جئت إلى هذه الدنيا بعد احتلال فلسطين بحوالي عقد من الزمان، ووجدت قضيتها تحتل الجزء الأكبر من هموم الإنسان العربي العادي كما تحتل الجزء الأكبر من كتب التاريخ وبقية كتب الأدب التي تتغنى بعودتها.
كانت القومية العربية في أوج نشاطها ، وحفظنا من أجلها وبسببها ،عن ظهر قلب ، أنّ بلاد العرب أوطاني ، من الشام لبغدان ، ومن نجد إلى يمن .. إلى مصر فتطوان . وصدقنا ذلك بكل سذاجة .
لم تمض إلا سنوات قليلة حتى جاءت الهزيمة الكبرى التي سمّاها العرب آنذاك النكسة . ورضعنا همومها وحملناها بكل ما فيها من ثقل . و بقي الحلم في الشفاء منها يراودنا في اليقظة والمنام .
توالت الصدمات على المستوى العام. حيث أصيبت الأمة العربية في عدة مقاتل. بدءا من دخول العراق حربا مع آيات الله الذين أرادوا تصدير الثورة إلينا وما تسببت فيه تلك الحرب ، ومرورا بمجزرة صبرا وشاتيلا وانتهاءاً بغزو العراق لدولة الكويت وما نتج عن ذلك الغزو من نتائج .
ما كدنا نتنفس الصعداء بعد تحرير الكويت ، حتى بدأنا نكتشف أننا دخلنا مرحلة سلبية جديدة بكل تداعياتها ومعانيها وتأثيراتها . دخلت القضية الفلسطينية منعطفات مظلمة من أوسلو ومدريد إلى واي رفر ووايت بلانتيشن وغيرها . لم يخرج منها العرب إلا بانقسامات فيما بينهم وتنازلات لأعدائهم .
جاءت الطامة الكبرى في احتلال أمريكا للعراق وتدميرها لممتلكاته ومقدراته . فتبخر ما بقي من الآمال وطار ما كان من الأحلام.
هذا على مستوى الأمة . أما على المستوى الشخصي فلم يكن الأمر بأسهل ولا أفضل. بل أسوأ وأردأ .حيث زاد على خسارة الأمة خسائر شخصية متتالية !
أحببت وأعجبت بشخصية الملك فيصل رحمه الله حد الجنون ، فاغتيل وكانت الصدمة كبيرة بالنسبة لي ولأبناء جيلي . أحببت وأعجبت بشخصية الشيخ علي الطنطاوي فمات رحمه الله ، ومات بعده كثير من العلماء ، الذين كنت أرتاح لسماعهم وأسرّ لرؤيتهم ؛ أمثال الشيخ عطيه محمد سالم وبن باز وبن عثيمين رحمهم الله ، فكانت صدمات كبيرة لم يعد القلب يتحمل أكثر منها .
فقدت كثيرا من الأقرباء والأصدقاء والزملاء.في فترات متتالية . مات أبي رحمه الله في عام 1413هــ، وأنا في مهمة خارجية، فكان حزني كبيرا وألمي عميقا. حيث كانت علاقتي به لا تشبهها أي علاقة . وكم تمنيت أن أراه قبل أن يموت!
لم يمض إلا سنوات قليلة فمات عميّّ رحمه الله وقد كنت أرى فيه عوضا عن والدي. فتضاعفت الخسارة وكبر الحزن !
بدأ أصدقائي يغادرون الدنيا تباعا ويتركوني للحزن والوحشة، حتى الأحياء منهم. كأولئك الذين تعارفنا عليهم وتآلفنا معهم هنا في المنتدى، تعمدوا أن يغيبوا لأي مبرر وبدون اعتذار ...!
إنها تجربة إنسانية مؤلمة حد الموت، أن يجد الإنسان نفسه وحيدا ، بعد أن يتعمد أصحابه وأقرباءه الغياب ، بعضهم يغيبه الموت والآخر تغيبه الحياة . لذا فإنني لا أملك إلا أن أردد:
هذا جزاء أمريء أقرانه درجوا = من قبله ...فتمنّى فُسحَة الأجل .
كانت القومية العربية في أوج نشاطها ، وحفظنا من أجلها وبسببها ،عن ظهر قلب ، أنّ بلاد العرب أوطاني ، من الشام لبغدان ، ومن نجد إلى يمن .. إلى مصر فتطوان . وصدقنا ذلك بكل سذاجة .
لم تمض إلا سنوات قليلة حتى جاءت الهزيمة الكبرى التي سمّاها العرب آنذاك النكسة . ورضعنا همومها وحملناها بكل ما فيها من ثقل . و بقي الحلم في الشفاء منها يراودنا في اليقظة والمنام .
توالت الصدمات على المستوى العام. حيث أصيبت الأمة العربية في عدة مقاتل. بدءا من دخول العراق حربا مع آيات الله الذين أرادوا تصدير الثورة إلينا وما تسببت فيه تلك الحرب ، ومرورا بمجزرة صبرا وشاتيلا وانتهاءاً بغزو العراق لدولة الكويت وما نتج عن ذلك الغزو من نتائج .
ما كدنا نتنفس الصعداء بعد تحرير الكويت ، حتى بدأنا نكتشف أننا دخلنا مرحلة سلبية جديدة بكل تداعياتها ومعانيها وتأثيراتها . دخلت القضية الفلسطينية منعطفات مظلمة من أوسلو ومدريد إلى واي رفر ووايت بلانتيشن وغيرها . لم يخرج منها العرب إلا بانقسامات فيما بينهم وتنازلات لأعدائهم .
جاءت الطامة الكبرى في احتلال أمريكا للعراق وتدميرها لممتلكاته ومقدراته . فتبخر ما بقي من الآمال وطار ما كان من الأحلام.
هذا على مستوى الأمة . أما على المستوى الشخصي فلم يكن الأمر بأسهل ولا أفضل. بل أسوأ وأردأ .حيث زاد على خسارة الأمة خسائر شخصية متتالية !
أحببت وأعجبت بشخصية الملك فيصل رحمه الله حد الجنون ، فاغتيل وكانت الصدمة كبيرة بالنسبة لي ولأبناء جيلي . أحببت وأعجبت بشخصية الشيخ علي الطنطاوي فمات رحمه الله ، ومات بعده كثير من العلماء ، الذين كنت أرتاح لسماعهم وأسرّ لرؤيتهم ؛ أمثال الشيخ عطيه محمد سالم وبن باز وبن عثيمين رحمهم الله ، فكانت صدمات كبيرة لم يعد القلب يتحمل أكثر منها .
فقدت كثيرا من الأقرباء والأصدقاء والزملاء.في فترات متتالية . مات أبي رحمه الله في عام 1413هــ، وأنا في مهمة خارجية، فكان حزني كبيرا وألمي عميقا. حيث كانت علاقتي به لا تشبهها أي علاقة . وكم تمنيت أن أراه قبل أن يموت!
لم يمض إلا سنوات قليلة فمات عميّّ رحمه الله وقد كنت أرى فيه عوضا عن والدي. فتضاعفت الخسارة وكبر الحزن !
بدأ أصدقائي يغادرون الدنيا تباعا ويتركوني للحزن والوحشة، حتى الأحياء منهم. كأولئك الذين تعارفنا عليهم وتآلفنا معهم هنا في المنتدى، تعمدوا أن يغيبوا لأي مبرر وبدون اعتذار ...!
إنها تجربة إنسانية مؤلمة حد الموت، أن يجد الإنسان نفسه وحيدا ، بعد أن يتعمد أصحابه وأقرباءه الغياب ، بعضهم يغيبه الموت والآخر تغيبه الحياة . لذا فإنني لا أملك إلا أن أردد:
هذا جزاء أمريء أقرانه درجوا = من قبله ...فتمنّى فُسحَة الأجل .
تعليق