لفساد داء عضال يشل حركة تقدم الإنسانية والأوطان نحو الحياة الآمنة الكريمة ويجعل البشرية تعيش في تعاسة وتخلف وخوف وقلق وسوء حال ومال وما انتشر الفساد في قوم إلا أصيبوا في عقيدتهم وأخلاقهم وبلادهم وحضارتهم إصابة قاتلة يمتد أثرها السيئ إلى أجيال تالية وحقب قادمة لا يعلم إلا الله وحده متى وكيف تنهض تلك المصابة من عثرتها وتنجو من نكبتها. ولعظم شر الفساد حرمه الله عز وجل ونهى عنه في كتابه الكريم قائلاً: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها).
وقال تعالى: (ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين) والآيات في هذا الباب كثيرة في كتاب الله الكريم وفي أحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم واوجه الفساد كثيرة ومتنوعة أعلاها محاربة شرع الله ودينه ورسوله قال تعالى: (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً إن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم).
ولقد قرن الله عز وجل في هذه الآية المباركة الفساد في الأرض بمحاربته عز وجل وما ذاك إلا لعظم هذه المعصية الكبرى.
ومن ادني درجات الفساد في الأرض في مجتمعنا تخريب وسائل الاتصال الحديثة التي جعلتها الدولة حفظها الله لعامة الناس في الميادين ومراكز التجمع البشري كالأسواق والمستشفيات وما شابه واقصد الهواتف فكم هو مؤسف إن ترى أطفالا أو شبه أطفال يعبثون ويخربون تلك الأجهزة من غير خوف أو حياء.
حدثني أحد الفضلاء من بلد عربي شقيق مقيم منذ ربع قرن في إحدى مدن المملكة استشاري في طب الأمراض الباطنية قائلاً: في يوم من الأيام وأنا ذاهب إلى المسجد للصلاة شاهدت صبية يعبثون بجهاز هاتف مغلق في أحد المواقع فنهيتهم عن ذلك فما كان من احدهم إلا إن رد قائلاً: بلغة سفيهة صبيانية (مالك شغل أنت (أجنبي).
إلى هذا الحد وصل الفساد؟ ومن أناس يعدون أمل الوطن فكيف سيكون إفسادهم إذا كبروا.
وما خفي من الفساد أعظم ولولا الفساد لما شاهدنا طرقاً مدمرة ومرافق معطلة ومعاملات تائهة وحقوقاً ضائعة وأموالا مجهولة المال وجهوداً مؤونة وحدث ولا حرج في هذا المجال.
ولما كانت كل علة لها ظواهر وعلامات تدل على وجودها فان من علامات الفساد والافساد ما تسمع من عبارات متداولة تنم على ان وراء الاكمة ما وراءها ومن تلك العبارات التمويهية (راجعنا بكرة) (مشي حالك) ( ادهن السير يسير) (شف لك واسطة) وكلها من علامات وجود الفساد وكذلك لتستطيع معرفة المفسدين في الادارات من خلال التمويهات التالية: (المدير عنده اجتماع) (المدير عنده اتصال) (الموظف في لجنة) (سعادة المدير في جولة) وغير ذلك من عبارات التصريف غير الصحي إذا جاز التعبير.
وهذه العبارات قد تكون صحيحة الدلالة لكن فسدت صحتها لكثرة استعمالها ممن (إذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون).
وفي كلمة الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز هذا العام في مجلس الشورى اشار إلى ضرر الفساد ووجوب الوقوف في وجه كل مفسد في الوطن وما ذاك إلا لأدراك هذا الملك الصالح وهو على قمة الهرم في المسؤولية امام الله ان هذا الداء قد تسرب إلى مفاصل الحياة ودواخل الامة وهذا خطر عظيم وشر وبيل لا يجوز السكوت أو التستر على ممارسيه من المفسدين في الأرض وإنه لحري بكل مواطن ومقيم في هذا البلد ومن باب التعاون على البر والتقوى ومن باب الإصلاح في الأرض الامتناع عن دفع الرشوة فإنها من أكبر وسائل الإفساد والفساد وكذلك ألا يلاغ عن كل من يخالف الأنظمة ويعطل مصالح الناس برفع شكوى فيه. إلى المسولين وإذا عجز فيرفع الشكوى إلى الله والله لا يحب المفسدين ( إن الله لا يصلح عمل المفسدين) والله المستعان
جمعان بن عايض الزهراني
المدينه 9/4/1427هـ
وقال تعالى: (ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين) والآيات في هذا الباب كثيرة في كتاب الله الكريم وفي أحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم واوجه الفساد كثيرة ومتنوعة أعلاها محاربة شرع الله ودينه ورسوله قال تعالى: (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً إن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم).
ولقد قرن الله عز وجل في هذه الآية المباركة الفساد في الأرض بمحاربته عز وجل وما ذاك إلا لعظم هذه المعصية الكبرى.
ومن ادني درجات الفساد في الأرض في مجتمعنا تخريب وسائل الاتصال الحديثة التي جعلتها الدولة حفظها الله لعامة الناس في الميادين ومراكز التجمع البشري كالأسواق والمستشفيات وما شابه واقصد الهواتف فكم هو مؤسف إن ترى أطفالا أو شبه أطفال يعبثون ويخربون تلك الأجهزة من غير خوف أو حياء.
حدثني أحد الفضلاء من بلد عربي شقيق مقيم منذ ربع قرن في إحدى مدن المملكة استشاري في طب الأمراض الباطنية قائلاً: في يوم من الأيام وأنا ذاهب إلى المسجد للصلاة شاهدت صبية يعبثون بجهاز هاتف مغلق في أحد المواقع فنهيتهم عن ذلك فما كان من احدهم إلا إن رد قائلاً: بلغة سفيهة صبيانية (مالك شغل أنت (أجنبي).
إلى هذا الحد وصل الفساد؟ ومن أناس يعدون أمل الوطن فكيف سيكون إفسادهم إذا كبروا.
وما خفي من الفساد أعظم ولولا الفساد لما شاهدنا طرقاً مدمرة ومرافق معطلة ومعاملات تائهة وحقوقاً ضائعة وأموالا مجهولة المال وجهوداً مؤونة وحدث ولا حرج في هذا المجال.
ولما كانت كل علة لها ظواهر وعلامات تدل على وجودها فان من علامات الفساد والافساد ما تسمع من عبارات متداولة تنم على ان وراء الاكمة ما وراءها ومن تلك العبارات التمويهية (راجعنا بكرة) (مشي حالك) ( ادهن السير يسير) (شف لك واسطة) وكلها من علامات وجود الفساد وكذلك لتستطيع معرفة المفسدين في الادارات من خلال التمويهات التالية: (المدير عنده اجتماع) (المدير عنده اتصال) (الموظف في لجنة) (سعادة المدير في جولة) وغير ذلك من عبارات التصريف غير الصحي إذا جاز التعبير.
وهذه العبارات قد تكون صحيحة الدلالة لكن فسدت صحتها لكثرة استعمالها ممن (إذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون).
وفي كلمة الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز هذا العام في مجلس الشورى اشار إلى ضرر الفساد ووجوب الوقوف في وجه كل مفسد في الوطن وما ذاك إلا لأدراك هذا الملك الصالح وهو على قمة الهرم في المسؤولية امام الله ان هذا الداء قد تسرب إلى مفاصل الحياة ودواخل الامة وهذا خطر عظيم وشر وبيل لا يجوز السكوت أو التستر على ممارسيه من المفسدين في الأرض وإنه لحري بكل مواطن ومقيم في هذا البلد ومن باب التعاون على البر والتقوى ومن باب الإصلاح في الأرض الامتناع عن دفع الرشوة فإنها من أكبر وسائل الإفساد والفساد وكذلك ألا يلاغ عن كل من يخالف الأنظمة ويعطل مصالح الناس برفع شكوى فيه. إلى المسولين وإذا عجز فيرفع الشكوى إلى الله والله لا يحب المفسدين ( إن الله لا يصلح عمل المفسدين) والله المستعان
جمعان بن عايض الزهراني
المدينه 9/4/1427هـ
تعليق