أتى ابن ((البندر)) عبدالقدوس الى تلك الحارة شبه المغلقة ((الورديه)) للسكن مستأجرا في احد بيوتها بعد ان تم تعيينه مدرسا في الحارة المجاورة ((الزيتونه))التي تكتض بالسكان وتسكن على الضجيج ,كان ذلك قبل ما يقارب العشر سنوات من ولوجه للمصحة النفسيه كأحد المرضى.
دخل الاستاذ عبدالقدوس الحارة بقامته المتوسطة الطول وبذلته الرسمية المتكاملة وقد سرّح شعره الى الجهة اليمنى مخفيا تحته بدايات صلع تدل على عمره الاربعيني مبتسمل لكل من يقابله وقد حمل وجهه تقاسيم رجل مرح وبعض التجاعيد التي تعلوا عينيه المتقدتين الحادة النظرات ولايكاد يخفف بريقهما الى هدو وجنتيه المائلتين الى السمار ونعومة ملمس كفيه الصغيرين التي لايتوانا ان يصافح بكلتيهما كل من يلقي عليه السلام , دخل وهو يحمل بين اضلعه اصالة البندري وطيبة اخلاقه ممزوجة بثقافة عالية اكتسبها اثناء دراسته مضافا اليها سعة اطلاعه بكل الوسائل المتاحة كالمذياع والصحف وما ينشر من كتب وقصص ولم يكن عبدالقدوس شديد الافصاح عن ما يخالج نفسه من تذمر لبعض ما يعتقده معيقا للنجاح وهو وان كان لايواجه التيار المعاكس الا انه لا يرمي بنفسه في طريقه ولا ينجرف معه وانما يحاول تجنبه قدر المستطاع ولا بأس بخطوة او خطوتين او بضع خطوات مع التيار او ضده احيانا .
لم يحتج اهل الحارة الى وقتٍ طويل حتى يدركوا ان عبدالقدوس انسانٌ مثقف ومفكر ماهر فقد عرفوا ذلك من بدايات الحديث معه ,كما انه لم يغب عنهم ما يحمله من اصالة وشهامة وحكمة فطرية لاتكاد تنفك عنه في كل محاور حديثه معهم .
سكن عبدالقدوس في غرفة صغيرة فوق سطح المقهى الذي يتوسط الحارة وقد طليت جدرانها الداخلية بصبغٍ رمادي اللون تزينه بعض النقوش الحمراء من الوسط بشكل متصل على جميع جدران الغرفة وزين سقفها باللون الابيض الذي يمتد من وسطه سلكا كهربائيا بطول قدمين وضعت في نهايته مصباحا كهربائيا .وتطل شرفة الغرفة الصغيرة على ميدان الحارة وفي تلك الشرفة ذات السياج الخشبي تعود عبدالقدوس الجلوس كل عصرية ليشرب الشاي ويقرأ كتابا يغرق في قرأته .
وهناك في الجهة المقابلة للقهوة يقف حميدو النحيل شديد البياض ذو العرين عاما بجوار طاولة ملئة بانواع الحلوى التي يحبها اكثر اهل الحارة ولم يكن غريبا ان ينزل الاستاذ عبد القدوس من غرفته متجها الى طاولة الحلواني ليتذوق من اصناف الحلوى ويبتاع منها .......
ومع كل حلوى يتذوقها الاستاذ لايتوانى في كيل المديح وابداء اعجابه بها والحقيقة ان هذا ديدن كل اهل الحارة فقد كانت حلوى حارة الوردية ذات مذاق خاص وشهرة واسعة .
وذات يوم اخذ الاستاذ حلواه واتجه الى احد الكراسي القابعة خارج القهوة وليحتسي استاذنا فنجانا من القهوة على لقيمات من حلواه وسريعا يبادره صبحي بالشيشة المخصوصة والتي تعود الاستاذ ان يعمرها من حينٍ الى آخر وما هي الى لحظات حتى وصل المعلم شوقي الى مقهاه وليختار الجلوس الى جانب الاستاذ بعد ان استأذنه في الجلوس ,ومباشرة يعرض الاستاذ على المعلم ان يتذوق الحلوى فيأخذ المعلم قطعة صغيرة بلعها ثم اردف يكيل المديح للحلوى وصانعتها
.....تابع
دخل الاستاذ عبدالقدوس الحارة بقامته المتوسطة الطول وبذلته الرسمية المتكاملة وقد سرّح شعره الى الجهة اليمنى مخفيا تحته بدايات صلع تدل على عمره الاربعيني مبتسمل لكل من يقابله وقد حمل وجهه تقاسيم رجل مرح وبعض التجاعيد التي تعلوا عينيه المتقدتين الحادة النظرات ولايكاد يخفف بريقهما الى هدو وجنتيه المائلتين الى السمار ونعومة ملمس كفيه الصغيرين التي لايتوانا ان يصافح بكلتيهما كل من يلقي عليه السلام , دخل وهو يحمل بين اضلعه اصالة البندري وطيبة اخلاقه ممزوجة بثقافة عالية اكتسبها اثناء دراسته مضافا اليها سعة اطلاعه بكل الوسائل المتاحة كالمذياع والصحف وما ينشر من كتب وقصص ولم يكن عبدالقدوس شديد الافصاح عن ما يخالج نفسه من تذمر لبعض ما يعتقده معيقا للنجاح وهو وان كان لايواجه التيار المعاكس الا انه لا يرمي بنفسه في طريقه ولا ينجرف معه وانما يحاول تجنبه قدر المستطاع ولا بأس بخطوة او خطوتين او بضع خطوات مع التيار او ضده احيانا .
لم يحتج اهل الحارة الى وقتٍ طويل حتى يدركوا ان عبدالقدوس انسانٌ مثقف ومفكر ماهر فقد عرفوا ذلك من بدايات الحديث معه ,كما انه لم يغب عنهم ما يحمله من اصالة وشهامة وحكمة فطرية لاتكاد تنفك عنه في كل محاور حديثه معهم .
سكن عبدالقدوس في غرفة صغيرة فوق سطح المقهى الذي يتوسط الحارة وقد طليت جدرانها الداخلية بصبغٍ رمادي اللون تزينه بعض النقوش الحمراء من الوسط بشكل متصل على جميع جدران الغرفة وزين سقفها باللون الابيض الذي يمتد من وسطه سلكا كهربائيا بطول قدمين وضعت في نهايته مصباحا كهربائيا .وتطل شرفة الغرفة الصغيرة على ميدان الحارة وفي تلك الشرفة ذات السياج الخشبي تعود عبدالقدوس الجلوس كل عصرية ليشرب الشاي ويقرأ كتابا يغرق في قرأته .
وهناك في الجهة المقابلة للقهوة يقف حميدو النحيل شديد البياض ذو العرين عاما بجوار طاولة ملئة بانواع الحلوى التي يحبها اكثر اهل الحارة ولم يكن غريبا ان ينزل الاستاذ عبد القدوس من غرفته متجها الى طاولة الحلواني ليتذوق من اصناف الحلوى ويبتاع منها .......
ومع كل حلوى يتذوقها الاستاذ لايتوانى في كيل المديح وابداء اعجابه بها والحقيقة ان هذا ديدن كل اهل الحارة فقد كانت حلوى حارة الوردية ذات مذاق خاص وشهرة واسعة .
وذات يوم اخذ الاستاذ حلواه واتجه الى احد الكراسي القابعة خارج القهوة وليحتسي استاذنا فنجانا من القهوة على لقيمات من حلواه وسريعا يبادره صبحي بالشيشة المخصوصة والتي تعود الاستاذ ان يعمرها من حينٍ الى آخر وما هي الى لحظات حتى وصل المعلم شوقي الى مقهاه وليختار الجلوس الى جانب الاستاذ بعد ان استأذنه في الجلوس ,ومباشرة يعرض الاستاذ على المعلم ان يتذوق الحلوى فيأخذ المعلم قطعة صغيرة بلعها ثم اردف يكيل المديح للحلوى وصانعتها
.....تابع
تعليق