Unconfigured Ad Widget

Collapse

( مشاهير القرية) " قصة أدبية مغلفة بالخيال من زهران

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • موسى سعيد
    عضو
    • Aug 2007
    • 2

    ( مشاهير القرية) " قصة أدبية مغلفة بالخيال من زهران

    مشاهير القرية
    المكان" سد الحوية(1) "، المزرعة تتسع في كل صوب ، والجبال تحتضن الوادي حباً . المكان يحظى بالتقدير وذاع صيته في الآفاق و "جينس(2)" يستشير موسوعته . الشنفرى(3) يجرَّب ساقيه في ماراثون التحدي. الخصوبة تردم المكان ، والأرض ولود، وودود ، ولكنها ؛ يوماً أجدبت...
    الناس يستشرفون السماء ، و"فقيه" القرية يهيء خطبة الاستسقاء ويستعد للصلاة. خرج الناس من بيوتهم لصلاة يندحر فيها الوسواس ، ويخنس فيها الشيطان . الخشوع يقتعد المصلى ، والجميع متوضئون ومخلصون، يحملون همَّها وهمَّ ما بعدها. تنتهي الصلاة . حوَّل الناس أرديتهم ليتغير حالهم. ويأتي دور ”البقرة(4)" والبهائم الرُّتَّع .البقرة تتجول في القرية والناس خلفها يتضرعون: يا لله يا كريم ، يا لله رحمتك(5)....البقرة تتنفس الصعداء بعد تمرين الصباح ، وأشك أن تنعم "بالمواص(6)" بعد اليوم، فهناك "جَنْبيَّه(7) " صنعت من موس ، بل وأسرع من الريح تنتظرها لتختصر حياتها الفاضلة ، ويتقاسم أفراد القرية لحمها الراعف.
    الوادي يكتحل بالسواد ، والسماء راعدة ، والبرق يخلخل السديم . إرهاصات المطر ، والغيوم تلقي بحملها وتختفي بعد أن رسمت لوحة السعادة وحنى قوس الرحمة. والناس يلهجون : "يا لله يا كريم".

    -------------------------
    1- (سد الحوية) : اسم لمزرعة ضخمة ومشهورة في أرض دوس بالباحة حيك حولها الكثير من الأساطير.
    2- (جينس) : اسم مشهور لموسوعة تهتم بالأرقام القياسية في العالم.
    3- (الشنفرى) : من أشهر عدائي العرب،عاش قبل الهجرة بسبعين سنة وقيل انه عاش في قبيلة زهران حيث سد الحوية.
    4- كان الأهالي يعتادون على إخراجها وقت الاستسقاء ولا ادري إن كان له أصول.
    5- دعاء يردده الأولون وهم يقتادون بقرة صبيحة صلاة الاستسقاء وليس له أصول شرعية .
    6- (المواص): شربة تقدم للبقر من النخالة وفتات السنابل .
    7- (الجنبيه) : خنجر حاد محني يستخدم زينة عادة.




    " مزنة " كانت في "سد الحوية" ، تلملم ما بقي من الحياة ، المزن يثخن السماء وتنهمر من جديد ، وإذ بـ"مزنة" تبحث عن شجرة ، ولكن الشجر قد تبلل ، ورائحة الطين تزخم الأنوف .
    الطيور تنتفض بعد أن ابتلعتها أشجار الوادي. جدران "سد الحوية" تستعد لمرور الماء ، والجبل يرسم حبلاً مبتسما كسناء الفضة ، والقرية تفتح آذانها للخرير..الهواء البارد يلف حول القرية والوادي ، ويلطف طبقات الجو، وحفيف الأشجار شحب صوته. تلصق "مزنة" جذعها بجذع شجرة،ولكن الورق لم يزال يرسل قطرات الغرق على بعضه ، ثم عليها..
    الطهارة في الوادي، والحب في القرية؛ يتعانقان . لغة التراب ولّت هاربة ، وثقافة الطين تنتشر بسرعة. عيد المطر يكتسيه سكان القرية حُلّة. السماء أقلعت ، وغاظت الأرض بالماء . تودع مزنة الشجرة وتتحرك وهي تلبس الماء على جسدها ، وتتثاقل خطاها . جلبابها الأحمر يلتصق بساقيها، ويعرقل عليها الحركة ." شيلتها وصمادتها(1) " تضاعف وزنهما ماءً ، وبَرْداً ، وكأنما تحمل رأسين. تصل البيت وقد تحوَّل إلى فوضى . الماء يتسلل في كل مكان دونما استئذان ، و"ملتها(2)" الملتهبة أنساها المطر حرارة اللقاء بها.
    دنفت الشمس وعصرت "مزنة" غرقها ، وهدَّت من رَوْع جِلدها ، لتبات في حجرتها على نغمات " قاطر(3) السقف " وهو يعزف " إيقاع الصحن" . "مزنة" تفترش وتلتحف ما لصق بها من مطر ، لتظهر آثار الغرق وجعاً على ظهرها وجنبيها بعد حين.
    -----------------------------------------

    1-( الشيلة) ملابس الرأس عند النساء.
    2-(الملة ): مكان في البيت يطبخ فيه الطعام.
    3- (القاطر)قطرات تتسرب من بين الطين والسواري وخشب السقف بعد هطول الأمطار.





    يصحو الناس ثاني أيام عيد المطر . الشمس تغمر الوادي حباً ، تجفف ملابسهم، وترصف لهم طريق الأمان. ينتشرون في الوادي بعد أن عالج المطر أديم الأرض . يهرع "مطر" يستشرف مستقبل البئر ، ويعيد ترتيب "خليجه(1)" وينظف مزرعته .الناس يتبادلون : "هَنيتكُم الرحمة" . وبدأت "الوسمية(2)" تنعش الشِّعب.
    ويستمر "سد الحوية" يحوي الحياة زمناً حتى أصبح رمزاً ، وصرحاً . خرَّج أجيالاً من الحبوب و وركم صوامعاً من الحصاد، وتغنى به الشعراء .
    ماتت "مزنة" ومات "مطر" . رُز" البكة ، وأبو بنت"، والحب "الاسترالي ، والكندي" تغزو القرية . "سد الحوية" أصبح كالأرملة ينتظر ، بل كالثكلى يئن، والناس يتدابرون الوادي ، وتقطَّعت صلة الأرحام به.
    المكان يجب أن يُدرس ديموغرافياً ، فالقرية سافرت ، ولا بد "لسد الحوية" أن يراجع حساباته . هناك ردة فعل قاسية تنتظر الأحفاد ؛ " الطلح" يتوالد ويشيخ على جنبات الوادي ، قسا أديمه الخصب ، وعَقُم رحمه الحميمي . تعود القرية من المدينة في رحلة الصيف ، ويشكل شباب القرية لجنة لترتيب المزرعة، ولكنهم غرزوا "يافطة" في نحر الوادي مكتوباً عليها : " ملعب "سد الحوية" يرحب بكم " .

    ----------------------------------------------

    1-(الخليج):ممر ماء المطر إلى المزرعة.
    2-(الوسمية):زمن ما بعد هطول الأمطار.
    ____________
    من مجموعتي القصصية / أسرار القرية
  • قينان
    أدعو له بالرحمه
    • Jan 2001
    • 7093

    #2


    الأخ العزيز موسى بن سعيد

    قصة رائعه تعيدنا إلى الماضي الذي كانت القلوب متوالفة وليست متخالفه..

    رغم مايكتنفها من بعض الجهل إلا أن الايمان كان يعمور قلوبهم..

    كان لديهم ثقة بالله وبكرمه على عبادة فكثيرا من الاحيان لاتنتهي الصلاة .

    إلا وبشائر الخير تتساقط .. والرعد يكاد يفجر أذانهم ومع سماع الرعد يصيحون ( يالله ياكريم)

    ومع سماع الصواعق يتعوذون من الشيطان ويضعون على الابواب قطعة حديد أوفاس حتى الشياطيم لاتدخل بيوتهم..

    هؤلاء ابانا واجدادنا ذهبوا بطيبتهم وفقرهم وجهلهم ببعض الامور الشرعية ..

    لي ملاحظة .

    لماذا لم تذكر قصة تقسيم سد الحويه وهناك بيوت من القصائد تذكر سد الحوية.

    الوسمية هي بداية حرث الحبوب ( الحنطة - الشعير - وغيرها وهي بداية فصل الربيع

    شكرا لك مرة أخرى
    sigpic

    تعليق

    • الشعفي
      مشرف المنتدى العام
      • Dec 2004
      • 3148

      #3
      ستعود ذكريات سد الحوية يوماً ما
      وتلك اللوحة التي كتب عليها ملعب سد الحوية ستزول
      ولكن نسأل الله تعالى ان لايزيل النعم عنا

      الأخ / موسى سعيد
      أسلوب قصصي جميل يربط الجيل الحاضر بتاريخهم
      ننتظر جديدك القادم من أسرار القرية
      دمت موفقاً
      من مواضيع الشعفي في منتدى الديرة

      تعليق

      • صقر العروبة
        عضو نشيط
        • Jan 2005
        • 837

        #4

        الأخ / موسى سعيد
        أسلوب جميل يربط الجيل الحاضر بتاريخهم
        ننتظر جديدك القادم من أسرار القرية

        ,,,,,,,, لك خالص التحية ,,,,,,,,,,

        تعليق

        Working...