Unconfigured Ad Widget

Collapse

صانعة الحلوى

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • الغمر
    مشرف منتدى شعبيات
    • Feb 2002
    • 2328

    صانعة الحلوى

    أتى ابن ((البندر)) عبدالقدوس الى تلك الحارة شبه المغلقة ((الورديه)) للسكن مستأجرا في احد بيوتها بعد ان تم تعيينه مدرسا في الحارة المجاورة ((الزيتونه))التي تكتض بالسكان وتسكن على الضجيج ,كان ذلك قبل ما يقارب العشر سنوات من ولوجه للمصحة النفسيه كأحد المرضى.
    دخل الاستاذ عبدالقدوس الحارة بقامته المتوسطة الطول وبذلته الرسمية المتكاملة وقد سرّح شعره الى الجهة اليمنى مخفيا تحته بدايات صلع تدل على عمره الاربعيني مبتسمل لكل من يقابله وقد حمل وجهه تقاسيم رجل مرح وبعض التجاعيد التي تعلوا عينيه المتقدتين الحادة النظرات ولايكاد يخفف بريقهما الى هدو وجنتيه المائلتين الى السمار ونعومة ملمس كفيه الصغيرين التي لايتوانا ان يصافح بكلتيهما كل من يلقي عليه السلام , دخل وهو يحمل بين اضلعه اصالة البندري وطيبة اخلاقه ممزوجة بثقافة عالية اكتسبها اثناء دراسته مضافا اليها سعة اطلاعه بكل الوسائل المتاحة كالمذياع والصحف وما ينشر من كتب وقصص ولم يكن عبدالقدوس شديد الافصاح عن ما يخالج نفسه من تذمر لبعض ما يعتقده معيقا للنجاح وهو وان كان لايواجه التيار المعاكس الا انه لا يرمي بنفسه في طريقه ولا ينجرف معه وانما يحاول تجنبه قدر المستطاع ولا بأس بخطوة او خطوتين او بضع خطوات مع التيار او ضده احيانا .
    لم يحتج اهل الحارة الى وقتٍ طويل حتى يدركوا ان عبدالقدوس انسانٌ مثقف ومفكر ماهر فقد عرفوا ذلك من بدايات الحديث معه ,كما انه لم يغب عنهم ما يحمله من اصالة وشهامة وحكمة فطرية لاتكاد تنفك عنه في كل محاور حديثه معهم .
    سكن عبدالقدوس في غرفة صغيرة فوق سطح المقهى الذي يتوسط الحارة وقد طليت جدرانها الداخلية بصبغٍ رمادي اللون تزينه بعض النقوش الحمراء من الوسط بشكل متصل على جميع جدران الغرفة وزين سقفها باللون الابيض الذي يمتد من وسطه سلكا كهربائيا بطول قدمين وضعت في نهايته مصباحا كهربائيا .وتطل شرفة الغرفة الصغيرة على ميدان الحارة وفي تلك الشرفة ذات السياج الخشبي تعود عبدالقدوس الجلوس كل عصرية ليشرب الشاي ويقرأ كتابا يغرق في قرأته .
    وهناك في الجهة المقابلة للقهوة يقف حميدو النحيل شديد البياض ذو العرين عاما بجوار طاولة ملئة بانواع الحلوى التي يحبها اكثر اهل الحارة ولم يكن غريبا ان ينزل الاستاذ عبد القدوس من غرفته متجها الى طاولة الحلواني ليتذوق من اصناف الحلوى ويبتاع منها .......
    ومع كل حلوى يتذوقها الاستاذ لايتوانى في كيل المديح وابداء اعجابه بها والحقيقة ان هذا ديدن كل اهل الحارة فقد كانت حلوى حارة الوردية ذات مذاق خاص وشهرة واسعة .
    وذات يوم اخذ الاستاذ حلواه واتجه الى احد الكراسي القابعة خارج القهوة وليحتسي استاذنا فنجانا من القهوة على لقيمات من حلواه وسريعا يبادره صبحي بالشيشة المخصوصة والتي تعود الاستاذ ان يعمرها من حينٍ الى آخر وما هي الى لحظات حتى وصل المعلم شوقي الى مقهاه وليختار الجلوس الى جانب الاستاذ بعد ان استأذنه في الجلوس ,ومباشرة يعرض الاستاذ على المعلم ان يتذوق الحلوى فيأخذ المعلم قطعة صغيرة بلعها ثم اردف يكيل المديح للحلوى وصانعتها
    .....تابع
    لعيونك
  • ابن مرضي
    إداري
    • Dec 2002
    • 6171

    #2
    أبا هاشم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

    لحضورك خصوصية فريدة ، تماما كخصوصية الغيث الذي يأتي في وقته فيجعل الرجل يشعر بأنه في عنفوان الشباب .

    نتابع ونستمتع ، فالموضوع فيه حلوى وحلاوة .
    كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

    تعليق

    • الراس الصغير
      عضو نشيط
      • Oct 2006
      • 406

      #3
      يا سلام عليك يالغمر..وصدق من سماك الغمر

      ياغمر لي طلب انك تكمل ولا تزيد تاهب لنا ابداع جميل مثل هذا الابداع ولا تكمله..بل كمله تكفى انحن ما نستاهل
      التسحيب..وسحبه عند باب القصر تسحيب
      نحن نستنى التكمله يا غمر زهران

      ها لا تتأخر علينا حظهّ قوام وانا اخوك قبل العيد..

      انت مبدع ورائع فا الله يحفظك كمل المشوار يا غمر.
      sigpic

      تعليق

      • الغمر
        مشرف منتدى شعبيات
        • Feb 2002
        • 2328

        #4
        يا حليفي وش تحالفنا عليه الا على الزحمات
        وصلت رسالتك وسعدت بها وبما احتوت ولك جزيل الشكر على ملاحظاتك وتوجيهاتك واعدك بمحاولة تلافي ما وقعت فيه من اخطاء املائية كانت او بلاغية وللعجلة ولقلة الدراية ولعدم المراجعة دور
        ((لا استغني دائما عن توجيهاتك)).

        الراس الصغير ..اقول بصدق انني قد اوقعت نفسي في مأزق عندما كتبت هذه القصة .وذلك لسببين
        الاول:- انني لست من مجيدي فن كتابة القصص,
        الثاني:- انني كتبت هذه القصة مسترسلا واثناء جلوسي امام الحاسوب ووضعت لها بداية ووضعت لها نهاية دون حساب لكيف سيكون مجرى احداث القصة.وبمراجعتها فيما بعد وجدت فيها من الاخطاء الموضوعية ما قد يكون سببا في تعطل مواصلتي لسرد القصة ولو باقل درجات القبول ويبقى على الاجتهاد والتوفبق اولا واخيرا من الله.

        وعليه فلا تتوقع مني الكثير ,والامر مجرد محاولة اتمنى من الله نجاحها.
        ((كتبت هذا الرد بعد انتهائي من كتابة الجزء الثاني))
        لعيونك

        تعليق

        • ابو عبدالمحسن
          عضو مميز
          • May 2002
          • 1041

          #5
          أخي الكريم الغمر

          كل عام وأنت والجميع بخير
          أتى العيد .. ولم أتذوق الحلاوة فلا تحرمنا من صانعهتا
          أتمنى لك دوام الصحة

          عساكم دوم بصحة ،،،
          لا تتجاهلن أحداً :
          لقد استمع نبي الله سليمان لحديث نملة .. فلست أنت بنبيٍ لله ولست أنا بنملة

          تعليق

          • الغمر
            مشرف منتدى شعبيات
            • Feb 2002
            • 2328

            #6
            كان الاستاذ عبد القدوس يصغي لما يقوله شوقي باحسان وتدب كلمات المديح الى عقله فتجد لها مستقرا في مخيلته .
            واثناء الذهول والشرود الذهني بذلك الوصف العجيب لصانعة الحلوى من سمو اخلاقها الى جميل خلْقها ومن رجاحة فكرها الى عزة نفسها ,يقف المعلم شوقي ليرد التحية على رجل القى السلام وهو في طريقه الى البيت المجاور لمحل الفاكهة بعد ان استقبله الفكهاني بكيسٍ ملئٍ بالتفاح .كان الرجل قصير القامة ذو شنب صغير ازال معظمه وابقى على ما قابل انفه الصغير الذي لا يكاد يرى في ذلك الوجه الدائري الذي تكدس اللحم في خديه, وقد وضع احدى يديه القصيرتين على تلك النظارة الدائرية الشكل السميكة العدسات بعد ان وصلت الى ارنبة انفه ووضع يده الاخرى على بطنه الكبيرة , دخل الى بيته وعين شوقي تراعيه رغم انهما قبل ذلك باشهر قد بلغا من الفرقة حدها وليصبح عدو الامس صديق اليوم... سأل الاستاذ عبد القدوس المعلم شوقي عن الرجل فيجيبه بانه رجلٌ مهم كان عضوا في حزب التجديد وانه كان في يوم ما من رجالات السياسة اسمه سعيد بيك .
            همّ الاستاذ بمغادرة المقهى ليصعد الى غرفته, ولكن الحّ عليه سؤالُ يريد ان يعرف له جوابا , ولم يتردد كثيرا ليسأل المعلم عن صلة قرابته بالحلوانيه , فيجيبه المعلم انه لاقرابة ولامعرفة بينهما ,فكيف عرفت عنها كل ما قلت كان سؤالا تشير اليه ملامح الاستاذ وكانت الاجابة سريعة : ان الناس يقولون ذلك. وصل الاستاذ غرفته وهو يفكر في البيك وفي الحلواني, اما سعيد بيك فلم يشغل به نفسه كثيرا فغداً يسأل عنه في المدرسة او يتعرف عليه ويعرف عنه ما يريد . اما صانعة الحلوى فكيف السبيل اليها ,ولتمر ليلته وهو يتموج مع افكاره المشتته.
            ذهب الاستاذ الى مدرسته صباحا وعاد وهو يحمل فكرة شبه متكاملة عن سعيد بيك الذي كان سياسيا مغمورا زجت به الصدف ليكون تجديديا وليكون دوره في الحزب كدور العشرات غيره ممن لا يقدمون ولا يؤخرون , ورغم ان الحزب بدأ متسترا مقموعا الا ان البعض من افراده قد وصلوا الى ذروة الهرم السياسي فيما بعد لما يتمتع به بعضهم من مواظبة عملية ومجهود مشهود , كما ان فيهم من يتمتع بقدرٍ عالٍ من الثقافة المستوردة المتأثرة اصلاُ بالثورة الفرنسية ,اما سعيد بيك فلم يعلم بنفسه الا وهو يسير في نفس المسار, الصدفة كما اشرنا سابقاُ هي من اقحمه في هذا الطريق.
            ورغم ذلك فقد اكتسب سعيد بيك خبرة لابأس بها ولقائط من ثقافة هامدة مكنته من اكتساب احترام اهل الحارة وخاصة بعض الوجهاء فيها,ولاسيما وان معظم اهل الحارة هم من البسطاء, ورغم ذلك فقد كان يفقد سيطرته على نفسه كثيرا خاصة عندما تتحول عنه الانظار لمن يراه اقل منه شأنا او يرى انه ليس جديرا بما يناله من اهتمام.
            احس الاستاذ عبد القدوس ان سعيد بيك يمكن ان يكون جليساُ له ويمكن ان يكون بينهما اكثر من نقطة التقاء.
            نزل الاستاذ الى ميدان الحارة واتجه مباشرة الى طاولة الحلوى طالبا حلواه المفضلة بالاضافة الى حلوى ام على وهو يحاول ملاطفة حميدو مادحا الحلوى تارة ومداعبا اياه تارة اخرى ,حتى انه سأله ما اذا كان يعرف سبب تسمية حلوى ام على بهذا الاسم , ويجيبه حميدو بالنفي فيخبره الاستاذ عن ((قصة ام على وانها كانت زوجة ملك مملوكي اسمه ايبك تزوجت به الملكة شجرة الدر ثم قتلته فثار عليها انصار الملك المقتول ونصبوا ابنه الطفل علياً ملكا وقتلوا شجرة الدر بالقباقب فوزعت ام على الحلوى التي صنعتها بنفسها وسميت باسمها لتعبر عن سرورها بالثأر لزوجها )).
            لم يكن حميدو يهتم لمثل تلك القصص وقد لاحظ الاستاذ ذلك ,فسأله عن من يصنع هذه الحلوى فجاوبه حميدو باني قد قلت لك من قبل انها ((الست حليمه)) ,وسأله هل هي متعلمة ,واجاب حميدو بنعم . وصل سعيد بيك الى الحاره فرفع الاستاذ له يده وعزمه على بعض الحلوى فاعتذر البيك وهنا نبه حميدو الاستاذ الى ان البيك لا يحب حلوى الست حليمة ...اما لماذا؟ فلان الناس كلهم يحبونها على حد زعم حميدو.
            هكذا عاش الاستاذ في تلك الحارة يسامر سعيد بيك احيانا ,ويصحب المعلم شوقي ,ويلاعب ابناء الحارة ,ويقابل شيخ الحارة وامام مسجدها من وقت الى اخر .ويبقى ليله كله لاحلامه الوردية مع الست الحلوانية ,فقد ابدع في تصور هيئتها واجاد وهو الاديب الاريب في صياغة قصة غرام خيالية لم يعشها الا حالما ولم يفصح بها لاحد ,بقي هكذا يطرب حتى لمجرد سماع اسمها او الاشادة بها او رؤية حلواها بل ووصل الامر به انه يحب من يذكر شيئا من محاسنها .
            حتى اتاه المرسول من البندر ان اباك ينبهك الى انه يتوجب عليك ان تستعد لاخذ زوجتك وولديك معك الى القاهرة ابتداء من العام الدراسي المقبل الذي لم يبقى عنه الكثير.
            لقد كاد الاستاذ ان ينسى انه رب عائلة وان له ولدين سيكمل محمد هذا العام المرحلة التوجيهيه ويجب ان يلتحق بالجامعة عامه المقبل ,وان ابنه فاروق سيكون ظمن طلاب المرحلة التوجيهيه عامه المقبل,انصدم الاستاذ لما آل اليه حاله من تخبط مشاعره بشكل غريب وقرر ان يسمو بنفسه عن ما أسماه بمرحلة صبيانية عابره ,وبدأ فعلا يفكر في تجهيز منزلا مناسبا لما بعد الاجازه
            آخر تعديل تم من قبل الغمر; 02-01-2007, 02:00 AM.
            لعيونك

            تعليق

            • مـحـمـد الـجابري
              عضو مميز
              • Sep 2005
              • 2006

              #7

              نهاية للقصة لم نكن نتوقعها !!

              مسكين ذلك الاستاذ فقد افاق من تلك الاحلام الوردية !!

              لقد بحثت له كثيراً عن كلمة

              .....تابع

              لعل شيئاً ما يحدث يعيد للحائر الولهان بعض الامل

              ولكن يبدو ان القصة كانت قلسية جداً عليه


              الاستاذ الغمر شددتنا بجميل القائك

              تقبل تحياتي وكل عام وانت بخير

              تعليق

              • أبو ماجد
                المشرف العام
                • Sep 2001
                • 6289

                #8
                رااااااااااااائع أباهاشم

                الله يسعدك ياشيخ ، أطلعتنا على موهبة من مواهبك لم نكن نعلم بها .

                سعدت والله بقراءة صانعة الحلوى ياصانع الإبداع وأنتظرك تواصل .

                تعليق

                • ابن مرضي
                  إداري
                  • Dec 2002
                  • 6171

                  #9
                  ياترى كم هم أمثال الأستاذ عبد القدوس ( ابن البندر) الذي جعلته المدينة ينسي أسرته !
                  شكرا لأبي هاشم على هذه القصة الرائعة.

                  همسة لأبي ماجد : ليست هذه المرة الأولى التي يكشف لنا أبو هاشم عن مواهبه المتعددة ، إلا أننا لانعرف السرّ الذي يجعله يضن علينا ببعض ما لديه !
                  كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

                  تعليق

                  • حديث الزمان
                    عضوة مميزة
                    • Jan 2002
                    • 2927

                    #10

                    الأستاذ الفاضل الغمر


                    قصة رائعة وجميلة مع أنك قتلت (( حلم )) الأستاذ ..!



                    دمت بخير


                    لكل بداية .. نهاية

                    تعليق

                    • شاعر المساء
                      عضو
                      • Jan 2007
                      • 10

                      #11
                      نرجو طرح موضوع اكثر فائده موضوعك مكرر في منتدى الاحلام واحلام سعيده لك ونم بدري احسن لك هيك

                      تعليق

                      Working...