Unconfigured Ad Widget

Collapse

بين القحط والمطر ..!

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • السوادي
    إداري
    • Feb 2003
    • 2219

    بين القحط والمطر ..!


    موضوعٌ قديمٌ ذكرني به أديبنا ابن مرضي ، ولئن ذهب من ( الشبكة ) ففي رأس السوادي باقٍ ..!

    يقول جدي رحمه الله : مرّ علينا دهرٌ عز فيه القطر ، وأجدبت الأرض ، وهلكت المواشي من بعد هزالٍ ، كان الرجل منا يحزم بطنه بـ ( الحجر ) من شدة الجوع ، أما عن النساء والصغار فلا تسأل ..!
    أنظارنا لم تعد تتجه إلا إلى السماء ترقبُ أملاً يبرق بسحابة صيفٍ ماطرةٍ ، فتعود محملةً بالخيبة لتخبرنا أن الحال سيطول ..!
    ومن زفرته تبين لي أن الحال لم تكن صعبةً فحسب ، بل أكثر أكثر ..!
    يمضي جدي قائلاً :لم نكن نعرف ( صلاة الاستسقاء ) ، وحتى صلاتنا المفروضة لم تكن تؤدى بالطريقة الصحيحة وما ذاك إلا من جهلٍ مستشرٍ كان يخيم على ( ديرتنا ) وما جاورها ..!
    ويستمر في سرده : نمنا في إحدى الليالي بعد أن تملكنا اليأس فتجاوز بنا مرحلة القنوط ، حتى عبارتنا : ( ما بعد الضيق إلا الفرج ) لم نعد نرددها من سوءِ ما حل بنا ..!
    نمنا ، ولم نصحُ إلا من صوت الرعد والصواعق التي كانت تقع بالقرب منا فكنا نسأل الله أن ينزل المطر أو يِأخذنا بصاعقةٍ فيريحنا ، فقد رأينا في الصواعق (رصاصة الرحمة) التي عنها تتحدثون ..!
    لم يبزغ فجر ذلك اليوم إلا والديرة محمّلة شعابها بالسيول ، والهتان لم ينقطع ..!
    ليتك تتصور يا ولدي فرحتنا في ذلك اليوم ..!
    لم يكن في ذلك الوقت عيد الفطر عيدنا ، ولا عيد النحر ، فعيد (ديرتنا) هو ذلك اليوم الذي دوى فيه الرعد ولمع البرق ، وهطل المطر وجرت الأودية ..!
    لم نكن نعلم أن حالنا سيتبدل إلى الأسوأ ..!
    الأسوأ ..؟
    كيف ..؟
    قال : استمر هطول المطر لمدة شهرين متواصلين ، حتى بدأنا نمد أيدينا إلى الله بأن يجعله (حوالينا لا علينا )، فالناس كانوا في هذه الفترة كـ ( المساجين) الذين لا يستطيعون الخروج ، والضرب في الأرض للقمة العيش ، ومن هول ما بنا جزمنا أن سخط الله علينا وقع ..!
    قلت لجدي : أمركم عجيب ، فلا بالقحط ترضون ولا بالمطر ..!
    قال يا ولدي : لا نريد قحطـًا قحطـًا ، ولا مطرًا مطرًا فخير الأمور الوسط ..!
    تعجّبت من رجلٍ أميّ لا يقرأ ولا يكتب ، وينادي بـ (الوسطية) التي أمرنا بها ديننا الحنيف ، وأيقنت أن الله يفطر الناس على أحسن الأشياء وأتمها ، وهم الذين يغيرون ويستبدلون ..!
    السوادي
  • احمد البشيري
    عضو مميز
    • Jun 2002
    • 1513

    #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    نعم ورب الكعبة،،،، فلقد أصبت كبد الحقيقة وما نحن فيه هذه الأيام إلا لإبتعادنا عن الله والتساهل بما حرمه الله والغلو في كثير من أمور حياتنا فليتنا نعود إلى الله بوسطية حميدة لا تساهل ولا تهاون في ما فرضه الله علينا ولا تشدد ولا تزمت في ما أباحه الله لنا، فنهج الله بين من الكتاب والسنه وكما نعلم جميعنا أننا أمة وسط لا إفراط ولا تفريط،، نعم أخي الكريم نحن في قحط مهيب ومخيف وما ذلك إلا بما كسبت أيدينا فنسأل الله العفو والعافية والرحمة من جوده وكرمه.

    كان جدك وجد بن مرضي وأجدادنا جميعا لا قرآه ولا كتابه ولا فقهاء ولا فقاهه ولكنهم كانوا أهل نوايا حسنة وقلوب صافية ونياتهم طيبه يتراحمون ويتقاربون فيتألفون، كانوا يؤدون صلواتهم وكل عباداتهم حسب علمهم ومعرفتهم ولكنها كانت خالصة لله وحده دون سواه،، فلا رياء ولا تزمت ولا غلو،، وكانو من الأشداء الحريصين على صلة الأرحام والقرابه وإن ما نحن فيه من قطيعة الأرحام إلا سببا رئيسيا في ما نحن فيه من القحط وغبرة الأرض وزد على ذلك غلاء الأسعار ، فإلى الله المشتكى من أنفسنا قبل غيرنا.


    اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين،، اللهم سقنا الغيث ولا تهلكنا بالسنين،، اللهم أغثنا،، اللهم أغثنا ،، اللهم أغثنا..


    رحم الله الأباء والأجداد رحمة واسعة كم كانت نواياهم حسنه وكم كان يقينهم بالله دائم.



    أخوكم/احمد البشيري
    سبحان الله العظيم عدد خلقـــه
    سبحان الله العظيم مداد كلماتـــه
    سبحان الله العظيم زنة عرشـــه
    سبحان الله العظيم رضى نفســـه










    تعليق

    • أبو الخير
      عضو
      • Dec 2007
      • 62

      #3
      بين القحط والمطر
      كلمتان متضادتان
      فلا القحط الشديد نريد , ولا المطر المتواصل المهلك للحرث والنسل , والحابس للإنسان والبهائم من الضرب في الأرض ابتغاء للرزق نرغب.
      الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده .

      يمضي جدي قائلاً :لم نكن نعرف ( صلاة الاستسقاء ) ، وحتى صلاتنا المفروضة لم تكن تؤدى بالطريقة الصحيحة وما ذاك إلا من جهلٍ مستشرٍ كان يخيم على ( ديرتنا) وما جاورها ..!
      هذا ما قال جدك ( رحمه الله ) , فقاتل الله الجهل الذي ما حل في مكان إلا كان وباء وشؤم شر على من حل بهم .
      هو داء عضال يؤدي للحماقة , والغرور بناؤه أوهى من بيت العنكبوت.

      قال : استمر هطول المطر لمدة شهرين متواصلين ، حتى بدأنا نمد أيدينا إلى الله بأن يجعله (حوالينا لا علينا )، فالناس كانوا في هذه الفترة كـ ( المساجين) الذين لا يستطيعون الخروج ، والضرب في الأرض للقمة العيش ، ومن هول ما بنا جزمنا أن سخط الله علينا وقع ..!

      حكى لنا كبار السن عن ذاك المطر وقد جعلوه تأريخاً لهم , لأنه حدث لا يمكن أن ينسى ( مطر الشهرين ).


      قال يا ولدي : لا نريد قحطـًا قحطـًا ، ولا مطرًا مطرًا فخيرالأمور الوسط ..!

      ما أجمل التوسط في سائر أمورنا , فما أحدث جلبة وصوتاً مرعباً لا ينتفع به , ولكن القطرة قطرة تفيد فلا إسراف ولا تقتير.

      أخي السوادي : كم أنا معجب بما تسطره أناملك , وما تنفثه لنا من مخزون ذاكرتك.
      شكري وتقديري لك.

      تعليق

      • ابن مرضي
        إداري
        • Dec 2002
        • 6171

        #4
        ليست ذاكرتي كما هي لدى أستاذنا السوادي حفظه الله ( عيني عليه بارده )إلا أني أظن أن تعليقي آنذاك كان يدور حول أنه كان يجب عليهم الأبتعاد عن بطون الأودية ، حتى لا يتضرروا من السيول الناتجة عن استمرار المطر !

        في بلاد الغير ، يهطل المطر معظم أيام السنة ، ولا تقف الحياة كما هو عندنا ، بل لاتقف المياة ، كما يحصل في حي السنابل وغيره من الأحياء التي تصبح السباحة فيها إجبارية !

        ما نقوله عن المطر ينطبق على غيره ، فالقوم دائما يعملون حسابا لماسيأتي ، أما نحن لا ، فجهلنا الذي أشار إليه أستاذنا العزيز ، وقلّة صبرنا ، لا تجعلنا نستعد للقادم ، ولا نصبر على الواقع !

        آخر ماقرأت مثلا عن إحصائيات النشر والقراءة يجعلني أخجل من ذكر الأرقام ، فملايين العرب لايقرأون إلا عددا يسيرا من الكتب التي تقل هي الآخرى ، أما عندهم فإنّ الصحف والدوريات والكتب لا تعد ولا تحصى ، يقابلها قرّاء وقِرَآءات توازي المعلومات التي فيها والجهد الذي يبذل عليها والكم الذي تنشر به .

        في المدة الماضية حصل لنا في الجنوب تجارب مريرة ، حيث طال القحط لبعض الوقت ، مماجعل البعض ينسى فيعمد إلى بناء البيوت والمزارع في طريق السيول ، فجاء السيل على حين غرة ، وذهب بما استحدثوه وما قبله، فلكل توسع ضريبة وثمن ، خاصة إذا كان غير محسوبا !

        الأستاذ / أبا هاني . سنبقى نستسقي كلما أحتجنا إلى الغيث والرحمة ، وإذا ماحصل وجار المطر دعونا وقلنا اللهم حوالينا ولا علينا!

        عقالي قد رفعته منذ زمن إحتراما لشخصك ، وسبيقى مرفوعا !
        كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

        تعليق

        • أبو ماجد
          المشرف العام
          • Sep 2001
          • 6289

          #5
          القدير الغالي : أباهاني

          أرجو ألآ تكون صرختك هذه حوالينا بل علينا ، وأن يجعلها غدقًا ، وينفعنا بها ، فالوسطية مطلب ومنهج كل عاقل .

          نفعنا الله بك يا أبا هاني .

          تعليق

          • ابوزهير
            عضو مميز
            • Jan 2003
            • 2254

            #6
            بسم الله الرحمن الرحيم

            كان إيمانهم فطري وخالصا لله وحده فلا يبحثون عن أي مصلحة من وراء ذلك , متوكلون على الله ,وآخذين بالاسباب، يبذرون الحب ويرفعون أيديهم الى الله طمعا في رحمته، متسلحين للدفاع عن عرضهم وإرضهم ,فعاشوا معزّزين مكرّمين , إنهم وعلى جهلهم ببعض الاشياء أفضل وبكثير ممن حازوا على أعلى الدرجات العلمية.
            يارفيقي مد شوفك مدى البصر
            لايغرك في الشتاء لمعة القمر
            الذي في غير مكة نوى يحتجه
            لاتغدي تنصب له الخيمة في منى

            تعليق

            • عبدالله رمزي
              إداري
              • Feb 2002
              • 6605

              #7
              يعلم الله ياسوادي .. إنني احزن على واقعنا وما نحن فيه .. لكن أين الحل ... وهل نستطيع تطبيق الوسطية ..

              هل المجتمع سيقف معنا في تطبيقها ..


              بدأ المجتمع يخاف أن يصل إلى مرحلة اليأس....!!
              ما كل من يبعد به الوقت ناسيك ... بعض البشر قدام عينك وينساك

              تعليق

              Working...