هل تجدون أثرا إيجابيا فيما قضاه المجتمع وصرفه في سنين طويلة من التربية والتعليم على السلوك الإنساني!!
هو سؤال (أبي زهير) الذي جعلني أقارن بين أخلاق ( الصغار) ماضيـًا وحاضرًا ..!
الأسرة في الماضي كانت هي المدرسة الوحيدة التي يتعلم من خلالها ( الصبي ) وعن طريقها يتهذب ..!
فعلى الأسرة - وخاصة الأب - تقع نتائج هذه التربية وتبعاتها ..!
أول سؤال كان يسأله الكبير للصغير : ( أنت ابن من ) ..؟!
وفي ضوء الإجابة تتحدد أخلاقه ومكانته ، فإن كان ابن أسرة أدبٍ وجودٍ وشجاعة أنزله المكانة التي يستحقها ، وإن على العكس فلو كان يستحق فلن يجد القبول ، فالحكم على البيئة التي نشأ فيها وترعرع لا على ( الصغير) الذي أمامه ، لأن المتعارف عليه أن الأرض الطيبة لا تنبت إلا الطيب ، والعكس العكس ..!
قد يكتشف ( الكبير ) أن أخلاق ( الصغير ) على عكس ما كان يتوقع ، وعندها لا يجد غير عبارة : ( النار لا تخلِّف إلا الرمادة ) ، إشارة إلى أن الابن كان على نقيض والده وأسرته ..!
كانت الأسرة تحرص أن يعكس أبناؤها الصورة الحسنة لها وتشدد على ذلك بكل ما أوتيت من القوى..!
(لا تفضحنا ، لا تفشلنا ، ارفع رؤوسنا ... ) ، وغيرها من عبارات النهي والتحفيز ، فتزرع في نفسه العلو ، وتنزع ( الهبوط) ، ومع هذا قد (يشذ ) الابن ويُفشِّل ويفضح ويمسح بسمعة أهله وأسرته الأرض ، لكنهم قلة ..!
مما تعلمناه في صغرنا أن احترام الكبير ركن من أركان التربية ، لأن التعامل يقوم على هذا الأساس ، أعني أساس ( الاحترام ) ، وخاصة احترام من هم أكبر سنـًا ، ودرايةً ..!
كنا حين يتحدث الكبير ننصت ، وحين يأمر وينهى ننفذ ، ونتسابق لخدمته ، قبل أن يطلب ..!
اليوم تطورت التربية واتسعت ، وتعددت أماكنها ، فصرف عليها ما لم يُصرف على سواها ، وبدلاً من أن تقضي على القليل الشاذ انعكس الأمر ، وأصبح المنتفعون منها هم القليل ، والشريحة العظمى من ( الصغار ) نستعيذ بالله من أخلاقهم ..!
لماذا ..؟
لأن الأسرة انتفى دورها في التربية تمامـًا ، ولم تعد هي تلك التي كانت الركيزة الأولى في هذه العملية..!
فاختلط الصالح بالطالح ، وبدأت عمليات التأثر بالاحتكاك والمجالسة على مقاعد الدراسة..!
كثيرٌ من الشباب (الصغار) رأينا سوء أدبهم ، ووقاحتهم في الحوار مع من هم أكبر منهم علمـًا وثقافةً وخبرةً ..!
( فالصغير ) الجاهل لا يتورع أن يقف في نحر ( الكبير ) العالم مجادلاً بالجهل حتى وإن كانت ثقافته أقل من الصفر ..!
وهنا أقول : لو قامت الأسرة بواجبها تجاه أبنائها وتضامنت مع ما يبذل في دور التربية لأرينا ( النتاج ) أفضل ممّا هو الآن ، ولعادت عبارة : ( أنت ابن من )..؟
أتمنى أن نرى جيلاً يعكس الجهود والأموال المبذولة في تربيته ، أتمنى ..!
السوادي
تعليق