Unconfigured Ad Widget

Collapse

( روائعنا في الميزان )..!

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • الشعفي
    مشرف المنتدى العام
    • Dec 2004
    • 3148

    #16
    الحمد لله الذي جعل لنا من هذا الموضوع منبراً نستفيد ونتعلم من خلاله
    جوانب من لغتنا الجميلة التي يخفى علينا كثيراً من قواعدها وجمالها
    كما نتقدم بالشكر الجزيل لمراقبنا اللغوي على جهوده ومتابعته وتصحيحه
    ونسأل الله له دوام التوفيق والسداد ومواصلة هذا العمل المفيد
    الشعفي
    من مواضيع الشعفي في منتدى الديرة

    تعليق

    • المراقب اللغوي
      عضو
      • Dec 2007
      • 47

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة حد السيف
      سلم بنانك وصح جنانك.ولك مني جزيل الشكر وعظيم الامتنان.
      ارجوا أن تكون هذه الكلمات القليلة خالية من الأخطاء..
      تحياتي.
      هي خالية من الأخطاء ولم يكن فيها غير كلمة ( أرجو ) .

      تعليق

      • المراقب اللغوي
        عضو
        • Dec 2007
        • 47

        #18
        حالة ضياع ( 2) للأديب ( ابن مرضي .

        قبل التصحيح :

        الحالة الأولى أخذها أستاذنا العزيز أبو زهير وأسعدنا بما لديه من معلومات. أما الثانية، فإنها من زميل لي أعتبره أنا من أعز الأصدقاء، وأحاول جاهدا المحافظة على علاقتي معه، لأسباب كثيرة؛ بِرّا بوالدي ووالده رحمهما الله، واحترماً لشخصه الفريد، وتقديراً لإخلاقه العالية، وعرفانا بجمايله الكثيرة ! ويهتّم هو أيضاً في بعض الأحيان؛ تقديراً للسبب الأول ! ويهمل أحيانا أخرى، وذلك لانعدام بقية الأسباب !

        يقول صديقي هذا أنني وغيري من الأصدقاء القدم ؛ الذين تكبّلهم العادات القديمة وتأسرهم التقاليد البالية، قد تسببنا في ضياعه في كثير من الأحيان، حيث ما نلبث أن نردّه إلى الماضي ونربطه به، كلما حاول الانطلاق إلى آفاق المستقبل.

        أخرها ما حصل له مع الأضحية هذه السنة ! حيث ذهب زميلنا العزيز لشراء أضحية من سوق بيع الغنم، فوجد الزحمة والارتباك، فتذكر مثلاً من الأمثال التي كنّا نذكّره بها بين الحين و الأخر. منها المثل الذي يقول:" في العجلة الندامة وفي التأني السلامة." فقال:" لماذا الاستعجال؟! سأنتظر حتى لا أندم " !

        تفاجأ زميلنا العزيز، مع مرور الوقت، بأن الأسعار تطير، والخراف أيضا تطير، وأن التأنّي لم يكن في صالحه، بل أن المثل أيضاً غير صالح ولا يستحق حتى التّذكر ، ناهيك عن التطبيق !

        تلفتت زميلنا العزيز يمنة ويسرة وبدأ يبحث عن شخص يلومه ، كعادتنا جميعا في مثل هذه المواقف ! فتذكّر أن هناك مثلا آخر يقول : " الأولات الروابح"، مما زاد في حيرته وضياعه ! فقال:" حسبي الله على أولئك الأصدقاء، فقد ضيّعت وقتي معهم في الماضي، استمع لما كانوا يرددون من الأمثال! وأصبحت أكثر حيْرةً وضياعاً عندما حاولت هذا اليوم تذكّرها وتطبيقها " !

        بعد التصحيح :

        الحالة الأولى أخذها أستاذنا العزيز أبو زهير وأسعدنا بما لديه من معلومات.
        أما الثانية ، فإنها من زميل لي أعتبره أنا من أعز الأصدقاء، وأحاول جاهدًا المحافظة على علاقتي معه ، لأسباب كثيرة ؛ بِرًّا بوالدي ووالده رحمهما الله ، واحترمًا لشخصه الفريد، وتقديرًا لأخلاقه العالية، وعرفانـًا بـ (جمايله) الكثيرة !
        ويهتّم هو أيضاً في بعض الأحيان ؛ تقديراً للسبب الأول ، ويهمل أحيانا أخرى ، وذلك لانعدام بقية الأسباب !

        يقول صديقي هذا أنني وغيري من الأصدقاء القدم ؛ الذين تكبّلهم العادات القديمة وتأسرهم التقاليد البالية ، قد تسببنا في ضياعه في كثير من الأحيان، حيث ما نلبث أن نردّه إلى الماضي ونربطه به، كلما حاول الانطلاق إلى آفاق المستقبل.

        أخرها ما حصل له مع الأضحية هذه السنة ، حيث ذهب زميلنا العزيز لشراء أضحية من سوق بيع الغنم ، فوجد الزحمة والارتباك ، فتذكر مثلاً من الأمثال التي كنّا نذكّره بها بين الحين و الأخر ، هو المثل الذي يقول:" في العجلة الندامة وفي التأني السلامة."
        فقال:" لماذا الاستعجال؟!
        سأنتظر حتى لا أندم " !

        تفاجأ زميلنا العزيز ، مع مرور الوقت، بأن أسعار الخراف تطير ، وأن التأنّي لم يكن في صالحه ، بل أن المثل أيضاً غير صالحٍ ، ولا يستحق حتى التّذكر ، ناهيك عن التطبيق !

        تلفـّت زميلنا العزيز يمنة ويسرة ، وبدأ يبحث عن شخص يلومه - كعادتنا جميعا في مثل هذه المواقف - فتذكّر أن هناك مثلا آخر يقول : " الأولات الروابح"، مما زاد في حيرته وضياعه ، فقال:" حسبي الله على أولئك الأصدقاء، فقد ضيّعت وقتي معهم في الماضي، أستمع لما كانوا يرددون من الأمثال ، وأصبحت أكثر حيْرةً وضياعاً عندما حاولت هذا اليوم تذكّرها وتطبيقها " !

        كلمتا (مميز ورائع) قليلتان في هذا النص ، والأخطاء لا تكاد تُذكر ، وليس غريبـًا
        أبو أحمد لا يحتاج الشهادة من أحدٍ ..

        تعليق

        • المراقب اللغوي
          عضو
          • Dec 2007
          • 47

          #19
          ( حالة ضياع ) للكاتب المميز ( أبي زهير ) .

          قبل التصحيح :

          أخترت أن أكتب عن الضفدع لأني على الأقل لا أعلم له صلة قرابة أو نسب تربطه بقرية أو قبيلة , حتى (الباصية) التي كنت أنوي الكتابة عنها ، أفادنا النسابون أن لها صلة قرابة وترتبط بنسب مع (الحبيني) الذي يطلقون عليه( قاضي الجبل) ، مع أني لم أره يومـًا يفصل في خصومة ، أو يفض نزاعا ..!

          أما الضفدع فهو كائن عجيب له القدرة على التكيف مع مختلف الظروف ،فهو يعيش في اليابسة والماء ,وحتى( الطيغة) يستطيع الإستمتاع بالحياة فيها. تعودنا منها أنها لاتظهر الإ في زمن الخير,فتملأ الوادي نقنقة حتى غدينا مع الوقت نتفاءل بها نظرا الى الوقت الذي اعتدناه لظهورها،أما اذا أشتد القحط فإن الضفدع يطمر جسده بالطين ويتخشب ,ويصبح كأنه قطعة من الخشب لاأثر فيه للحياة ,حنى أجهزة جسمه تتوقف تماما عن العمل،ويستمر على هذا الحال شهورا وقد تصل إلى أكثر من سنة، فإذا مالا مس جسده الماء مرة أخرى بدأ قلبه بالنبض مرة أخرى ولانت أطرافة وعاد إلى الحياة وبدأ في التناسل والتكاثر،فأول مايظهر بشكل يشبه السمكة الصغيرة ويسمى (دغلب) وصيغة الجمع (دغاليب) والأصح هو أن نسميه أبو ذنيبة ,ثم تتوالى الاطوار الى أن يصبح كبير الضفادع،

          مالفت إنتباهي هو الطور الذي يكون فيه أبو ذنيبة له شكل ضفدع مع إحتفاظه بذنب ابو ذنيبة ،فهو إن أقبل ضفدعا،وإن أدبر أبو ذنيبة، تارة تجده مع الضفادع وأخرى مع أبو ذنيبة محاولة منه للتكيف، ولكن لو أستمر على هذا الشكل وهذه الحالة من الضياع هل سيملك القدرة على الاستمرار ،أم سيشكل فئة جديدة ويتسمى بإسم جديد وينفصل عن الفئتين. الله أعلم

          بعد التصحيح :

          اخترت أن أكتب عن الضفدع لأني على الأقل لا أعلم له صلة قرابة أو نسب تربطه بقرية أو قبيلة, حتى (الباصية) التي كنت أنوي الكتابة عنها ، أفادنا النسابون أن لها صلة قرابة وترتبط بنسب مع (الحبيني) الذي يطلقون عليه( قاضي الجبل) ، مع أني لم أره يوما يفصل في خصومة ، أو يفض نزاعـًا.

          أما الضفدع فهو كائن عجيب له القدرة على التكيف مع مختلف الظروف ، فهو يعيش في اليابسة والماء , وحتى ( الطيغة) يستطيع الاستمتاع بالحياة فيها ..!

          عودتنا الضفادع أنها لا تظهر إلا في زمن الخير, فتملأ الوادي (نقنقة ) ؛ ولهذا كُنـَّا نتفاءل بها ..!

          أما اذا اشتدَّ القحط فإن الضفدع (يطمر) جسده بالطين , ويصبح كأنه قطعة من الخشب لا أثر فيه للحياة , حتى أجهزة جسمه تتوقف تمامـًا عن العمل، ويستمر على هذا الحال شهورًا قد تصل إلى أكثر من سنة، فإذا ما لامس جسده الماء بدأ قلبه بالنبض مرة أخرى ، ولانت أطرافة وعاد إلى الحياة وبدأ في التناسل والتكاثر، فأول ما يظهر بشكل يشبه السمكة الصغيرة ويسمى (دغلب) وصيغة الجمع (دغاليب) والأصح هو أن نسميه (أبو ذنيبة) , ثم تتوالى الأطوار إلى أن يصبح كبير الضفادع ..!

          ما لفت انتباهي هو الطور الذي يكون فيه (أبو ذنيبة) على شكل ضفدع مع احتفاظه بالذنب ، فهو إن أقبل ضفدعـًا ، وإن أدبر (أبو ذنيبة) ، تارة تجده مع الضفادع وأخرى مع (أبو ذنيبة) محاولة منه للتكيف ..!
          لكن ، لو استمر على هذا الشكل وهذه الحالة من الضياع هل سيملك القدرة على الاستمرار ، أم سيشكل فئة جديدة ويتسمى باسم جديد وينفصل عن الفئتين ..؟!
          الله أعلم

          قليلٌ هم الكُتـَّاب الرمزيون ، وأبو زهير واحدٌ منهم .
          نصٌ في غاية الجمال والروعة ..

          تعليق

          • المراقب اللغوي
            عضو
            • Dec 2007
            • 47

            #20
            صراعي مع العريفة للكاتب ( علي بن غرسان ) .

            قبل التصحيح :


            صراعي مع عريفة القرية




            عندما كنت في أيام الصبا كنت اعشق ( العريفه )..



            ولا أظن أحدا لا يعرف ( العريفه ) ..



            فهو رجل السلطة الأول في قريتي المتواضعة ..



            كان ( العريفه ) بالنسبة لنا كل شئ .. فهو القائد الهمام وسيد القوم المهاب والإمبراطور في بلد اللامبراطورية ..



            لم يكن بحاجة للأمر والنهي.. فإشارته ولمحاته بالنسبة لنا اشد وطأ وأدهى ..



            صدر المجلس مكانه المعتاد ...وكلامه لا يعلوه كلام ..



            * كانت أمنيتي المقدسة .. ( مخاواة ) العريفه .. والسفر معه لا لشئ سوى رغبتي الجامحة للتوغل في شخصيته القيادية ..إلا إن صغر سني حال بيني وبين مبتغاي .. ومع هذا كان ( العريفه ) يراني في الطرقات وأحيانا في المناسبات فيرمقني بنظرات عجلة ثم يغيب .. لم أكن استطيع تمييز تلك النظرات بين نظرة إكبار أو استحقار ..



            ولان ( العريفه ) شخصية اعتبارية لم يستطع منعي من متابعته يمنة ويسرة وان كان ذلك يضايقه أحيانا ..إلا انه دائما ما يوحي لي بامتعاضه الشديد من خلال توجيهاته العامة للآباء بعدم اصطحاب الأبناء إلى المناسبات ..



            وفعلا .. نجح العريفه في إبعادي عنه حيث حرمت من ( العزائم ) بأمره النافذ الذي لا سلطان لنا به ..



            ولان قلبي كان ابيضا كبياض ثياب العريفة الفاقعه ..تلقيت أوامره برضى تام وان كنت لا ملك سوى ذلك أنذالك ..



            وانصرفت إلى أقراني العب معهم في الطين والرمال ..



            حيث قررنا أن نبني قرية صغيرة منازلها من الطين الذي نلعب فيه دوما



            وبالفعل شرعنا في البناء .. كنا مجموعة من الصبيان أصغرنا سنا هو ابن



            ( العريفه ) الذي كان لا يحب العمل الجماعي ويميل إلى الكسل والنوم ..



            أنجزنا المشروع الحلم في لمح البصر وبنينا القرية الصغيرة على تلك الربوة المطلة لنظيرتها الكبيرة ..



            كل شي بين القريتين كان متشابها إلا شيئا واحد لم يدرج في قواسمها المشتركة انه ( العريفه ) حيث لا يوجد لدينا عريفه ...



            شاورت رفاقي حول هذا النقص المشين .. فلن يبلغ البنيان تمامه دون



            ( العريفة )



            وافقني الرفاق على الفكرة وقررنا تعين (عريفة للقرية) يكون ذا صلاحيات محدودة..



            وكانت المفاجأة ..حيث انتخبوني لأكون عريفه القرية الصغيرة ..



            طرت فرحا .. بل وكدت ملامسة السماء بأناملي ..فقد أصبحت



            ( عريفة القرية ) ..



            وما هي إلا ساعات من فرحتي وقبل أن أمارس صلاحياتي المحدودة .. تسرب النبأ إلى العريفه الذي هرول إلينا والغضب يحدوه وفي يديه ( الصميل ) .. تعالت صيحات الرفاق الصغار ..



            ( العريفه جاء .. العريفة جاء )حتى وصل الينا وصرخ قائلا :



            من بنى هذه القرية ؟! ..



            عم الصمت الوجود . ولم يجبه احد ..كرر السؤال ولكن دون جواب ..



            نظر إلى الجميع والخوف يتغشاهم .. وكأنهم يريدون مني ممارسة صلاحياتي الممنوحة لي بالإجماع ..



            وبالفعل .. قلت له : نحن و أنا هنا عريفة القرية ..



            استشاط غضبا وقال : ولماذا لا يكون ابني عريفتها يا هذا ..



            أجبته لم يختاره أحدا .. فثار غضبه وحطم القرية الصغيرة برجليه وبدا يلاحقنا في كل صوب بصميله المتهالك ...



            لم نستطع الوقوف في وجهه فهو صاحب الصلاحية المطلقة التي اكتسبها من صمت أنداده بالقرية .. لكننا لم ننسى ذلك ..



            ومرت الأيام تلو الأيام ..ورحلت عن القرية حيث استقر بي الحال في المدينة ..



            وسط حي مبتدئ ..استطعت فيه أن أحقق أحلامي التي لم نستطع تحقيقها هناك .. بسبب العريفة طبعا ..ونفذت كل أمالي وتطلعاتي حتى اكتسبت شعبية جامحة في ذلك الحي وأصبح صوتي مطاعا بينهم وطلبي ملبا فيهم



            ولكن .. لم يدم الحال كثيرا فأثناء تجولي في الحي استوقفني منزلا شبه مهجورا في أقصى جنبات الحي.. سالت عنه .. قيل : ذلك ساكنا جديد بالحي .. فقررت زيارته والتعرف عليه ..



            قرعت الباب .. وفتح لي .. فكانت الطامة .. ( انه العريفه ) نعم هو بشحمه ولحمه ..فقد هاجر أبناء القرية التي يحكمها فقرر الهجرة أيضا ..ولأنه يحب السلطة .. ويموت في الفشخرة طلب مني طلبا غريبا ..قال : أريد العمودية في هذا الحي .. فادعمني بعلاقاتك وشعبيتك الجامحة ..



            ومابين تفكيري في دعمه للحصول على عمودية الحي بعد ان حرمني من عرافة القرية الصغيرة ايام صباي ..



            دق جرس المنبه بجواري لاستيقظ قبل أن انصب العريفة عمدة بالحي .. وأتحرر من (كابوس عريفة القرية ) !!!...


            بعد التصحيح :



            صراعي مع عريفة القرية


            عندما كنت في أيام الصبا كنت أعشق ( العريفة ) ، ولا أظن أحدا لا يعرف ( العريفة) ، فهو رجل السلطة الأول في قريتي المتواضعة ..!

            كان ( العريفة ) بالنسبة لنا كل شيءٍ .. فهو القائد الهمام وسيد القوم المهاب والإمبراطور في بلد اللا إمبراطورية ..

            لم يكن بحاجة للأمر والنهي ، فإشارته ولمحاته بالنسبة لنا أشد وطأ وأدهى ..

            صدر المجلس مكانه المعتاد ، وكلامه لا يعلوه كلام ..

            * كانت أمنيتي المقدسة ( مخاواة ) العريفة .. والسفر معه لا لشيءٍ سوى رغبتي الجامحة للتوغل في شخصيته القيادية ، إلا أن صغر سني حال بيني وبين مبتغاي ، ومع هذا كان ( العريفة ) يراني في الطرقات وأحيانا في المناسبات فيرمقني بنظرات عجلة ثم يغيب ، لم أكن أستطيع تمييز تلك النظرات بين نظرة إكبار أو استحقار ..

            ولأن ( العريفه ) شخصية اعتبارية لم يستطع منعي من متابعته يمنة ويسرة وإن كان ذلك يضايقه أحيانا ، إلا أنه دائما ما يوحي لي بامتعاضه الشديد من خلال توجيهاته العامة للآباء بعدم اصطحاب الأبناء إلى المناسبات ..

            وفعلا .. نجح العريفة في إبعادي عنه حيث حرمت من ( العزائم ) بأمره النافذ الذي لا سلطان لنا به ..

            ولأن قلبي كان أبيضَ كبياض ثياب العريفة الفاقعه ..تلقيت أوامره برضا تام وإن كنت لا ملك سوى ذلك أنذالك ..

            وانصرفت إلى أقراني ألعب معهم في الطين والرمال ، حتى قررنا أن نبني قرية صغيرة منازلها من الطين الذي نلعب فيه دوما .

            وبالفعل شرعنا في البناء .. كنا مجموعة من الصبيان أصغرنا سنا هو ابن

            ( العريفة ) الذي كان لا يحب العمل الجماعي ويميل إلى الكسل والنوم ..

            أنجزنا المشروع الحلم في لمح البصر وبنينا القرية الصغيرة على تلك الربوة المطلة لنظيرتها الكبيرة ..

            كل شيءٍ بين القريتين كان متشابها إلا شيئا واحدًا لم يدرج في قواسمها المشتركة ، هو( العريفة) حيث لا يوجد لدينا عريفة ...

            شاورت رفاقي حول هذا النقص المشين ، فلن يبلغ البنيان تمامه دون ( العريفة )

            وافقني الرفاق على الفكرة وقررنا تعيين (عريفة للقرية) يكون ذا صلاحيات محدودة..

            وكانت المفاجأة حيث انتخبوني لأكون عريفة القرية الصغيرة ..

            طرت فرحا ، بل وكدت ملامسة السماء بأناملي ، فقد أصبحت ( عريفة القرية ) ..

            وبعد ساعات من فرحتي وقبل أن أمارس صلاحياتي المحدودة تسرب النبأ إلى العريفة ، فهرول إلينا والغضب يحدوه وفي يديه ( الصميل ) ..
            تعالت صيحات الرفاق الصغار ..

            ( العريفه جاء .. العريفة جاء ) حتى وصل إلينا وصرخ قائلا :

            من بنى هذه القرية ؟! ..

            عم الصمت الوجود ، ولم يجبه أحد ، فكرر السؤال ولكن دون جواب ..!

            نظر إلى الجميع والخوف يتغشاهم ، وكأنهم يريدون مني ممارسة صلاحياتي الممنوحة لي بالإجماع ..

            وبالفعل ، قلت له : نحن و أنا هنا عريفة القرية ..!

            استشاط غضبا وقال : لماذا لا يكون ابني عريفتها يا هذا ..؟!

            أجبته : لم يختره أحد ..!
            فثار غضبه وحطم القرية الصغيرة برجليه وبدأ يلاحقنا في كل صوب بـ ( صميله ) المتهالك ...

            لم نستطع الوقوف في وجهه فهو صاحب الصلاحية المطلقة التي اكتسبها من صمت أنداده بالقرية ، لكننا لم ننسَ ذلك ..

            ومرت الأيام تلو الأيام ، ورحلت عن القرية حيث استقر بي الحال في المدينة ، وسط حي مبتدئ ، استطعت فيه أن أحقق أحلامي التي لم أستطع تحقيقها هناك ، بسبب العريفة طبعا ، ونفذت كل آمالي وتطلعاتي حتى اكتسبت شعبية جامحة في ذلك الحي وأصبح أمري مطاعا بينهم وطلبي ملبىً منهم .

            ولكن لم يدم الحال كثيرا فأثناء تجولي في الحي استوقفني منزلٌ شبه مهجورٍ في أقصى جنبات الحي .. !
            سألت عنه ، فقيل : ذلك ساكنٌ جديدٌ بالحي ..!
            فقررت زيارته والتعرف عليه ..

            قرعت الباب ، ففتح لي ، فكانت الطامة .. !
            ( إنه العريفة) ، نعم هو بشحمه ولحمه ، فقد هاجر أبناء القرية التي يحكمها فقرر الهجرة أيضا ؛ لأنه يحب السلطة ، ويموت في ( الفشخرة ) ..
            طلب مني طلبا غريبا ..قال : أريد العمودية في هذا الحي .. فادعمني بعلاقاتك وشعبيتك الجامحة ..!
            وما بين تفكيري في دعمه للحصول على عمودية الحي بعد أن حرمني من عرافة القرية الصغيرة أيام صباي ..
            دق جرس المنبه بجواري لأستيقظ قبل أن أنصِّب العريفة عمدة للحي .. وأتحرر من (كابوس عريفة القرية ) ..!

            الأستاذ علي بن غرسان :
            نصك جميل ، وسعة خيالك متجليةٌ فيه ، والأخطاء الموجودة لم تلغِ جماله .

            تعليق

            • المراقب اللغوي
              عضو
              • Dec 2007
              • 47

              #21
              ( لماذا لا تصه ) للأديب ابن مرضي

              قبل التصحيح :

              " صه " أو " أصاه"، كلمة كنّا نسمعها في صغرنا من الكبار، عندما يرون أننا نتكلم في غير موضع الكلام، أو نرفع أصواتنا أكثر من اللازم، ورغم موسيقية الكلمة وجرسها، إلا أننا لم نكن نرتاح لسماعها، حيث لا تأتي إلا للزجر أو النهر، أو هكذا كنا نعتقد ؟

              كدِت أنسى هذه الكلمة أنا وأبناء جيلي، فلم أسمعها لوقت طويل، حتى قرأتها عنوانا لمقال الكاتب القدير سمير عطا الله لزاويته الشهيرة في صحيفة الشرق الأوسط. وقد كنت خائفا قبل ذلك أن تكون من الكلمات التي يعتقد المتقعّرون أنها من الكلمات العامّية، التي لم يعد جائزا استخدامها..!

              تفاجأت كما تفاجأ الكثير من الناس أن تأتي هذه المفردة على لسان ملك فائق التهذيب والآداب، عندما أجبره شخص مشاغب يدعى "هوغو شافيز " على أن يفقد أعصابه ويخرج عن طوره فيقول له على صيغة سؤال ورجاء " لماذا لا تصه " ؟!

              كانت مفاجأة مصحوبة بالإعجاب، ليس بشخصية الملك خوان كارلوس -الذي أعرف تأثيره في بلده ومحبة الناس له - فحسب، ولا بتأكيد أصالة ماكان أهلنا يستخدمونه من المفردات! بل في توقيت تلك الرسالة التي يجب ألا يتردد في إرسالها كل من يعترض طريقه مثل ذلك الصوت النشاز !

              بعد التصحيح :

              " صه " أو " أصاه"، كلمة كنّا نسمعها في صغرنا من الكبار ، عندما يرون أننا نتكلم في غير موضع الكلام ، أو نرفع أصواتنا أكثر من اللازم ، ورغم موسيقية الكلمة وجرسها ، إلا أننا لم نكن نرتاح لسماعها ، حيث لا تأتي إلا للزجر أو النهر ، أو هكذا كنا نعتقد ..!

              كدِت أنسى هذه الكلمة أنا وأبناء جيلي ، فلم أسمعها لوقت طويل ، حتى قرأتها عنوانا لمقال الكاتب القدير سمير عطا الله لزاويته الشهيرة في صحيفة الشرق الأوسط ، وقد كنت خائفا قبل ذلك أن تكون من الكلمات التي يعتقد المتقعّرون أنها من الكلمات العامّية ، التي لم يعد جائزا استخدامها..!

              تفاجأت كما تفاجأ الكثير من الناس أن تأتي هذه المفردة على لسان ملك فائق التهذيب والآداب ، عندما أجبره شخص مشاغب يدعى "هوغو شافيز " على أن يفقد أعصابه ويخرج عن طوره فيقول له على صيغة سؤال ورجاء " لماذا لا تصه " ؟!

              كانت مفاجأة مصحوبة بالإعجاب ، ليس بشخصية الملك خوان كارلوس -الذي أعرف تأثيره في بلده ومحبة الناس له - فحسب ، ولا بتأكيد أصالة ما كان أهلنا يستخدمونه من المفردات ، بل في توقيت تلك الرسالة التي يجب ألا يتردد في إرسالها كل من يعترض طريقه مثل ذلك الصوت النشاز !

              إذًا ، كما ترون ، الموضوع يخلو تمامـًا من الأخطاء .
              ليت موضوعاتنا تكون هكذا دائمـًا .

              تعليق

              • المراقب اللغوي
                عضو
                • Dec 2007
                • 47

                #22
                الأبناء العصريون للكاتب ( الطفيلي )

                قبل التصحيح:
                اتدرون منهم هؤلاء العصريون
                انهم الابناء ـــ ذكورا واناثا ـــ والذين يتبلهون كل سانحة من الفرص للسهر ليلا حتى تباشير الصباح وفي المقابل فانهم ينامون منذئذ حتى اواخر العصر ! ومن هنا جاءت تسميتهم بالعصريون حيث امتداد النوم طوال النهار .
                لا شك ان في بيت كل منا ابناء عصريون يمتطي كل منهم فراش النوم مهملاً صلاتي الظهر والعصر وحريص على تناول وجبة خفيفة عند الاستيقاظ عصرا لانه لايجوز في عرف هؤلاء العصريين تناول وجبة الغداء قبل وجبة الافطار بعد هذه النومة المخالفة .
                في بدايتي مع مرحلة الشباب المبكرة وفي قريتي كان قلما تجد بعد صلاة العشاء بساعة واحده من يتسكع في الشوارع وذلك لسبب بسيط هو ان ذلك يعد عيبا ففي عرف الكبار مفهوم يلقنونة للشباب دوما مفاده انه لايبقى ساهرا بالليل يجوب الشوارع غير الكلاب ، لذلك يكره كل شخص بان يوصف بانه كلب ليل او مثلما كان يقال ــ كلاب المسعى ـــ
                اما ابناؤنا العصريون فعفا الله عنهم واصلحهم يكادون لايلقون بالاً لمعنى ( عيب ) السهر والسعي في الطرقات بلا هدف او غاية .
                اما للبنات العصريات فإن الحديث يطول وهو ذو شجون .
                عموما فلينظر كل منا ابناءه واحدا واحدا بنين وبنات وليرى كم لديه من الابناء العصريين فإن وجد فليجعل النصح المستمر رسوله ومعتمده في تقويم ما اعوج من الامر وان لم يستطع فليقل : لاحول ولا قوة الا بالله اللهم اهدهم في من هديت


                ....... والعصا لمن عصى .

                بعد التصحيح :

                أتدرون منهم هؤلاء العصريون ؟
                إنهم الأبناء ـــ ذكورا وإناثا ـــ والذين ينتهزون كل سانحة من الفرص للسهر ليلا حتى تباشير الصباح وفي المقابل فإنهم ينامون منذئذ حتى أواخر العصر !
                ومن هنا جاءت تسميتهم بالعصريين حيث امتداد النوم طوال النهار .
                لا شك أن في بيت كل منا أبناء عصريين يمتطي كل منهم فراش النوم مهملاً صلاتي الظهر والعصر وحريصـًا على تناول وجبة خفيفة عند الاستيقاظ عصرا لأنه لا يجوز في عرف هؤلاء العصريين تناول وجبة الغداء قبل وجبة الإفطار بعد هذه النومة المخالفة .
                في بدايتي مع مرحلة الشباب المبكرة وفي قريتي كان قلّما تجد بعد صلاة العشاء بساعة واحده من يتسكع في الشوارع وذلك لسبب بسيط هو أن ذلك يعد عيبا ، ففي عرف الكبار مفهوم يلقنونة للشباب دوما مفاده أنه لا يبقى ساهرا بالليل يجوب الشوارع غير الكلاب ؛ لذلك يكره كل شخص أن يوصف بأنه كلبُ ليلٍ أو مثلما كان يقال (كلاب المسعى) .
                أما أبناؤنا العصريون فعفا الله عنهم وأصلحهم يكادون لا يلقون بالاً لمعنى ( عيب ) السهر والسعي في الطرقات بلا هدف أو غاية .
                أما للبنات العصريات فإن الحديث يطول وهو ذو شجون .
                عموما فلينظر كل منا أبناءه واحدا واحدا بنين وبنات وليرَ كم لديه من الأبناء العصريين فإن وجد فليجعل النصح المستمر رسوله ومعتمده في تقويم ما أعوج من الأمر وإن لم يستطع فليقل : لا حول ولا قوة إلاّ بالله اللهم أهدهم فيمن هديت ..!
                والعصا لمن عصى .

                هذا الموضوع من الموضوعات الجميلة بناءً وفكرةً ..
                ولولا همزات القطع لكانت أخطاؤه شبه معدومة ..

                تعليق

                • ابن مرضي
                  إداري
                  • Dec 2002
                  • 6171

                  #23
                  الفضل لله سبحانه وتعالى ثم لأهل الفضل الذين تعلّمنا منهم في هذا المنتدى ، فلو تطّلع على مواضيعي عندما بدأت هنا لرأيت العجب ! ولكن الحمد لله بوجود أمثالك ؛ الذين منهم نتعلّم وبهم نفتخر .

                  كتب الله أجرك وجعل ماتقوم به في ميزان حسناتك .
                  كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

                  تعليق

                  • عبدالله رمزي
                    إداري
                    • Feb 2002
                    • 6605

                    #24

                    أخي الفاضل / المراقب اللغوي
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    بارك الله فيك وكان الله في عونك .. فقد تحملت أمراً عظيماً ..
                    ثق وتأكد أنك تؤدي خدمة لإخوتك الأعضاء ..
                    هذا ما لمسته من متابعتي للمواضيع التي صححت

                    أملي ألا تنسى ( عبد الله رمزي ) فهو بحاجة إليك ..
                    ما كل من يبعد به الوقت ناسيك ... بعض البشر قدام عينك وينساك

                    تعليق

                    • حمدان الدايخ
                      عضو مميز
                      • Jan 2005
                      • 1276

                      #25
                      المراقب اللغوي جزاك الله خير

                      والصراحه ينخاف منك

                      والله يستر وبس .
                      إذا لم تستطع ان تنظر امامك لان مستقبلك مظلم..
                      ولم تستطع ان تنظر خلفك لان ماضيك مؤلم..
                      فانظر الى اعلى تجد رباً يحبك..يحميك..
                      يسمعك..يراك..ينصرك..يعتنى بك..ما اخذ منك إلا ليعطيك..
                      وما حرمك إلا ليتفضل عليك.. وما ابكاك إلا ليضحكك..
                      وماابتلاك إلا لأنه يحبك

                      تعليق

                      • المراقب اللغوي
                        عضو
                        • Dec 2007
                        • 47

                        #26
                        مداخلة الكاتبة حنين في موضوع ( سأفشي لكم سرًا... )
                        قبل التصحيح:

                        سبحان الله يا أختي الكريمة !!

                        أنا لست من قبيلة زهران ، بل بعيدة كل البعد عنها ، فأنا من أقاصي نجد (بدوية متحضرة )
                        ولكني .
                        ولدت في المنطقة الشرقية ، وعشت فيها كل عمري ، وتعرفت على الكثير من قبائل الجنوب ، ومنها قبيلة زهران ..

                        وما سأقوله هو الحقيقية في نفسي والتي عرفتها من عشرتي الطويلة مع أهل الجنوب ، فجاراتي من أهل الجنوب من غامد وزهران وقحطان وغيرهم ..وأنا بصراحه أغبطهن على هكذا حياة !! فنعم الرجال أزواجهن ..فهن مازلن يطلبن من الزوج ما يردن بثقة ، ويستغربن مثلا أني أذهب لشراء مكيف أو دفاية أو إنهاء موضوع معين في دائرة !!

                        أنا لما أعرف إن هالمرأة من أهل الجنوب أول ما يخطر ببالي إنها محشومة من بد الحريم يا أختي ..

                        نساء الجنوب مميزات عن غيرهن بأنهن يعشن الأنوثة الحقيقية بصدق في بيوتهن ، فرجل الجنوب لا يقبل أن تصرف عليه امرأة ، ولا يقبل أن يفرط في نساءه في الأسواق ، وهم الفئة الوحيدة تقريبا الذين مازالوا يصاحبون زوجاتهم وأولادهم للتبضع وشراء ما يلزم ، وهم تقريبا الوحيدون الذين يصحبون أسرهم للمواعيد في المستشفيات ، والمشاغل النسائية ، والرجل فيهم يفتح مستودع الأرزاق والثلاجة ليتأكد من توفر المطلوب لأسرته ( مو يفتحها يتأكد الأغراض اللي يبي موجوده والا يزعل )

                        ....وهذا رأيته وما زلت أراه بنفسي في الشرقية ، وهم حفظهم الله يشكلون الفئة الأكبر في مجال الدعوة والأنشطة الخاصة بالشباب في المنطقة ، وأغلب أئمة مساجدنا في الشرقية منهم الله يجزاهم خير ..
                        لاحظي أن هذا وصفهم وطريقتهم في الشرقية التي لا يهتم ( أغلب ) أهلها بهكذا عادات أو شرع ، فمن المؤكد بأنهم في منطقتهم أكثر كرما مع الأنثى بكثير ..

                        لالا يا أخيه ، لقد ظلمت نفسك وظلمت زهران والجنوب بفكرتك عنهم !!

                        جاورنا أسرة زهرانيه وأخرى من قبيلة غامد لمدة 20 سنه ، وكانت الأم أعز الصديقات لوالدتي رحمها الله رغم أنها أصغر من أمي بكثير ، الطريف في الأمر أن والدتي رحمها الله لا تفهم لهجة الجارة الزهرانية أوالغامدية الفهم الكامل ، بحكم أن والدتي عاشت في صحراء نجد ويصعب عليها استيعاب اللهجات الأخرى أيا كانت ، ولكنها لا تستغني عن جارتنا الزهرانية والغامدية وتشوفهم كل يوم تقريبا غير التلفونات ، وتروح للدوريات للقهوة مع الزهرانيات وتجمعهن عندنا في البيت ، وتحزن على فراق الجيران لما تقرب سفرة الديرة ..وقد سألتها يوما رحمها الله :

                        أستغرب يا أمي تعلقك الشديد بهالجيران أكثر من جماعتنا !! وعشرتك معها طوال هالسنين ، وأنت ما تفهمين لهجتها بلحيل ؟ وشو السبب ؟

                        قالت : والله يا بنتي أحيانا أروح لهم ونجلس نتقهوى ونقدع وناكل الخبزه والعسل وتسولف علي وأسولف عليها وهي تقول : إيه وأنا أقول إيه ...وإني طول الوقت أشوفها بقلبي حتى لو ما فهمت وشتقول ( الحرمه هذي ما أطيب منها هي وخوياتها الزهرانيات والوكاد أنهن بنات أصل وفصل وخير ، وحشيمات وهميمات ورجالهن وراهن بالستر والكرم ) ..

                        توفيت الوالدة أسكنها الله الفردوس ، وكان أول المعزيات جارتنا وصويحبات أمي من أهل الجنوب ، وكانت هالجاره بالذات تجلس في صف مستقبلي العزاء وكأنها أكبر خواتنا الله يجزاها خير ، وما جفت دمعتها على أمي وكانت تسميها الوالدة ...
                        مازلنا على علاقتنا معها ومع الكثير من نساء الجنوب ، ولذلك فأنا لا أتكلم من فراغ ، بل أتكلم من واقع عشته سنين طويلة ومتأكده منه جدا ...

                        أما عن الرجال من الجيران فهم أول من يُطرق بابهم في الفزعات والمواقف وما منهم اللي يرد العاني يا كونداليزا الحبيبه ...وشهدت زيجات وشهدت مناسبات لهم وما فيها لا عضل ولا مطالب فوق العادة ، بل على العكس لاحظت البساطة في أفراحهم والمشاركة من الكل ...


                        شوفي يالحبيبة / ماعليك من قول فلانه وعلانه ، وخليك حكيمة ونظرتك بعيدة للأمور ، وارفعي راسك يالغالية وقولي بالصوت العالي : أنا من زهران واتركي الهرج المبني على قصص قد تحصل ولكنها من الشواذ لا تبنى عليها الأحكام ..

                        الحين كونداليزا اللي تحملين لقبها شوفيها كيف معتزة بنفسها وواثقة الخطوة تمشي ملكا ( وهي خرابيط ) وأنتي يابنت القبيلة تطأطئين الراس وأنت من أخير القوم ؟؟ أفا عليك بس أفا !!

                        بعد التصحيح :

                        سبحان الله يا أختي الكريمة !!

                        أنا لست من قبيلة زهران ، بل بعيدة كل البعد عنها ، فأنا من أقاصي نجد (بدوية متحضرة ) ، ولكني ولدت في المنطقة الشرقية ، وعشت فيها كل عمري ، وتعرفت على الكثير من قبائل الجنوب ، ومنها قبيلة زهران .

                        وما سأقوله هو الحقيقة المستقرة في نفسي التي عرفتها من عشرتي الطويلة مع أهل الجنوب ، فجاراتي من أهل الجنوب من غامد وزهران وقحطان وغيرهم .
                        وأنا بصراحة أغبطهن على هكذا حياة ، فنعم الرجال أزواجهن ، فهن لا يزلن يطلبن من الزوج ما يردن بثقة ، ويستغربن مثلا أني أذهب لشراء مكيف أو دفاية أو إنهاء موضوع معين في دائرة !!

                        عندما أعرف إن هذه المرأة من أهل الجنوب فأول ما يخطر ببالي أنها ( محشومة من بد الحريم ) .

                        نساء الجنوب مميزات عن غيرهن بأنهن يعشن الأنوثة الحقيقية بصدق في بيوتهن ، فرجل الجنوب لا يقبل أن تصرف عليه امرأة ، ولا يقبل أن يترك نساءه في الأسواق ، وهم الفئة الوحيدة - تقريبا -الذين لا يزالون يصاحبون زوجاتهم وأولادهم للتبضع وشراء ما يلزم ، وهم الوحيدون الذين يصحبون أسرهم للمواعيد في المستشفيات ، والمشاغل النسائية ، والرجل فيهم يفتح مستودع الأرزاق والثلاجة ليتأكد من توفر المطلوب لأسرته ، وليس للتأكد من وجود الذي يريده ، فإن لم يجده غضب..!
                        وهذا رأيته ولا أزال أراه بنفسي في الشرقية ، وهم حفظهم الله يشكلون الفئة الأكبر في مجال الدعوة والأنشطة الخاصة بالشباب في المنطقة ، وأغلب أئمة مساجدنا في الشرقية منهم جزاهم الله خيرًا ..
                        هذا وصفهم وطريقتهم في الشرقية التي لا يهتم ( أغلب ) أهلها بهكذا عادات أو شرع ، فمن المؤكد بأنهم في منطقتهم أكثر كرما مع الأنثى ..!

                        لا لا يا أخيه ، لقد ظلمت نفسك وظلمت زهران والجنوب بفكرتك عنهم !!

                        جاورنا أسرة زهرانية وأخرى من قبيلة غامد لمدة 20 سنة ، وكانت الأم أعز الصديقات لوالدتي رحمها الله رغم أنها أصغر من أمي بكثير ، الطريف في الأمر أن والدتي رحمها الله لا تفهم لهجة الجارة الزهرانية أوالغامدية الفهم الكامل ، بحكم أن والدتي عاشت في صحراء نجد ويصعب عليها استيعاب اللهجات الأخرى أيا كانت ، ولكنها لا تستغني عن جارتنا الزهرانية والغامدية وتراهما كل يوم تقريبا ( غير التلفونات ) ، وتذهب لدوريات القهوة مع الزهرانيات وتجمعهن عندنا في البيت ، وتحزن على فراقهن حين تقرب سفرة الديرة ، وقد سألتها يوما رحمها الله :

                        ( أستغرب يا أمي تعلقك الشديد بهالجيران أكثر من جماعتنا ، وعشرتك معهم طوال هالسنين ، وأنت ما تفهمين لهجتها بلحيل ؟ وشو السبب ) ؟

                        قالت : والله يا بنتي أحيانا أروح لهم ونجلس نتقهوى ونقدع ونأكل الخبزه والعسل وتسولف علي وأسولف عليها وهي تقول : إيه وأنا أقول إيه ... وإني طول الوقت أشوفها بقلبي حتى لو ما فهمت وشتقول ( الحرمه هذي ما أطيب منها هي وخوياتها الزهرانيات والوكاد أنهن بنات أصل وفصل وخير ، وحشيمات وهميمات ورجالهن وراهن بالستر والكرم ) ..

                        توفيت الوالدة أسكنها الله الفردوس ،وكانت جارتنا أول المعزيات مع وصويحبات أمي من أهل الجنوب ، و كانت هذه الجارة بالذات تجلس في صف مستقبلي العزاء وكأنها أكبر أخواتنا جزاها الله خيرًا ، وما جفت دمعتها على أمي وكانت تسميها الوالدة ..!
                        لا نزال على علاقتنا معها ومع الكثير من نساء الجنوب ، ولذلك فأنا لا أتكلم من فراغ ، بل أتكلم من واقع عشته سنين طويلة ومتأكدة منه جدا .

                        أما عن الرجال من الجيران فهم أول من تُطرق أبوابهم في الفزعات والمواقف ، وما منهم الذي يرد العاني يا كونداليزا الحبيبه .
                        وقد شهدت زيجات ومناسبات لهم وما فيها لا عضل ولا مطالب فوق العادة ، بل على العكس لاحظت البساطة في أفراحهم والمشاركة من الكل ..!


                        شوفي يالحبيبة / ما عليك من قول فلانة وعلانة ، وكوني حكيمة ونظرتك بعيدة للأمور ، وارفعي رأسك ، وقولي بالصوت العالي : أنا من زهران واتركي الهرج المبني على قصص قد تحصل ولكنها من الشواذ لا تبنى عليها الأحكام ..

                        انظري إلى كونداليزا اللي تحملين لقبها ؛ لتري كم هي معتزة بنفسها وواثقة الخطوة تمشي ملكا ( وهي خرابيط ) وأنتِ يا بنت القبيلة تطأطئين الرأس وأنت من أخير القوم ..!
                        أفا عليك بس أفا !

                        مداخلة جميلة الأسلوب ، أتت مرتبة ومتسلسلة ، وغير متكلفة ، نلمس بين كلماتها الصدق .
                        أعجبتني كثيرًا ، ويحق لنا أن نسميها : ( كلمة حق ) ..!
                        ملاحظة : ما لونته بالأخضر تركته كما هو بـلهجة الكاتبة ( العامية ) ، وفصّحته في واحة التميز .

                        تعليق

                        • بنت الإسلام
                          عضوة مميزة
                          • Jun 2006
                          • 1009

                          #27
                          بسم الله الرحمن الرحيم

                          صفحة مميز ،، ولنا عودة إن شاء الله للتتبع ما فيها

                          جزاكم الله خيرا
                          اللهم اغفر لي ولوالديَّ وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات

                          الحمد لله على نعمة الإسلام

                          تعليق

                          • حد السيف
                            عضو مميز
                            • Aug 2006
                            • 1254

                            #28
                            احسنت مراقبنا العزيز ..وجزاك الله خيرا على ماتبذله من الجهد.
                            موضوع الاخت (حنان) من افضل النصوص ويستاهل ان يكون في واحة التميّز..
                            تقبل عظيم الاحترام..

                            مدونة حد السيف
                            هنا

                            تعليق

                            • عاشق النمور
                              عضو
                              • Jan 2008
                              • 40

                              #29
                              الحقيقه موضوع

                              جميل ورائع

                              تعليق

                              • عاشق النمور
                                عضو
                                • Jan 2008
                                • 40

                                #30
                                مشكووووووووووووووور اخوي

                                تعليق

                                Working...