اكتشاف سر تساقط الشعر لدي ملايين البشر!
يعتبر الصلع من الأمراض التي تصيب الرجال بكثرة، وهو عبارة عن فقدان متدرج للشعر، وتقول بعض الدراسات أن العامل المسبب للصلع هو الأفراز الزائد لهرمون الذكورة "التستوسترون" أو بصفة أدق حساسية جذور الشعر المفرطة لمادة الـ DHT التي تدخل في تنظيم إفرازات التستوسترون، وهذا النوع من فقدان الشعر يكون دائما جينيا حيث تورث الحساسية المفرطة ضد الـ DHT من الآباء إلى الأبناء.
وتزيد احتمالات فقدان الشعر أو الصلع لدى الأشخاص كلما ازدادوا بالعمر، وتختلف نسبة تساقط الشعر من شخص لأخر باختلاف الجينات المحفزة له، وهناك نوع أخر من تساقط الشعر يحدث عادة لدى مرضى السرطان بسبب تعرضهم للاشعاعات أثناء العلاج و هذا النوع يختلف تماما عن النوع الأول.
وفي محاولة جديدة لكشف حقيقة الإصابة بالصلع، نجح باحثون في اكتشاف جين له علاقة بنوع نادر من تساقط الشعر قد يكشف سبب الإصابة الصلع الذي يعاني منه ملايين البشر في العالم.
وتمكنت الباحثة الجينية ريجينا بيتز من معهد الجينات الانساني في جامعة بون ورفاقها من العثور علي جين "P2RY5 " الذي يسبب حالة نادرة وموروثة لتساقط الشعر اسمها "Hypotrichosis simplex وهي تهدد الذكور والاناث بالصلع خلال سن الطفولة.
وأضافت بيتز، وفقا لصحيفة "الراية"، أنه علي الرغم من أن موروثة "Hypotrichosis simplex ليست شائعة جداً، ولكنها قد تكون أساسية من أجل فهم آلية عملية نمو الشعر"، مشيرة إلي أنها تحدث نتيجة خلل جيني يمنع بعض خلايا جريبات الشعر من النمو بشكل صحيح.
وأوضح العلماء أن الانسان الذي يتمتع بصحة جيدة يفقد حوالي 100 شعرة يومياً ولكن هذه تعود وتنمو مرة آخري وبالمعدل نفسه خلال الفترة نفسها.
وتبدأ مشكلة الصلع تبدأ باتساع الجبهة عرضا ثم تظهر بعد فترة بقعة في مؤخرة الرأس خفيفة الشعر ويتفاقم بعد ذلك الصلع الذي يعد من المشاكل التي يعاني منها الرجال مع تقدم السن.
ويقول رونالد هنس من ساربروكن إن الدراسات أوضحت أن الرجال الصلع يبدون أكبر من أعمارهم الحقيقية بنحو ثلاث سنوات في نظر الآخرين، كما أن مظهرهم يكون أقل جاذبية، وقد ينظر الآخرون إليهم بعدم ارتياح.
وتتزايد احتمالات الصلع مع تقدم العمر وبحلول الثمانين من العمر يكون الرجل قد فقد الكثير من شعره على حد تعبير ناتالي جارسيا بارتلز اخصائية الامراض الجلدية في برلين، مشيرة إلى أن الانسان يفقد ما يصل إلى مائة شعرة يوميا، وما يزيد عن ذلك يعد فقدانا للشعر في اتجاه الاصابة بالصلع.
بول الأبل علاج للصلع
في الوقت الذي يعلق فيه الرجال الآمال على العلاجات التي تقلل تساقط الشعر ويخفون المنطقة الصلعاء بخصلة من الشعر، هناك الآن أدوية فعالة في نمو الشعر متوافرة منذ عدة سنوات، ولكن هذه الأدوية ليس مضمونا أن تعيد الشعر إلى حالته السابقة بالكامل.
وفي دراسة قد تفيد في علاج مرض الصلع بالطرق الطبيعية بعيد عن العقاقير والأدوية، كشفت أكاديمية واختصاصية سعودية أن بول الإبل يعالج مرض الصلع، كما أنه يستخدم لأصحاب الشعر الخفيف.
وقالت الدكتورة أميمة الجوهري الأستاذة بكلية الصيدلة بجامعه الملك سعود بالرياض: إنها أول من اكتشف العلاج ببول الإبل لمرضي الصلع، وتضيف أن العلاج ببول الإبل كان موجودا في الكتب القديمة، ولكن لم يكن أحد يعرفه، وأثناء قرائتها بمكتبة والدها، اكتشفت وصفة معينة للعلاج ببول الإبل، وبعد اكتشافها هذه المعلومة زارت البادية، والتقت مع عدد من البدو في الطائف، ووجدت أنهم يعرفون هذه الوصفة، وأنها موجودة لديهم، وطبقت هذه الوصفة ونجحت، ومنها انطلقت هذه الوصفة واشتهرت .
وعن طريقة العلاج بها، قالت الدكتورة أميمة: "أحضر ناقة صغيرة، وأول بول للناقة في الصباح يؤخذ ويغسل به رأس الشخص المصاب بالصلع، سواء رجلا أو امرأة مرة ومرتين ويشفي، وكذلك تستخدم لأصحاب الشعر الخفيف حتي يكثر، وبول هذه الناقة طاهر وليس نجسا" .
علاج الصلع ممكن
بخلاف الاعتقاد السائد بأن البصلات الشعرية غير قابلة للتجدد في حال تلفها، أعلنت فريق علمي في جامعة بنسلفانيا ان هناك امكانية لتحفيز نمو الشعر باستخدام جين معين، وأنهم نجحوا في زراعة خلايا شعر على جلد الفئران، مشيرين إلى أن فقدان الشعر عند البشر قد لا يكون نهائيا.
وقال خبير بريطاني أن الدراسة قد تكون أكثر أهمية للمساعدة في شفاء أفضل للجروح، حيث توصل البحث الذي أجراه الفريق العلمي في جامعة بنسلفانيا الى أن هناك جينا يساعد في شفاء الجروح ويمكن استخدامه من أجل المساعدة في انتاج البصيلات الشعرية.
وقد أجريت تجربة على الفئران أزيلت خلالها مقاطع صعيرة من طبقة الجلد الخارجي، ولوحظ أن هذا ضاعف نشاط الخلايا الجذعية في المنطقة مما أدى الى انتاج بصيلات شعرية.
ولوحظ أنه اذا أوقف نشاط الجين المسمى wnt فان انتاج البصيلات الشعرية قد توقف، ولكن اذا ضوعف نشاط هذا الجين زاد عدد البصيلات الشعرية التي أنتجت، مما اعاد السطح الجلدي الى حالته قبل ازالة المقطع.
وأشار الباحثون إلى أن هذا الاكتشاف الجديد فتح افاقا ليس فقط أمام الذي يعانون من فقدان الشعر بل أمام شفاء أفضل للجروح أيضا.
دواء بريطاني للصلع
تمكن باحثون بريطانيون من تطوير دواء يساعد على إعادة نمو الشعر من جديد، وأطلق على هذا الدواء اسم "فينستريد".
وأشار رونالد هنس من ساربروكن، إلى أن الدراسات أوضحت أن الرجال الصلع يبدون أكبر من أعمارهم الحقيقية بنحو ثلاث سنوات في نظر الآخرين، كما أن مظهرهم يكون أقل جاذبية، وقد ينظر الآخرون اليهم بعدم ارتياح.
وذكر ناتالي جارسيا بارتلز اخصائية الأمراض الجلدية في برلين، أن فقدان الشعر ينشأ عن وجود هرمون في فروة الرأس، فهناك إنزيم يتسبب في تحول "التستوستيرون" إلى"ديهيدروتستوستيرون دي اتش تي" الذي يعتقد أنه السبب الرئيسي في الصلع الذي يصاب به الذكور، حيث تتطور حساسية الهرمون لدي بصيلات الشعر، مما يتسبب في ضمورها، الأمر الذي يتسبب في نهاية المطاف في تساقط الشعر
للكاتب وحيد عبد العال
يعتبر الصلع من الأمراض التي تصيب الرجال بكثرة، وهو عبارة عن فقدان متدرج للشعر، وتقول بعض الدراسات أن العامل المسبب للصلع هو الأفراز الزائد لهرمون الذكورة "التستوسترون" أو بصفة أدق حساسية جذور الشعر المفرطة لمادة الـ DHT التي تدخل في تنظيم إفرازات التستوسترون، وهذا النوع من فقدان الشعر يكون دائما جينيا حيث تورث الحساسية المفرطة ضد الـ DHT من الآباء إلى الأبناء.
وتزيد احتمالات فقدان الشعر أو الصلع لدى الأشخاص كلما ازدادوا بالعمر، وتختلف نسبة تساقط الشعر من شخص لأخر باختلاف الجينات المحفزة له، وهناك نوع أخر من تساقط الشعر يحدث عادة لدى مرضى السرطان بسبب تعرضهم للاشعاعات أثناء العلاج و هذا النوع يختلف تماما عن النوع الأول.
وفي محاولة جديدة لكشف حقيقة الإصابة بالصلع، نجح باحثون في اكتشاف جين له علاقة بنوع نادر من تساقط الشعر قد يكشف سبب الإصابة الصلع الذي يعاني منه ملايين البشر في العالم.
وتمكنت الباحثة الجينية ريجينا بيتز من معهد الجينات الانساني في جامعة بون ورفاقها من العثور علي جين "P2RY5 " الذي يسبب حالة نادرة وموروثة لتساقط الشعر اسمها "Hypotrichosis simplex وهي تهدد الذكور والاناث بالصلع خلال سن الطفولة.
وأضافت بيتز، وفقا لصحيفة "الراية"، أنه علي الرغم من أن موروثة "Hypotrichosis simplex ليست شائعة جداً، ولكنها قد تكون أساسية من أجل فهم آلية عملية نمو الشعر"، مشيرة إلي أنها تحدث نتيجة خلل جيني يمنع بعض خلايا جريبات الشعر من النمو بشكل صحيح.
وأوضح العلماء أن الانسان الذي يتمتع بصحة جيدة يفقد حوالي 100 شعرة يومياً ولكن هذه تعود وتنمو مرة آخري وبالمعدل نفسه خلال الفترة نفسها.
وتبدأ مشكلة الصلع تبدأ باتساع الجبهة عرضا ثم تظهر بعد فترة بقعة في مؤخرة الرأس خفيفة الشعر ويتفاقم بعد ذلك الصلع الذي يعد من المشاكل التي يعاني منها الرجال مع تقدم السن.
ويقول رونالد هنس من ساربروكن إن الدراسات أوضحت أن الرجال الصلع يبدون أكبر من أعمارهم الحقيقية بنحو ثلاث سنوات في نظر الآخرين، كما أن مظهرهم يكون أقل جاذبية، وقد ينظر الآخرون إليهم بعدم ارتياح.
وتتزايد احتمالات الصلع مع تقدم العمر وبحلول الثمانين من العمر يكون الرجل قد فقد الكثير من شعره على حد تعبير ناتالي جارسيا بارتلز اخصائية الامراض الجلدية في برلين، مشيرة إلى أن الانسان يفقد ما يصل إلى مائة شعرة يوميا، وما يزيد عن ذلك يعد فقدانا للشعر في اتجاه الاصابة بالصلع.
بول الأبل علاج للصلع
في الوقت الذي يعلق فيه الرجال الآمال على العلاجات التي تقلل تساقط الشعر ويخفون المنطقة الصلعاء بخصلة من الشعر، هناك الآن أدوية فعالة في نمو الشعر متوافرة منذ عدة سنوات، ولكن هذه الأدوية ليس مضمونا أن تعيد الشعر إلى حالته السابقة بالكامل.
وفي دراسة قد تفيد في علاج مرض الصلع بالطرق الطبيعية بعيد عن العقاقير والأدوية، كشفت أكاديمية واختصاصية سعودية أن بول الإبل يعالج مرض الصلع، كما أنه يستخدم لأصحاب الشعر الخفيف.
وقالت الدكتورة أميمة الجوهري الأستاذة بكلية الصيدلة بجامعه الملك سعود بالرياض: إنها أول من اكتشف العلاج ببول الإبل لمرضي الصلع، وتضيف أن العلاج ببول الإبل كان موجودا في الكتب القديمة، ولكن لم يكن أحد يعرفه، وأثناء قرائتها بمكتبة والدها، اكتشفت وصفة معينة للعلاج ببول الإبل، وبعد اكتشافها هذه المعلومة زارت البادية، والتقت مع عدد من البدو في الطائف، ووجدت أنهم يعرفون هذه الوصفة، وأنها موجودة لديهم، وطبقت هذه الوصفة ونجحت، ومنها انطلقت هذه الوصفة واشتهرت .
وعن طريقة العلاج بها، قالت الدكتورة أميمة: "أحضر ناقة صغيرة، وأول بول للناقة في الصباح يؤخذ ويغسل به رأس الشخص المصاب بالصلع، سواء رجلا أو امرأة مرة ومرتين ويشفي، وكذلك تستخدم لأصحاب الشعر الخفيف حتي يكثر، وبول هذه الناقة طاهر وليس نجسا" .
علاج الصلع ممكن
بخلاف الاعتقاد السائد بأن البصلات الشعرية غير قابلة للتجدد في حال تلفها، أعلنت فريق علمي في جامعة بنسلفانيا ان هناك امكانية لتحفيز نمو الشعر باستخدام جين معين، وأنهم نجحوا في زراعة خلايا شعر على جلد الفئران، مشيرين إلى أن فقدان الشعر عند البشر قد لا يكون نهائيا.
وقال خبير بريطاني أن الدراسة قد تكون أكثر أهمية للمساعدة في شفاء أفضل للجروح، حيث توصل البحث الذي أجراه الفريق العلمي في جامعة بنسلفانيا الى أن هناك جينا يساعد في شفاء الجروح ويمكن استخدامه من أجل المساعدة في انتاج البصيلات الشعرية.
وقد أجريت تجربة على الفئران أزيلت خلالها مقاطع صعيرة من طبقة الجلد الخارجي، ولوحظ أن هذا ضاعف نشاط الخلايا الجذعية في المنطقة مما أدى الى انتاج بصيلات شعرية.
ولوحظ أنه اذا أوقف نشاط الجين المسمى wnt فان انتاج البصيلات الشعرية قد توقف، ولكن اذا ضوعف نشاط هذا الجين زاد عدد البصيلات الشعرية التي أنتجت، مما اعاد السطح الجلدي الى حالته قبل ازالة المقطع.
وأشار الباحثون إلى أن هذا الاكتشاف الجديد فتح افاقا ليس فقط أمام الذي يعانون من فقدان الشعر بل أمام شفاء أفضل للجروح أيضا.
دواء بريطاني للصلع
تمكن باحثون بريطانيون من تطوير دواء يساعد على إعادة نمو الشعر من جديد، وأطلق على هذا الدواء اسم "فينستريد".
وأشار رونالد هنس من ساربروكن، إلى أن الدراسات أوضحت أن الرجال الصلع يبدون أكبر من أعمارهم الحقيقية بنحو ثلاث سنوات في نظر الآخرين، كما أن مظهرهم يكون أقل جاذبية، وقد ينظر الآخرون اليهم بعدم ارتياح.
وذكر ناتالي جارسيا بارتلز اخصائية الأمراض الجلدية في برلين، أن فقدان الشعر ينشأ عن وجود هرمون في فروة الرأس، فهناك إنزيم يتسبب في تحول "التستوستيرون" إلى"ديهيدروتستوستيرون دي اتش تي" الذي يعتقد أنه السبب الرئيسي في الصلع الذي يصاب به الذكور، حيث تتطور حساسية الهرمون لدي بصيلات الشعر، مما يتسبب في ضمورها، الأمر الذي يتسبب في نهاية المطاف في تساقط الشعر
للكاتب وحيد عبد العال
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
2.5 مليون دولار دخل عمرو خالد
أصدرت مجلة "فوربز العربية" قائمة جديدة بعنوان"نجوم الدعوة"، أجرت من خلالها تصنيفاً لأعلى دعاة الدين الإسلامي دخلاً خلال العام 2007، حيث تصدّر الداعية المصري الشهير عمرو خالد القائمة بصافي دخل بلغ 2.5 مليون دولار، تلاه في المرتبة الثانية الداعية الكويتي طارق سويدان بدخل صافٍ بلغ 1 مليون دولار، ثم الداعية السعودي عائض القرني مؤلف الكتاب الشهير "لا تحزن" بدخل وصل إلى 533 ألف دولار. وحلّ في المرتبة االرابعة الداعية المصري عمر عبد الكافي المقيم في الإمارات بدخل صافٍ بلغ 373 ألف دولار، ثم الداعية السعودي سلمان العودة بـ267 ألف دولار.
وحسب ما أوضحته المجلة في عددها لشهر مارس/ آذار 2008 الصادر حديثاً، فإن مصادر دخل الدعاة تتركز بالدرجة الأولى في الإنتاج التلفزيوني والبرامج التي يتم بثها على شاشات العديد من المحطات الفضائية والأرضية في الوطن العربي، وكذلك في التسجيلات الصوتية من أقراص مدمجة وأشرطة دينية، إلى جانب المؤلفات الدينية والأدبية التي عمل هؤلاء الدعاة على وضعها خلال 2007 والسنوات السابقة.
وأشارت "فوربز العربية" في افتتاحيتها، إلى أن الدعوة في مجال الدين قائمة أساساً على نشاط فردي ومؤسساتي، وقد أصبحت بالنسبة إلى العديد من الدعاة كما بالنسبة إلى بعض وسائل الإعلام وشركات الطباعة والنشر والإنتاج الفني، مصدراً للدخل والثروة، وهي بذلك لم تعد تختلف عن غيرها من نشاطات الأعمال، مع التأكيد على أن ذلك لا يؤثر في أهميتها، كما لا ينتقص شيئاً من أهمية الرسالة التي احتضنتها وتحتضنها الدعوة إلى الإسلام.
شوتضمنت القائمة إحصاءً لعدد المؤلفات الفكرية والتسجيلات الصوتية لكل من الدعاة الخمسة، فيما نشرت المجلة ضمن عددها قصصاً تروي أهم المحطات في حياة كل داعية والمشاريع المستقبلية التي ينوي كل منهم القيام بها، لا سيما ما يتعلق منها بالإصدارات الجديدة والبرامج التلفزيونية التي يتم التحضير لها.
يذكر أن قائمة "نجوم الدعوة" تعتبر القائمة الأولى في الوطن العربي التي ترصد مداخيل دعاة الدين من مؤسساتهم ونشاطاتهم الفردية، وقد اعتمدت "فوربز العربية" في إعدادها على عددٍ من المعايير، شملتْ العائد الماديّ على حقوق الملكية الفكرية التي يحصل عليها الداعية من شركات الإنتاج الفنيّ مقابل تسجيلاته الصوتية، وكذلك العائد من بيع مؤلفاتهِ والذي يحصل عليه من دور النشر وشركات التوزيع، والأجر الذي يتقاضاه عن البرامج التلفزيونية التي يقدمها أو يظهر فيها، بالإضافة إلى الدخل الذي يحققه من خلال الأنشطةِ الفكريّةِ الأخرى كالتدريبِ والمشاركةِ في المحاضراتِ التدريبية والتثقيفية. وقد استثنت المجلة من مداخيل أعضاء القائمة، كلّ ما يتعلق بالاستثمارات الفردية التي لا تمتّ للنشاط الدعوي بصلة، وكذلك الهبات والتقديمات المادية التي يحصل عليها هؤلاء، سواء من جهات حكومية أو غير حكومية.
للكاتب آرابيان بيزنس
أصدرت مجلة "فوربز العربية" قائمة جديدة بعنوان"نجوم الدعوة"، أجرت من خلالها تصنيفاً لأعلى دعاة الدين الإسلامي دخلاً خلال العام 2007، حيث تصدّر الداعية المصري الشهير عمرو خالد القائمة بصافي دخل بلغ 2.5 مليون دولار، تلاه في المرتبة الثانية الداعية الكويتي طارق سويدان بدخل صافٍ بلغ 1 مليون دولار، ثم الداعية السعودي عائض القرني مؤلف الكتاب الشهير "لا تحزن" بدخل وصل إلى 533 ألف دولار. وحلّ في المرتبة االرابعة الداعية المصري عمر عبد الكافي المقيم في الإمارات بدخل صافٍ بلغ 373 ألف دولار، ثم الداعية السعودي سلمان العودة بـ267 ألف دولار.
وحسب ما أوضحته المجلة في عددها لشهر مارس/ آذار 2008 الصادر حديثاً، فإن مصادر دخل الدعاة تتركز بالدرجة الأولى في الإنتاج التلفزيوني والبرامج التي يتم بثها على شاشات العديد من المحطات الفضائية والأرضية في الوطن العربي، وكذلك في التسجيلات الصوتية من أقراص مدمجة وأشرطة دينية، إلى جانب المؤلفات الدينية والأدبية التي عمل هؤلاء الدعاة على وضعها خلال 2007 والسنوات السابقة.
وأشارت "فوربز العربية" في افتتاحيتها، إلى أن الدعوة في مجال الدين قائمة أساساً على نشاط فردي ومؤسساتي، وقد أصبحت بالنسبة إلى العديد من الدعاة كما بالنسبة إلى بعض وسائل الإعلام وشركات الطباعة والنشر والإنتاج الفني، مصدراً للدخل والثروة، وهي بذلك لم تعد تختلف عن غيرها من نشاطات الأعمال، مع التأكيد على أن ذلك لا يؤثر في أهميتها، كما لا ينتقص شيئاً من أهمية الرسالة التي احتضنتها وتحتضنها الدعوة إلى الإسلام.
شوتضمنت القائمة إحصاءً لعدد المؤلفات الفكرية والتسجيلات الصوتية لكل من الدعاة الخمسة، فيما نشرت المجلة ضمن عددها قصصاً تروي أهم المحطات في حياة كل داعية والمشاريع المستقبلية التي ينوي كل منهم القيام بها، لا سيما ما يتعلق منها بالإصدارات الجديدة والبرامج التلفزيونية التي يتم التحضير لها.
يذكر أن قائمة "نجوم الدعوة" تعتبر القائمة الأولى في الوطن العربي التي ترصد مداخيل دعاة الدين من مؤسساتهم ونشاطاتهم الفردية، وقد اعتمدت "فوربز العربية" في إعدادها على عددٍ من المعايير، شملتْ العائد الماديّ على حقوق الملكية الفكرية التي يحصل عليها الداعية من شركات الإنتاج الفنيّ مقابل تسجيلاته الصوتية، وكذلك العائد من بيع مؤلفاتهِ والذي يحصل عليه من دور النشر وشركات التوزيع، والأجر الذي يتقاضاه عن البرامج التلفزيونية التي يقدمها أو يظهر فيها، بالإضافة إلى الدخل الذي يحققه من خلال الأنشطةِ الفكريّةِ الأخرى كالتدريبِ والمشاركةِ في المحاضراتِ التدريبية والتثقيفية. وقد استثنت المجلة من مداخيل أعضاء القائمة، كلّ ما يتعلق بالاستثمارات الفردية التي لا تمتّ للنشاط الدعوي بصلة، وكذلك الهبات والتقديمات المادية التي يحصل عليها هؤلاء، سواء من جهات حكومية أو غير حكومية.
للكاتب آرابيان بيزنس
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
جنوب السودان وسيناريو دولة كوسوفا
لم يكن مفاجئا إعلان كوسوفا استقلالها من طرف واحد بعد المحادثات المطولة في مجلس الأمن والتي لم تثمر إلا إصرار طرفي الازمة صربيا الدولة وكوسوفا الإقليم الطامح للإنفصال كل علي موقفه. ويبدو أن الإقليم، الذي عاني ويلات التطهير العرقي والإبادة الجماعية لإثنية الألبان قاطني الإقليم الأصليين في حقبة تسعينيات القرن الماضي قرر أن يحسم وجوده كإقليم ينتمي لدولة لا يربطه بها إلا واقع الجغرافيا بالنظر لأنه إقليم مسلم في دولة لا تعترف بوجود مسلمين فيها.. وبعد أن اعملت صربيا آلات التقتيل علي مواطنيها بهذا الاقليم شجعها علي ذلك صمت دولي لم تخرق حاجزه كل قوات الناتو الموجودة هناك ولا الحظر الجوي ولا نداءات المنظمات الانسانية ليشكل كل ذلك دافعا قويا للإقليم فيختار مغادرة أراضي وسيادة دولة صربيا ويعلن عن دولة جديدة تنضم للمجتمع الدولي بدستور جديد وعقد مواطنة مختلف.
ظروف وواقع دولي ومراكز قوي وملفات شائكة بين الدول الكبري ـ بجانب عزم كوسوفا علي الانفصال ـ أسست لوجود دولة جديدة هناك فالعالم الآن أحادي القوة وأمريكا ليست من أولويات سياستها الخارجية مناصرة المضطهدين أو خلق دول جديدة تنعم بالإنسجام الداخلي أو حتي وقف عجلة الفقر والتخلف الإقتصادي التي تطحن مسلمي كوسوفا. وبالقطع لا يوجد حتي في آخر سلم أولوياتها إيجاد دولة مسلمة تنضم لعقيدة موصومة بالإرهاب وفقا للتوصيف الأمريكي، ومن هنا يأتي الحديث عن الظرف العالمي وموازين قواه التي لا تنسجم مع تاريخ وعقيدة ووضع إقليم كوسوفا.
مراكز القوي العالمية
فأوروبا ممثلة في الإتحاد الأوروبي حليف أمريكا التقليدي لا يمكنها تفويت فرصة لتوجيه ضربة لروسيا وحليفتها صربيا خاصة وأن الحساب لا زال مفتوحا بين أمريكا (وحلفائها) من جهة ورورسيا وما تبقي لها من حلفاء من الجهة المقابلة. فأزمة سفينة التجسس الروسية التي تحطمت داخل مياهها الإقليمية ومعارضة روسيا للدرع الصاروخي الأمريكي ببولندا والدعم الروسي المتواصل لبرنامج إيران النووي وموقف الروس من قضية دارفور بالسودان كلها ملامح للعلاقة المتأزمة بين البلدين فبينما تتصرف روسيا بوتين وكأن الإتحاد السوفييتي لم ينهار بعد هناك نظرة أمريكية لا تفصل روسيا إلا قليلا عن بقية دول الإتحاد السوفيتي التي تناثرت بعد أن انفرط عقدها.
في ظل هذه التعقيدات جاء استقلال كوسوفا وكأن مقادير إلهية رتبته حتي يكتمل في وضع تجد امريكا نفسها تدعمه وتحث حلفاءها في أوروبا والعالم للوقوف بجانبه. وبرغم تأكيد الدول التي ساندت استقلال كوسوفا علي احترام ميثاق الأمم المتحدة وسيادة الدول علي أراضيها واعتبارها وضع كوسوفا مختلفا وغير قابل للتطبيق في مناطق أخري من العالم فإن الواقع الجديد يفتح الباب علي مصراعيه لأقاليم أخري في دول أخري وإن اختلفت ظروفها.
جنوب السودان
وإذا انتقلنا بهذه المعادلة لجنوب السودان فإن سكان الجنوب ينتمون لاثنيات أفريقية لم تختلط كبقية مواطني السودان بالدم العربي، و تدين بعقائد مختلفة تتوزع بين المسيحية والوثنية واللادينية وعبادة البقر، وتتحدث بلغات لا أرضية مشتركة بينها واللغة العربية الرسمية فتجعل هذه المتناقضات أسلوب حياتهم يختلف عن بقية مناطق السودان.
فوق كل ذلك فإن جنوب السودان خاض حروبا دامية في مواجهة بقية السودان استمرت لأكثر من واحد وعشرين سنة كانت الجماعات المتمردة بالجنوب خلالها تستقوي حتي بالشيطان نفسه ليوفر لها السلاح والمؤن والغطاء السياسي لمواصلة نضالها ضد السودان وكانت حصيلة هذه الحروب مئات الآلاف قتلوا من الطرفين وتخلفا تنمويا واقتصاديا في كل السودان ودمارا تبدو آثاره واضحة في الجنوب، وتتفاوت في باقي السودان لاختلاف طريقة الحياة هناك ولوجود دولة قائمة أصلا وقادرة لحد ما علي ترميم ما يظهر من دمار بالقدر الذي يوحي للمواطنين بوجود حياة طبيعية وغالبا ما تنجح حكومات السودان في ذلك.
وأول ما أسفرت عنه هذه العداوة والتحارب المتطاول هو حلفاء وأصدقاء وداعمين للطرفين.. ففي حين اتجه السودان لعمقه العربي والإسلامي واصدقاء جدد خلقتهم الطفرة الإقتصادية في العقد الاخيرمن القرن الماضي يمم الجنوبيون بعد أن توحدوا في الحركة الشعبية لتحرير السودان وجههم شطر أعداء السودان ابتداء من اسرائيل عدوة المسلمين وحتي أمريكا التي لا تري في السودان إلا حكومة الإنقاذ ذات التوجهات الإسلامية، وبالتالي تقطعت السبل بين السودان وجنوبه ولم تجد الحكومة عاصما من الطوفان إلا سفينة نوح الممثلة في اتفاق السلام الشامل في نيفاشا 2002م.
وفي ظل غياب الثقة بين الطرفين كان لا بد من حراس دوليين لهذا الإتفاق وصل عددهم لأكثر من عشرة آلاف جندي دولي، ولأن الإتفاق جاء في وقت الحرب ضد الإرهاب علي أشدها وعلاقة أسامة بن لادن بالحكومة السودانية ملأت أخبارها الآفاق ومعلومات تتحدث عن وجود معسكرات لتدريب القاعدة بالسودان وملف اغتيال الرئيس حسني مبارك يتحرك بقوة بجانب ملفات فتحتها منظمات عالمية مسموعة الصوت عن التعذيب والإعتقالات والأوضاع غير الإنسانية ببعض السجون، وجدت حكومة السودان نفسها وبجدارة في عنق الزجاجة ولن تخرج منه مالم تتواضع مع الحركة الشعبية علي حل يتم بموجبه تقاسم السلطة والثروة بالبلاد، وقد كان فوقعت الإنقاذ علي إتفاق لم يكن في حسبانها وهي تمسك بالقلم إلا الزجاجة وعنقها والضغط الدولي والتهديدات الأمريكية المتكررة بعقوبات إقتصادية قد تسحب كرسي السلطة من تحت أرجلهم.
وجاء الإتفاق وهو يحمل سمات الظروف التي وُقع فيها فأعطي جنوب السودان أكثر مما يستحق خصما علي بقية الأقاليم التي خرجت من المولد بدون حمص.. أهم السمات التي ميزت اتفاق نيفاشا أنه أعطي الجنوب دولة مستقلة تصرف أمورها دون تدخل من الحكومة المركزية وتعقد اتفاقاتها الإقتصادية من وراء ظهرها بل وتتفنن في أشكال المضايقات لبقية مواطني السودان المقيمين بداخلها وليس بمستبعد أن تفرض عليهم استخراج فيزا لدخول أراضيها.
دولتين بجيشين
فالاتفاق إذن أسس لوجود دولتين بحكومتين وجيشين وفوق ذلك أعطي الحركة الشعبية منصب نائب رئيس السودان ووزراء إتحاديين ومناطق في التماس بين الشمال والجنوب لا زال وضعها محل تنازع كحال منطقة ابيي وأخري محل تنافس كإقليم النيل الازرق.. وفي خطوة تقترب مما حدث في كوسوفا يمنح الإتفاق مواطني جنوب السودان بعد ثلاث سنوات من الآن الحق في تقرير ما إذا أرادوا الحياة في سودان موحد أو التمتع بدولة منفصلة و كأنما يخيرهم بين الكعكة كاملة أو مشاركةً مع آخرين.. ومن هنا يتضح أن الطريق تم تمهيده بشكل أفضل مما حدث لكوسوفا فجنوب السودان إن أراد أن يعلن إستقلاله ما عليه إلا أن ينتظر ثلاثة سنوات يتم خلالها بناء دولة الجنوب بالعزف علي وتر لا يخلو من إبتزاز وهو: إن اردتم دولة واحدة فعليكم أن تجعلوا ذلك جاذبا بتنمية الجنوب. وبذلك يوجه السودان موارده للجنوب فتكتمل البني التحتية هناك لدولة متكاملة تعد الأيام لتعلن عن مولدها كدولة جديدة تنضم للمجتمع الدولي.
لكن ما هي التوقعات للظروف التي تصاحب إعلان دولة الجنوب عن نفسها وما الذي يمكن ان يؤثر في ميزان القوي العالمي وشكل التحالفات والحسابات التي لا زالت جارية بين الدول الكبري؟ الواقع يؤكد أن القطبية الأحادية ستزداد قوة وسينتظم في صف حلفاء أمريكا كثير من الدول التي تم ترويضها والتي هي قيد الترويض وأخري ـ كالسودان ـ يتم لي ذراعها ورابعة في قلب العالم العربي يُعاد تكوينها كالعراق.. فسياسات أمريكا الخارجية تزداد صرامة والحركة الشعبية صاحبة الصلات والدعم الأمريكي القوي لن تطلب من عرابتها سوي التلويح بطرف أصبعها لحليفاتها وتابعاتها من الدول للإعتراف باستقلال جنوب السودان.. وستمضي الأمور بسلاسة مطلقة يدعمها إتفاق نيفاشا المنصف ! ولن يستدعي الأمر جلسات بمجلس الأمن ولا مفاوضات ثنائية ولا قليل عناء فكل شيء مرتب بدقة مذهلة تستدعي التساؤل: هل قرأ مفاوضو الحكومة الأتفاق قبل التوقيع عليه أم أنه ليس بالإمكان أفضل مما كان بالنظر للظروف بالغة التعقيد التي وضعت فيها الحكومة نفسها.
سيناريو إعلان استقلال الجنوب
وأقرب سيناريوهات الإعلان عن دولة الجنوب ( لا أدري ما الأسم الذي توافق عليه الجنوبيون لدولتهم ) أن يدعو رئيس الجنوب والحركة الشعبية سلفاكير لمؤتمر صحافي تحضره كل وسائل الإعلام العالمية الحليفة للحركة والشامتة في السودان والتي بين بين ويعلن السيد سلفاكير وهو يرتدي قبعة سوداء أن نتائج الإستفتاء الذي أشرف عليه مراقبون دوليون أكدت انحياز مواطن الجنوب لدولة منفصلة.. وإن أتيحت الفرصة لمراقبي الإستفتاء الإطلاع علي خيار رئيس الجنوب فسيجدونه انحاز لخيار أن يكون رئيسا لدولة منفصلة ذات سيادة واعتراف دولي.. ولن يتأخر العالم فسيتبع الإعلان مباركة من الولايات المتحدة الأمريكية التي بجانب علاقتها المميزة مع الجنوبيين لن تفوت فرصة مغايظة الصين منافسها الإقتصادي في السودان وخاصة وأفريقيا عموما ودول أخري تعتبر حليفة للسودان كروسيا وإيران.
أما دولة اسرائيل فستنظر لهذا الإعلان من زوايا صهيونية استراتيجيةإذ بوجود دولة في الجنوب ذات علاقات قديمة ووطيدة وتعاون عسكري معها تكون بذلك قد وجدت موطئ قدم بقلب أفريقيا في منطقة غنية بموارد المياه والنفط والغابات وثروات داخل الأرض لم تمتد لها يدٌ بعد، ولإسرائيل تجربة مع الدول المستقطعة من دول أخري في أفريقيا فقد كانت أول من أيد استقلال أرتريا ومن ثم بدأت استثماراتها هناك وليست ابرزها احتكار مزارع الفراولة.. وبإستقلال الجنوب لن تحتاج حكومته إلي إخفاء الوجود العسكري والإقتصادي الأسرائيلي علي أراضيها ولن تكون مضطرة للتظاهر باحترام مشاعر مسلمي السودان وبالتالي يمكنها الإعلان عن زواج عرفي دام لعقود مع دولة بني صهيون.
اسرائيل من جانبها تكون قد خنقت الدول الإسلامية بأفريقيا من ثلاث جهات.. موريتانيا غربا وأرتريا شرقا وجنوب السودان جنوبا وأمامهم البحر.
مصر وليبيا
ستعترف بها أوروبا .. قد تتردد بريطانيا قليلا لعلاقتها التاريخية بالسودان ولكن لغة المصالح ستتغلب وتنضم لركب المرحبين وستعترف عدد من دول جوار الجنوب الأفريقية ودول أفريقية أخري إلا أن الأمر ستواجهه بعض الصعوبات في بعض الدول العربية والأسلامية باعتبار السودان احد دول هذه المنظومة.. وإن ارتبط الأمر فيها بروح المناصرة والدعم إلا أن لسلاح المصالح الإستراتيجية لغة مختلفة، فمصر أقوي حلفاء السودان وأقرب جيرانه تأتي مياهها من مصبات تمر بجنوب السودان والماء جزء من أمنها القومي.. واستعدادا لكل النتائج يبدو أن مصر قد حزمت أمرها وقررت خلق علاقات اقتصادية وسياسية جيدة مع جنوب السودان سواء أظل جزء من السودان أو أختار الإنفصال فبادرت بافتتاح قنصلية لها بالجنوب وزادت عدد المدارس العربية بالجنوب الموجودة أصلا منذ عقود وتوجت كل ذلك خلال زيارة رئيس حكومة الجنوب مؤخرا للقاهرة فخلال مؤتمره الصحافي في ختام الزيارة تركزت اسئلة الحضور حول العلاقات الإقتصادية المصرية مع الجنوب واتاحة فرص أكثر للاستثمار والوجود الشعبي المصري.
بالنسبة للجماهيرية الليبية فإن علاقتها مع الجنوبيين قديمة إذ قدمت الدعم العسكري واللوجستي لزعيم الحركة الراحل قرنق أيام الخلافات بين الرئيسين القذافي وجعفر نميري في الثمانينيات ورغم تحسن العلاقات بعد مجيئ الإنقاذ فإن الوضع بهذا الجزء من أفريقيا يشهد تعقيدات ذات جذور قديمة وأخري تفرضها مستجدات تطرأ علي سماء المنطقة ولعل أوضح مثال علي ذلك الدور الليبي في إعادة الرئيس التشادي ادريـــــس دبي إلي الحكم بعد أن اقتربت المعارضة من الإطــــاحة به أوائل شباط (فبراير) الجاري. فالسودان الذي يُتهم بدعم المعارضة التشــــادية تردد أنه وبالتنسيق مع الجماهيرية الليبية خطط لهذا التحرك ولكن حسابات أخري فرنسية الهــــــوي دفعت الجماهيرية لتقديم الدعم العسكري لتشاد وجلست بعد ذلك علي مقاعد المتفرجين ترمق السودان من طرف خفي داخل قفص اتهامه ولسان حالها يقول: هكذا شاءت إرادة المصالح.. قياسا علي ذلك فإن موقف طرابلس تجاه استقلال الجنوب قد تحكمه مصالح ترتبط بدول كبري.
وعليه فإن استقلال كوسوفا بالطريقة التي تم بها يفتح الباب لإزدياد عدد الدول بالعالم وجنوب السودان اقرب لتطبيق هذه التجربة، ليس عن طريق اعلان استقلال من طرف واحد بل وفقا لبنود اتفاق وقعته حكومة السودان وهي مرغمة ولن يحظي القرار حتي بجلسة مناقشة غير مجدية بمجلس الأمن يحضرها رئيس السودان كما حدث مع رئيس لصربيا.
صحافية سودانية مقيمة في بريطانيا
.
لم يكن مفاجئا إعلان كوسوفا استقلالها من طرف واحد بعد المحادثات المطولة في مجلس الأمن والتي لم تثمر إلا إصرار طرفي الازمة صربيا الدولة وكوسوفا الإقليم الطامح للإنفصال كل علي موقفه. ويبدو أن الإقليم، الذي عاني ويلات التطهير العرقي والإبادة الجماعية لإثنية الألبان قاطني الإقليم الأصليين في حقبة تسعينيات القرن الماضي قرر أن يحسم وجوده كإقليم ينتمي لدولة لا يربطه بها إلا واقع الجغرافيا بالنظر لأنه إقليم مسلم في دولة لا تعترف بوجود مسلمين فيها.. وبعد أن اعملت صربيا آلات التقتيل علي مواطنيها بهذا الاقليم شجعها علي ذلك صمت دولي لم تخرق حاجزه كل قوات الناتو الموجودة هناك ولا الحظر الجوي ولا نداءات المنظمات الانسانية ليشكل كل ذلك دافعا قويا للإقليم فيختار مغادرة أراضي وسيادة دولة صربيا ويعلن عن دولة جديدة تنضم للمجتمع الدولي بدستور جديد وعقد مواطنة مختلف.
ظروف وواقع دولي ومراكز قوي وملفات شائكة بين الدول الكبري ـ بجانب عزم كوسوفا علي الانفصال ـ أسست لوجود دولة جديدة هناك فالعالم الآن أحادي القوة وأمريكا ليست من أولويات سياستها الخارجية مناصرة المضطهدين أو خلق دول جديدة تنعم بالإنسجام الداخلي أو حتي وقف عجلة الفقر والتخلف الإقتصادي التي تطحن مسلمي كوسوفا. وبالقطع لا يوجد حتي في آخر سلم أولوياتها إيجاد دولة مسلمة تنضم لعقيدة موصومة بالإرهاب وفقا للتوصيف الأمريكي، ومن هنا يأتي الحديث عن الظرف العالمي وموازين قواه التي لا تنسجم مع تاريخ وعقيدة ووضع إقليم كوسوفا.
مراكز القوي العالمية
فأوروبا ممثلة في الإتحاد الأوروبي حليف أمريكا التقليدي لا يمكنها تفويت فرصة لتوجيه ضربة لروسيا وحليفتها صربيا خاصة وأن الحساب لا زال مفتوحا بين أمريكا (وحلفائها) من جهة ورورسيا وما تبقي لها من حلفاء من الجهة المقابلة. فأزمة سفينة التجسس الروسية التي تحطمت داخل مياهها الإقليمية ومعارضة روسيا للدرع الصاروخي الأمريكي ببولندا والدعم الروسي المتواصل لبرنامج إيران النووي وموقف الروس من قضية دارفور بالسودان كلها ملامح للعلاقة المتأزمة بين البلدين فبينما تتصرف روسيا بوتين وكأن الإتحاد السوفييتي لم ينهار بعد هناك نظرة أمريكية لا تفصل روسيا إلا قليلا عن بقية دول الإتحاد السوفيتي التي تناثرت بعد أن انفرط عقدها.
في ظل هذه التعقيدات جاء استقلال كوسوفا وكأن مقادير إلهية رتبته حتي يكتمل في وضع تجد امريكا نفسها تدعمه وتحث حلفاءها في أوروبا والعالم للوقوف بجانبه. وبرغم تأكيد الدول التي ساندت استقلال كوسوفا علي احترام ميثاق الأمم المتحدة وسيادة الدول علي أراضيها واعتبارها وضع كوسوفا مختلفا وغير قابل للتطبيق في مناطق أخري من العالم فإن الواقع الجديد يفتح الباب علي مصراعيه لأقاليم أخري في دول أخري وإن اختلفت ظروفها.
جنوب السودان
وإذا انتقلنا بهذه المعادلة لجنوب السودان فإن سكان الجنوب ينتمون لاثنيات أفريقية لم تختلط كبقية مواطني السودان بالدم العربي، و تدين بعقائد مختلفة تتوزع بين المسيحية والوثنية واللادينية وعبادة البقر، وتتحدث بلغات لا أرضية مشتركة بينها واللغة العربية الرسمية فتجعل هذه المتناقضات أسلوب حياتهم يختلف عن بقية مناطق السودان.
فوق كل ذلك فإن جنوب السودان خاض حروبا دامية في مواجهة بقية السودان استمرت لأكثر من واحد وعشرين سنة كانت الجماعات المتمردة بالجنوب خلالها تستقوي حتي بالشيطان نفسه ليوفر لها السلاح والمؤن والغطاء السياسي لمواصلة نضالها ضد السودان وكانت حصيلة هذه الحروب مئات الآلاف قتلوا من الطرفين وتخلفا تنمويا واقتصاديا في كل السودان ودمارا تبدو آثاره واضحة في الجنوب، وتتفاوت في باقي السودان لاختلاف طريقة الحياة هناك ولوجود دولة قائمة أصلا وقادرة لحد ما علي ترميم ما يظهر من دمار بالقدر الذي يوحي للمواطنين بوجود حياة طبيعية وغالبا ما تنجح حكومات السودان في ذلك.
وأول ما أسفرت عنه هذه العداوة والتحارب المتطاول هو حلفاء وأصدقاء وداعمين للطرفين.. ففي حين اتجه السودان لعمقه العربي والإسلامي واصدقاء جدد خلقتهم الطفرة الإقتصادية في العقد الاخيرمن القرن الماضي يمم الجنوبيون بعد أن توحدوا في الحركة الشعبية لتحرير السودان وجههم شطر أعداء السودان ابتداء من اسرائيل عدوة المسلمين وحتي أمريكا التي لا تري في السودان إلا حكومة الإنقاذ ذات التوجهات الإسلامية، وبالتالي تقطعت السبل بين السودان وجنوبه ولم تجد الحكومة عاصما من الطوفان إلا سفينة نوح الممثلة في اتفاق السلام الشامل في نيفاشا 2002م.
وفي ظل غياب الثقة بين الطرفين كان لا بد من حراس دوليين لهذا الإتفاق وصل عددهم لأكثر من عشرة آلاف جندي دولي، ولأن الإتفاق جاء في وقت الحرب ضد الإرهاب علي أشدها وعلاقة أسامة بن لادن بالحكومة السودانية ملأت أخبارها الآفاق ومعلومات تتحدث عن وجود معسكرات لتدريب القاعدة بالسودان وملف اغتيال الرئيس حسني مبارك يتحرك بقوة بجانب ملفات فتحتها منظمات عالمية مسموعة الصوت عن التعذيب والإعتقالات والأوضاع غير الإنسانية ببعض السجون، وجدت حكومة السودان نفسها وبجدارة في عنق الزجاجة ولن تخرج منه مالم تتواضع مع الحركة الشعبية علي حل يتم بموجبه تقاسم السلطة والثروة بالبلاد، وقد كان فوقعت الإنقاذ علي إتفاق لم يكن في حسبانها وهي تمسك بالقلم إلا الزجاجة وعنقها والضغط الدولي والتهديدات الأمريكية المتكررة بعقوبات إقتصادية قد تسحب كرسي السلطة من تحت أرجلهم.
وجاء الإتفاق وهو يحمل سمات الظروف التي وُقع فيها فأعطي جنوب السودان أكثر مما يستحق خصما علي بقية الأقاليم التي خرجت من المولد بدون حمص.. أهم السمات التي ميزت اتفاق نيفاشا أنه أعطي الجنوب دولة مستقلة تصرف أمورها دون تدخل من الحكومة المركزية وتعقد اتفاقاتها الإقتصادية من وراء ظهرها بل وتتفنن في أشكال المضايقات لبقية مواطني السودان المقيمين بداخلها وليس بمستبعد أن تفرض عليهم استخراج فيزا لدخول أراضيها.
دولتين بجيشين
فالاتفاق إذن أسس لوجود دولتين بحكومتين وجيشين وفوق ذلك أعطي الحركة الشعبية منصب نائب رئيس السودان ووزراء إتحاديين ومناطق في التماس بين الشمال والجنوب لا زال وضعها محل تنازع كحال منطقة ابيي وأخري محل تنافس كإقليم النيل الازرق.. وفي خطوة تقترب مما حدث في كوسوفا يمنح الإتفاق مواطني جنوب السودان بعد ثلاث سنوات من الآن الحق في تقرير ما إذا أرادوا الحياة في سودان موحد أو التمتع بدولة منفصلة و كأنما يخيرهم بين الكعكة كاملة أو مشاركةً مع آخرين.. ومن هنا يتضح أن الطريق تم تمهيده بشكل أفضل مما حدث لكوسوفا فجنوب السودان إن أراد أن يعلن إستقلاله ما عليه إلا أن ينتظر ثلاثة سنوات يتم خلالها بناء دولة الجنوب بالعزف علي وتر لا يخلو من إبتزاز وهو: إن اردتم دولة واحدة فعليكم أن تجعلوا ذلك جاذبا بتنمية الجنوب. وبذلك يوجه السودان موارده للجنوب فتكتمل البني التحتية هناك لدولة متكاملة تعد الأيام لتعلن عن مولدها كدولة جديدة تنضم للمجتمع الدولي.
لكن ما هي التوقعات للظروف التي تصاحب إعلان دولة الجنوب عن نفسها وما الذي يمكن ان يؤثر في ميزان القوي العالمي وشكل التحالفات والحسابات التي لا زالت جارية بين الدول الكبري؟ الواقع يؤكد أن القطبية الأحادية ستزداد قوة وسينتظم في صف حلفاء أمريكا كثير من الدول التي تم ترويضها والتي هي قيد الترويض وأخري ـ كالسودان ـ يتم لي ذراعها ورابعة في قلب العالم العربي يُعاد تكوينها كالعراق.. فسياسات أمريكا الخارجية تزداد صرامة والحركة الشعبية صاحبة الصلات والدعم الأمريكي القوي لن تطلب من عرابتها سوي التلويح بطرف أصبعها لحليفاتها وتابعاتها من الدول للإعتراف باستقلال جنوب السودان.. وستمضي الأمور بسلاسة مطلقة يدعمها إتفاق نيفاشا المنصف ! ولن يستدعي الأمر جلسات بمجلس الأمن ولا مفاوضات ثنائية ولا قليل عناء فكل شيء مرتب بدقة مذهلة تستدعي التساؤل: هل قرأ مفاوضو الحكومة الأتفاق قبل التوقيع عليه أم أنه ليس بالإمكان أفضل مما كان بالنظر للظروف بالغة التعقيد التي وضعت فيها الحكومة نفسها.
سيناريو إعلان استقلال الجنوب
وأقرب سيناريوهات الإعلان عن دولة الجنوب ( لا أدري ما الأسم الذي توافق عليه الجنوبيون لدولتهم ) أن يدعو رئيس الجنوب والحركة الشعبية سلفاكير لمؤتمر صحافي تحضره كل وسائل الإعلام العالمية الحليفة للحركة والشامتة في السودان والتي بين بين ويعلن السيد سلفاكير وهو يرتدي قبعة سوداء أن نتائج الإستفتاء الذي أشرف عليه مراقبون دوليون أكدت انحياز مواطن الجنوب لدولة منفصلة.. وإن أتيحت الفرصة لمراقبي الإستفتاء الإطلاع علي خيار رئيس الجنوب فسيجدونه انحاز لخيار أن يكون رئيسا لدولة منفصلة ذات سيادة واعتراف دولي.. ولن يتأخر العالم فسيتبع الإعلان مباركة من الولايات المتحدة الأمريكية التي بجانب علاقتها المميزة مع الجنوبيين لن تفوت فرصة مغايظة الصين منافسها الإقتصادي في السودان وخاصة وأفريقيا عموما ودول أخري تعتبر حليفة للسودان كروسيا وإيران.
أما دولة اسرائيل فستنظر لهذا الإعلان من زوايا صهيونية استراتيجيةإذ بوجود دولة في الجنوب ذات علاقات قديمة ووطيدة وتعاون عسكري معها تكون بذلك قد وجدت موطئ قدم بقلب أفريقيا في منطقة غنية بموارد المياه والنفط والغابات وثروات داخل الأرض لم تمتد لها يدٌ بعد، ولإسرائيل تجربة مع الدول المستقطعة من دول أخري في أفريقيا فقد كانت أول من أيد استقلال أرتريا ومن ثم بدأت استثماراتها هناك وليست ابرزها احتكار مزارع الفراولة.. وبإستقلال الجنوب لن تحتاج حكومته إلي إخفاء الوجود العسكري والإقتصادي الأسرائيلي علي أراضيها ولن تكون مضطرة للتظاهر باحترام مشاعر مسلمي السودان وبالتالي يمكنها الإعلان عن زواج عرفي دام لعقود مع دولة بني صهيون.
اسرائيل من جانبها تكون قد خنقت الدول الإسلامية بأفريقيا من ثلاث جهات.. موريتانيا غربا وأرتريا شرقا وجنوب السودان جنوبا وأمامهم البحر.
مصر وليبيا
ستعترف بها أوروبا .. قد تتردد بريطانيا قليلا لعلاقتها التاريخية بالسودان ولكن لغة المصالح ستتغلب وتنضم لركب المرحبين وستعترف عدد من دول جوار الجنوب الأفريقية ودول أفريقية أخري إلا أن الأمر ستواجهه بعض الصعوبات في بعض الدول العربية والأسلامية باعتبار السودان احد دول هذه المنظومة.. وإن ارتبط الأمر فيها بروح المناصرة والدعم إلا أن لسلاح المصالح الإستراتيجية لغة مختلفة، فمصر أقوي حلفاء السودان وأقرب جيرانه تأتي مياهها من مصبات تمر بجنوب السودان والماء جزء من أمنها القومي.. واستعدادا لكل النتائج يبدو أن مصر قد حزمت أمرها وقررت خلق علاقات اقتصادية وسياسية جيدة مع جنوب السودان سواء أظل جزء من السودان أو أختار الإنفصال فبادرت بافتتاح قنصلية لها بالجنوب وزادت عدد المدارس العربية بالجنوب الموجودة أصلا منذ عقود وتوجت كل ذلك خلال زيارة رئيس حكومة الجنوب مؤخرا للقاهرة فخلال مؤتمره الصحافي في ختام الزيارة تركزت اسئلة الحضور حول العلاقات الإقتصادية المصرية مع الجنوب واتاحة فرص أكثر للاستثمار والوجود الشعبي المصري.
بالنسبة للجماهيرية الليبية فإن علاقتها مع الجنوبيين قديمة إذ قدمت الدعم العسكري واللوجستي لزعيم الحركة الراحل قرنق أيام الخلافات بين الرئيسين القذافي وجعفر نميري في الثمانينيات ورغم تحسن العلاقات بعد مجيئ الإنقاذ فإن الوضع بهذا الجزء من أفريقيا يشهد تعقيدات ذات جذور قديمة وأخري تفرضها مستجدات تطرأ علي سماء المنطقة ولعل أوضح مثال علي ذلك الدور الليبي في إعادة الرئيس التشادي ادريـــــس دبي إلي الحكم بعد أن اقتربت المعارضة من الإطــــاحة به أوائل شباط (فبراير) الجاري. فالسودان الذي يُتهم بدعم المعارضة التشــــادية تردد أنه وبالتنسيق مع الجماهيرية الليبية خطط لهذا التحرك ولكن حسابات أخري فرنسية الهــــــوي دفعت الجماهيرية لتقديم الدعم العسكري لتشاد وجلست بعد ذلك علي مقاعد المتفرجين ترمق السودان من طرف خفي داخل قفص اتهامه ولسان حالها يقول: هكذا شاءت إرادة المصالح.. قياسا علي ذلك فإن موقف طرابلس تجاه استقلال الجنوب قد تحكمه مصالح ترتبط بدول كبري.
وعليه فإن استقلال كوسوفا بالطريقة التي تم بها يفتح الباب لإزدياد عدد الدول بالعالم وجنوب السودان اقرب لتطبيق هذه التجربة، ليس عن طريق اعلان استقلال من طرف واحد بل وفقا لبنود اتفاق وقعته حكومة السودان وهي مرغمة ولن يحظي القرار حتي بجلسة مناقشة غير مجدية بمجلس الأمن يحضرها رئيس السودان كما حدث مع رئيس لصربيا.
صحافية سودانية مقيمة في بريطانيا
.
تعليق