من يستمع للمسؤولين في البدان العربية وخاصة عندنا في البلد ومن يتابع الصحف وقنواتنا العربية الرسمية منها يجد عجبا عجابا بين المداحين والدجالين وبين من يشتكي ويبكي تمثيلا لا حقيقة ففي اعتقادي لقد تفوق رواد تلك القنوات الرسمية على قنوات الدجل والشعوذه فلا أدري من أين يأتون بسحرهم هذا هل هو من قلة حيلة المواطن وضعفه وجهله أحينا وخوفه أم أنهم يستمدونها من قوة سلطتهم ونفوذهم الواسع على مواقع اتخاذ القرار فقط حتى غدو كالآكلة تحصد كل شيء لا يردها حتى الموت فهي تفرخ من هو أشد منها أكلا ..
قبل مدة تابعت برامجا أذهلتني أفلاما وثائقية لكني للأسف مع كل ما بذل فيها من جهد شككت فيها لأن تلك القنوات أصابتنا بالغثاء وتعودنا على كذبها فأصبحنا حتى الصدق لا ننتبه إليه فلله در الصادقين أين نجدهم
لا أدري لماذا بتنا نكره قنواتنا العربية الرسمية ونصفها دائما ومن فيها بالمساكين لأنهم دائما اتخذوا من الكذب وجبة دسمة يلوكونها صبح مساء دون أن يخجلوا !! أو على أقل تقدير يحترموا عقل هذا المواطن المسكين فهم يكذبون ويدرون أنهم يكذبون وفوق ذلك يحلفون بالله إنا لصادقين !!
تأملوا معي هذا المقال الذي أتفق مع كاتبه وأختلف في أمور ومن جرب مرة حذر ألف مرة
(( مقالة خدعونا فقالوا .. التي رفضت جرائدنا نشرها ..
عندنا أكبر مطار وأضخم أسطول جوي وأنظف مرافق وأوسع وأرتب شوارع وأحدث مبان .. الأمن والإيمان يرفرف علينا فنحن مجتمع ملائكي أكثر منه إنساني .. كلنا طبلنا وكلنا سنطبل لأي منتج وطني فلقد كان النقد وما زال قدحا في المواطنة ونكرانا لما تحقق من معجزات .. كنا ومازلنا نقف أمام المسئول وفرائصنا ترتعد من الخوف نتكلم معه همسا وإن علا ضجيجه نتبسم له وإن تجهم في وجوهنا نلين له جانب الحديث وإن أغلظ علينا إذا صفعنا بعبارة جارحة قلنا له أحسنت فأنت المسئول وترى ما لا نرى وإن رأينا مواطنا مشاغبا اعتذرنا بكل عبارات الاستجداء نيابة عنه فهو جاهل لا يحترم المسئولين فأدمن الموظفون استضعاف هذا المواطن الصالح الذي ( يدربي ) رأسه مهرولا بين موظف وآخر .. واستنبتنا تقليد المعاريض بما فيها من عبارات الرجاء والاستعطاف .. فتحولنا إلى قطعان من الناس تجيد التقليد وتتوحش من الإبداع خشية أن يكون ضربا من الابتداع.
وفجأة اكتشفنا أن الكثير من إنجازاتنا لم تكن سوى سراب بقيعة .. وفشلت إدارات التخطيط لأنها لم تجد من يتحداها في خططها ويختبر مصداقيتها وصلاحيتها للمستقبل .. وفشلت أجهزتنا الرقابية عندما تعطلت عملياتها وترهلت إجراءاتها .. فتفشى الفساد وأصبح جزءا من الخصوصية.
تجاوزنا العالم من حولنا ونحن مازلنا نتحدث عن إنجازات أسطورية هي في الواقع بقايا من الماضي نذرف عليها دموع الذكريات .. شوارعنا ضاقت بسياراتنا لأن الذي خطط لشوارعنا لم يكن يعرف شيئا اسمه المستقبل .. وتحولت الأنظمة البيروقراطية إلى نصوص شرعية غير قابلة للتغير أو التأويل .. وامتزج الدين بالعادات والتقاليد فضاق هامش الاختيار وانطفأ التنوع وتضخم الممنوع إلى درجة صادرت حريات الناس التي كفلها الدين قبل صهره في بوتقة الخصوصية .. واكتشفنا أن مطاراتنا عاجزة عن المنافسة وأن طائراتنا متخلفة مقارنة بغيرها وأن أنظمتنا بالية وأن جرأتنا في تطبيق النظام قد نال منها الوهن ما نال فتفشت الجرائم وتنوعت وتقنن ( النصب ) .. وسمي ( النصابون ) بأسماء استثمارية من شركات توظيف الأموال إلى هوامير الأسهم الذين مارسوا أكبر سرقة في تاريخ البشرية إلى شركات العقارات الوهمية .. يسرقون قوت المواطن ومدخراته يحلقون به في فضاءات الأحلام وفجأة يكتشف الحقيقة ثم لا يجد له نصيرا .. فيكون هو الخاسر والملوم.
نقف أمام نقاط التفتيش على الطرقات وفي المطارات نتصبب عرقا مع أننا والله أبرياء .. لكننا نخشى تقلب المزاج .. ونصطف مؤدبين أمام كاونترات الخدمة والموظف يغازل بجواله والواسطات تتساقط عليه من كل جانب .. تخرج من بلدك حزينا بسبب سوء التوديع وتعود إليه منكسرا بسبب سوء الاستقبال .. وكيف لمواطن هذا حاله أن يقود التنمية أو أن يسهم في البناء.
جامعاتنا تحولت إلى مدارس ثانوية أو هي أدنى لأن الأمور وليت إلى غير أهلها وفقا لمتلازمة : مَن يعرفُ مَن؟ ومَن يخدمُ مَن؟ ومن يصاهرُ من؟ وغلبت الثقة وغابت الكفاءة عن المناصب فعقم النظام الإداري عن تطوير نفسه أو المحافظة على حد أدنى من الكفاءة.
لدينا كل شيء على الورق جميل ومبهر لكنه في الواقع معضلة .. ولدينا كل شيء ممكن بالواسطة وبدونها يكتوي الناس بنيران الحاجة .. ولدينا نوايا للإصلاح ولكنها توأد بسهولة والمجالس البلد?ة خير مثال.
لا أريد منزلا .. فقد تبت عن هذا الحلم .. ولا أريد أن أسدد ديوني فقد تأقلمت على هم الليل وذل النهار ..
أريد فقط مؤسسات تصون كرامتي وتحترم آدميتي .. تلك صرخة يقولها الكثيرون فهل تجد من يحولها إلى نظام قابل للتطبيق. ))
للكاتب الدكتور عبدالله بن موسى الطاير
قبل مدة تابعت برامجا أذهلتني أفلاما وثائقية لكني للأسف مع كل ما بذل فيها من جهد شككت فيها لأن تلك القنوات أصابتنا بالغثاء وتعودنا على كذبها فأصبحنا حتى الصدق لا ننتبه إليه فلله در الصادقين أين نجدهم
لا أدري لماذا بتنا نكره قنواتنا العربية الرسمية ونصفها دائما ومن فيها بالمساكين لأنهم دائما اتخذوا من الكذب وجبة دسمة يلوكونها صبح مساء دون أن يخجلوا !! أو على أقل تقدير يحترموا عقل هذا المواطن المسكين فهم يكذبون ويدرون أنهم يكذبون وفوق ذلك يحلفون بالله إنا لصادقين !!
تأملوا معي هذا المقال الذي أتفق مع كاتبه وأختلف في أمور ومن جرب مرة حذر ألف مرة
(( مقالة خدعونا فقالوا .. التي رفضت جرائدنا نشرها ..
عندنا أكبر مطار وأضخم أسطول جوي وأنظف مرافق وأوسع وأرتب شوارع وأحدث مبان .. الأمن والإيمان يرفرف علينا فنحن مجتمع ملائكي أكثر منه إنساني .. كلنا طبلنا وكلنا سنطبل لأي منتج وطني فلقد كان النقد وما زال قدحا في المواطنة ونكرانا لما تحقق من معجزات .. كنا ومازلنا نقف أمام المسئول وفرائصنا ترتعد من الخوف نتكلم معه همسا وإن علا ضجيجه نتبسم له وإن تجهم في وجوهنا نلين له جانب الحديث وإن أغلظ علينا إذا صفعنا بعبارة جارحة قلنا له أحسنت فأنت المسئول وترى ما لا نرى وإن رأينا مواطنا مشاغبا اعتذرنا بكل عبارات الاستجداء نيابة عنه فهو جاهل لا يحترم المسئولين فأدمن الموظفون استضعاف هذا المواطن الصالح الذي ( يدربي ) رأسه مهرولا بين موظف وآخر .. واستنبتنا تقليد المعاريض بما فيها من عبارات الرجاء والاستعطاف .. فتحولنا إلى قطعان من الناس تجيد التقليد وتتوحش من الإبداع خشية أن يكون ضربا من الابتداع.
وفجأة اكتشفنا أن الكثير من إنجازاتنا لم تكن سوى سراب بقيعة .. وفشلت إدارات التخطيط لأنها لم تجد من يتحداها في خططها ويختبر مصداقيتها وصلاحيتها للمستقبل .. وفشلت أجهزتنا الرقابية عندما تعطلت عملياتها وترهلت إجراءاتها .. فتفشى الفساد وأصبح جزءا من الخصوصية.
تجاوزنا العالم من حولنا ونحن مازلنا نتحدث عن إنجازات أسطورية هي في الواقع بقايا من الماضي نذرف عليها دموع الذكريات .. شوارعنا ضاقت بسياراتنا لأن الذي خطط لشوارعنا لم يكن يعرف شيئا اسمه المستقبل .. وتحولت الأنظمة البيروقراطية إلى نصوص شرعية غير قابلة للتغير أو التأويل .. وامتزج الدين بالعادات والتقاليد فضاق هامش الاختيار وانطفأ التنوع وتضخم الممنوع إلى درجة صادرت حريات الناس التي كفلها الدين قبل صهره في بوتقة الخصوصية .. واكتشفنا أن مطاراتنا عاجزة عن المنافسة وأن طائراتنا متخلفة مقارنة بغيرها وأن أنظمتنا بالية وأن جرأتنا في تطبيق النظام قد نال منها الوهن ما نال فتفشت الجرائم وتنوعت وتقنن ( النصب ) .. وسمي ( النصابون ) بأسماء استثمارية من شركات توظيف الأموال إلى هوامير الأسهم الذين مارسوا أكبر سرقة في تاريخ البشرية إلى شركات العقارات الوهمية .. يسرقون قوت المواطن ومدخراته يحلقون به في فضاءات الأحلام وفجأة يكتشف الحقيقة ثم لا يجد له نصيرا .. فيكون هو الخاسر والملوم.
نقف أمام نقاط التفتيش على الطرقات وفي المطارات نتصبب عرقا مع أننا والله أبرياء .. لكننا نخشى تقلب المزاج .. ونصطف مؤدبين أمام كاونترات الخدمة والموظف يغازل بجواله والواسطات تتساقط عليه من كل جانب .. تخرج من بلدك حزينا بسبب سوء التوديع وتعود إليه منكسرا بسبب سوء الاستقبال .. وكيف لمواطن هذا حاله أن يقود التنمية أو أن يسهم في البناء.
جامعاتنا تحولت إلى مدارس ثانوية أو هي أدنى لأن الأمور وليت إلى غير أهلها وفقا لمتلازمة : مَن يعرفُ مَن؟ ومَن يخدمُ مَن؟ ومن يصاهرُ من؟ وغلبت الثقة وغابت الكفاءة عن المناصب فعقم النظام الإداري عن تطوير نفسه أو المحافظة على حد أدنى من الكفاءة.
لدينا كل شيء على الورق جميل ومبهر لكنه في الواقع معضلة .. ولدينا كل شيء ممكن بالواسطة وبدونها يكتوي الناس بنيران الحاجة .. ولدينا نوايا للإصلاح ولكنها توأد بسهولة والمجالس البلد?ة خير مثال.
لا أريد منزلا .. فقد تبت عن هذا الحلم .. ولا أريد أن أسدد ديوني فقد تأقلمت على هم الليل وذل النهار ..
أريد فقط مؤسسات تصون كرامتي وتحترم آدميتي .. تلك صرخة يقولها الكثيرون فهل تجد من يحولها إلى نظام قابل للتطبيق. ))
للكاتب الدكتور عبدالله بن موسى الطاير
تعليق