ولربمـا.. علا صوت الطفل على الألم!.
...
..
.
في وجدان الأمة يقينٌ بالأمة
فما بشَّــرنا بخير، ولا لفتنا الأنظار لفال، إلا وجدنا التصديق والإيجاب
بيد أنه تصديق لا يجاوز هزة الرؤوس، ولا يتعدى موافقة الكلمات والحروف
حتى إذا طُـوي مجلس التبشير، عادت رؤانا لذات الانهزام، فما كنا ولا مقولنا إلا كأحرفٍ على رمال
وما كنا إذ نبشر بالأماني بغافلين عن الجراح
ولكننا ألقينا نظرةً لما وراء الورم فلمحنا قلوباً سليمةً تنبض بالنقاء
وساعتها؛ حق للأمة أن تدرك أن من بين آلامها يبرق سنا الآمال ويضيء
...
خطرات جاشت بها النفس
وأمامي تخطر أمة محمدٍ في ثوب الوحدة والإباء
" وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم"
رسمةٌ من أنين، وريشةٌ كالسكين، ارتدت على أصحابها حربا، ومنحت أمتنا مقبضاً تمسكه بيدٍ واحدة
فتعانقت أصابعنا المتوضئة من شرقٍ وغربٍ على حبٍ قد قدر
ذاب الجليد بين فقيرٍ وغني، وردمت الفجوة بين ملتزمٍ ومفرط
فما ترى على الساحة إلا محب وغيور، وما تبصر على الوجوه إلا عزمٌ وتصميم
فداك أبي وأمي يا رسول الثقلين
بعثت لتوحد الأمة على دينك، وكان لك شرف هذا التوحيد في الآخرين كما في السابقين
عذراً أحبتي
فلعل في عيني بقايا دموع
حين جلست والتلفاز ينبض بأصوات الأطفال وقد أكبرها الحدث
ليلد لنا من رحم الإساءة أفذاذا، عرفنا مع زقزقة أصواتهم الغيورة كيف ولد " معاذٌ ومعوذ"
وهي أمة العطاء؛ كلما سما جيلٌ تسامى في إثره أجيال
والذي بعث محمداً بالسلام
لا تموت أمةٌ تنطوي قلوب أطفالها على هذا الإباء
...
بالأمس مع استشهاد الدرة
رأينا هبة الأمة شرقاً وغرباً؛ وكلها أباً وأماً وأخاً للطفل الصريع
واليوم مع حمق أبقار الدنمارك
عادت رياح الخير لتهب؛ مشعلةً فينا فتيل شممٍ، ظن أكثرنا يد الآهات نزعته
فهل من آخذٍ للدرس؟ وهل من مستفيدٍ منه؟
نتائجنا بعيداً عن الأحداث، وفي معامل التنظير
إن بذور العزة في تربة الأمة حيةً تنبض غيرة، وإن غطّـاها تراكم حجارة الأعداء
ما تزال بخير حالٍ وإن تناوشت صفوفنا عليها واختلفت
بذورٌ في مهامه الجهل، ترفض شبهات " الغرقد" لتنموا لنا نخلات إيمان
وفي ليالي الخزي، تنبذ شهوات " الخشخاش" لتنموا لنا سنابل إحسان
لا نلمع واقعاً نحن نصطبح بآلامه ونمسي
ولا نزيف عاهاتٍ يلعلع بها الإعلام علينا فيبدي ولا يخفي
ولكننا في موقف التبشير، يكفينا إشارة إصبعٍ لهبةٍ من هبات الأمة في عصر ضعفنا الحالي
لنجذر في القلوب يقينها بالنصر القادم من وراء الثبات
درسنا هنا أحبة المصطفى
هو رسالةٌ لكل مجعجعٍ بالشرور والآثام والآلام؛ أن قد جلا الران عن القلوب
وأن من أهلكْـتهم ببث اليأس، قد أعلت رؤوسهم هبات أمة الإسلام
فإذ أنت وما أجلبت به من وساوس
هباءٌ في الفضاء، تكفي نفخة طفلٍ ممن سمعنا غيرتهم لترديكم وما تزعمون
درسنا هنا أحفاد عفراء وأم عمارة
هو خيطٌ من نورٍ نضعه بكف كل مربٍ وداعية
ليسير في دربه وقد هان عليه الصعب، وتيسر عليه العسير، بعلمه أن القلوب تؤمن وإن كابرت الألسن
وهو مدخلٌ للنفوس عظيم، وما أعظم ثماره متى وجدت الفلاح الفالح
فلاحٌ عرف أوان الحرث والسقي والحصاد، ومحاربة دخائل الإفساد من دودٍ وجراد
لينطلق من (الجذر/ القلب) مطهراً ( الأغصان/ الجوارح)
لتكون النتيجة المتكاملة
" كزرعٍ أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه"
...
ختامها أمتي الحبيبة
أجلب الكفار بخيلهم ورجلهم ليملئوا العالم ظلماً وظلام
وهي مشيئة الإله؛ أن تكون الظلمة سبباً نبصر من ورائها النجوم الهادية
وقد بان الدرب للمدلجين
فهل إلى يقينٍ وثباتٍ ونصرةٍ من مسير؟
...................
........
تعليق