا من الأخبار

                      طبعت على كدر وأنت تريدها
                      صفوا من الأقذار والأكدار

                      ومكلف الأيام ضد طباعها
                      متطلب في الماء جذوة نار

                      وإذا رجوت المستحيل فإنما
                      تبني الرجاء على شفير هار

                      فالدنيا لا تخلو من بلية ولا تصفو من محنة و رزية

                      ومن أعظم ما يتسلى به من أصيب بمصيبة فصبر لها واسترجع ما وعده الله عز و جل من

                      الأجر و الثواب حيث قال الله تعالى:

                      (وَبَشِّرِالصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّاإِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)

                      و أخبر الله عز و جلأنه يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب فقال تعالى:
                      ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغيرحساب ) [/B]

                      همسة أخيرة : إن استطعت أن تسمع نفسك بارك الله لك وعليك فافعل
                      فهي تجديد وطرد للوحدة

                      مشاركة ربما ذهبت بالموضوع عن هدفة تقبل شكري وتقديري

                      الأستاذ العزيز الشعفي

                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                      لله ما أجمل ماكتبت ، وكما تفضلت هذه حال الدنيا والله سبحانه وتعالى قال : إنّ مع العسر يسرا إنّ مع العسر يسرا . وأمرنا بالأستعانة بالصبر والصلاة ، ولكن .. وما يتذكر إلا أولو الألباب .


                      عزيزي : هل يمكن أن توضح لي ماهي ( بارك الله وعليك ) التي توصي بسماعها ؟! أرجو ذلك . مع شكري وتقديري .
                      كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

                      تعليق

                      • فتى بحرة
                        عضو نشيط
                        • Sep 2002
                        • 530

                        #12
                        إنما الدنيا فناء ليس للدنيا ثبوت ...............إنما الدنيا كبيت نسجته العنكبوت
                        ولقد يكفيك منها أيها الطالب قوت ................ولعمري عن قريب كل من فيها يموت



                        رحم الله أمواتنا وأموات المسلمين وأسكنهم فسيح جناته وجعل قبورهم روضه من رياض الجنه وجمعنا بهم في الفردوس الأعلى من الجنة
                        اللهم اغفر لي ولوالدي وأرحمهما كما ربياني صغيرا

                        تعليق

                        • رعــد الجنـــوب
                          مشرف منتدى الشعر النبطي
                          • Aug 2004
                          • 4075

                          #13

                          استاذي العزيز

                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                          تعال لكي أحمل معك هذا العناء فالمصاب واحد

                          تعال لكي أجازيك ولو بالشيء القليل من حملك لهمومنا لسنوات

                          تعال لكي أخفف عنك وأواسيك فأنت لي بمثابة الأب في عطاءه والأخ في توجيهه

                          تعال وكفى

                          تعليق

                          • الشعفي
                            مشرف المنتدى العام
                            • Dec 2004
                            • 3148

                            #14
                            إن استطعت أن تسمع نفسك بارك الله لك وعليك فافعل
                            فهي تجديد وطرد للوحدة
                            تُسمع مبني للمجهول
                            الفاضل / ابن مرضي هذه عبارة تقال للإنسان ليلة الزواج
                            من مواضيع الشعفي في منتدى الديرة

                            تعليق

                            • محمد الشهري
                              إداري
                              • Jan 2003
                              • 4339

                              #15

                              إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً [الإنسان : 2]
                              إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً [الإنسان : 3]
                              فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً [الإنسان : 24]



                              أخي الحبيب بن مرضي
                              احسن الله عزاءك في من فقدته في حياتك
                              لا ألومك فيما ذكرته
                              والحمد لله أنه جعل الله فينا نعمة النسيان
                              والا لكان الوضع كبير جداً
                              على العموم قلمي يجف في مثل هذه المواضيع لوجود أقلام
                              مثل قلم بن مرضي الذي يجذبني ويجبرني أن أقف احتراماً
                              وتقديراً له
                              لك مني صادق المحبة والمواساه

                              تعليق

                              Working...