بسم الله الرحمن الرحيم
اعزائي أعضاء هذا المنتدى الغالي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
كما تعلمون فقد دخلت العشر الأخيرة من هذا الشهر الفضيل ، وسيعمد أصحاب المسلسل الذي ملأ الدنيا وأشغل الناس على إيقافه كما أعتقد ، فهل نقف نحن هنا عن الجدل الذي أثرناه حوله .
[ الجدل هو تبادل الجهل ، والنقاش هو تبادل المعلومة] .
أتمنى في البداية من الزملاء، الذين كانت قضيتهم هذا البرنامج، ألا يأتون العام المقبل – إذا الله أعطانا عمر – ويعيدون نفس الكلام، فهذا يعني متابعتهم له، والأولى بهم تركه !
شخصيا ؛ لا أحرص على متابعة هذا البرنامج ولا أؤيده ، وما كتبته لا يتجاوز الحث على تقبل النقد الذي لا تزال حساسيتنا مفرطة تجاهه . ولكنني أرجو أن تسمحوا لي هنا بوقفات.
الوقفة الأولى : الفتوى ليست قرآنا ، وهناك فتاوى تغيرت بتغير الزمان والمكان ،والإمام الشافعي رحمه الله تغير رأيه في مصر عنه في الشام .والإمام مالك رحمه الله قال من أتى بأفضل مما عندنا قبلناه . وقبلهم أعلن عمر الفاروق رضي الله عنه وأرضاه اعترافه بجهله في بعض الأمور : " كل الناس أفقه منك ياعمر " .
وفي العصر الحديث تراجع سماحة الشيخ بن باز رحمه الله عن رأيه في بطلان دوران الكرة الأرضية، حيث كان قد ألف كتابا عن ذلك ثم تراجع .
ولا ننسى أولئك الذين تراجعوا عن فتاواهم التي أفتوا فيها بتكفير الحكام وجواز قتل العسكريين، فقد اكتوينا بنار تلك الفتوى ولا تزال الكيّة لم تبرد.
إذا؛ الفتوى تتغير، وهذا ليس خطأ، بل الخطأ في ألا تتغير. فلو أخذنا مثلا، الفتاوى التي صدرت من بعض العلماء عن الفضائيات، وتراجعهم عنها، حيث قد أفتى بعضهم بتحريمها، والآن نراهم يتنقلون بينها، فهل هذا خطأ ؟ في نظري ، لا . فالخطأ هو ألا يتواجدون فيها ، فهي وسيلة لنشر رسائلهم التي ستبقى وتنفع بإذن الله ، فلا يمكن أن يغير المشاهد قناة فيها أمثال الشيخ عايض القرني ويستبدلها بقناة فيها طاش أو ما شابهه .
الوقفة الثانية : تعداد المسلمين يتجاوز مليار ومئتي مسلم في العالم ، وتعدادنا في المملكة يقارب العشرون مليون نسمة ، ومن هذا يتضح أننا لسنا المسلمين الوحيدين في العالم ، وهناك في أمريكا وأوروبا مسلمين أشد تمسكا بالدين منا ، فلا يظن البعض أننا نحن الأمة الإسلامية وحدنا.
الوقفة الثالثة : تقبل النقد شيء إيجابي ومطلوب ، ومن كان واثقا من نفسه بحث عن النقد ، فالكمال لله وحده ، ورحم الله أمرءا أهدى إلينا عيوبنا .
الوقفة الرابعة: من يستهزئ بالدين وأهله ، فليس له منا إلا أن نقول له :" مت بغيظك". لكن اختيار المفردات هنا شيء ضروري ، وعدم الانتباه إلى ذلك قد يؤدي إلى خلط في المفاهيم ، فلا يوجد أي ترابط بين الدين والإرهاب.
الوقفة الخامسة : احترام السن واجب علينا ، لكن المبالغة فيه غير صحيحة ، فليس معقولا أن نخاطب من هو أكبر منا بكلمة جد ، مع أننا نعلم أن الفرق بينا وبينه لا يسمح بأن يكون جدا ، بل قد يكون أصغر من بعض آباءنا ، وكما أنه لا يجوز إعطاء الشخص أكبر من عمره فإن التصغير أيضا من الصفات المذمومة .
الوقفة الأخيرة :نحن في العشر الأخيرة كما أشرت سابقا ، وأتمنى على الأخوة أن نعفو ونصفح عما حصل منا تجاه بعضنا ، إن كان هناك زلل ، وأتمنى من الأخوة الأفاضل ، أن نفتح صفحة جديدة ، وأن نتفهم وضعنا هنا في هذا المنتدى ، فنحن أناس بسطاء ، نحب الأدب ونعشق التراث ، ولا نميل ولا نحبذ الخوض في أمور غيرها . ولدينا حساسية وتحفظ على أي نص نرى أنه يخرج بنا عن هذا النهج الذي أنتهجناه في هذا المنتدى منذ تأسيسه . والله تعالى اسأل أن يتم علينا هذا الشهر الفضيل وأن يجعلنا ممن تُعتق فيه رقابهم من النار . والسلام عليكم
اعزائي أعضاء هذا المنتدى الغالي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
كما تعلمون فقد دخلت العشر الأخيرة من هذا الشهر الفضيل ، وسيعمد أصحاب المسلسل الذي ملأ الدنيا وأشغل الناس على إيقافه كما أعتقد ، فهل نقف نحن هنا عن الجدل الذي أثرناه حوله .
[ الجدل هو تبادل الجهل ، والنقاش هو تبادل المعلومة] .
أتمنى في البداية من الزملاء، الذين كانت قضيتهم هذا البرنامج، ألا يأتون العام المقبل – إذا الله أعطانا عمر – ويعيدون نفس الكلام، فهذا يعني متابعتهم له، والأولى بهم تركه !
شخصيا ؛ لا أحرص على متابعة هذا البرنامج ولا أؤيده ، وما كتبته لا يتجاوز الحث على تقبل النقد الذي لا تزال حساسيتنا مفرطة تجاهه . ولكنني أرجو أن تسمحوا لي هنا بوقفات.
الوقفة الأولى : الفتوى ليست قرآنا ، وهناك فتاوى تغيرت بتغير الزمان والمكان ،والإمام الشافعي رحمه الله تغير رأيه في مصر عنه في الشام .والإمام مالك رحمه الله قال من أتى بأفضل مما عندنا قبلناه . وقبلهم أعلن عمر الفاروق رضي الله عنه وأرضاه اعترافه بجهله في بعض الأمور : " كل الناس أفقه منك ياعمر " .
وفي العصر الحديث تراجع سماحة الشيخ بن باز رحمه الله عن رأيه في بطلان دوران الكرة الأرضية، حيث كان قد ألف كتابا عن ذلك ثم تراجع .
ولا ننسى أولئك الذين تراجعوا عن فتاواهم التي أفتوا فيها بتكفير الحكام وجواز قتل العسكريين، فقد اكتوينا بنار تلك الفتوى ولا تزال الكيّة لم تبرد.
إذا؛ الفتوى تتغير، وهذا ليس خطأ، بل الخطأ في ألا تتغير. فلو أخذنا مثلا، الفتاوى التي صدرت من بعض العلماء عن الفضائيات، وتراجعهم عنها، حيث قد أفتى بعضهم بتحريمها، والآن نراهم يتنقلون بينها، فهل هذا خطأ ؟ في نظري ، لا . فالخطأ هو ألا يتواجدون فيها ، فهي وسيلة لنشر رسائلهم التي ستبقى وتنفع بإذن الله ، فلا يمكن أن يغير المشاهد قناة فيها أمثال الشيخ عايض القرني ويستبدلها بقناة فيها طاش أو ما شابهه .
الوقفة الثانية : تعداد المسلمين يتجاوز مليار ومئتي مسلم في العالم ، وتعدادنا في المملكة يقارب العشرون مليون نسمة ، ومن هذا يتضح أننا لسنا المسلمين الوحيدين في العالم ، وهناك في أمريكا وأوروبا مسلمين أشد تمسكا بالدين منا ، فلا يظن البعض أننا نحن الأمة الإسلامية وحدنا.
الوقفة الثالثة : تقبل النقد شيء إيجابي ومطلوب ، ومن كان واثقا من نفسه بحث عن النقد ، فالكمال لله وحده ، ورحم الله أمرءا أهدى إلينا عيوبنا .
الوقفة الرابعة: من يستهزئ بالدين وأهله ، فليس له منا إلا أن نقول له :" مت بغيظك". لكن اختيار المفردات هنا شيء ضروري ، وعدم الانتباه إلى ذلك قد يؤدي إلى خلط في المفاهيم ، فلا يوجد أي ترابط بين الدين والإرهاب.
الوقفة الخامسة : احترام السن واجب علينا ، لكن المبالغة فيه غير صحيحة ، فليس معقولا أن نخاطب من هو أكبر منا بكلمة جد ، مع أننا نعلم أن الفرق بينا وبينه لا يسمح بأن يكون جدا ، بل قد يكون أصغر من بعض آباءنا ، وكما أنه لا يجوز إعطاء الشخص أكبر من عمره فإن التصغير أيضا من الصفات المذمومة .
الوقفة الأخيرة :نحن في العشر الأخيرة كما أشرت سابقا ، وأتمنى على الأخوة أن نعفو ونصفح عما حصل منا تجاه بعضنا ، إن كان هناك زلل ، وأتمنى من الأخوة الأفاضل ، أن نفتح صفحة جديدة ، وأن نتفهم وضعنا هنا في هذا المنتدى ، فنحن أناس بسطاء ، نحب الأدب ونعشق التراث ، ولا نميل ولا نحبذ الخوض في أمور غيرها . ولدينا حساسية وتحفظ على أي نص نرى أنه يخرج بنا عن هذا النهج الذي أنتهجناه في هذا المنتدى منذ تأسيسه . والله تعالى اسأل أن يتم علينا هذا الشهر الفضيل وأن يجعلنا ممن تُعتق فيه رقابهم من النار . والسلام عليكم
تعليق