كتب ربكم على نفسه الرحمة
يبتلي الله العباد بالقحط وجدب الأرض وانقطاع المطر وما ينتج عن ذلك من ضعف الزرع وهلاك المواشي وهزالها ، كل هذا حتى يتذكر الناس تقصيرهم في جنب الله ، و هزال أرواحهم ، فينيبوا إليه ويستغفروه ويقيموا الصلاة ويتضرعوا إليه أن يزيل عنهم القحط والجدب ، و لو تاب الخلق إلى ربهم وأصلحوا ما بينهم وبينه لكفر عنهم سيئاتهم وأنزل عليهم بركات من السماء والأرض ، فإنه سبحانه غني عن تعذيب خلقه فهو الغني وهم الفقراء .
وفي قصص السلف الصالح عبرة وعظة في تعاملهم مع هذه الظاهرة الكونية و العبرة الإلهية ، وهذه نماذج من تلك القصص :
جاء قيم أرض أنس بن مالك رضي الله عنه إليه فقال : عطشت أرضوك ، فتردى أنس ، ثم خرج إلى البرية ، ثم صلى ودعا ، فثارت سحابة وغشيت أرضه ومطرت حتى ملأت صهريجه وذلك في الصيف ، فأرسل بعض أهله فقال : انظر أين بلغت ؟ فإذا هي لم تعد أرضه إلا يسيراً .
وخرج أهل دمشق يستسقون وفيهم بلال بن سعد فقام فقال : يا معشر من حضر ألستم مقرين بالإساءة ؟ قالوا : نعم ، قال : اللهم إنك قلت : { ما على المحسنين من سبيل } ، وقد أقررنا بالإساءة ، فاعف عنا واسقنا ، فسقي الناس يومئذ .
وقحط الناس في بعض السنين آخر مدة الناصر فأمر القاضي منذر بن سعيد بالبروز إلى الاستسقاء بالناس ، فصام أياماً وتأهب ، واجتمع الخلق في مصلى الربض وصعد الناصر في أعلى قصره ليشاهد الجميع ، فأبطأ منذر ثم خرج راجلاً متخشعاً وقام ليخطب ، فلما رأى الحال بكى ونشج وافتتح خطبته بأن قال : سلام عليكم ، ثم سكت شبه الحسير ، ولم يكن من عادته ، فنظر الناس بعضهم إلى بعض لا يدرون ما عراه ، ثم اندفع فقال : سلام عليكم { كتب ربكم على نفسه الرحمة } استغفروا ربكم وتوبوا إليه ، وتقربوا بالأعمال الصالحة لديه ، فضج الناس بالبكاء ، وجأروا بالدعاء والتضرع ، وخطب فأبلغ ، فلم ينقض القوم حتى نزل غيث عظيم .فهل علم الناس لماذا يدعون اليوم فلا يغاثون ، ويستسقون فلا يسقون ؟!
يبتلي الله العباد بالقحط وجدب الأرض وانقطاع المطر وما ينتج عن ذلك من ضعف الزرع وهلاك المواشي وهزالها ، كل هذا حتى يتذكر الناس تقصيرهم في جنب الله ، و هزال أرواحهم ، فينيبوا إليه ويستغفروه ويقيموا الصلاة ويتضرعوا إليه أن يزيل عنهم القحط والجدب ، و لو تاب الخلق إلى ربهم وأصلحوا ما بينهم وبينه لكفر عنهم سيئاتهم وأنزل عليهم بركات من السماء والأرض ، فإنه سبحانه غني عن تعذيب خلقه فهو الغني وهم الفقراء .
وفي قصص السلف الصالح عبرة وعظة في تعاملهم مع هذه الظاهرة الكونية و العبرة الإلهية ، وهذه نماذج من تلك القصص :
جاء قيم أرض أنس بن مالك رضي الله عنه إليه فقال : عطشت أرضوك ، فتردى أنس ، ثم خرج إلى البرية ، ثم صلى ودعا ، فثارت سحابة وغشيت أرضه ومطرت حتى ملأت صهريجه وذلك في الصيف ، فأرسل بعض أهله فقال : انظر أين بلغت ؟ فإذا هي لم تعد أرضه إلا يسيراً .
وخرج أهل دمشق يستسقون وفيهم بلال بن سعد فقام فقال : يا معشر من حضر ألستم مقرين بالإساءة ؟ قالوا : نعم ، قال : اللهم إنك قلت : { ما على المحسنين من سبيل } ، وقد أقررنا بالإساءة ، فاعف عنا واسقنا ، فسقي الناس يومئذ .
وقحط الناس في بعض السنين آخر مدة الناصر فأمر القاضي منذر بن سعيد بالبروز إلى الاستسقاء بالناس ، فصام أياماً وتأهب ، واجتمع الخلق في مصلى الربض وصعد الناصر في أعلى قصره ليشاهد الجميع ، فأبطأ منذر ثم خرج راجلاً متخشعاً وقام ليخطب ، فلما رأى الحال بكى ونشج وافتتح خطبته بأن قال : سلام عليكم ، ثم سكت شبه الحسير ، ولم يكن من عادته ، فنظر الناس بعضهم إلى بعض لا يدرون ما عراه ، ثم اندفع فقال : سلام عليكم { كتب ربكم على نفسه الرحمة } استغفروا ربكم وتوبوا إليه ، وتقربوا بالأعمال الصالحة لديه ، فضج الناس بالبكاء ، وجأروا بالدعاء والتضرع ، وخطب فأبلغ ، فلم ينقض القوم حتى نزل غيث عظيم .فهل علم الناس لماذا يدعون اليوم فلا يغاثون ، ويستسقون فلا يسقون ؟!
تعليق