ذاكرة الزمن لا تعترف بالنكرات ، ولا تسمح لهم بالاقتراب من بوابة الخلود ، فهي وإن كان فيها متسع كبير إلا أنها لا تعترف إلا بالعظماء ولا تخلد إلا مواقف الأبطال ، تلك المواقف التي سطرها أصحابها ليحفظها لنا التأريخ أبداً ، مواقف عجزت عن طيها الأيام وعزت عن طمسها السنين .
في هذه الصفحة نحن على موعد مع مواقف حفظتها ذاكرة الزمان لعظمة أصحابها نسطرها لكم ليشهدها المكان فقط عسى أن تكون لنا حجة نلقى بها ربنا وهو عنا راض .
1- ( علو الهمة ) :
علو الهمة كان وما يزال مطلب أساسي لكل إنسان في كل زمان ومكان ، فهي الزاد لطريق طويل شاق ، طريق تحفها المكاره وتتشعب منها السبل ، طريق ملئى بالأشرار الذين لا هم لهم إلا الإغواء ، هم جند إبليس من إنس وجن ، طريقتهم تثبيط العزائم ، وغايتهم الإفساد في الأرض ، غاوون جنوا على خلق كثير وأضاعوهم عندما أخرجوهم من نور الهداية إلى ظلام الكفر والعصيان ، ولأن العدالة الإلهية تأبى إلا أن تتحقق (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً )) ، أتى المنقذ ليكون السبب الأول برحمة من الله في هداية قوم أضاعوا الكثير من حياتهم في عبادة ما لا ينفعهم ولا يضرهم ، ذكره القرآن الكريم في قصة محكمة فيها من العبر الكثير ودروس عظيمة ، هو جندي متواضع من جند نبينا سليمان عليه الصلاة والسلام ، جندي ضعيف جداً في تعداد ذلك الجيش العظيم الذي وهبه الله لنبينا سليمان عليه الصلاة والسلام وملك لا ينبغي لأحد من بعده ، ومع ضعف ذلك الجندي إلا أنه يحمل من الهمة وعلوها مالا يحمله ( البشر ) حتى غدى مثل ورمز عظيم حفظته ذاكرة الزمن وذكره القرآن في قصص حق مبين ليبقى رمز عظيم لعلو الهمة ما بقي التأريخ .
فإلى قصة (( الهدهد )) >>>>>>> قريباً إن شاء الله
تعليق