اللوز المحتضر
بخطى السنين الضائعه والماضي المغادرالى بياته أطل , شارد النظرات ,موجوع كطفل صهرته الحمى ,رغم بياض ملابسه ونضاره ملامحه ,عيناه تنهزم امام الحمى ، اشجار اللوز وزرقه السماء ’ أطل بعد ان فقدت ذاكرته جل تفاصيل المكان . اه الان عادت بقوه كصفحه مراه ناصعه ، هنا وهناك وفي كل شبر من ارض اللوز ،من حصى الحمى المتناثره , من جذوع شجر اللوز الموغله في شيخوختها ، ارتسمت من جديد بكل تفصيلاتها ,افراحها رغم الشقاء المرير ‘ صبايا وصبيه , رجال ونساء ،مروا من هنا ذات يوم , مروا ومر معهم ,غادروا جميعهم عدا هذا الحمى الباكي على اطلاله البائده .يوما ما كل ما يذكر ان الناس كانت تمازحه ، تربت على كتفه ،تدغدغ شعر رأسه المتجعد .
مشدوه الملامح ,ضائع ثقيل الخطى , رغم نضاره وجهه الا ان خطوط زمن ترتسم حول عينيه , وبدايه تجاعيد وندوب تبعث اخبار سنين لا تخلو من مرارات مكبوته .
واقفا على اقدام منهكه يسترجع بياض الحمى المائل ,اشجار اللوز عندما تنشر سحابه بيضاء من الزهور . تحاكى رويان الارض وصفو السماء.جاء كأنما يود ان ينتزع الماضي من عهده القديم .
خرج فجأه من بين الاشجار , تسبقه خشخشه خطوه المتلاحق , توقف ,عيناه وعينا الغريب , تلاقتا في دهشه ,دون حديث ,دون همس , فقط نظرات صامته,لكنها معبره الى حد التوحد, ثياب بيضاء ناصعه واخرى تحكي زمن مفقود , تحكي شيخوخه اللوز , وجدب الارض ,والسؤال الحاضر , ...من ؟
سؤال منقوش على شفاه بيضاء ,على وجه متجهم , صامت الى حد الموت , الوجه الباقى, الحاضر موت كل هذه السنين , الحاضر سقوط كل ورقه , كل غصن , الحاضر يباس الارض وهروب المطر , ثوب اغبر , كوت اسود ضائع اللون مهتريء الاطراف ,كفوف كجذوع الاشجار الشائخه .
- منهم انت , منهم , القتله الباكين على قتلاهم . هز رأسه ناضرا الى الغريب المشدوه الى حد الجمود .
- ابحث عن "حمى المرضى" غاصا متلعثما باح الصوت .
جدي ترك لى اراضي ,اشجار لوز, ترك ...........
قاطعه : لوز لوز
-امامك المقابر ابحث عن بقايا اللوز المدفون تحت اقدامك , كل هذه السنين , اعرف حتى عدد الحصى , احصى تاريخ جميع الايام الماطره , السنين البائسه ال............
كان الغريب يقطع الحمى سائرا في عتمه الغروب , يسمع نحيب اشجار اللوز ,تهزها الريح بكاء الحصى المتناثره .
سائرا الى حيث يترك وراءه مقابر جماعيه لبقايا اشجار محتضره , بينما تصطك قدمه في
شاهد قبر محفور عند طرف اللوز . قبر لا تزال تربته طرية , تمعن في زواياه الاربع وارضيته المستويه,غادره ,عاد من حيث اتى ,ترك الماضي في بياته المستكين لشخص لا يزال فيه بقايا زمن مندثر .
قريبا ستسقط اخر ورقه يابسه , ستحملها الريح الى مكان سحيق
لكن الشاهد الباقي بأرض الحمى .
من سيحمله هو الى قبره المحفور بأرض اللوز المحتضر !!!!!
بخطى السنين الضائعه والماضي المغادرالى بياته أطل , شارد النظرات ,موجوع كطفل صهرته الحمى ,رغم بياض ملابسه ونضاره ملامحه ,عيناه تنهزم امام الحمى ، اشجار اللوز وزرقه السماء ’ أطل بعد ان فقدت ذاكرته جل تفاصيل المكان . اه الان عادت بقوه كصفحه مراه ناصعه ، هنا وهناك وفي كل شبر من ارض اللوز ،من حصى الحمى المتناثره , من جذوع شجر اللوز الموغله في شيخوختها ، ارتسمت من جديد بكل تفصيلاتها ,افراحها رغم الشقاء المرير ‘ صبايا وصبيه , رجال ونساء ،مروا من هنا ذات يوم , مروا ومر معهم ,غادروا جميعهم عدا هذا الحمى الباكي على اطلاله البائده .يوما ما كل ما يذكر ان الناس كانت تمازحه ، تربت على كتفه ،تدغدغ شعر رأسه المتجعد .
مشدوه الملامح ,ضائع ثقيل الخطى , رغم نضاره وجهه الا ان خطوط زمن ترتسم حول عينيه , وبدايه تجاعيد وندوب تبعث اخبار سنين لا تخلو من مرارات مكبوته .
واقفا على اقدام منهكه يسترجع بياض الحمى المائل ,اشجار اللوز عندما تنشر سحابه بيضاء من الزهور . تحاكى رويان الارض وصفو السماء.جاء كأنما يود ان ينتزع الماضي من عهده القديم .
خرج فجأه من بين الاشجار , تسبقه خشخشه خطوه المتلاحق , توقف ,عيناه وعينا الغريب , تلاقتا في دهشه ,دون حديث ,دون همس , فقط نظرات صامته,لكنها معبره الى حد التوحد, ثياب بيضاء ناصعه واخرى تحكي زمن مفقود , تحكي شيخوخه اللوز , وجدب الارض ,والسؤال الحاضر , ...من ؟
سؤال منقوش على شفاه بيضاء ,على وجه متجهم , صامت الى حد الموت , الوجه الباقى, الحاضر موت كل هذه السنين , الحاضر سقوط كل ورقه , كل غصن , الحاضر يباس الارض وهروب المطر , ثوب اغبر , كوت اسود ضائع اللون مهتريء الاطراف ,كفوف كجذوع الاشجار الشائخه .
- منهم انت , منهم , القتله الباكين على قتلاهم . هز رأسه ناضرا الى الغريب المشدوه الى حد الجمود .
- ابحث عن "حمى المرضى" غاصا متلعثما باح الصوت .
جدي ترك لى اراضي ,اشجار لوز, ترك ...........
قاطعه : لوز لوز
-امامك المقابر ابحث عن بقايا اللوز المدفون تحت اقدامك , كل هذه السنين , اعرف حتى عدد الحصى , احصى تاريخ جميع الايام الماطره , السنين البائسه ال............
كان الغريب يقطع الحمى سائرا في عتمه الغروب , يسمع نحيب اشجار اللوز ,تهزها الريح بكاء الحصى المتناثره .
سائرا الى حيث يترك وراءه مقابر جماعيه لبقايا اشجار محتضره , بينما تصطك قدمه في
شاهد قبر محفور عند طرف اللوز . قبر لا تزال تربته طرية , تمعن في زواياه الاربع وارضيته المستويه,غادره ,عاد من حيث اتى ,ترك الماضي في بياته المستكين لشخص لا يزال فيه بقايا زمن مندثر .
قريبا ستسقط اخر ورقه يابسه , ستحملها الريح الى مكان سحيق
لكن الشاهد الباقي بأرض الحمى .
من سيحمله هو الى قبره المحفور بأرض اللوز المحتضر !!!!!
تعليق