Unconfigured Ad Widget

Collapse

ذاكرة التأريخ ..

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • حديث الزمان
    عضوة مميزة
    • Jan 2002
    • 2927

    ذاكرة التأريخ ..



    ذاكرة الزمن لا تعترف بالنكرات ، ولا تسمح لهم بالاقتراب من بوابة الخلود ، فهي وإن كان فيها متسع كبير إلا أنها لا تعترف إلا بالعظماء ولا تخلد إلا مواقف الأبطال ، تلك المواقف التي سطرها أصحابها ليحفظها لنا التأريخ أبداً ، مواقف عجزت عن طيها الأيام وعزت عن طمسها السنين .

    في هذه الصفحة نحن على موعد مع مواقف حفظتها ذاكرة الزمان لعظمة أصحابها نسطرها لكم ليشهدها المكان فقط عسى أن تكون لنا حجة نلقى بها ربنا وهو عنا راض .



    1- ( علو الهمة ) :


    علو الهمة كان وما يزال مطلب أساسي لكل إنسان في كل زمان ومكان ، فهي الزاد لطريق طويل شاق ، طريق تحفها المكاره وتتشعب منها السبل ، طريق ملئى بالأشرار الذين لا هم لهم إلا الإغواء ، هم جند إبليس من إنس وجن ، طريقتهم تثبيط العزائم ، وغايتهم الإفساد في الأرض ، غاوون جنوا على خلق كثير وأضاعوهم عندما أخرجوهم من نور الهداية إلى ظلام الكفر والعصيان ، ولأن العدالة الإلهية تأبى إلا أن تتحقق (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً )) ، أتى المنقذ ليكون السبب الأول برحمة من الله في هداية قوم أضاعوا الكثير من حياتهم في عبادة ما لا ينفعهم ولا يضرهم ، ذكره القرآن الكريم في قصة محكمة فيها من العبر الكثير ودروس عظيمة ، هو جندي متواضع من جند نبينا سليمان عليه الصلاة والسلام ، جندي ضعيف جداً في تعداد ذلك الجيش العظيم الذي وهبه الله لنبينا سليمان عليه الصلاة والسلام وملك لا ينبغي لأحد من بعده ، ومع ضعف ذلك الجندي إلا أنه يحمل من الهمة وعلوها مالا يحمله ( البشر ) حتى غدى مثل ورمز عظيم حفظته ذاكرة الزمن وذكره القرآن في قصص حق مبين ليبقى رمز عظيم لعلو الهمة ما بقي التأريخ .



    فإلى قصة (( الهدهد )) >>>>>>> قريباً إن شاء الله


    لكل بداية .. نهاية
  • كاتـ~الجروح~ــم
    عضو
    • Jun 2006
    • 11

    #2
    سراحه مافهمت شي لكن الله يعطيك العافيه[img]الله اكبر[/img]

    تعليق

    • حديث الزمان
      عضوة مميزة
      • Jan 2002
      • 2927

      #3

      الأخ الكريم كاتـ~الجروح~ــم


      إن لم تفهم شيء الآن فسوف تتضح الرؤية لاحقاً إن شاء الله


      أشكر لك حضورك

      لكل بداية .. نهاية

      تعليق

      • المجداف
        عضو مميز
        • Apr 2002
        • 4273

        #4
        الاخت الفاضلة حديث

        انا مشتاق لهذه القصة العظيمة

        ولي سؤال لو سمحتي لي وهو :

        انا اشاهد هذا الطائر بين الحين والاخر فهل هذا نذير خير ام غير ذلك ..؟

        وشكرا لك
        ....

        ناس (ن) يجيها المال وناس(ن) بلا مال

        وناس(ن) على جمر الغضا ماسكينه

        يا الله ياربي طلبتك بالآمال

        تعجل لنا بالغيث لو جات عينه


        ... المجداف ...

        تعليق

        • الغمر
          مشرف منتدى شعبيات
          • Feb 2002
          • 2328

          #5
          ........
          سانتظر واترقب....
          فليس كل الحروف تكتب بنفس الطريقه وان كان النطق بها واحد
          لعيونك

          تعليق

          • حديث الزمان
            عضوة مميزة
            • Jan 2002
            • 2927

            #6
            الأخ الكريم المجداف

            كما تعلم القصة مذكورة في القرآن الكريم (( كلام الله )) الذي لو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثله لا يأتون بمثله أبداً ، لذا فلن تجد أعذب ولا أجمل ولا أطيب من أن تقرأها هناك ، أما ما أنا بصدده فهو اجتهاد واستشهاد آمل أن أوفق فيه .


            فيما يخص سؤالك فكما تعلم يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا عدوى ولا طيرة ) أخرجه البخاري (5754)، ومسلم (2223). من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه ، والله تعالى أعلم .

            هـ م س هـ

            آمل الرجوع لأهل العلم في مثل هذه المسائل لطفاً .


            دمت بخير


            لكل بداية .. نهاية

            تعليق

            • حديث الزمان
              عضوة مميزة
              • Jan 2002
              • 2927

              #7

              الأستاذ الفاضل الغمر


              أشكر لك حضورك وحسن ظنك .


              دمت بخير

              لكل بداية .. نهاية

              تعليق

              • أبو أحمد
                عضو مميز
                • Sep 2002
                • 1770

                #8
                ( وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ )(46) التوبة.

                يَقُول تَعَالَى " وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوج " أَيْ مَعَك إِلَى الْغَزْو " لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّة " أَيْ لَكَانُوا تَأَهَّبُوا لَهُ " وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّه اِنْبِعَاثهمْ " أَيْ أَبْغَض أَنْ يَخْرُجُوا مَعَكُمْ قَدَرًا " فَثَبَّطَهُمْ " أَيْ أَخَّرَهُمْ " وَقِيلَ اُقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ " أَيْ قَدَرًا ثُمَّ بَيَّنَ تَعَالَى وَجْه كَرَاهِيَته لِخُرُوجِهِمْ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ .

                الأخت الكاتبة حديث الزمان علو الهمة مطلب شرعي ولكن يوجد في الأمة من يؤخرهم مثل ما ذكر في الآية ولكن من وفقه الله مضى وترك هؤلاء ولم يلتفت لقولهم وأملنا كبير في الله ثم في كل مصلح يريد الخير لهذه الأمة وعسى أن تعود الهمة للأمة وتعود إلى عهدها الزاهر

                كلمة تثبيط لها عدة معاني ولكنها جاءت في القرآن بمعنى أخرهم ولا تعنينا المعاني الأخرى التي ربما ذهب إليها آخرون

                تعليق

                • فارس الأصيل
                  عضو مميز
                  • Feb 2002
                  • 3319

                  #9
                  على بركة الله ..
                  فيا الله كم هي قيمة تلك الذاكرة ..!!
                  أتمنى أن أعود ففي جعبتي شيء لكم وللتأريخ ..
                  وفقك الله
                  تحياتي
                  هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
                  كالبحر عمقاً والفضاء مدى
                  مدونتي
                  أحمد الهدية

                  تعليق

                  • حنين
                    عضوة مميزة
                    • Oct 2004
                    • 2439

                    #10
                    قصص القرآن لا تمل أبدا مهما قرأنا وعدنا فيها سواء في المصحف أو الكتب أو الأشرطه ، ففي كل مرة نخرج بجديد من العبر ...

                    ومعك حديث الحبيبة تجديد وإضافة في كل موضوع تنثرين كلماته عبر صفحات المنتدى ، وسيكون لقصة الهدهد منك طعم آخر ومتعة وفائدة بعون الله ....

                    معك بكل الشوق والإنتباه .....وفقك الله ورعاك ..


                    لا خير في وعد إذا كان كاذبا..

                    ولا خير في قول إذا لم يكن فعل.

                    تعليق

                    • ابن مرضي
                      إداري
                      • Dec 2002
                      • 6171

                      #11
                      لم أحاول التعليق على هذا الموضوع ، فلم نعرف منه بعد إلا العنوان ؛ علو الهمّة . لكنني وجدت نفسي اليوم مشدودا إلى " الرقص" مع هذه المفردات المثيرة في هذا الموضوع .

                      لنبدأ بالذاكرة ، كيف حالها ، خاصة إذا كانت ذاكرة التاريخ أو " التأريخ " ! بالمناسبة لا أعرف هل التاريخ بالهمزة أم بدونها ؟!

                      من المعلوم أن التاريخ شيخ هَرِم ، يكرر نفسه لدرجة الملل ، لكنه لا ينسى ولا يخرّف ..!

                      أما الهدهد وسليمان وبلقيس فإنني لا أريد أن أستبق الكاتبة التي أعرف أن لديها أفضل وأكثر مما لدي . ولكنني تذكرت أحداث عظيمة من تلك القصة العجيبة .. وأثيرت في بالي بعض الأسئلة .

                      أين ذهب الهدهد بعد عودته بالرسالة إلى بلقيس ؟

                      أين يقع واد النمل الذي وقف فيه سليمان للنملة وتبسم ضاحكا من قولها ؟

                      ماذا كان شأن بلقيس بعدما دخلت إلى الصرح ؟

                      هل كان لكشف ساقيها علاقة بما رأيناه ونراه من كشف للسيقان وغير السيقان هذه الأيام عند أخوات بلقيس وبناتها ؟

                      لماذا لم نتعلم الأسلوب المختصر البليغ الذي جاء به الهدهد ؟ بدلا من الإطالة المملة والمخلّة التي نراها في كتابتنا وأخبارنا ؟
                      كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

                      تعليق

                      • أبو ماجد
                        المشرف العام
                        • Sep 2001
                        • 6289

                        #12
                        سأنتظر ما تكتبه كاتبتنا عن ( الهدهد ) وما يتبعه من ذوي الهمة العالية
                        فمن المؤكد أن ما ستقوله لنا هنا مختلف جدًا عما نعرف ، فقد عرفنا الكاتبة القديرة حديث الزمان ( عالية الهمة ) .

                        سأنتظر ..

                        تعليق

                        • حديث الزمان
                          عضوة مميزة
                          • Jan 2002
                          • 2927

                          #13

                          { وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِي لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنْ الْغَائِبِينَ * لأعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ * فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ }


                          قيل اسمه عنبر في قصته الكثير من الدروس العظيمة ، جمع الإيمان والذكاء والأدب والهمة وصفات كثيرة سوف تمر بنا في القصة .

                          كان الهدهد مهندساً يدل سليمان عليه السلام على الماء إذا كان بأرض فلاة طلبه ، يرى الماء في باطن الأرض كما يرى الإنسان الشيء الظاهر على وجه الأرض ويعرف كم بعده من وجه الأرض فإذا دلهم عليه أمر سليمان الجان فحفروا له ذلك المكان حتى يستنبط الماء من قراره .

                          1- تفقد الأتباع :

                          نزل سليمان بفلاة من الأرض فتفقد الطير فلم يرى الهدهد { فَقَالَ مَا لِي لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنْ الْغَائِبِينَ } ، أخطأه بصري من الطير أم غاب فلم يحضر ؟

                          2ـ الحزم والصرامة :

                          { لأعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً } بنتف ريشه وتركه ملقى يأكله النمل { أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ } يعني قتله { أَوْ لَيَأْتِيَنِي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ } بعذر بين واضح .

                          قال سفيان بن عيينه : لما قدم الهدهد قالت الطير : ما خلفك ؟ فلقد نذر سليمان دمك ، فقال : هل استثنى ؟ قالوا نعم / قال لأعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ، قال : نجوت إذاً

                          ((( احترام القيادة )))

                          { فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ } قال النسفي رحمه الله (( ووصف مكثه بقصر المدة للدلالة على إسراعه خوفا من سليمان )) إذا ... فقد كان الهدهد يهاب سليمان ويحترمه ويقدره ، ومع أنه كان في مهمة دعوية عظيمة الشأن قطع خلالها مسافة طويلة جداً وشاقة من الشام إلى سبأ بأرض اليمن إلا أنه مع ذلك حاول إنجازها بأسرع وقت لأنه تذكر أنه خرج في الأصل بغير استئذان !

                          ويتجلى الاحترام والتقدير أيضا في عرض الهدهد القضية لسليمان دون أن يدلي فيها برأي آمر لإن الهدهد يدرك أنه يخاطب ملكا ، والملوك أوقاتهم مليئة بالمشاغل وليس لديهم وقت لسماع التفاصيل والجزئيات ، فكان تركيز الهدهد على أصول المسائل فأوجز وأبلغ كما سيتضح لنا من الآيات.

                          ((( مهارات الخطاب وسلطان العلم )))

                          استفتح الهدهد خطابه لسليمان بشيء عجيب ، إذ قال له : { أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ } !
                          إن الهدهد (( يعرف حزم الملك وشدته ، ولذلك بدأ حديثه بمفاجأة تطغى على موضوع غيبته ، وتضمن إصغاء الملك له ... وأي ملك لا يستمع وأحد رعاياه يقول له : { أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ } ؟!)) . قال ابن القيم : (( إن سليمان لما توعد الهدهد بأن يعذبه عذابا شديدا ، أو يذبحه إنما نجا منه بالعلم ، وأقدم عليه في خطابه له بقوله : { أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ } خبرا ، وهذا الخطاب إنما جرأه عليه العلم ، وإلا فالهدهد مع ضعفه لا يتمكن من خطابه لسليمان مع قوته بمثل هذا الخطاب لولا سلطان العلم )) .

                          وهكذا ارتفع الهدهد بالعلم ، والعلم دائما يرفع صاحبه ، قال الشوكاني : (( والإحاطة العلم بالشيء من جميع جهاته )) ويقول الطاهر بن عاشور : (( والإحاطة : الاشتمال على الشيء وجعله في حوزة المحيط ، وهي هنا مستعارة لاستعياب العلم بالمعلومات )) فالهدهد لم يقنع بأخذ طرف من الأخبار ، وإنما مازال ببلقيس وقومها حتى ( أحاط ) بأخبارهم ، وفي هذا من الدقة والضبط ما لا يخفى .


                          { وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ } أتى الهدهد بخبر صدق حق يقين من سباً وهم حمير ملوك اليمن والنبأ هو الخبر الذي له شأن ، والنفوس متطلعة إلى معرفته ، ثم وصفه بأنه نبأ يقين لا شك فيه ولا ريب ، فهذه مقدمة بين يدي إخباره لنبي الله بذلك النبأ ، استفرغت قلب المخبر لتلقي الخبر ، وأوجبت له التشوق التام إلى سماعه ومعرفته ، وهذا نوع من براعة الاستهلال وخطاب التهييج ، ثم الكشف عن حقيقة الخبر كشفا مؤكدا بأدلة التوكيد



                          يتبع إن شاء الله


                          ------------
                          * تفسير بن كثير
                          * صيد الفوائد

                          لكل بداية .. نهاية

                          تعليق

                          • حنين
                            عضوة مميزة
                            • Oct 2004
                            • 2439

                            #14
                            توقعت أن يكون لقصة الهدد مذاق آخر متميز ، وسيكون فيه جديد وغريب على القارئ .

                            صدق توقعي بالحرف ... والحمد لله .

                            تابعي حديدث ..حلو الحديث ..


                            لا خير في وعد إذا كان كاذبا..

                            ولا خير في قول إذا لم يكن فعل.

                            تعليق

                            • حديث الزمان
                              عضوة مميزة
                              • Jan 2002
                              • 2927

                              #15
                              الغالية حنين والأعضاء الكرام ، أشكر لكم اهتمامكم ومتابعتكم ودعمكم ، سوف أعود للتعقيب على جميع الردود بعد اكتمال القصة إن شاء الله .

                              --------------------

                              { إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ * أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ }


                              ((( الدقة في نقل الخبر )))

                              { إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ } بلقيس بنت شراحيل ملكة سبأ { وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ } أي من متاع الدنيا مما يحتاج إليه الملك { وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ } سرير تجلس عليه عظيم هائل مزخرف بالذهب وأنواع الجواهر واللآليء ، قيل كان من ذهب وصفحاته مرمولة بالياقوت والزبرجد طوله ثمانون ذراعاً وعرضه أربعون ، وقال علماء التاريخ كان هذا السرير في قصر عظيم مشيد رفيع البناء محكم ، وكان فيه ثلاثمائة طاقة من مشرقة ومثلها من مغربه ، وقد وضع بناؤه على أن تدخل الشمس كل يوم من طاقة وتغرب من مقابلتها فيسجدون لها صباحاً ومساء ، ولهذا قال الهدهد { وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ }


                              ((( إنكار المنكر )))

                              ساءه ما رأى من عبادة بلقيس وقومها للشمس وأنكره ، فتمعر وجهه لذلك وحمي أنفه لأن لديه مبدأ ومعتقد وإيمان ثابت أنه لا معبود في السماء والأرض إلا الله ، قال : { أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ } خبء السماوات والأرض ما جعل فيها من الأرزاق ، المطر من السماء والنبات من الأرض ، وهذا مناسب من كلام الهدهد الذي جعل الله فيه من الخاصية أنه يرى الماء يجري في باطن الأرض .

                              وهنا لم يقل لسليمان : اذهب فأمرهم بالتوحيد والسجود لله ، وإنما قال : { أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ } ، فالهدهد هنا أنكر العمل وألمح بالحل ولم يأمر به ، اقترح ولم يفرض ، عرض ولم يصرح بالتكليف وفي هذا من الأدب وحسن الخلق الشيء الكثير وبمثل هذا الأسلوب يمكن أن نكسب الآخرين .

                              { اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } اختار الهدد وصف الله بالعظمة تذكيرا لسليمان بأن هناك من هو أعظم منه محاولا بهذا أن يخفف من غضب سليمان عليه السلام عليه وهذه صفة وميزة حسنة تحسب للهدهد .


                              انتهى الخبر .. ! ، ولكن هل انتهى دور الهدهد ؟




                              يتبع إن شاء الله



                              ----------
                              *المصادر السابقه

                              لكل بداية .. نهاية

                              تعليق

                              Working...