Unconfigured Ad Widget

Collapse

بناء الانسان

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • الغمر
    مشرف منتدى شعبيات
    • Feb 2002
    • 2328

    بناء الانسان

    الإنسان بطبيعته يحتاج إلى بناءٍ حتى يكون منتجاً نافعاً لنفسه ومجتمعه ونوعه وبيئته.فكيف يكون بناء الإنسان في رائك؟
    من وجهة نظري أقول
    إن الإنسان يحتاج الى ثلاث مقوماتٍ اساسيةٍ تؤهله للعطاء باكبر قدرٍ ممكنٍ وتجعله عضواً نافعاً وأساسياً في بيئته
    هذه الثلاث المقومات أو الاساسيات هي في رائي لبنات البناء التي يجب ان تتوفر في الانسان لتمكنه من ان يجعل لنفسه وامته المكانة العلياء وتحتاج كل واحدةٍ منها في حقيقة الامر الى مقالٍ طويلٍ بل مقالاتٍ طوالٍ لتوضيح دورها ومقوماتها ونتائجها وما يهدمها وما يدعمها وقد فضّلت في ايرادها الاختصار الذي ارجو ان لايكون مخلاً والا فان الكلام في كل واحدةٍ منها ليطول .
    واولى هذه اللبنات الثقة
    والثقة يجب ان تعتمد في الأساس على المنهجية الواضحة الشاملة التي يمكن ان يجد فيها حلولاً لكل ما يطرأ على مسيرته من إشكالاتٍ او إختلافاتٍ وأن يصل الى حد الثقة الكاملة بهذا المنهج الذي أرتضاه لنفسه وأعتقده بقلبه وإلا فإنه سيقضي حياته متخبطاً بين الدروب والمناهج وقد يقضي عمره وهو لم يستقر على المنهج الواضح الشامل 0(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
    أيضاً يجب أن يكون هناك أيآدٍ تمتد إليه في بداياته لتزرع في نفسه الثقة وتعلمه الإعتماد على نفسه وتجعله واثقاً من مقدرته على حسن الإختيار ومواصلة الطريق وأن تشعره بوجودها الدائم الى جنبه واستعدادها التام لإرشاده وتزويده بما يفيده
    وأيضاً يجب أن يكتسب من ثقته بمنهجه وثقته بمجتمعه الثقة بجمال المستقبل والثقة بإمكانية الوصول إلى الأفضل دائماً, ليجد في نفسه الثقة الكافية لآداء ما يؤمِّل ومايؤمَّل منه..
    ولعلي هنا أقف قليلاً لأُعرّج بسرعةٍ على واقعنا الذي أختلت فيه موازين الثقة لدى من يمثلون الأمل القادم لمجتمعهم وامتهم والسبب في رائي هو التقصير الكبير في نشر ثقافة الثقة او عدم نشرها بالطريقة الصحيحة مما سبب زعزعةً فكريةً أخلت بالثقة في النفس وأورثت الخوف من المستقبل والتصحيح يجب أن يبدأ فوراً, فزرع الثقة في الأبناء مسوؤلية كل احدٍِ, الابوين ابتداءًَ والمدرسة والإعلام والعلماء وأرباب الفكر وأصحاب القرار .

    واللبنة الثانية علو الهمة
    الهمة التي يجب أن يتحلّى بها الإنسان فتحول عثراته الى إنطلاقاتٍ جديدةٍ وتحوّل فشله إلى نجاحاتٍ باهرةٍ تجعل المستحيل في متناول أليد تجعل الحلم حقيقةً تقلب الظلام نوراً ...نعم إنها الهمة العالية ,الهمة التي تتحطم على جدرانها كل عبارات اليأس وتنبت على ارضها كل الهامات الأمل والتفاؤل... ومن علامات علو الهمة التحلي بالصبر والمثابرة والسعي الحثيث للتزود بكل ما من شأنه الإعانة على قطع الطريق من علمٍ او ثقافةٍِ فكريةٍ او غيرهما
    ومن أسباب علو الهمة كبح جماح النفس عن شهواتها الحقيرة والإعتبار بِسيِّر أصحاب الهمم العالية والإطلاع عليها ومقاربة أهلها والإستفادة من تجاربهم وخبراتهم

    وهنا أعود فأُعرّج بشكلٍِ أسرع من تعريجتي الأولى فاقول قليلاًَ ما هم أصحاب الهمم العالية في مجتمعنا فسريعاً يدخل اليأس إلى النفوس وسريعاً يعدل المرء عن طريقه جرّاء عارضٍٍ يعترضه ...وحاجتنا كبيرةً لايجاد جيلٍ من ذوي الهمم العالية ...

    واللبنة الثالثة رقي الطموح
    والطموح معناه تجاوز المكان الذي أنت فيه إلى الأفضل وهذا يعني أن من وصل إلى مكانةٍ فرضي الإستقرار عندها هو في الواقع يكمل حياته بلا طموح ...الطموح يجب أن يبدأ مع الإنسان مبكراً يجب أن تكون نظرته بعيدةً وطموحه أرقى من أن يحدّه حد ويجب أن يكون لمن حول الطامح دوراً في ترقية طموحه وذلك يكون تارةً باستعراض نماذج من الطامحين الذين واصلوا حياتهم وهم يتنقلون من مكانةٍ الى مكانةٍ أفضل وتارةً بإستعراض ما يمكن أن يفيد به نفسه ومجتمعه وأمته كل ما كان في مكانة أرقى ...يجب أن يستوعب الإنسان أن كل منزلةٍ يمكنه الوصول إليها يمكنه الوصول إلى أحسن منها ...وتحقيق الطموح هو في الإساس يعتمد على اللبنتين الأوليتين ,الثقة وعلو الهمة ,ورقي الطموح علامةٌ على الثقة بالنفس وعلو همتها..

    وآخر تعريجاتي على واقعنا أن مستوى الطموح لدينا متدني بشكلٍِ مرعبٍ ولعلكم ترون وتسمعون ..
    أخيراً متى نوقظ حس الطموح ونستعيد الثقة وتعلو الهمة ...عندها فقط سنكون في مكانةٍ افضل .
    لعيونك
  • ابن مرضي
    إداري
    • Dec 2002
    • 6171

    #2
    وترٌ حساس ومهم ، بل غاية في الأهمية ؛ هذا الذي عزفت عليه أيها الغمر العزيز !

    بناء الأنسان " العنوان " المختصر الكبير يحتاج مثلما تفضلت إلى خطة بل خطط على مستوى الأمة ، وكلنا يعرف أن الأمم التي أعادت النظر في وضعها وجدت أنها لن تنهض إلآ ببناء الإنسان قبل أي شيء آخر ، فالجسور والعمارات الطوال وجميع الأشياء المادية ، إذا لم يشيدها أبناء البلد فلن تكون دليلا على تقدمه ، والنمور الأسيوية التي نهضت في السنوات الأخيرة نهضت بهذا السبب وحده ، حيث آمنت بهذا وعملت من أجله وتحقق الهدف " بناء الإنسان " فنهضت الأمة الشرق اسيوية للدرجة التي جعل العالم الآخر يصفها بالنمور . أكرر هنا أن سبب النهضة هو التفاتة من مفكريها إلى الإنسان وبناءه .

    الصفات التي ذكرتها فعلا مهمة وأساسية ، لكنها في الغالب تكون صفات قيادية ، وليس بالضرورة توفرها في جميع الناس ، بل أن هذا غير ممكن !

    الثقة وما أدراك ما الثقة ، فاقد الشيء لا يعطيه يا أبا هاشم ، فإذا لم تتوفر الثقة في الأب والمعلم والمجتمع بشكل عام ، فلن تتوفر في الشباب ، إذ كيف تنتقل إليه ، أو كيف تزرع كما أشرت ، ونحن لا نزرع اليوم أي شيء مفيد !

    ياسيدي لو فينا ثقة لما قلّدنا الآخرين في كل شيء ، ولتمكنا من الحفاظ على هويتنا التي ستكون دليلا على ثقتنا في أنفسنا .

    اليوم الأبناء ياعزيزي يبقون في كنف الأم حتى يتخرجوا من الأبتدائي ، وهي تلبس وتوجه وتحذر وتتحسس ، ويبقى بعد ذلك أيضا في رقابة حتى يتخرج من الثانوية ، ثم أنني أعرف شبابا في مستوى الجامعة يخضعون لمتابعة ومراقبة من الأباء ، وذلك لضعف تام عام في الشخصيتين ؛ الأب والأبن ، فمن أين ياترى تزرع وتنبت الثقة ؟!

    في الماضي كان الأبن يسرح وهو في سنينة الأولى خلف الماشية ، يتعلم منها الكثير ، صبر وجلد وقوة وخشونة وغيرها ، وقد تعلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه من رعايته الأبل ماجعله مضرب للأمثال ومنهج يدرس إلى يوم الدين .

    التربية أيها العزيز ، وأنت سيد العارفين ، يتحتاج إلى تدرج لتزرع الثقة ، بحيث تخف في كل يوم عن الذي قبله ، حتى لا يصل الأبناء سن العاشرة إلا وهم واثقين من أنفسهم بما يكفي للتعامل مع أكثر المواقف ، وهذا شيء لا يحصل في عالم اليوم .

    علو الهمة ، مطلب لكنه ليس ولا يمكن أن يكون للناس جميعا ، وياليت أننا نستطيع أن نربي شبابا أو أن نبني إنسانا متوسط الهمة أو بهمة عادية ، لكن الذي أراه اليوم هو دنو الهمة أو انعدامها وللأسف الشديد .فأكثرهم يريد وظيفة عادية فقط !

    أما الطموح فإن دراجته تتفاوت أيضا ، فأما أن يكون طموحا أكبر من إمكانية الشخص ، أو أن يكون طموحا عاديا ، أو أن يكون معدوما ، وقديما قال الشاعر :

    شبابٌ قنّعٌ لا خير فيهم ... وبورك في الشباب الطامحين .

    ياعزيزي الموضوع جد مهم ، وهو من المواضيع التي نريد ونرغب أن تكون في هذا المنتدى ، لنخرج من الدائرة المغلقة التي حبسنا أنفسنا فيها طويلا ، وأنا إذا أشكرك على هذا المبادرة التي تدل على الثقةوعلو الهمة والطموح ، أعتذر منك في عدم تمكني من أعطاءها حقها التي تستحق وأريد . فالوقت قطّعني إربا إربا وأنا الذي لم أتجرأ حتى على قتاله يوما من الأيام ، بسبب عدم ثقتي وانخفاض همتي وطموحي . فالمعذرة أيها العزيز .
    كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

    تعليق

    • ابوزهير
      عضو مميز
      • Jan 2003
      • 2254

      #3
      بسم الله الحمن الرحيم

      موضوع في غاية الأهمية, واعتقد ان البيئة الحالية لاتساعد على ماذكرت ، وكل جيل هو نتاج من سبقه، المجتمع يحتاج الى هزه عنيفة تصحيه من غفلته ، والا فإن الأمل قد يطول وربما يصبح من ضمن الاحلام.
      يارفيقي مد شوفك مدى البصر
      لايغرك في الشتاء لمعة القمر
      الذي في غير مكة نوى يحتجه
      لاتغدي تنصب له الخيمة في منى

      تعليق

      Working...