عندما سمعت عن جنون البقر أصابني نوعا من الدهشة، إذا كيف تعشق الجن البقر ! وذهبت استعرض ذكرياتي مع تلك الأبقار التي كنت أرعاها، فلم أتذكر أن بها مسّ من الجن! بل كانت أكثر تعقلا وفائدة من بعض أولئك البشر الذين كنّا نصفهم بصفاتها أو نخلع عليهم أسماءها! فهذا ثور وتلك بقرة أو حسيلة وهلم جرا...! لكنني قلت في نفسي تستأهل تلك الضباع التي كانت لا تجد لها ما تأكله، فقد أصبحت الأبقار الميتة تشكل وليمة ووجبة دسمة لها !
لم يمضِ إلا وقتاً قصيراً فإذا بنا نسمع عن داء الوادي المتصدع الذي فتك بالأغنام، وكذلك أعدت الشريط لأتذكر إذا كان قد حلّ بأغنامي - التي صحبتها وقتا طويلا من حياتي - نوعا من ذلك الداء فلم أتذكر، وعدلت عن التفكير عندما علمت أنه لا يزال غير معروفا بالتأكيد، وأن المسئولين بحثوا عنه فلم يجدوه أيضاً ! فتوصّلت إلى نفس القناعة السابقة، وقلت تستأهل تلك الذئاب التي كنا نحاصرها ونحاربها ونقتلها بمجرد العثور عليها، فهذه وليمة للذئاب !
في الصيف الماضي جاءنا داء المزايين، ولم أكن مستاءا لتلك الدرجة، فقد عانيت من الزين وكل ما يمتّ إليه بصلة، منذ أن كنت صبيا! ومع حيرتي - التي لم تكن أسوأ من حيرة المتخصصين وعلى أعلى المستويات- في سبب نفوق المزايين، إلا أنني أيضاً قلت تستأهل تلك النمور، فهذه وليمة مستحقّة لها !
وفي مطلع هذا الشتاء حلّ علينا داء أنفلونزا الطيور، فحزنت على تلك الطيور التي كنا نستمتع برؤيتها وهي مارّة بنا مهاجرة إلى حيث لا نعلم! وخاصة تلك ( القماري ) التي كانت لا تبخل علينا بنظراتها وأصواتها بعض الأحيان.
كنت أتحدّث عن ذلك مع بعض الزملاء، وأخبرْهم بما توصّلْت إليه من نتائج وقناعات حول ولائم الضباع والنمور والذئاب، وأن الطيور هي أيضا وليمة للثعالب. ضحك أحدهم وقال بعد أن أعتدل في جلسته: ذكّرتني بذلك الرجل الذي كان يسمع خطبة الإمام الذي أكّد أن الحيوانات التي أوذيت من الناس ستقتصّ منهم يوم القيامة، فقام من الخطبة غاضبا ومرددا " أجل رحنا طعام جحوش" !
نحن يا أبا أحمد الذين ذَهَبَتْ أموالنا في المساهمات الوهمية والعقارية وسوق الأسهم! نحن الذين تستطيع أن تطلق علينا " وليمة للثعالب "!
لم يمضِ إلا وقتاً قصيراً فإذا بنا نسمع عن داء الوادي المتصدع الذي فتك بالأغنام، وكذلك أعدت الشريط لأتذكر إذا كان قد حلّ بأغنامي - التي صحبتها وقتا طويلا من حياتي - نوعا من ذلك الداء فلم أتذكر، وعدلت عن التفكير عندما علمت أنه لا يزال غير معروفا بالتأكيد، وأن المسئولين بحثوا عنه فلم يجدوه أيضاً ! فتوصّلت إلى نفس القناعة السابقة، وقلت تستأهل تلك الذئاب التي كنا نحاصرها ونحاربها ونقتلها بمجرد العثور عليها، فهذه وليمة للذئاب !
في الصيف الماضي جاءنا داء المزايين، ولم أكن مستاءا لتلك الدرجة، فقد عانيت من الزين وكل ما يمتّ إليه بصلة، منذ أن كنت صبيا! ومع حيرتي - التي لم تكن أسوأ من حيرة المتخصصين وعلى أعلى المستويات- في سبب نفوق المزايين، إلا أنني أيضاً قلت تستأهل تلك النمور، فهذه وليمة مستحقّة لها !
وفي مطلع هذا الشتاء حلّ علينا داء أنفلونزا الطيور، فحزنت على تلك الطيور التي كنا نستمتع برؤيتها وهي مارّة بنا مهاجرة إلى حيث لا نعلم! وخاصة تلك ( القماري ) التي كانت لا تبخل علينا بنظراتها وأصواتها بعض الأحيان.
كنت أتحدّث عن ذلك مع بعض الزملاء، وأخبرْهم بما توصّلْت إليه من نتائج وقناعات حول ولائم الضباع والنمور والذئاب، وأن الطيور هي أيضا وليمة للثعالب. ضحك أحدهم وقال بعد أن أعتدل في جلسته: ذكّرتني بذلك الرجل الذي كان يسمع خطبة الإمام الذي أكّد أن الحيوانات التي أوذيت من الناس ستقتصّ منهم يوم القيامة، فقام من الخطبة غاضبا ومرددا " أجل رحنا طعام جحوش" !
نحن يا أبا أحمد الذين ذَهَبَتْ أموالنا في المساهمات الوهمية والعقارية وسوق الأسهم! نحن الذين تستطيع أن تطلق علينا " وليمة للثعالب "!
تعليق