الوزير المغدور . . . كان سائقاً في السعودية ..!
تركي الدخيل.. جريدة الوطن
بالأمس القريب أصابت قنبلة وزيراً سير لانكياً ، فانفجرت به ، وأدت إلى قتله وأكثر من سبعة من مرافقيه ، فيما يبدو أنه امتداد للمناوشات بين الحكومة و نمور التاميل ..
وزير الأشغال المغدور ، تفجيراً في الثامن من الشهر الجاري ، لم يكن بالنسبة لنا نحن السعوديين ، قتيلاً في معركة لا تعنينا ، فقط !
أعلم إنكم ستقولون ، إن نزاع نمور التاميل والحكومة السيرلانكية ، قديم ، فما علاقتنا نحن في السعودية ؟!
وأجيبكم بأن الوزير المقتول ، على طريق المطار ، كان يعمل سائقاً خاصاً لدى عائلة سعودية ، في حي المرسلات في الرياض ، مدة عشر سنوات كاملة .
في ذات الفترة التي كان الوزير القتيل يعمل سائقاً لدى أسرة سعودية ، كانت زوجته تعمل خادمة في ذات البيت ولنفس الفترة ، فيما أصبحت خادمة الأمس برلمانية اليوم .
بعد أن عاد السائق الطموح ، وزوجته الخادمة الطموح أيضاُ ، من عمل في الخارج ، أستمر أكثر من عشر سنوات ، قرر الوزير أن يرشح نفسه للبرلمان السيرلانكي عن منطقة ( بو تلام ) . ولأن أداءه البرلماني كان لافتاً ، عين وزير دولة لشئون الأشغال . وكان الوزير كثير الحركة ، نشيطاً ، ولذلك استطاع التاميل أن يصطادوه بسهوله ، مع أن الوزير المغدور لا يصنف بالنسبة للتاميل . ضمن الصقور ، إذ إنه كان منشغلاً بأعمال وزارته ولم تعط نشاطاته أي انطباع لتصنيفه ضمن الصقور أو الحمائم .
الوزير المقتول كان يتحدث العربية بلهجة السائقين الجانب ، ً أنا في يجي ، إنتا في روح ً لكنه كان يفهم العربية ، على الأقل ، وذكرياته عن السعودية جميلة جداً ، وإلا لما قضى عشر سنوات من عمره هو وزوجته في العمل سائقاً وخادمة في منزل سعودي .
لا أدري هل يعلم أصحاب المنزل الذي عمل فيه الوزير المقتول بأن سائقهم السابق بات وزيراً ، أم إنه قتل ، لكني أود القول ، إن من يعملون لدينا في بيوتنا ، ليسوا بالضرورة شخصيات ليس لها قيمة في مجتمعاتهم . بل قد تكون الفاقة وضعف الأحوال المادية أجبرت البعض على الغربة ، والعمل في الخارج ، في مهن أكبر مشكلاتهم أن معظمنا يحتقرها .
أذكر أنني عندما زرت أفغانستان في العام 1998م قابلت وزير المعادن والصناعة الأفغاني مولوي أحمد خان ، وقال لي إنه عمل بائعاً في سوق للسجاد في شرق الرياض ، لا يمكن لزائره أن يتصور أن أحد الباعة سيصبح في الغد القريب وزيراً !
كلما تعاملنا مع الإنسان ، كإنسان ، فاحترمناه لإنسانيته ، وقدرناه من اجلها ، وتعبيراً عن إنسانيتنا ، فإننا لن نندم في الغد ، عندما نفاجأ بأن رئيس الدولة الفلاني ، كان يعمل لدينا ، لأننا كنا نحسن التعامل معه ، قبل أن يخطر في بالنا أنه سيصبح مهماً . . .
نقله لكم .. أخوكم // سنبقى
__________________
تعليق