أحبتي الفضلاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يتأهب كثير من الناس هذه الأيام للسفر داخل البلاد أو خارجها فتجد
المسافر يجمع المعلومات عن البلد الذي سيسافر إليه ويسأل عن الفنادق
والمطاعم والأماكن السياحية والأسعار ويصطحب معه ما يلزمه في سفره
وكل ذلك لا بأس به ولكن هناك أمر قد يغيب عن البعض بل لا يفكر فيه مطلقاً
ولايكلف على نفسه في البحث والسؤال عنه إلا وهو أحكام السفر وآدابه
فمن هو المسافر الذي حرص على الاطلاع والبحث والقراءة
عن أحكام السفر وآدابه؟
ومن المسافر الذي عزم على جمع بعض الكتب المتعلقة بالسفر ليصطحبها معه ؟
ومن المسافر الذي سأل آهل العلم والتخصص عن بعض ما يتعلق بأحكام السفر قبل سفره ؟
وفي هذا الموضوع نجمع بعض الآداب والأحكام المتعلقة بالسفر
التي قد يحتاج إليها المسافر وتنفعه بإذن الله
أيها الأحبة :
======
من عزم على السفر فليبدأ بالتوبة من المعاصي ويخرج من مظالم الخلق ويقضي
ما أمكنه من ديونهم، ويرد الودائع ثم يستحل ممن كان بينه وبينه مماطلة
في شيءأو مصاحبة. ويكتب وصيته ويوكل من يقضي دينه ما لم يتمكن من
قضائه ويترك لأهله ما يلزمهم من نفقة ونحوها. ويستحب له أن يطلب
رفيقاً موافقاراغبا بالخير عارفاً في الشر، إن نسي ذكره، وإن ذكر أعانه.
ويستحب السفريوم الخميس، لحديث كعب بن مالك رضي الله عنه قال:
قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في سفر إلا في يوم الخميس.
رواه أبو داود.
والسنة أن يخرج باكراً، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"اللهم بارك لأمتي في بكورها"
ونهى عن سفر الإنسان لوحده، لحديث عبد الله بن عمر قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لو أن الناس يعلمون من الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده))
رواه البخاري.
من أحكام السفر
========
أن المسافر قد يحتاج إلى الراحة بعض الوقت أثناء الطريق، خصوصا آخر الليل
فعليه أن يجتنب الطريق، لما وردعن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(( وعليكم بسير الليل فإن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار، وإياكم
والتعريسعلى الطرق – والتعريس نزول المسافر آخر الليل ساعة للاستراحة –
فإنها طرق الدواب ومأوى الحيات)).
ولا ينسى في أول سفره دعاء السفر:
((اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى
اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر
والخليفة في الأهل، اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء
المنقلب في المال والأهل)).
ومن أحكام السفر
قصر الصلاة وجمعها وهذا من رخص الله عز وجل علينا
فإن المسافر يجوز له أن يقصر الصلاة ويجمع أيضا مادام أنه مسافراحتى
يرجع إلى بلده، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
((كنا نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة لا نخاف
إلا الله عز وجل نصلي ركعتين))
رواه النسائي
فالمسافر يجوز له قصر الرباعية ركعتين، وله الجمع أيضا سواء جد به السير
أم لم يجد به السير مادام أنه مسافر لما رواه مسلم في صحيحه أن معاذ بن جبل
أخبره: أنهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الظهر والعصر، والمغرب
والعشاءقال: فأخر الصلاة يوما ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعاًًً ثم دخل
ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جميعاً.
ويسقط عن المسافر السنن الرواتب التي كان يصليها مقيما وهي راتبة الظهر
والمغرب والعشاء، وباقي السنن التي كان يحافظ عليها حال إقامته يفعلها في
السفر أيضا. أما راتبة الفجر والوتر فما كان يدعهما
رسول الله صلى الله عليه وسلمحضرا ولا سفرا.
ومن أحكام السفر
جواز أداء النوافل وكذلك الوتر على الدابة أو السيارة وهي تسير
وإن لم تكن إلى جهة القبلة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
((كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى السفر على راحلته حيث توجهت به
يومئ إيماءً صلاة الليل إلا الفرائض، ويوتر على راحلته)) متفق عليه.
ومن أحكام السفر
أن المصلي حال الجمع يصلى بأذان واحد وإقامتين.
وإذا صلى المسافر خلف إمام مقيم فإنه يتم الصلاة معه.
مسائل فقهية وفتاوى للمسافرين
يتبع إن شاء الله
تعليق