3- هدبة بن خشرم العذري
هو هدبة بن خشرم العذري .وقد كان ممن وصفوا بالجفاة عن الموت وهم القساة وقد تحاور معه معاوية قبل أن ينفذ القصاص به لقتله زيادة بن زيد العذري وكان من جفائه وقسوة أن معاوية حين سأله عن الدعوى التي تقدم بها عبدالرحمن أخو زيادة قال لمعاوية أتريد أن يكون الجواب شعرا أو نثرا فاختار معاوية الشعر لميوله إليه حيث وصفه بأنه أمتع فأجاب الشاعر بالإقرار والتهكم وقد خاطبه معاوية بقوله : وتقر يا هدبة قال هو ذلك فطلب عبدالرحمن أن يقتله لكن معاوية أرجأه إلى أن يكبر ولد زيادة وكان له ابن صغير فأمر والي المدينة سعيد بن العاصي بحبسه إلى أن يكبر الولد .. وقد كانت له من القصص الكثير ومن الأخبار ما يضيق معها موضوع بحثنا هنا ولكن نكتفي بما اخترناه من شعره وهو في السجن ..
في ظل وضعه الذي آل إليه وسجنه الذي طال سجن معه ابن عم له فأخذ يخاطبه بقوله :
طربتَ وأنت أحينا طروبُ = فكيف وقد تعلاك المشيبُ
يجدد النأي ذكرك في فؤادي= إذا ذَهِلَت عن النأي القلوبُ
يؤرقني اكتئابُ أبي نُمير= فقلبي من كآبته كئيبُ
فقلت له:هداك الله مهلاً = وخير القول ذو اللبّ المصيبُ
عسى الكرب الذي أمسيتَ فيه = يكونُ وراءَه فرجٌ قريبُ
فيأمنَ خائفٌ ويُفكَّ عانٍ = ويأتي أهله النائي الغريبُ
ألا ليت الرياحَ مسخَّرات = بحاجتنا تُباكرُ أو تؤوبُ
فتخبرنا الشمال إذا أتتنا = وتخبرَ أهلَنا عنا الجنوبُ
فإنا قد حللنا دارَ بلوى = فتخطئُنا المنايا أو تصيبُ
فإن يك صدرُ هذا اليومِ ولّى= فإن غداً لناظره قريبُ
وقد علمت سُليمى أنّ عودي = على الحدثان ذو أيد صليبُ
وأن خليقتي كرمٌ وأني= إذا أبدت نوجذها الحروبُ
أعين على مكارمها وأغشى= مكارهَهَا إذا كسَعَ الهَيوبُ
وقد أبقى الحوادثُ منك ركناً = صليباً ما تؤسيه الخطوبُ
معي أن المنيةَ قد توافي = لوقت والنوائبُ قد تنوبُ
وإلى اللقاء مع مسجون جديد ومشاعر أخرى
تعليق