الكاتبة الكريمة / حديث الزمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختلف معك كبداية في هذا الموضوع ، فأرض الأنسان ووطنه ليست إلا هو ، فإذا لم يكن الإنسان فلا أرض ولا وطن ، وأنت هنا لست غريبة ، بل الغرباء نحن الذين لم نقدر موهبتك ، ولم ندرك أنك طائر مهاجر لا تعيقه الحدود ولا وتكبله القيود ، يتأقلم مع الأجواء ، ويسافر في الفضاء ، حيثما وجد المكان المناسب أستقر ، وإلا فإنه قادر على التحليق بجناحيه اللذين وهبهما الله له إلى أبعد ألافاق.

سيدتي الفاضلة ؛ إن كنت تشعرين بالغربة ، فإنك لست الوحيدة ، والمتنبي سبقنا جميعا وأعلن أنه غريب كغربة النبي صالح في قومه ثمود !

أنا من أمة تداركها الله ... غريب ، كصالح في ثمود .

وأنا وإن كنت أتفق معك في شعورك بالغربة ، إلا أنني أختلف معك في موضوعك ابتداء من العنوان " شد ارضك " ! فأرضك أرضنا ، وربعك ربعنا ، ونحن منك وأنت منا ، وإن كنت نجدية كما نتوقع من كتاباتك ، ونحن من أماكن أخرى ، فإننا نشترك في الموطن والهواء :

إن تتهمي فتهامة موطني ... وإن تنجدي فإن الهواء نجدي .

ومهما كان موقعنا الجغرافي فإن هويتك التي عرفناها بكل وضوح من خلال قلمك المعطاء هي السمو في الأخلاق والرقي في الفكر والأبداع في الأدب .

لقد أثريتي هذا المنتدى ، رغم ما واجهتيه من صعوبات ، بسبب العقم في التفكير والمحدودية في الفكرالذي حاربك بعضنا به ، وأهملك البعض الآخر به أيضا ، وإلا فأنني وغيري حاولنا تقليدك في ابداع المواضيع وإدارتها ومتابعتها ففشلنا .

إنني وغيري كثير من الأعضاء ، لا نرى أنك غريبة ، بل نعتبرك صاحبة الأرض ومصونة العرض ، التي أبدعت وحاورت ودافعت بكل جرأة وشجاعة ، ولم تخضع أو تخنع أو تخاف . ولا نرى أن المنتدى يمكن أن يستغني عنك وأمثالك ، وأنه لا حدود بين أبناء هذا الوطن الغالي ، ولن تكون ، إلا في عقول من لايزال يعيش قبل مئة عام من اليوم .

وختاما :

إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا .... ألا تفارقهم ، فالراحلون همُ

الأخت العزيزة : حديث االزمان
" شد ارضك "
أولا :
عنوان مثير كما نقول كثيرا في كتاباتنا الصحفية وإن كنت في اخباري الصحفية استقي بعدد من العناوين من
بعض مبدعي منتدى الديرة في شتى المواضيع والأقسام فهنيئا لنا بكاتبة مبدعة باقعة من أمثالك
ثانيا :
" الغربة " سيدتي " تستقى من عدة أشياء:ـ
الأول : الدافعية مع الرغبة والقدرة والاصرار والعزيمة ومن هنا يولد " الإبداع وأنت بالتأكيد منهم
الثاني : قد تجبر على " الغربة " برضاك أو بقهر منك 0000000ولكن المهم مالذي اضافته " الغربة" وهل غيرت شيئا ؟!
الثالث : الحنين والاحاسيس الملتهبة من المشاعر الجياشة الفياضة للأرض وهنا يتقافز السؤال التالي : من أي الجذور شدك الرحيل أو الحنين ولماذا اتى الشعور بالغربة ؟!
الرابع : هنا ادباء عظام يسمون " أدباء المهجر " قمم في الثقافة والفكر والأدب وكتبهم ولادة إلى اليوم نستقي منها فنهم
فإن كانت هذه ضحايا فمرحبا بها وأنا أول الشهداء
بقي مسألة أود السكوت عنها لأرى تفسر كاتبتنا من وجهة نظرها 000ما المقصور بلفظة " غربة " في نصك ؟!
" تحياتي لجمال حرفك وإبداع بوحك "

أخي الكريم ظل الظلام

بداية مرحباً بعودتك لمنتدى الديرة .


أخي الكريم لو لم يكن من آلام الغربة إلا الحنين للوطن لكان كافياً لتركها ، إذ كيف يهنأ العيش أو يطيب المقام والحال كما ذكرت ؟

تقول : ولكن إذا كانت الغربة في الوطن فان الألم يزداد لان الروح تتعذب داخل الجسد بلا انتزاع .


نعم ، هناك غرباء لم تبرح أجسادهم أرض الوطن ، غرباء بمبادئهم وفكرهم وخصالهم وصفاتهم ، وهناك المزيد .. !



شكراً لك

الأستاذ الفاضل بن مرضي


إن من نعم الله علي أن وجدتك وأمثالك في هذا المنتدى ، فما كتبته لي في ردك يعني لي الشيء الكثير ويمنحني من الرضى ما الله به عليم كيف لا وأنت تقول (( فأرضك أرضنا ، وربعك ربعنا ، ونحن منك وأنت منا )) وهذه ليست إلا ترجمة حقيقية للخصال الحميدة والمبادىء الأصيلة التي يفتقدها كثير من الناس .


سيدي الفاضل

ليس في موضوعي هذا إعلان لشد الرحال ولا دعوة لها ، وما كتبته هنا ليس إلا بوح مشاعر ، فالغربة قضية مثيرة ذكرها المتقدمون والمتأخرون وترجموها شعراً ونثراً بكل أنواعها وصورها .


سيدي

لا يسعدني التغني بالغربة ولا ارتدائها ، وما ذكري لها هنا إلا لتذكرها أنت وكل قارىء لهذه الصفحة ولتقف على عيوبها وما قد يتمخض عنها من تغيير .. قد يكون مؤسفاً كما هو تشويه الصور المشرقة ، وللتأكيد على أن الغرباء ليسوا إلا سفراء لأوطانهم يجب عليهم تمثيلها بشكل صحيح ومشرف وبالمقابل يجب أن تنقل لهم الصور المشرفة من خلال المعاملة الحسنة والسمو والرفعة .


ربما خانني التعبير في ردي هذا ولكنني آمل أن وصلت الرسالة .



أشكرك من الأعماق

الأخ الكريم المجداف

اختلاف وجهات النظر وارد كما تفضلت ولكن لا يجب أن تستغل بطريقة سيئة كما يحدث أحياناً مما يعطي انطباع غير صحيح .



على أي حال سوف تظل الغربة ما بقي الإنسان ، فإن لم تكن غربة جسد فهي غربة دين أو روح أو فكر أو أي نوع آخر من أنواعها الكثيرة ، وسوف يذكرها التأريخ أبدا ..


أخي الكريم

في الأبيات نداء باسم ( الوطنية ) التي ظهرت في مصر إبان الحكم العثماني ومن ثم امتزجت بالقومية إلى أن ظهرت ( كقومية عربية ) على يد النصارى العرب في بلاد الشام .

تبنى الغرب فكرة القومية العربية والقومية التركية لتختلف آصرة التجمع عند العرب والترك على الإسلام ومن ثم يسهل تفتيتهم وبالتالي تغريب الإسلام وهدمه والقضاء عليه ، ربما تحقق لهم بعض مما يريدون .


يقول شاعرهم :

سلام على كفر يوحد بيننا *** وأهلاً وسهلاً بعده بجهنم

هبوني ديناً يجعل العرب أمة *** وطوفوا بجثماني على دين برهم

بلادك قدمها على كل ملةٍ *** ومن أجلها أفطر ومن أجلها صم


ويقول أحمد شوقي

بلاد العرب أوطاني *** من الشام إلى اليمن

فلا دين يفرقنا *** ولا حد يباعدنا


شكراً لحضورك الذي فتح لنا آفاقاً جديدة.

الأخ الكريم والكاتب الصحفي أبو شهاب

تتحدث عن مهنتك الصحفية في كثير من الردود كما هو حديثك عنها في ردك على هذا الموضوع ، الحق .. كنت بصدد طرح موضوع موجه لأصحاب هذه المهنة التي فقدت المصداقية عندما فقدت الأمانة والنزاهة .. !

لعلي أكتب عنها لاحقاً ، إلى ذلك الحين أتمنى منك ومن كل صحفي نزيه أن تراعوا الله سبحانه فيما تكتبون وأن تعيدوا لهذه المهنة قيمتها الحقيقية ومصداقيتها بتحري الصدق ورفع شعار الأمانة وتوجيهها لخدمة الدين ومحاربة أعداء الله على كل صعيد فهي والله أشد وقعاً وأكثر تأثيراً من الجيوش الجرارة .


نعود لمحور حديثنا ، الغربة ، تقول :

" الغربة " سيدتي " تستقى من عدة أشياء:ـ

الأول : الدافعية مع الرغبة والقدرة والإصرار والعزيمة ومن هنا يولد " الإبداع وأنت بالتأكيد منهم .

لا أحد يختار الغربة لذاتها ، بل لتحقيق أهداف أخرى من خلالها ، أما الإبداع فليس بالضرورة أن يولد في الغربة .

الثاني : قد تجبر على " الغربة " برضاك أو بقهر منك 0000000ولكن المهم ما الذي أضافته " الغربة" وهل غيرت شيئا ؟!

أتفق معك فيما ذكرت ، فإن كان ولا بد من الغربة فإن بيت القصيد هو ما يخرج به الإنسان من هذه الغربة وهذا ما ذكرته في موضوعي هذا وإن كان الحديث عن الدور الذي يمارسه الناس مع الغرباء وتأثيره عليهم بين خير وشر .

الثالث : الحنين والأحاسيس الملتهبة من المشاعر الجياشة الفياضة للأرض وهنا يتقافز السؤال التالي : من أي الجذور شدك الرحيل أو الحنين ولماذا أتى الشعور بالغربة ؟!

الموضوع لا يتحدث عن شخص حديث الزمان ، وعندما أشعر بالغربة فسوف أجيب على سؤالك .وإن كان واقع الحال لا يخلو منها .

الرابع : هنا أدباء عظام يسمون " أدباء المهجر " قمم في الثقافة والفكر والأدب وكتبهم ولادة إلى اليوم نستقي منها فنهم ، فإن كانت هذه ضحايا فمرحبا بها وأنا أول الشهداء ..

يقال ( النار ما تحرق إلا رجل واطيها ) ، كأني بلسان حالهم يقول (( لا مرحباً بأمر يشقيني ليسعد غيري )) .


أخيراً


كلمة ( غربة ) في النص تجد المراد منها فيما تقدم من الموضوع .




س / ما معنى ( فهنيئا لنا بكاتبة مبدعة باقعة من أمثالك ) ؟



شكراً لك .

وللحديث بقية