Unconfigured Ad Widget

Collapse

تربية شوارع !

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • حمدان الدايخ
    عضو مميز
    • Jan 2005
    • 1276

    تربية شوارع !

    في السابق كان الآباء إذا ما أرادوا تثقيف أبنائهم وتأسيسهم وتهيئتهم للمستقبل ابتعثوهم إلى البادية ليتلقّوا اللغة غضّةً طريّة من أفواه الأعراب ، ولتكون ملكتهم الأدبيّة أكثر استعدادًا ، وهذا بدوره ينمّي لديهم ملكة الحفظ وسرعة البديهة ، كان السابقون يفعلون هذا ، فما الذي سنفعله ، نحن المحدثين ، بأبنائنا بعد أن اختلطت الألسن ، وماتت السليقة ، وصار الأعراب سُذّجا لا يفكّرون تفكير الأوائل ، ولا يضيفون إلى الابن المبتعث إليهم شيئا؟!
    لقد تغيّر الزمن ، فصارت لغته غير اللغة السابقة ، صار الزمن ينحى منحى جديدًا في رؤيته ، والمثقّف اللسن هذه الأيَّام ، هو ذلك الذي يحفظ عن ظهر قلب : كلّ قاموس الحارات والشوارع ، ولا تغيب عنه شاردةٌ ولا واردة من مكر أبناء المدينة ، ومن لم يحفظ هذا القاموس ولو من باب من تعلَّم لغة قومٍ أَمِن مكرهم ، فأشكّ في أنّه سينجو بجلده من المكائد التي تتربّص به في زوايا الشوارع ودهاليز الأحياء والحارات الشعبيّة ، وهذا كلّه يدفعنا إلى طريقة تربويّة جديدة قديمة في آن ، هي أنّه على الأب الذي يخشى على ابنه من ضررٍ متربّص أن يُعدَّ العدّة لذلك ، وليس من هذا الإعداد – دون أدنى شكّ – الحصار البيئيّ الذي يضيّق على الابن فرصة الالتقاء بأبناء الشارع ، وحبسه في خمس غرف مفروشة بحجّة إنقاذه من الفساد الأخلاقيّ ، هذه قد تحفظ الابن مؤقّتا ، ولكنها ستكون أشبه بحبس الماء ثمّ السماح له بالتدفق دفعة واحدة ، والابن ، قصر الزمن أو طال ، سيتمكّن من فكّ هذا الحصار المضروب عليه من أبويه ، وحينئذٍ ستكون العاقبة أشدّ ، والحريّة أكثر تفلّتا وأعظم خطرا ، وسيدفع الأب فاتورة الحساب مضاعفة ، فما الحلّ يا تُرى ؟
    في تصوّري ، الخاطيء ربما ، أنّ حماية الابن من أبناء الشوارع ، تكون بإعطائه دروسًا تربويّة من الشارع نفسه ، لا أمزح ، فالذين يقضون طفولتهم في الشارع ويستمتعون بالحريّة أثناء الطفولة يضيفون إلى ذاكرتهم البيضاء شيئًا من شخبطات الحارة ، وشيئًا من المكر ، وشيئا من الشقاوة البريئة ، وشيئًا من الخصومات والعراكات الطفوليّة ، فإذا ما تشكّلت ذاكرة الطفل من هذه الأشياء جميعها ، كانت مصلا ضدّ حمّى الفساد الأخلاقيّ المتأخّر ، وبذلك يفرّغ الأب طاقة ابنه في مثل هذه الأشياء الصغيرة ، فلا تكبر داخله ، لأنّها خرجت في ساعات اللهو والشقاوة والعفرتة ، فتصبح " تربية الشارع " دواء من دائها ، وإضافة إلى ذلك تكون له ذاكرة ترفده بحصانة ضدّ أصدقاء السوء الذين يكون تأثيرهم على من قضوا طفولتهم في المنزل أشدّ وأكثر ضررا ، لأنّ هؤلاء يواجهون الحياة بذاكرة بيضاء لا تعرف شيئًا اسمه المكر والخديعة ، ومن قضى نصف عمره في الظلّ سيذوب نصفه الآخر تحت حرارة الشمس !
    تُراني على حقّ حينما أقول : إنّ تربية الشوارع ، في زمننا الذي كثرت فيه الدسائس والأخلاقيّات الرديئة ، ضرورةٌ لابدّ منها ؟
    أتمنّى أن تكون هذه أضغاث أحلام ، أو هذيان محموم بنار الواقع !!
    منقول للكاتب والشاعر سعود الصاعدي ....
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الاخ سعود وضع يده على الجرح فالقضيه تربوية جديرة بالاهتمام والمناقشة
    وجميع الاخوان هنا اهل حكمه ومشوره وانتظر تعليقكم اخواني الاعضاء ....
    إذا لم تستطع ان تنظر امامك لان مستقبلك مظلم..
    ولم تستطع ان تنظر خلفك لان ماضيك مؤلم..
    فانظر الى اعلى تجد رباً يحبك..يحميك..
    يسمعك..يراك..ينصرك..يعتنى بك..ما اخذ منك إلا ليعطيك..
    وما حرمك إلا ليتفضل عليك.. وما ابكاك إلا ليضحكك..
    وماابتلاك إلا لأنه يحبك
  • رعــد الجنـــوب
    مشرف منتدى الشعر النبطي
    • Aug 2004
    • 4075

    #2
    عزيزي حمدان

    يقول الشاعر والذي ما ودبوه اهله يربونه عيال الناس

    هذه هي شوارعنا الآن ولكن ماهي النتائج انظر يمينا وشمالا وترى العجب العجاب

    اساس التربيه البيت المدرسه المسجد وما عداها فهو ضياع لايدخل في التربيه سوى كانت التربيه

    عقليه او خلافه شكري وتقديري لك ياغالي

    تعليق

    • الشعفي
      مشرف المنتدى العام
      • Dec 2004
      • 3148

      #3
      في الحقيقة أن التربية في هذا الزمن من أصعب ما يعترض الأب

      والشارع اليوم لا يربي مطلقاً ولكن وجهة نظر الكاتب ربما تكون

      سليمة بعض الشيء فهو يرى عدم عزل الولد عن بيئته ومجتمعه تماماً

      حتى لا يتفاجأ إذا كبر بواقع قد لايستطيع العيش ولا يحسن التصرف في كثير من

      المواقف قيصاب بالعزلة والإنطوائية وهو مرض نفسي بعاني منه كثير

      من الأإولاد نتيجة لظروف كثيرة منها عدم القدرة على الحياة ومواجهة

      المجتمع لكن ربما نستطيع إيجاد البديل للشارع عن طريق مجتمعات الأسر

      وحضور المناسبات العامة ومشاركاته في الانشطة المدرسية

      وهذه غالباً تكون تحت نظر المراقين من الأباء والمعلمين

      ويمكن للأب التوجيه والنصح لما يرى على ابنه من سلوك سلبي اكتسبه

      من تلك التجمعات أما الشارع فلا بأس به بعض الأحيان وبمتابعة دقيقة

      جداً جداً من الوالدين وبدون ذلك فهو سلاح فتاك نتائجة وخيمة وعوقبه أليمة

      سيقضي ويهدم كل مابناه الوالدان داخل البيت

      شكراً أخي حمدان والشكر موصول لكاتب المقال

      الشعفي
      من مواضيع الشعفي في منتدى الديرة

      تعليق

      • عبدالله رمزي
        إداري
        • Feb 2002
        • 6605

        #4
        الحقيقة أن كلام حمدان منطقي ولكني وجدت في رد الشعفي ماكنت سأكتبه فشكراً له لقد أراحني من تعب الكتابة ..


        في الحقيقة أن التربية في هذا الزمن من أصعب ما يعترض الأب

        والشارع اليوم لا يربي مطلقاً ولكن وجهة نظر الكاتب ربما تكون

        سليمة بعض الشيء فهو يرى عدم عزل الولد عن بيئته ومجتمعه تماماً

        حتى لا يتفاجأ إذا كبر بواقع قد لايستطيع العيش ولا يحسن التصرف في كثير من

        المواقف قيصاب بالعزلة والإنطوائية وهو مرض نفسي بعاني منه كثير

        من الأإولاد نتيجة لظروف كثيرة منها عدم القدرة على الحياة ومواجهة

        المجتمع لكن ربما نستطيع إيجاد البديل للشارع عن طريق مجتمعات الأسر

        وحضور المناسبات العامة ومشاركاته في الانشطة المدرسية

        وهذه غالباً تكون تحت نظر المراقين من الأباء والمعلمين

        ويمكن للأب التوجيه والنصح لما يرى على ابنه من سلوك سلبي اكتسبه

        من تلك التجمعات أما الشارع فلا بأس به بعض الأحيان وبمتابعة دقيقة

        جداً جداً من الوالدين وبدون ذلك فهو سلاح فتاك نتائجة وخيمة وعوقبه أليمة

        سيقضي ويهدم كل مابناه الوالدان داخل البيت

        شكراً أخي حمدان والشكر موصول لكاتب المقال

        عبدالله رمزي
        ما كل من يبعد به الوقت ناسيك ... بعض البشر قدام عينك وينساك

        تعليق

        • عبدالرحمن
          • Dec 2000
          • 4527

          #5
          وانا كذلك مع ما ذهب إليه الشعفي.. مع إضافة بسيطة.

          إن الشارع في الماضي لم يكن أكثر من بعض المفردات والتصرفات الفردية التي غالباً ما تواجه بأهل الحي (الحارة) والذين كانوا يعتبرون أباء لكل الأبناء.

          أما اليوم فلا أحد يعرف الآخر ويقول أنا مسئول عن نفسي وابنائي فقط فأختفت الرقابة العامة هذا من جهة والأخرى إنتشار العديد من الثقافات والأمراض الاجتماعية التي ألقت بظلالها على المجتمع بأسره.
          نسأل الله السلامة
          sigpic

          تعليق

          • مجرد احساس
            عضو نشيط
            • Dec 2004
            • 688

            #6
            الحديث بعد أخونا الكاتب الكبير الشعفي ليس باليسير فهو يقرأ النص قراءة تختلف عن قراءتي ولكن لتسمحوا لي بالمشاركة .

            الكاتب هنا ربما يتحدث عن حارة وشارع لم يبق لها إلا الإسم فقط فالشارع تغير والحارة تغيرت ومع تغيرها اختلفت طريقة التربية وتوجهها

            لنعد بذاكرتنا إلى الوراء قليلا وكيف كانت (قرانا ومساريبنا ) وكيف انعكس ذلك على تربيتنا ...

            ولنتذكر كيف كانت تربية ( المساريب ) ومن هو المربي في هذا ( المسراب ) وكيف كانت ردة الفعل في البيت ..

            ولنرى اليوم ماحولنا

            تخيلو أن أحدا اليوم أراد تعديل سلوك طفل أو شاب أو فتاه وفي أي مكان في مدينة أو قرية ماذا سيكون الرد وما الذي ينتظرك لو أخبر والده أو من

            هو مسؤول عنه .

            دائما أجد الفرق كبيرا عندما كنت أخطئ في الماضي والآن عندما يخطئ ابني أو أحد أبناء أقاربي .

            إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان ...

            وسامحوووووووووووونا .
            لأننا نتقن الصمت ..
            ...
            حمّلونا وزر النوايا!!

            تعليق

            Working...