Unconfigured Ad Widget

Collapse

إنــفجـارات معـلقــة..

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • الفنار
    عضو مميز
    • Sep 2003
    • 653

    إنــفجـارات معـلقــة..

    .
    ..
    ...

    صباح هتان
    البرد يزيدني ضماً لمعطفي
    المصيف – شارع ابن سينا- فلافل أبو عدنان
    ...

    جسدٌ نحيل، جرمٌ صغير، وأنف يلتصق بزجاج الطاولة بين البائع والمشتري
    يضم لعنقه شاله الحريري؛ وبين الشال والطاقية وجه صغير متذمر
    هدير سيارة بالخارج، وترحيب المحاسب يعلو
    .
    أنا؛ والصبي الموصوف أعلاه؛ ولا أحد سوانا
    ...

    على الطاولة؛ بخبرة الزمن المتراكمة، يفرد الخبز لينثر عليه ما يطلبه الطالبون
    بينما عيناه لا ترتفعان عن صبي الشال والطاقية
    بين الأعين؛ لا يبدو ثمة مجالٌ للحياء، وعلى الزاوية الثالثة عيني تتابعان باندهاش وترقب
    هدير سيارةٍ أخرى، والساعة المعلقة تفتتح بوابة السابعة، وفي خلفية الصوت أكاد اسمع حديث الأعين أمامي
    لا أعلم ماذا كان قبل دخولي؛ لكن.. في تعجرف الصبي إيحاءٌ بالخطأ
    ...

    الصبي وما طلب؛ ثم أنا وما طلبت؛؛ نظام المطعم الذي تفتقده الوزارات كثيرا
    وفي دقيقة الانتظار؛؛ بعد ثوانـي الأعين المتحدثة؛؛ ينـذر الجو بانفجار الأفكـار

    الصوت بلكنة شامية يهدر: انت بتدرس يا ولد؟
    الصوت بلكنة سعودية يتذمر: ايش دخلك؟!..

    > انفجار أول<
    بلكنته الشامية يعاود السؤال: في المدرسة ما بيعلمـوكم الأدب؟
    صمت صبياني.. صمت مني.. صمت من المحاسب.. المجال لزخات المطر لتجيب من على بعد
    يعود ارتداد الانفجار بذات اللكنة: وما بيعلموكم احترام الكبير؟

    كاسراً حاجز الصمت تدخلت ببسمة رثاء: ربما يعلمونهم ولكن لا ينفذون ما تعلموا.
    انكسر عمود النظرات بين العامل والزبون الصغير
    وصوبت إلي كل الأعين،، وإن كان خاليةً من الاستياء الشامي والتذمر السعودي

    > انفجار ثاني<
    على نفس الصناعة الشامية: طيب وفي البيت ما يعلموهم الأدب؟
    أبقيت على الابتسامة تخفي الألم، وأنا استقبل صفعة الانفجار الثاني، وجه رحب، وقلب منتحب
    لينقذ الموقف أو يزيده تهيجا؛ تفحيطٌ صباحيٌ استنفر له الشارع القريب، وزخات المطر تعلن انسحابها
    ...

    هرول الصبي يحمل طلبه ويتأبط علبة العصير
    وخلفه علت زفرة شامية، كأنما قرأت معناها: أسف الكبير أن تركعه الدنيا لعجرفات الصغير
    المطر يشيع بأعماقي تسامحاً أنثـره من على الطاولة: لا عليك؛؛ صغيرٌ مدلل، وأمره يهون

    > انفجارٌ ثالث<
    على النمط الشامي الذي أشعل صباحي البارد: ما عليك عمي.. متعودين هيك!.
    بلعت ابتسامتي.. ومعها استطرادٌ أصبح عديم النفع، أخفي ترنحي خلف اتجاهي لثلاجة العصائر
    ...

    جميلٌ أن جاء الطلب سريعا
    هرولت به كما هرول الصغير من قبل، أتأبط معه حسرتي
    صباح مطير؛ أحاله واقع شعبنا المتعجرف إلى قحط وجفاف، فمن كان السبب؟

    دقيقتين ونصف، بين المطعم التفجيري ومنزلنا النائم
    فيهما مضيت أقلب السؤال، وأبحث عن السبب بين الثلاثة محاور
    الطفل المتعجرف بذات شخصه؟؟ الوالدان صاحبا شركة التسمين؟؟ المجتمع ذو الفكر الإحتقاري للغريب؟؟

    مع الطعام يصمت الفكر
    نمت بعد الشبع.. وتركت الإجابة معلقة؛ لعل من يفيدنا.
    ..............
    " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"
  • أبو شادن
    عضو نشيط
    • Feb 2005
    • 449

    #2
    وذات مساء مخملي ناعم ...

    ترنح الفكر في ما وصفت آنفا فلم يعد قادرا على الوقوف ، لأنه باختصار شديد لم يعد مقتصرا على تصرف طفل أو محاولة صوت شامي للنيل منه ، إنها مأساة أمة !!

    تدخل البقالة الصغيرة فيدخل خلفك ذاك الهائج المتعجرف وكأنه لا يرى أحدا (( يا محمد واحد مالبورو بسرعة )) أين تحية الإٍسلام !!

    بل أين النظام !!

    بل أين رحل الإحترام !!!

    بل حتى إسم سيد الخلق أصبح هذيان كلام !!


    أضن أن الأمر لن يقتصر على طفل ، ولن يقف عند باب الحاضر وستجده يوما بالمستقبل متفشيا طالما بقي الحال كما هو .........


    لله درك ما أروع قلمك ...


    استمتعت بقراءة أحرفك النيرة هنا ..


    لك وافر الود ؛؛
    [align=center][align=center]سبحان الله ؛؛؛
    الحمد لله ؛؛؛
    الله أكبر ؛؛؛
    [/align]
    [/align]

    تعليق

    • الدويهي
      مشرف المنتدى العام
      • May 2004
      • 2424

      #3
      تسجيلُ حضور وإبداءُ إعجاب لم أستطع إخفاءه.

      أغبطك يا الفنار أغبطك على هذا الأسلوب الفريد.

      حقّاً أنك مدْرَسةٌ في تطويع الأحرف لصياغة الكلمات

      والجمل وتنميق العبارات بطريقة فنارية وفنارية فقط.
      آخر تعديل تم من قبل الدويهي; 10-12-2006, 11:59 PM.
      سبحان الله والحمد لله والله أكبر
      ولا إله إلا الله ولاحول ولا قوة إلا بالله.

      إنّ الكريم إذا تمكّن من أذى @@ جاءته أخلاقُ الكرامِ فأقلعا

      وترى اللئيمَ إذا تمكّن من أذى @@ يطغى فلا يُبْقِي لِصلحٍ موضعا

      sigpic

      تعليق

      • محروم
        عضو مشارك
        • Nov 2006
        • 162

        #4
        يستاهل ليش يتليقف وش عله منه يدرس والا لا

        السعودي ماهب مشكلة يحترم السعودي لكن ذلا الخوارج ماهب مشكة اذا ماحد احترمهم

        صحيح انهم بشر وعندهم احساس ...الخ

        لكن سافر عندهم وشف الاحترام كيف

        تعليق

        • عبدالرحمن
          • Dec 2000
          • 4527

          #5
          صياغة أدبية جميلة لواقع مرّ..
          نصطدم كثيراً بمثل هذه المناظر، ونعود لنقطة البداية فنسأل من المسئول؟ من أين حصل ذلك الصبي على تلك الثقافة؟
          sigpic

          تعليق

          • عبدالرحمن
            • Dec 2000
            • 4527

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة محروم
            يستاهل ليش يتليقف وش عله منه يدرس والا لا

            السعودي ماهب مشكلة يحترم السعودي لكن ذلا الخوارج ماهب مشكة اذا ماحد احترمهم

            صحيح انهم بشر وعندهم احساس ...الخ

            لكن سافر عندهم وشف الاحترام كيف
            ما تقوله يعتمد على السعودي أثناء سفره .. فمن يبيع نفسه لشهواته فلا تتوقع أن يحتمه الآخرون بل الاحتقار هو حقه.

            أما مجتمعنا الداخلي فهو ناتج طبيعي لثقافة الأنا التي نعيشها وللأسف، فالنظر للآخرين بدونية لابد وأن تنتج حقد داخلي عند الآخرين يظهر في كثير من السلوكيات الخاطئة منهم.
            sigpic

            تعليق

            • الفنار
              عضو مميز
              • Sep 2003
              • 653

              #7
              ابا شادن

              أسعد الله مساءك الناعم
              ما ذكرته من مثالٍ هو لمحةٌ أخرى أصبحت - ويا لأسى- غير ملحوظةٍ لدينا

              إن مأساة شعبنا في التعامل مع الغريب
              تحتاج إلى دراسةٍ تتناول وتفيض في جوانبها
              لتقضي على هذه الظاهرة السيئة التي تسللت من الكبار للصغار
              ...

              بارك الله فيك أخي
              وأحسن إليك
              " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"

              تعليق

              Working...