Unconfigured Ad Widget

Collapse

الوجه الآخر...

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • أبو المهند
    عضو مشارك
    • Jan 2008
    • 157

    الوجه الآخر...

    قولي ولو كذبا كلاما ناعما
    قد كاد يقتلني بك التمثال
    مازلتِ في فن المحبة طفلة
    بيني وبينك أبحر وجبال
    لم تستطيعي بعد أن تتفهمي
    أن الرجال جميعهم أطفال
    إني لأرفض أن أكون مهرجا
    قزما على كلماته يحتال
    فإذا وقفت أمام حسنك صامتا
    فالصمت في حرم الجمال جمال
    كلماتنا في الحب تقتل حبنا
    إن الحروف تموت حين تقال

    هذه الأبيات لشاعر الحب والغناء ( نزار قباني ) , هذا الشاعر الخيالي المرهف الحس , والذي يستشعر بأنوثة المرأة وعاطفتها , ويرى أن الحب هو إكسير الحياة كما هو واضح جلي في شعره .

    تغزل في المرأة في حبها وقلبها وحنينها , ثم وصف جسدها عارياً كما يراه دون أدنى خجل أو وجل .


    وليعذرني الإخوة الأكارم في الحديث عن هذا الرجل , والذي أنا مغرم بشعره في ( الحب ) , مع شيء من التحفظ في وصفه لجسد المرأة عارياً, إلا أنني ألتمس له العذر المطلق فالشاعر يصف مايراه أمامه من منظر , فهو لم ير نساء محجبات متلفعات بالخمار , متسترات بالحياء , متجملات بالجمال .. الذي لا يذكره بالسفاسف ولا يثير الغرائز , الجمال الذي يرفعه عاليا حيثالنجوم هناك تعلو .. ليذكره بـ (سما سما سما ) كما هي في مقالة كاتبنا الأديب الأريب السوادي.


    لكن نزاراً لم ير إلا أجساداً عارية , تتنافس في التعري , وحمل ما خف من لباس الستر , متجردات من العفة والحياء , وما الشاعر إلا كفنان تشكيلي يرسم ما يراه بعينه من مناظر الطبيعة في لوحة فنية .


    ونزار قباني رسم لنا ألواحا فنية شعرية شاهدها بأم عينيه , وأطلق لخياله الواسع التجوال دون حدود أو موانع , وهذا هو الشعر الذي تقرأه أو تسمعه وكأنك تعيش الحدث.


    أعود إلى أبياته السابقة


    قولي ولو كذبا كلاما ناعما
    قد كاد يقتلني بك التمثال
    يخاطب الشاعر محبوته فيطلب منها مايتمناه كل رجل من أنثى , وهو الكلام الجميل الناعم , الذي يتسلل إلى السمع فتطرب له الأذن ويستقر في القلب فتتراقص على نغماته كل الجوارح.


    مازلتِ في فن المحبة طفلة
    بيني وبينك أبحر وجبال
    يلتمس لها العذر فهي وإن كانت شابة يافعة , إلا أنها لاتزال كطفلة لا تعرف من فنون المحبة شيئاً , ولا تجيد التعامل مع الرجل , وكأن الشاعر يضفي على محبوبته صفة محمودة وهي عدم معرفتها بالرجال من قبل , فهي طاهر عفيفة .
    ويجد الشاعر بينه وبينها في معرفتهما بالحب مساحات شاسعة , فهو يعرف هذه الفنون . بل إنه أستاذ في مجالها.


    لم تستطيعي بعد أن تتفهمي
    أن الرجال جميعهم أطفال
    يقول لها : إنك لا تعرفين أن الرجال كالأطفال فكلمة من فتاة جميلة مثلك تؤثر فيهم.


    إني لأرفض ان أكون مهرجا
    قزماعلى كلماته يحتال
    يصدر الشاعر برفضه المؤكد بـ ( إن ) أن يكون كثير الكلام مع محبوبته , وهي صامتة لا تبادله الأحاسيس والمشاعر .


    ثم يقول لها :


    فإذا وقفت أمام حسنك صامتا
    فالصمت في حرم الجمال جمال
    لقد بهرني هذا البيت , فالشاعر جعل صمته أمام جمالها , والذي تكسرت كل الكلمات , وتناثرت الحروف , واستعصت الجمل أن تتنظم أمام هذا الحسن , والتعبير عن إعجابه بجمالها ،إلا أنه جعله جمالاً وتعبيراً عن هذا الجمال .


    كلماتنا في الحب تقتل حبنا
    إن الحروف تموت حين تقال
    لاحظ معي البيت الأول , والذي طلب فيه الشاعر من المحبوبة أن تتكلم , وتودع الصمت , إلا أنه بعد ذلك طلب لنفسه مخرجاً حين يسكت بأن الصمت في حرم الجمال جمال , معللاً أن الكلمات تقتل الحب , والحروف تودع الحياة بمجرد خروجها من القلب عبر اللسان.


    ما أجمل شعر نزار !


    وما أروعه!


    وما أروع الحب!


    فمن منا لا يحب؟
    أفي كل يوم تحت ضِبني شُوَيْعرٌ *** ضعيف يقاويني ، قصير يطاول

    لساني بنطقي صامت عنه عادل *** وقلبي بصمتي ضاحكُ منه هازل
  • حنين
    عضوة مميزة
    • Oct 2004
    • 2439

    #2
    لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع !! سبحان الله .

    آخر واحد أفكر أقرأ شعره هو نزار قباني بصراحة ..

    شعره ما يتعب أبد ...

    يذكرني بسؤال أحبه جدا في الإختبارت ( صل بين الكلمات ) ..


    صحيح ما أروع الحب لكن ما أروع شعر نزار !! يسلم دربك ما أشوف فيه شعر أصلا عشان يكون روعة ( رأيي ويمكن أكون غلطانه ) ..

    لا تزعل مني أخوي أبو المهند الله يرضى عليك ، لكن هذا رأيي فيه وحبيت أقوله وأكيد محبينه كثر ..


    لا خير في وعد إذا كان كاذبا..

    ولا خير في قول إذا لم يكن فعل.

    تعليق

    • قينان
      أدعو له بالرحمه
      • Jan 2001
      • 7093

      #3


      عندما نهبط للتسوق نجد البضائع منتشرة ..

      فيها الغالي وفيها الرخيص وفيها الوان متنوعه..

      وكلا يريد أن يسوق بضاعته فيزبرقها حسب معرفته بالمتسوقين ..

      والمشتري يتفرج وفي النهاية يأخذ ماتميل له نفسه..

      كم مهووس بنزار وفي النهاية تركه إلى غير رجعة..
      sigpic

      تعليق

      • السوادي
        إداري
        • Feb 2003
        • 2219

        #4

        بالأمانة ، نزار كشاعر لا يعلى عليه ..!
        حين تقرأ جلّ قصائده لا تملك إلا أن تطرب رغمـًا عنك ..!
        نعم ، ركز على مفاتن المرأة ، بل ربما ذهب إلى ( الخافي ) منها ، ووصفه وصفـًا دقيقـًا ، بل صوره ورسمه وجعل القارئ لا يقرأ فحسب بل يشاهد ..!
        مشكلتنا أن كثيرًا من أحكامنا نبنيها على السماع ، وما نزار إلا واحد ممن حكم عليه الكثيرون من خلال ما يسمعون لا من خلال ما يشاهدون ويقرؤون ..!
        تذكر نزار ، فينظر إليك نظرة ( اتهام ) ، وربما خلعوا عليك ثوب (الفجور) ، وحين تسألهم هل قرأتم لنزار يقولون : لا ..!

        رجاء الصائغ كتبت روايتها ( بنات الرياض ) والتي لا تبتعد كثيرًا عن الحقيقة ، واليوم حين يسمع البعض اسم ( رجاء ) يطلقون ألسنتهم باللعنات والسب والشتم ، تقول : هل قرأتم روايتها ..؟!
        يقولون : لا ..!
        أديبنا الجهبذ غازي القصيبي ، تذكره في مجلس ، فيقال : ألم تجد غير هذا العلماني المنحل ..؟!
        تقول : هل قرأت شيئـًا من مؤلفاته سواءً النثرية أو الشعرية ..؟!
        فتأتيك الإجابة : لا ..!
        إذًا ، نحن نحكم من خلال رؤية غيرنا لا من خلال رؤيتنا ..!
        نزار شاعر وقد أقر بشعره حتى المعارضون له ، فـ (سقطاته ) - التي أجد شيئـًا من التحفظ حولها - لم تنفِ إبداعه الشعري ، وقد سمعت شيخنا عائض يستدل ببعض أبياته في لقاءٍ له ..

        أخي أبا المهند :
        جميلة هذه الأبيات وأكثر ، والأجمل تحليلك لها ، وما أعرفه عنك لا يجعلني أستغرب ..!
        أبدعت كثيرًا ، وسأنتظر المزيد ..
        السوادي

        تعليق

        • السوادي
          إداري
          • Feb 2003
          • 2219

          #5

          من أجمل ما قرأت للشاعر نزار قصيدته ( بلقيس ) وهي رثاءٌ في زوجته التي اُغتيلت :

          شُكْرَاً لَكُمْ
          شُكْرَاً لَكُمْ
          فحبيبتي قُتِلَتْ وصارَ بوسْعِكُم
          أن تشربوا كأساً على قبرِ الشهيدة
          وقصيدتي اغتيلت ..
          وهَلْ من أُمَّةٍ في الأرضِ ..
          - إلاَّ نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟

          بلقيسُ ...
          كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ
          بلقيسُ ..
          كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ
          كانتْ إذا تمشي ..
          ترافقُها طواويسٌ ..
          وتتبعُها أيائِلْ ..
          بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..
          ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ
          هل يا تُرى ..
          من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟
          يا نَيْنَوَى الخضراء ..
          يا غجريَّتي الشقراء ..
          يا أمواجَ دجلةَ . .
          تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا
          أحلى الخلاخِلْ ..
          قتلوكِ يا بلقيسُ ..
          أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ ..
          تلكَ التي
          تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟
          أين السَّمَوْأَلُ ؟
          والمُهَلْهَلُ ؟
          والغطاريفُ الأوائِلْ ؟
          فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ ..
          وثعالبٌ قتلتْ ثعالبْ ..
          وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ ..
          قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما ..
          تأوي ملايينُ الكواكبْ ..
          سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ
          فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟
          أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟.

          بلقيسُ
          لا تتغيَّبِي عنّي
          فإنَّ الشمسَ بعدكِ
          لا تُضيءُ على السواحِلْ . .
          سأقول في التحقيق :
          إنَّ اللصَّ أصبحَ يرتدي ثوبَ المُقاتِلْ
          وأقول في التحقيق :
          إنَّ القائدَ الموهوبَ أصبحَ كالمُقَاوِلْ ..
          وأقولُ :
          إن حكايةَ الإشعاع ، أسخفُ نُكْتَةٍ قِيلَتْ ..
          فنحنُ قبيلةٌ بين القبائِلْ
          هذا هو التاريخُ . . يا بلقيسُ ..
          كيف يُفَرِّقُ الإنسانُ ..
          ما بين الحدائقِ والمزابلْ
          بلقيسُ ..
          أيَّتها الشهيدةُ .. والقصيدةُ ..
          والمُطَهَّرَةُ النقيَّةْ ..
          سبأٌ تفتِّشُ عن مَلِيكَتِهَا
          فرُدِّي للجماهيرِ التحيَّةْ ..
          يا أعظمَ المَلِكَاتِ ..
          يا امرأةً تُجَسِّدُ كلَّ أمجادِ العصورِ السُومَرِيَّةْ
          بلقيسُ ..
          يا عصفورتي الأحلى ..
          ويا أَيْقُونتي الأَغْلَى
          ويا دَمْعَاً تناثرَ فوقَ خَدِّ المجدليَّةْ
          أَتُرى ظَلَمْتُكِ إذْ نَقَلْتُكِ
          ذاتَ يومٍ .. من ضفافِ الأعظميَّةْ
          بيروتُ .. تقتُلُ كلَّ يومٍ واحداً مِنَّا ..
          وتبحثُ كلَّ يومٍ عن ضحيَّةْ
          والموتُ .. في فِنْجَانِ قَهْوَتِنَا ..
          وفي مفتاح شِقَّتِنَا ..
          وفي أزهارِ شُرْفَتِنَا ..
          وفي وَرَقِ الجرائدِ ..
          والحروفِ الأبجديَّةْ ...
          ها نحنُ .. يا بلقيسُ ..
          ندخُلُ مرةً أُخرى لعصرِ الجاهليَّةْ ..
          ها نحنُ ندخُلُ في التَوَحُّشِ ..
          والتخلّفِ .. والبشاعةِ .. والوَضَاعةِ ..
          ندخُلُ مرةً أُخرى .. عُصُورَ البربريَّةْ ..
          حيثُ الكتابةُ رِحْلَةٌ
          بينِ الشَّظيّةِ .. والشَّظيَّةْ
          حيثُ اغتيالُ فراشةٍ في حقلِهَا ..
          صارَ القضيَّةْ ..
          هل تعرفونَ حبيبتي بلقيسَ ؟
          فهي أهمُّ ما كَتَبُوهُ في كُتُبِ الغرامْ
          كانتْ مزيجاً رائِعَاً
          بين القَطِيفَةِ والرُّخَامْ ..
          كان البَنَفْسَجُ بينَ عَيْنَيْهَا
          ينامُ ولا ينامْ ..

          بلقيسُ ..
          يا عِطْرَاً بذاكرتي ..
          ويا قبراً يسافرُ في الغمام ..
          قتلوكِ ، في بيروتَ ، مثلَ أيِّ غزالةٍ
          من بعدما .. قَتَلُوا الكلامْ ..
          بلقيسُ ..
          ليستْ هذهِ مرثيَّةً
          لكنْ ..
          على العَرَبِ السلامْ

          بلقيسُ ..
          مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ ..
          والبيتُ الصغيرُ ..
          يُسائِلُ عن أميرته المعطَّرةِ الذُيُولْ
          نُصْغِي إلى الأخبار .. والأخبارُ غامضةٌ
          ولا تروي فُضُولْ ..

          بلقيسُ ..
          مذبوحونَ حتى العَظْم ..
          والأولادُ لا يدرونَ ما يجري ..
          ولا أدري أنا .. ماذا أقُولْ ؟
          هل تقرعينَ البابَ بعد دقائقٍ ؟
          هل تخلعينَ المعطفَ الشَّتَوِيَّ ؟
          هل تأتينَ باسمةً ..
          وناضرةً ..
          ومُشْرِقَةً كأزهارِ الحُقُولْ ؟

          بلقيسُ ..
          إنَّ زُرُوعَكِ الخضراءَ ..
          ما زالتْ على الحيطانِ باكيةً ..
          وَوَجْهَكِ لم يزلْ مُتَنَقِّلاً ..
          بينَ المرايا والستائرْ
          حتى سجارتُكِ التي أشعلتِها
          لم تنطفئْ ..
          ودخانُهَا
          ما زالَ يرفضُ أن يسافرْ

          بلقيسُ ..
          مطعونونَ .. مطعونونَ في الأعماقِ ..
          والأحداقُ يسكنُها الذُهُولْ
          بلقيسُ ..
          كيف أخذتِ أيَّامي .. وأحلامي ..
          وألغيتِ الحدائقَ والفُصُولْ ..
          يا زوجتي ..
          وحبيبتي .. وقصيدتي .. وضياءَ عيني ..
          قد كنتِ عصفوري الجميلَ ..
          فكيف هربتِ يا بلقيسُ منّي ؟..
          بلقيسُ ..
          هذا موعدُ الشَاي العراقيِّ المُعَطَّرِ ..
          والمُعَتَّق كالسُّلافَةْ ..
          فَمَنِ الذي سيوزّعُ الأقداحَ .. أيّتها الزُرافَةْ ؟
          ومَنِ الذي نَقَلَ الفراتَ لِبَيتنا ..
          وورودَ دَجْلَةَ والرَّصَافَةْ ؟

          بلقيسُ ..
          إنَّ الحُزْنَ يثقُبُنِي ..
          وبيروتُ التي قَتَلَتْكِ .. لا تدري جريمتَها
          وبيروتُ التي عَشقَتْكِ ..
          تجهلُ أنّها قَتَلَتْ عشيقتَها ..
          وأطفأتِ القَمَرْ ..

          بلقيسُ ..
          يا بلقيسُ ..
          يا بلقيسُ
          كلُّ غمامةٍ تبكي عليكِ ..
          فَمَنْ تُرى يبكي عليَّا ..
          بلقيسُ .. كيف رَحَلْتِ صامتةً
          ولم تَضَعي يديْكِ .. على يَدَيَّا ؟

          بلقيسُ ..
          كيفَ تركتِنا في الريح ..
          نرجِفُ مثلَ أوراق الشَّجَرْ ؟
          وتركتِنا - نحنُ الثلاثةَ - ضائعينَ
          كريشةٍ تحتَ المَطَرْ ..
          أتُرَاكِ ما فَكَّرْتِ بي ؟
          وأنا الذي يحتاجُ حبَّكِ .. مثلَ (زينبَ) أو (عُمَرْ)

          بلقيسُ ..
          يا كَنْزَاً خُرَافيّاً ..
          ويا رُمْحَاً عِرَاقيّاً ..
          وغابَةَ خَيْزُرَانْ ..
          يا مَنْ تحدَّيتِ النجُومَ ترفُّعاً ..
          مِنْ أينَ جئتِ بكلِّ هذا العُنْفُوانْ ؟
          بلقيسُ ..
          أيتها الصديقةُ .. والرفيقةُ ..
          والرقيقةُ مثلَ زَهْرةِ أُقْحُوَانْ ..
          ضاقتْ بنا بيروتُ .. ضاقَ البحرُ ..
          ضاقَ بنا المكانْ ..
          بلقيسُ : ما أنتِ التي تَتَكَرَّرِينَ ..
          فما لبلقيسَ اثْنَتَانْ ..

          بلقيسُ ..
          تذبحُني التفاصيلُ الصغيرةُ في علاقتِنَا ..
          وتجلُدني الدقائقُ والثواني ..
          فلكُلِّ دبّوسٍ صغيرٍ .. قصَّةٌ
          ولكُلِّ عِقْدٍ من عُقُودِكِ قِصَّتانِ
          حتى ملاقطُ شَعْرِكِ الذَّهَبِيِّ ..
          تغمُرُني ،كعادتِها ، بأمطار الحنانِ
          ويُعَرِّشُ الصوتُ العراقيُّ الجميلُ ..
          على الستائرِ ..
          والمقاعدِ ..
          والأوَاني ..
          ومن المَرَايَا تطْلَعِينَ ..
          من الخواتم تطْلَعِينَ ..
          من القصيدة تطْلَعِينَ ..
          من الشُّمُوعِ ..
          من الكُؤُوسِ ..
          من النبيذ الأُرْجُواني ..

          بلقيسُ ..
          يا بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
          لو تدرينَ ما وَجَعُ المكانِ ..
          في كُلِّ ركنٍ .. أنتِ حائمةٌ كعصفورٍ ..
          وعابقةٌ كغابةِ بَيْلَسَانِ ..
          فهناكَ .. كنتِ تُدَخِّنِينَ ..
          هناكَ .. كنتِ تُطالعينَ ..
          هناكَ .. كنتِ كنخلةٍ تَتَمَشَّطِينَ ..
          وتدخُلينَ على الضيوفِ ..
          كأنَّكِ السَّيْفُ اليَمَاني ..

          بلقيسُ ..
          أين زجَاجَةُ ( الغِيرلاَنِ ) ؟
          والوَلاّعةُ الزرقاءُ ..
          أينَ سِجَارةُ الـ (الكَنْتِ ) التي
          ما فارقَتْ شَفَتَيْكِ ؟
          أين (الهاشميُّ ) مُغَنِّيَاً ..
          فوقَ القوامِ المَهْرَجَانِ ..
          تتذكَّرُ الأمْشَاطُ ماضيها ..
          فَيَكْرُجُ دَمْعُهَا ..
          هل يا تُرى الأمْشَاطُ من أشواقها أيضاً تُعاني ؟
          بلقيسُ : صَعْبٌ أنْ أهاجرَ من دمي ..
          وأنا المُحَاصَرُ بين ألسنَةِ اللهيبِ ..
          وبين ألسنَةِ الدُخَانِ ...
          بلقيسُ : أيتَّهُا الأميرَةْ
          ها أنتِ تحترقينَ .. في حربِ العشيرةِ والعشيرَةْ
          ماذا سأكتُبُ عن رحيل مليكتي ؟
          إنَ الكلامَ فضيحتي ..
          ها نحنُ نبحثُ بين أكوامِ الضحايا ..
          عن نجمةٍ سَقَطَتْ ..
          وعن جَسَدٍ تناثَرَ كالمَرَايَا ..
          ها نحنُ نسألُ يا حَبِيبَةْ ..
          إنْ كانَ هذا القبرُ قَبْرَكِ أنتِ
          أم قَبْرَ العُرُوبَةْ ..
          بلقيسُ :
          يا صَفْصَافَةً أَرْخَتْ ضفائرَها عليَّ ..
          ويا زُرَافَةَ كبرياءْ
          بلقيسُ :
          إنَّ قَضَاءَنَا العربيَّ أن يغتالَنا عَرَبٌ ..
          ويأكُلَ لَحْمَنَا عَرَبٌ ..
          ويبقُرُ بطْنَنَا عَرَبٌ ..
          ويَفْتَحَ قَبْرَنَا عَرَبٌ ..
          فكيف نفُرُّ من هذا القَضَاءْ ؟
          فالخِنْجَرُ العربيُّ .. ليسَ يُقِيمُ فَرْقَاً
          بين أعناقِ الرجالِ ..
          وبين أعناقِ النساءْ ..
          بلقيسُ :
          إنْ هم فَجَّرُوكِ .. فعندنا
          كلُّ الجنائزِ تبتدي في كَرْبَلاءَ ..
          وتنتهي في كَرْبَلاءْ ..
          لَنْ أقرأَ التاريخَ بعد اليوم
          إنَّ أصابعي اشْتَعَلَتْ ..
          وأثوابي تُغَطِّيها الدمَاءْ ..
          ها نحنُ ندخُلُ عصْرَنَا الحَجَرِيَّ
          نرجعُ كلَّ يومٍ ، ألفَ عامٍ للوَرَاءْ ...
          البحرُ في بيروتَ ..
          بعد رحيل عَيْنَيْكِ اسْتَقَالْ ..
          والشِّعْرُ .. يسألُ عن قصيدَتِهِ
          التي لم تكتمِلْ كلماتُهَا ..
          ولا أَحَدٌ .. يُجِيبُ على السؤالْ
          الحُزْنُ يا بلقيسُ ..
          يعصُرُ مهجتي كالبُرْتُقَالَةْ ..
          الآنَ .. أَعرفُ مأزَقَ الكلماتِ
          أعرفُ وَرْطَةَ اللغةِ المُحَالَةْ ..
          وأنا الذي اخترعَ الرسائِلَ ..
          لستُ أدري .. كيفَ أَبْتَدِئُ الرسالَةْ ..
          السيف يدخُلُ لحم خاصِرَتي
          وخاصِرَةِ العبارَةْ ..
          كلُّ الحضارةِ ، أنتِ يا بلقيسُ ، والأُنثى حضارَةْ ..
          بلقيسُ : أنتِ بشارتي الكُبرى ..
          فَمَنْ سَرَق البِشَارَةْ ؟
          أنتِ الكتابةُ قبْلَمَا كانَتْ كِتَابَةْ ..
          أنتِ الجزيرةُ والمَنَارَةْ ..
          بلقيسُ :
          يا قَمَرِي الذي طَمَرُوهُ ما بين الحجارَةْ ..
          الآنَ ترتفعُ الستارَةْ ..
          الآنَ ترتفعُ الستارِةْ ..
          سَأَقُولُ في التحقيقِ ..
          إنّي أعرفُ الأسماءَ .. والأشياءَ .. والسُّجَنَاءَ ..
          والشهداءَ .. والفُقَرَاءَ .. والمُسْتَضْعَفِينْ ..
          وأقولُ إنّي أعرفُ السيَّافَ قاتِلَ زوجتي ..
          ووجوهَ كُلِّ المُخْبِرِينْ ..
          وأقول : إنَّ عفافَنا عُهْرٌ ..
          وتَقْوَانَا قَذَارَةْ ..
          وأقُولُ : إنَّ نِضالَنا كَذِبٌ
          وأنْ لا فَرْقَ ..
          ما بين السياسةِ والدَّعَارَةْ !!
          سَأَقُولُ في التحقيق :
          إنّي قد عَرَفْتُ القاتلينْ
          وأقُولُ :
          إنَّ زمانَنَا العربيَّ مُخْتَصٌّ بذَبْحِ الياسَمِينْ
          وبقَتْلِ كُلِّ الأنبياءِ ..
          وقَتْلِ كُلِّ المُرْسَلِينْ ..
          حتّى العيونُ الخُضْرُ ..
          يأكُلُهَا العَرَبْ
          حتّى الضفائرُ .. والخواتمُ
          والأساورُ .. والمرايا .. واللُّعَبْ ..
          حتّى النجومُ تخافُ من وطني ..
          ولا أدري السَّبَبْ ..
          حتّى الطيورُ تفُرُّ من وطني ..
          و لا أدري السَّبَبْ ..
          حتى الكواكبُ .. والمراكبُ .. والسُّحُبْ
          حتى الدفاترُ .. والكُتُبْ ..
          وجميعُ أشياء الجمالِ ..
          جميعُها .. ضِدَّ العَرَبْ ..

          لَمَّا تناثَرَ جِسْمُكِ الضَّوْئِيُّ
          يا بلقيسُ ،
          لُؤْلُؤَةً كريمَةْ
          فَكَّرْتُ : هل قَتْلُ النساء هوايةٌ عَربيَّةٌ
          أم أنّنا في الأصل ، مُحْتَرِفُو جريمَةْ ؟
          بلقيسُ ..
          يا فَرَسِي الجميلةُ .. إنَّني
          من كُلِّ تاريخي خَجُولْ
          هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..
          هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..
          مِنْ يومِ أنْ نَحَرُوكِ ..
          يا بلقيسُ ..
          يا أَحْلَى وَطَنْ ..
          لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يعيشُ في هذا الوَطَنْ ..
          لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يموتُ في هذا الوَطَنْ ..
          ما زلتُ أدفعُ من دمي ..
          أعلى جَزَاءْ ..
          كي أُسْعِدَ الدُّنْيَا .. ولكنَّ السَّمَاءْ
          شاءَتْ بأنْ أبقى وحيداً ..
          مثلَ أوراق الشتاءْ
          هل يُوْلَدُ الشُّعَرَاءُ من رَحِمِ الشقاءْ ؟
          وهل القصيدةُ طَعْنَةٌ
          في القلبِ .. ليس لها شِفَاءْ ؟
          أم أنّني وحدي الذي
          عَيْنَاهُ تختصرانِ تاريخَ البُكَاءْ ؟

          سَأقُولُ في التحقيق :
          كيف غَزَالتي ماتَتْ بسيف أبي لَهَبْ
          كلُّ اللصوص من الخليجِ إلى المحيطِ ..
          يُدَمِّرُونَ .. ويُحْرِقُونَ ..
          ويَنْهَبُونَ .. ويَرْتَشُونَ ..
          ويَعْتَدُونَ على النساءِ ..
          كما يُرِيدُ أبو لَهَبْ ..
          كُلُّ الكِلابِ مُوَظَّفُونَ ..
          ويأكُلُونَ ..
          ويَسْكَرُونَ ..
          على حسابِ أبي لَهَبْ ..
          لا قَمْحَةٌ في الأرض ..
          تَنْبُتُ دونَ رأي أبي لَهَبْ
          لا طفلَ يُوْلَدُ عندنا
          إلا وزارتْ أُمُّهُ يوماً ..
          فِراشَ أبي لَهَبْ !!...
          لا سِجْنَ يُفْتَحُ ..
          دونَ رأي أبي لَهَبْ ..
          لا رأسَ يُقْطَعُ
          دونَ أَمْر أبي لَهَبْ ..

          سَأقُولُ في التحقيق :
          كيفَ أميرتي اغْتُصِبَتْ
          وكيفَ تقاسَمُوا فَيْرُوزَ عَيْنَيْهَا
          وخاتَمَ عُرْسِهَا ..
          وأقولُ كيفَ تقاسَمُوا الشَّعْرَ الذي
          يجري كأنهارِ الذَّهَبْ ..

          سَأَقُولُ في التحقيق :
          كيفَ سَطَوْا على آيات مُصْحَفِهَا الشريفِ
          وأضرمُوا فيه اللَّهَبْ ..
          سَأقُولُ كيفَ اسْتَنْزَفُوا دَمَهَا ..
          وكيفَ اسْتَمْلَكُوا فَمَهَا ..
          فما تركُوا به وَرْدَاً .. ولا تركُوا عِنَبْ
          هل مَوْتُ بلقيسٍ ...
          هو النَّصْرُ الوحيدُ
          بكُلِّ تاريخِ العَرَبْ ؟؟...

          بلقيسُ ..
          يا مَعْشُوقتي حتّى الثُّمَالَةْ ..
          الأنبياءُ الكاذبُونَ ..
          يُقَرْفِصُونَ ..
          ويَرْكَبُونَ على الشعوبِ
          ولا رِسَالَةْ ..
          لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
          من فلسطينَ الحزينةِ ..
          نَجْمَةً ..
          أو بُرْتُقَالَةْ ..
          لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
          من شواطئ غَزَّةٍ
          حَجَرَاً صغيراً
          أو محَاَرَةْ ..
          لو أَنَّهُمْ من رُبْعِ قَرْنٍ حَرَّروا ..
          زيتونةً ..
          أو أَرْجَعُوا لَيْمُونَةً
          ومَحوا عن التاريخ عَارَهْ
          لَشَكَرْتُ مَنْ قَتَلُوكِ .. يا بلقيسُ ..
          يا مَعْبُودَتي حتى الثُّمَالَةْ ..
          لكنَّهُمْ تَرَكُوا فلسطيناً
          ليغتالُوا غَزَالَةْ !!...

          ماذا يقولُ الشِّعْرُ ، يا بلقيسُ ..
          في هذا الزَمَانِ ؟
          ماذا يقولُ الشِّعْرُ ؟
          في العَصْرِ الشُّعُوبيِّ ..
          المَجُوسيِّ ..
          الجَبَان
          والعالمُ العربيُّ
          مَسْحُوقٌ .. ومَقْمُوعٌ ..
          ومَقْطُوعُ اللسانِ ..
          نحنُ الجريمةُ في تَفَوُّقِها
          فما ( العِقْدُ الفريدُ ) وما ( الأَغَاني ) ؟؟
          أَخَذُوكِ أيَّتُهَا الحبيبةُ من يَدي ..
          أخَذُوا القصيدةَ من فَمِي ..
          أخَذُوا الكتابةَ .. والقراءةَ ..
          والطُّفُولَةَ .. والأماني

          بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
          يا دَمْعَاً يُنَقِّطُ فوق أهداب الكَمَانِ ..
          عَلَّمْتُ مَنْ قتلوكِ أسرارَ الهوى
          لكنَّهُمْ .. قبلَ انتهاءِ الشَّوْطِ
          قد قَتَلُوا حِصَاني
          بلقيسُ :
          أسألكِ السماحَ ، فربَّما
          كانَتْ حياتُكِ فِدْيَةً لحياتي ..
          إنّي لأعرفُ جَيّداً ..
          أنَّ الذين تورَّطُوا في القَتْلِ ، كانَ مُرَادُهُمْ
          أنْ يقتُلُوا كَلِمَاتي !!!
          نامي بحفْظِ اللهِ .. أيَّتُها الجميلَةْ
          فالشِّعْرُ بَعْدَكِ مُسْتَحِيلٌ ..
          والأُنُوثَةُ مُسْتَحِيلَةْ
          سَتَظَلُّ أجيالٌ من الأطفالِ ..
          تسألُ عن ضفائركِ الطويلَةْ ..
          وتظلُّ أجيالٌ من العُشَّاقِ
          تقرأُ عنكِ أيَّتُها المعلِّمَةُ الأصيلَةْ ...
          وسيعرفُ الأعرابُ يوماً ..
          أَنَّهُمْ قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
          قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
          ق .. ت .. ل ..و .. ا
          ال .. ر .. س .. و .. ل .. ة

          تعليق

          • رعــد الجنـــوب
            مشرف منتدى الشعر النبطي
            • Aug 2004
            • 4075

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة السوادي
            [RIGHT]

            حتى سجارتُكِ التي أشعلتِها
            لم تنطفئْ ..
            ودخانُهَا
            ما زالَ يرفضُ أن يسافرْ ؟

            من النبيذ الأُرْجُواني ..


            هناكَ .. كنتِ كنخلةٍ تَتَمَشَّطِينَ ..
            وتدخُلينَ على الضيوفِ ..
            كأنَّكِ السَّيْفُ اليَمَاني ..

            بلقيسُ ..
            أين زجَاجَةُ ( الغِيرلاَنِ ) ؟
            والوَلاّعةُ الزرقاءُ ..
            أينَ سِجَارةُ الـ (الكَنْتِ ) التي
            ما فارقَتْ شَفَتَيْكِ ؟

            بلقيسُ :
            إنْ هم فَجَّرُوكِ .. فعندنا
            كلُّ الجنائزِ تبتدي في كَرْبَلاءَ ..
            وتنتهي في كَرْبَلاءْ ..

            وأقول : إنَّ عفافَنا عُهْرٌ ..
            وتَقْوَانَا قَذَارَةْ ..

            كي أُسْعِدَ الدُّنْيَا .. ولكنَّ السَّمَاءْ
            شاءَتْ بأنْ أبقى وحيداً ..

            سَأقُولُ في التحقيق :
            كيف غَزَالتي ماتَتْ بسيف أبي لَهَبْ
            كُلُّ الكِلابِ مُوَظَّفُونَ ..
            ويأكُلُونَ ..
            ويَسْكَرُونَ ..
            على حسابِ أبي لَهَبْ ..
            لا قَمْحَةٌ في الأرض ..
            تَنْبُتُ دونَ رأي أبي لَهَبْ
            لا طفلَ يُوْلَدُ عندنا
            إلا وزارتْ أُمُّهُ يوماً ..
            فِراشَ أبي لَهَبْ !!...
            لا سِجْنَ يُفْتَحُ ..
            دونَ رأي أبي لَهَبْ ..
            لا رأسَ يُقْطَعُ
            دونَ أَمْر أبي لَهَبْ ..

            بلقيسُ ..
            يا مَعْشُوقتي حتّى الثُّمَالَةْ ..
            الأنبياءُ الكاذبُونَ ..
            يُقَرْفِصُونَ ..
            ويَرْكَبُونَ على الشعوبِ
            ولا رِسَالَةْ ..
            لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..

            وسيعرفُ الأعرابُ يوماً ..
            أَنَّهُمْ قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
            قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
            ق .. ت .. ل ..و .. ا
            ال .. ر .. س .. و .. ل .. ة
            هنأ اتوقف عند ما نقله السوادي الينا وكل عاقل يقرأ ما تم إختياره من القصيده ويعرف من هو نزار دون أن يرجع الى دواوينه وتحفظك ابا مهند في مكانه ولكن ياغالي ( ما بطل جله ترك كله )

            شكري وتقديري لكما

            تعليق

            • ابن مرضي
              إداري
              • Dec 2002
              • 6171

              #7
              كفشناك يا أبا مهند !

              بل ضبطناك متلبسا وسنحاكمك غيابيا !

              أي كلام هذا ؟! شعر ، ونزار بعد ؟! وعن الحب ؟ ثم تقول ما أجمل الحب ؟!

              أنت لا تدري أننا لانحب ؟ هذا شيء لا ينقصنا !

              لو أتيت بموضوع فيه اختلاف لمجدناك وسارعنا إلى المشاركة بمختلف الأسماء ، أما أن تكتب عن الحب وعن الشعر فإن هذا ما لا يروق لنا !

              عزيزي: من منا لا يحب ؟! ومن منا لم يقرأ ويستمتع بشعر نزار قبالني؟! حتى أولئك الذين يقولون إن شعره لا يناسبهم يقرأه بعضهم خلسة !

              عفواً ، قد أكون أغضبت البعض ، لكنها الحقيقة ، فأنا شخصيا أجد في شعره ما استشهد به في أغلب الأحيان . وأحب وأعشق كل جميل !

              شكرا لك وللأستاذ السوادي الذي أورد لنا قصيدة بلقيس التي كنت قد نسيت بعضا من مقاطعها !
              كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

              تعليق

              • أبو المهند
                عضو مشارك
                • Jan 2008
                • 157

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة حنين
                لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع !! سبحان الله .


                آخر واحد أفكر أقرأ شعره هو نزار قباني بصراحة ..

                شعره ما يتعب أبد ...

                يذكرني بسؤال أحبه جدا في الإختبارت ( صل بين الكلمات ) ..


                صحيح ما أروع الحب لكن ما أروع شعر نزار !! يسلم دربك ما أشوف فيه شعر أصلا عشان يكون روعة ( رأيي ويمكن أكون غلطانه ) ..


                لا تزعل مني أخوي أبو المهند الله يرضى عليك ، لكن هذا رأيي فيه وحبيت أقوله وأكيد محبينه كثر ..
                أشكر لك مرورك أخت حنين , وأحترم رأيك .
                وألتمس لك العذر فحياؤك منعك من قراءة أو سماع قصائد نزار قباني .
                لك شكري وتقديري.
                أفي كل يوم تحت ضِبني شُوَيْعرٌ *** ضعيف يقاويني ، قصير يطاول

                لساني بنطقي صامت عنه عادل *** وقلبي بصمتي ضاحكُ منه هازل

                تعليق

                • أبو المهند
                  عضو مشارك
                  • Jan 2008
                  • 157

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة قينان

                  عندما نهبط للتسوق نجد البضائع منتشرة ..

                  فيها الغالي وفيها الرخيص وفيها الوان متنوعه..

                  وكلا يريد أن يسوق بضاعته فيزبرقها حسب معرفته بالمتسوقين ..

                  والمشتري يتفرج وفي النهاية يأخذ ماتميل له نفسه..


                  كم مهووس بنزار وفي النهاية تركه إلى غير رجعة..
                  شيخنا الشيح : قينان حفظك ربي
                  أشكر مرورك .
                  فقط أتمنى من شيخنا الفاضل أن يقرأ قصيدة نزار :
                  متى ستعرف كم أهواك يا رجلا
                  أبيع من أجله الدنيـــا وما فيها
                  يا من تحديت في حبي له مدنـا
                  بحالهــا وسأمضي في تحديهـا
                  لو تطلب البحر في عينيك أسكبه
                  أو تطلب الشمس في كفيك أرميها
                  أنـا أحبك فوق الغيم أكتبهــا
                  وللعصافيـر والأشجـار أحكيهـا
                  أنـا أحبك فوق الماء أنقشهــا
                  وللعناقيـد والأقـداح أسقيهـــا
                  أنـا أحبك يـا سيفـا أسال دمي
                  يـا قصة لست أدري مـا أسميها
                  أنـا أحبك حاول أن تسـاعدني
                  فإن من بـدأ المأساة ينهيهـــا
                  وإن من فتح الأبواب يغلقهــا
                  وإن من أشعل النيـران يطفيهــا
                  يا من يدخن في صمت ويتركني
                  في البحر أرفع مرسـاتي وألقيهـا
                  ألا تراني ببحر الحب غارقـة
                  والموج يمضغ آمـالي ويرميهــا
                  إنزل قليلا عن الأهداب يا رجلا
                  مــا زال يقتل أحلامي ويحييهـا
                  كفاك تلعب دور العاشقين معي
                  وتنتقي كلمــات لست تعنيهــا
                  كم اخترعت مكاتيبـا سترسلها
                  وأسعدتني ورودا سوف تهديهــا
                  وكم ذهبت لوعد لا وجود لـه
                  وكم حلمت بأثـواب سأشريهــا
                  وكم تمنيت لو للرقص تطلبني
                  وحيـرتني ذراعي أين ألقيهـــا
                  ارجع إلي فإن الأرض واقفـة
                  كأنمــا فرت من ثوانيهــــا
                  إرجـع فبعدك لا عقد أعلقــه
                  ولا لمست عطوري في أوانيهــا
                  لمن جمالي لمن شال الحرير لمن
                  ضفـائري منذ أعـوام أربيهــا
                  إرجع كما أنت صحوا كنت أم مطرا
                  فمــا حياتي أنا إن لم تكن فيهـا

                  هذه قصيدة من روائع شعره . لدي يقين عندما تقرأها ستغير نظرتك في شعر وشاعرية الرجل , لاسيما وأنت من متذوقي الأدب والمهتمين به.
                  الرجل شاعر , وهذه لا خلاف فيها.
                  له سقطات نقول نعم .
                  ولكن ذلك لا يمنع أن نتعامل مع شعره وفنه , لا مع شخصه وذاته , على أقل تقدير نعامله كمعاملتنا للشعر الجاهلي كشعر امرىء القيس , وغيره .
                  أشكرك شيخنا .
                  أفي كل يوم تحت ضِبني شُوَيْعرٌ *** ضعيف يقاويني ، قصير يطاول

                  لساني بنطقي صامت عنه عادل *** وقلبي بصمتي ضاحكُ منه هازل

                  تعليق

                  • أبو المهند
                    عضو مشارك
                    • Jan 2008
                    • 157

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة السوادي
                    بالأمانة ، نزار كشاعر لا يعلى عليه ..!
                    حين تقرأ جلّ قصائده لا تملك إلا أن تطرب رغمـًا عنك ..!
                    نعم ، ركز على مفاتن المرأة ، بل ربما ذهب إلى ( الخافي ) منها ، ووصفه وصفـًا دقيقـًا ، بل صوره ورسمه وجعل القارئ لا يقرأ فحسب بل يشاهد ..!
                    مشكلتنا أن كثيرًا من أحكامنا نبنيها على السماع ، وما نزار إلا واحد ممن حكم عليه الكثيرون من خلال ما يسمعون لا من خلال ما يشاهدون ويقرؤون ..!
                    تذكر نزار ، فينظر إليك نظرة ( اتهام ) ، وربما خلعوا عليك ثوب (الفجور) ، وحين تسألهم هل قرأتم لنزار يقولون : لا ..!

                    رجاء الصائغ كتبت روايتها ( بنات الرياض ) والتي لا تبتعد كثيرًا عن الحقيقة ، واليوم حين يسمع البعض اسم ( رجاء ) يطلقون ألسنتهم باللعنات والسب والشتم ، تقول : هل قرأتم روايتها ..؟!
                    يقولون : لا ..!
                    أديبنا الجهبذ غازي القصيبي ، تذكره في مجلس ، فيقال : ألم تجد غير هذا العلماني المنحل ..؟!
                    تقول : هل قرأت شيئـًا من مؤلفاته سواءً النثرية أو الشعرية ..؟!
                    فتأتيك الإجابة : لا ..!
                    إذًا ، نحن نحكم من خلال رؤية غيرنا لا من خلال رؤيتنا ..!
                    نزار شاعر وقد أقر بشعره حتى المعارضون له ، فـ (سقطاته ) - التي أجد شيئـًا من التحفظ حولها - لم تنفِ إبداعه الشعري ، وقد سمعت شيخنا عائض يستدل ببعض أبياته في لقاءٍ له ..

                    أخي أبا المهند :
                    جميلة هذه الأبيات وأكثر ، والأجمل تحليلك لها ، وما أعرفه عنك لا يجعلني أستغرب ..!
                    أبدعت كثيرًا ، وسأنتظر المزيد ..

                    السوادي
                    قلمي يقف عاجزاً عن مجاراة قلمك , بل يؤدي له التحية العسكرية .
                    فردك هو الموضوع الذي يجب أن يكون له الصدارة .
                    أشكرك وما أنا إلا تلميذك.
                    أفي كل يوم تحت ضِبني شُوَيْعرٌ *** ضعيف يقاويني ، قصير يطاول

                    لساني بنطقي صامت عنه عادل *** وقلبي بصمتي ضاحكُ منه هازل

                    تعليق

                    • أبو المهند
                      عضو مشارك
                      • Jan 2008
                      • 157

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة ابن مرضي
                      كفشناك يا أبا مهند !



                      بل ضبطناك متلبسا وسنحاكمك غيابيا !

                      أي كلام هذا ؟! شعر ، ونزار بعد ؟! وعن الحب ؟ ثم تقول ما أجمل الحب ؟!

                      أنت لا تدري أننا لانحب ؟ هذا شيء لا ينقصنا !

                      لو أتيت بموضوع فيه اختلاف لمجدناك وسارعنا إلى المشاركة بمختلف الأسماء ، أما أن تكتب عن الحب وعن الشعر فإن هذا ما لا يروق لنا !

                      عزيزي: من منا لا يحب ؟! ومن منا لم يقرأ ويستمتع بشعر نزار قبالني؟! حتى أولئك الذين يقولون إن شعره لا يناسبهم يقرأه بعضهم خلسة !

                      عفواً ، قد أكون أغضبت البعض ، لكنها الحقيقة ، فأنا شخصيا أجد في شعره ما استشهد به في أغلب الأحيان . وأحب وأعشق كل جميل !


                      شكرا لك وللأستاذ السوادي الذي أورد لنا قصيدة بلقيس التي كنت قد نسيت بعضا من مقاطعها !
                      أهلاً بسيد القلم , وفارس الكلمة , ورجل العقل والقيادة والحكمة .
                      أما جريمتي فأعترف بها , والاعتراف سيد الأدلة .
                      ما أجملها من محاكمة , وما أروعه من حكم أتقبله بصدر رحب.
                      أحــبـــك حُـبــيــن حـــــب الـــهـــوى - وحــــبــــاً لأنــــــــك أهـــــــــل لــــذاكـــــا
                      الحب ياسيدي يشترك فيه الجميع , فقلب لا يعرف الحب . كصحراء لا تعرف الغيث .
                      أشكر لك مداخلتك ,ودمت
                      أفي كل يوم تحت ضِبني شُوَيْعرٌ *** ضعيف يقاويني ، قصير يطاول

                      لساني بنطقي صامت عنه عادل *** وقلبي بصمتي ضاحكُ منه هازل

                      تعليق

                      • ابن خرمان
                        عضو مميز
                        • Mar 2003
                        • 1797

                        #12
                        بسم الله الرحمن الرحيم

                        اخي ابو المهند/

                        احسنت الاختيار فنزار شاعر الحب والجمال ,

                        شاعر لايختلف على شاعريته اثنان ,

                        لانقر موضوعات طرقها واجساد عراها , الا اننا نعترف راغمين بشعره,

                        لانرضى شعره في اهرام الحلمات وزوايا الجسم , ولكن ننظر الوجه الآخر من شعره ..

                        هو القائل :

                        مالون عينيك إني لست اذكره .... كأنني قبل لم اعرفهما ابدا
                        إني لابحث في عينيك عن قدري ... وعن وجودي ولكن لاأرى أحدا

                        وهو القائل:
                        لماذا تخليت عني ؟
                        اذا كنت تعرف اني
                        احبك اكثر مني
                        لماذا؟

                        وهو القائل في ( موال بغداد):

                        عيناك يابغداد منذ طفولتي ... شمسان هائمتان في اهدابي
                        بغداد جئتك كالسفينة متعبا ... اخفي جراحاتي وراء ثيابي

                        له عدد من الاندلسيات التي يبكي فيها مجد العرب الضائع منها (احزان في الاندلس , و بقايا العرب في الاندلس ):

                        فلامنكو..
                        فلامنكو..
                        وتستيقظ الحانة الغافية
                        على قهقهات صنوج الخشب
                        وبحة صوت حزين
                        يسيل كنافورة من ذهب
                        وأجلس في زاوية
                        ألم دموعي ..
                        ألم بقايا العرب

                        .............
                        اخي نزار شاعر وهناك غيره شعراء لانستطيع انكار شاعريتهم قالوا قصائد تشبه بعض قصائد نزار , منهم :

                        امريء القيس في عدد من قصائده واهمها معلقته التي فيها وصف اباحي لم يقلل من قيمة القصيدة الشعرية.

                        والنابغة الذبياني في قصيدته التي تعد من عيون الشعر العربي ( أمن آل مية رائح او مغتد ... عجلان ذا زاد وغير مزود ) فيها وصف اباحي لجسد المرأة وخاصة بعض المناطق الحساسة .

                        وكذلك دوقة المنبجي في قصيدته ( هل بالطلول لسائل رد ... أم هل لها بتكلم عهد ) .

                        وهناك من الشعراء غيرهم امثال ( عرار الاردن وابو نواس والوليد بن يزيد وغيرهم ) رغم ان في قصائدهم مالا نقبله الا انهم شعراء لسنا من حكم بشاعريتهم بل شعرهم شهد بذلك.

                        شكرا لك مرة اخرى على حسن اختيارك للشاعر والقصائد.
                        أحرى بذي الصبر أن يظفر بحاجته ..... ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
                        http://zahrani3li.blogspot.com/

                        تعليق

                        • حد السيف
                          عضو مميز
                          • Aug 2006
                          • 1254

                          #13
                          الانبياء الكاذبون
                          يقرفصون
                          ويركبون على الشعوب
                          ولارساله

                          ياسبحان الله.
                          .وللناس فيما يعشقون مذاهب
                          عندي قصيدة/ الشاعر البحريني /عبد الرحمن رفيع(من تحت الدريشه).
                          تعادل نزاركم وشعره اما استشهاد البعض به..ففي القران قال الله عز وجل( مثل الكلب ...ومثل الحمار ..ومثّل بالبعوض والذباب..)والاستشهاد ليس دليل عظمةفي كل شئ .
                          كلام ابو المهند لم يرق لي...فهو في وادي وانا بوادي
                          ولي في رائي بن خرمان قولا..وفي رائي ابن مرضي والسوادي
                          وهذا ليس من باب المكابر...ولا باب التحدي والعنادي.
                          فلي وجهة تظر فيما ترونه...وهذا يخص فكري واجتهادي
                          ايا قينان قم واسرج جوادك..واجمع مالديك من العتادي
                          ويارعد الجنوب كفاك مجدا..فانت اليوم في شرف تنادي
                          وحنين العز يعجبني ثباتك..لقول الحق واثبات المبادي
                          تحياتي لابو المهند. وللمعقبين الافاضل.

                          مدونة حد السيف
                          هنا

                          تعليق

                          • ابوزهير
                            عضو مميز
                            • Jan 2003
                            • 2254

                            #14
                            بسم الله الرحمن الرحيم

                            الموضوع بسيط ولايحتاج الجدل، خذوا مايناسبكم من قصائده , ومالايناسبكم أتركوه ، ألسنا نقرأ كتب ,وشعراليهود ,والنصارى، والملحدين ,ونتعلم منهم!!؟. (اعتبروا نزارا واحدا منهم)

                            ولو حاسبنا الشعراء على كل مايقولونه من قصائد ، وفرضنا عليهم المقاطعة،لربما خرجنا بحصيلة من القصائد لاتتجاوزعناوينها(دفتر أبو اربعين).

                            حتى شعراء المليون الذين (يديسون اللغة الفصحى) لهم قصائد غير قابلة للنشر نهائيا.
                            يارفيقي مد شوفك مدى البصر
                            لايغرك في الشتاء لمعة القمر
                            الذي في غير مكة نوى يحتجه
                            لاتغدي تنصب له الخيمة في منى

                            تعليق

                            • بن بشيتي
                              عضو مميز
                              • Feb 2003
                              • 1335

                              #15
                              فلما دنا الاصباح قالت فضحتني
                              فان شئت ان تذهب وان شئت فازددي

                              انه عمر ابن ابي ربيعه شاعر مكة .

                              نزار قدم الى ربه . قدم الى كريم فنسال الله ان يتجاوز عنه .

                              هنا ابداع شعري باقي لايمكن انكارة . كلنا نعلم توجهات نزار . ونخالفة الا ان ترك ابداعاته وجمالياته التصويريه يبقى انكار لابداع ادبي .
                              احسن ابو زهير فلو كانت نصوص الحب للاخطل فهل سنرفضها لانه مسيحي ؟

                              لماذا نترك النص ونذهب للشخص .

                              في الملل والنحل . اهل السنة والجماعه يكفرون الكلام ولايكفرون صاحبة . من دقتهم في الحكم .

                              دعونا نستخرج الالي من هاولا الشعراء . ونترك الحكم للخالق .
                              مشاركة جميلة وابداع جميل فمعك يابا المهند في الحب والجمال وابداعات نزار .

                              تعليق

                              Working...