Unconfigured Ad Widget

Collapse

ويتفكرون ...

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • حديث الزمان
    عضوة مميزة
    • Jan 2002
    • 2927

    ويتفكرون ...



    عبادة التفكر من أقرب العبادات لله عز وجل ، فهي تعلق القلب بالخالق وتقربه منه ، إذ في مخلوقات الله تظهر دلائل وحدانية الخالق ‏وتتجلى عجائب قدرته التي يقف عندها العقل البشري ، ولا يمكن له إلا أن يسلم بعظمة ووحدانية خالقها سبحانه وتعالى ..‏


    يقول الله تعالى : { هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ } ‏


    في هذا الموضوع أتمنى أن نطلق العنان للعقل ليتفكر في خلق الرحمن من خلال المشاركة بما تجود به النفس مما يخدم الموضوع لنحصد ‏الثواب وننال الرضى منه سبحانه وتعالى .. ‏


    يقول الله تعالى : { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا ‏خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } (191) سورة آل عمران


    ‏---------------------‏


    أولاً : الإبل ‏


    قال تعالى { أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ } (17) سورة الغاشية


    لماذا ذكر القرآن الكريم خلق الإبل عن سائر الحيوانات ؟


    آمل أن يتفضل أحد الأعضاء الكرام بتوضيح عجائب خلق الإبل ... لنتفكر ‏وله الأجر إن شاء الله


    * الاختصار والتحقق من مصدر المعلومة مطلوب .. لطفاً


    لكل بداية .. نهاية
  • الدويهي
    مشرف المنتدى العام
    • May 2004
    • 2424

    #2
    الأستاذة الفاضلة : حديث الزمان
    جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم
    الذي يذكرنا بالله وعظمته من خلال التفكر في مخلوقاته.
    يقول أهل العلم من السلف:
    (( تفكُّرُ ساعةٍ خيرٌ من عبادة سنةٍ )).

    رزقنا الله وإياك وأحبابنا أجمعين التفكر الذي يقودنا
    لمعرفة الله المعرفة الحقَّة التي تجعلنا نقدره حق قدره.

    أشكرك من الأعماق.
    سبحان الله والحمد لله والله أكبر
    ولا إله إلا الله ولاحول ولا قوة إلا بالله.

    إنّ الكريم إذا تمكّن من أذى @@ جاءته أخلاقُ الكرامِ فأقلعا

    وترى اللئيمَ إذا تمكّن من أذى @@ يطغى فلا يُبْقِي لِصلحٍ موضعا

    sigpic

    تعليق

    • حديث الزمان
      عضوة مميزة
      • Jan 2002
      • 2927

      #3
      قال تعالى : (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ {17} وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ {18} وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ‏‏{19} وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ {20} فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ {21} لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ {22} [ الغاشية ] .‏

      في هذه الآيات الكريمة يخص الله سبحانه وتعالى ـ الإبل من بين مخلوقاته الحية، ويجعل النظر إلى كيفية خلقها ‏أسبق من التأمل في كيفية رفع السموات ونصب الجبال وتسطيح الأرض باعتباره خلقاً دالاً على عظمة الخالق ـ سبحانه وتعالى ـ وكمال قدرته وحسن تدبيره .‏



      لنتأمل .. ‏


      أذنا الإبل:

      الأذنان صغيرتان قليلتا البروز، يغطيهما الشعر من كل جانب ليقيهما من الرمال التي تحملها الرياح ، كما أن لهما ‏القدرة على الانثناء خلفاً والالتصاق بالرأس إذا ما هبت العواصف الرملية.

      منخرا الإبل :

      المنخران يتخذان شكل شقين ضيقين محاطين بالشعر وحافتيهما لحمية مما يسمح للجمل أن يغلقهما لمنع دخول ما ‏قد تحمله الرياح إلى رئتيه من دقائق الرمل.

      عينا الإبل:


      إن لعيني الجمل رموش ذات طبقتين مثل الفخ بحيث تدخل الواحدة بالأخرى وبهذا فأنها تستطيع أن تحمى العين ‏وتمنع دخول الرمال إليها.

      قوائم الإبل:

      قوائم الجمل طويلة تساعده على اتساع الخطوة وخفة الحركة، وتتحصن أقدام الجمل بخف يغلفه جلد قوي غليظ ‏يضم وسادة عريضة لينة تتسع عندما يدوس الجمل بها على الأرض ، ومن ثم يستطيع السير فوق أكثر الرمل ‏نعومة ، وهو ما يصعب على أية دابة سواه ما جعله جديراً بلقب "سفينة الصحراء" .

      وحين يبرك الجمل للراحة يعتمد جسمه الثقيل على وسائد من جلد قوي سميك على مفاصل أرجله، ويرتكز ‏بمعظم ثقله عليها ، حتى أنه لو جثم به فوق حيوان أو إنسان لطحنه .

      و هذه الوسائد إحدى معجزات الخالق التي أنعم بها على هذا الحيوان العجيب، حيث إنها تهيئه لأن يبرك فوق ‏الرمل الخشنة شديدة الحرارة. والجمل الوليد يخرج من بطن أمه مزود بهذه الوسائد ليست من قبيل ما يظهر ‏بأقدام الناس من الحفاء أو لبس الأحذية الضيقة .‏


      عنق الإبل:

      لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإبل ذوات أعناق مرتفعة حتى تتمكن من تناول طعامها من نبات الأرض ، كما أنها ‏تستطيع قضم أوراق الأشجار المرتفعة حين مصادفتها ، هذا فضلاً عن أن هذا العنق الطويل يزيد الرأس ارتفاعاً ‏عن الأقذاء ويساعد الجمل على النهوض بالأثقال ( توازن الجسم ).


      تنفس الإبل : ‏

      الإبل لا تتنفس من فمها ولا تلهث أبداً مهما اشتد الحر أو استبد بها العطش، وهي بذلك تتجنب تبخر الماء من ‏هذا السبيل.‏


      تنظيم جسم الإبل للحرارة :

      يمتاز الجمل بأنه لا يفرز إلا مقداراً ضئيلاً من العرق عند الضرورة القصوى بفضل قدرة جسمه على التكيف مع ‏المعيشة في ظروف الصحراء التي تتغير فيها درجة الحرارة بين الليل والنهار ، كما أن لديها منظم للحرارة ‏يساعدها في السيطرة على درجة الحرارة والبقاء على قيد الحياة رغم التذبذب الشديد في مستوى بلازما الدم ، ‏ففي الشتاء يكثر الوبر ويتلبد على جسمه فيقيه ويحميه من البرد، وفي الصيف يسقط الوبر لتتم عملية التبريد ‏بالتعرق ، ويتحكم الجمل في درجة حرارة جسمه حسب ظروف الجو مما يمكنه من العيش في الصحراء وتحمل ‏تقلبات الجو المختلفة.‏


      سنام الإبل :‏

      سنام الجمل مستودع ضخم للشحم ، وهو كتلة من أنسجة دهنية تتفكك عند الحاجة إلى ‏محاصيل نهائية ، من أهمها الهيدروجين الذي يتحد مع الأوكسجين في هواء التنفس فيؤلفان "الماء" الذي يحتاجه ‏الجمل . وبذلك يكون السنام مستودعًا للماء والغذاء معًا ، لذلك يتميز الجمل بقدرة هائلة على البقاء بدون ماء ‏لفترة طويلة كما تساعده قدراته البيولوجية التي أودعها الله فيه ، والتي تجعله قادرًا على التكيف والاحتفاظ ‏بالماء عن طريق عمليات دقيقة تقوم بها الكلى .

      المرارة :‏

      ‏ الجمل ليس له مرارة مما يساعده على تناول كميات كبيرة من الغذاء ولساعات طويلة ، وهذه الخاصية تساعده ‏على تكوين كميات كبيرة من احتياجات الشحوم والدهون ، وبصفة خاصة في السنام لتساعده على تحمل الظروف ‏الشاقة في مواسم الجفاف .‏


      -----------------
      منقول بتصرف .. ‏
      المصادر :‏

      ‏- منتدى عربيات عن كتاب رحيق العلم والإيمان الدكتور أحمد فؤاد باشا ، مقالة للكاتب التركي‎ ‎هارون يحيى‎ . ‎
      ‏- المجلة العربية ‏
      ‏- مزاين الإبل



      المزيد .. قريباً إن شاء الله مع سلسلة ... (( ويتفكرون ))

      لكل بداية .. نهاية

      تعليق

      • مـحـمـد الـجابري
        عضو مميز
        • Sep 2005
        • 2006

        #4
        الاخت الفاضلة حديث الزمان

        الف شكر على هذا الموضوع المتميز

        وان كنت اتمنا الا يقف عطائك

        السخي عند موضوع الجمال

        التي هي ايه من ايات

        الخالق جل وعلا

        التفكر تلك العبادة المنسية التي امرنا بها

        حتى في انفسنا مامورون بالتفكر

        لك الشكر اختي الفاضلة

        تعليق

        • حديث الزمان
          عضوة مميزة
          • Jan 2002
          • 2927

          #5


          (( تفكُّرُ ساعةٍ خيرٌ من عبادة سنةٍ ))



          الأستاذ الفاضل الدويهي


          أشكر لك حضورك المبارك ...


          غفر الله لك

          لكل بداية .. نهاية

          تعليق

          • حديث الزمان
            عضوة مميزة
            • Jan 2002
            • 2927

            #6


            أخي الفاضل محمد الجابري


            نعم هي عبادة غفل عنها كثير من الناس ونحن منهم ... آمل أن يكون لهذا الموضوع دور في التذكير بها .



            غفر الله لك


            ---------------------


            التالي إن شاء الله .... (( السماء ))


            يقول الله تعالى : وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ {18}


            لكل بداية .. نهاية

            تعليق

            • حديث الزمان
              عضوة مميزة
              • Jan 2002
              • 2927

              #7


              السماء .. ‏


              من محفزات التفكر إثارة الأسئلة في الذهن ومن ثم محاولة البحث عن إجابات من المصادر الشرعية ( القرآن ‏والسنة النبوية المطهرة ) أو من مصادر علمية وأبحاث موثقة ، ولعل هذا ما أحاول تطبيقه تحت هذا ‏الموضوع كما يلي : ‏


              ما هي السماء ؟ ‏

              كيف خلق الله الكون ؟ ‏

              تقسيم الكون إلى سبع سماوات ؟ ‏

              الشمس ، القمر ، الكواكب ، والنجوم ؟‏



              يقول الله تعالى : {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} {وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ} (18) سورة الغاشية

              نود أن نُعرّف أولاً بعض الحقائق المهمة غير المتعارف عليها عن خصائص الغلاف الجوي المحيط بالأرض ، ‏وما له من تأثير على الحياة ، وعلاقته بكلمة " سَمَاء " الوارد ذكرها في القرآن الكريم

              ‏يتكوّن الغلاف الجوي المحيط بالأرض من خليط من الغازات والأبخرة المختلفة وبعض الغبار المعلق فيه أو ‏الهباء ، وللغلاف الجوي فوائد كثيرة تساعد على استقامة الحياة على الأرض أهمها ... تكوّن النهار !

              ‏ قد يبدو للقارئ أن مفهوم النهار بسيط كونه ظاهرة اعتاد الناس عليها وألفوها ، ولا علاقة لها بكلمة " سَمَاء ‏‏" الوارد ذكرها في القرآن الكريم ، لكن تكوّن النهار على الأرض يُعتبر ظاهرة كونية فريدة من نوعها وهي ‏غاية في الأهمية ، حيث إن خاصيّة النهار لا توجد إلا على الكواكب التي لها غلاف غازي شفاف يحيط بها ‏ككوكب الأرض التي نحيا عليها ، ولها مصدر ضوئي قويّ وقريب منها كالشمس التي نتبع إليها ...

              ‏ويتجلى النهار أو يُبصر نتيجة لمرور الضوء الساقط من الشمس إلى الأرض متخللا طبقة الهواء ، فيصطدم ‏بجزيئاته محرضا إياها لتُضيء مكونة النهار ! ، وما تبقى من الضوء يصطدم بسطح الأرض فيضيئه مضيفاً ‏في ضوئه على ضوء النهار ، بمعنى أن النهار يتشكل بفعل طبقة الغازات الخفيفة المحيطة بسطح الأرض وهي ‏مضاءة جزيئاتها بفعل تخلل ضوء الشمس لها واصطدامه بها ، ومن فوق النهار ظلام كوني شامل يبدأ عند ‏نهاية الغلاف الغازي المحيط بالأرض لقوله تعالى " أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا ( سماء الكون قبل ‏تقسيمها إلى سبع سماوات ) (27) رَفَعَ ( زاد ) سَمْكَهَا ( اتساعها ) فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ ‏( ظلمة ) لَيْلَهَا ( ليل سماء الكون ) وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا " (29) النازعات ‏

              ‏ أو كقوله تعالى " إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي ( ‏يلف أو يُحيط ) اللَّيْلَ ( ظلام الكون ) النَّهَارَ ( نهار الأرض يَطْلُبُهُ ( يتبعه نتيجةً لدوران الأرض ) حَثِيثًا ( ‏بإلحاح ) وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ "(54) ‏الأعراف .‏

              لذا فالكون مُعتم وشديد الظلام كما هو بيّن في الآيات الكريمة ، وأن ظلام الكون من فطرة نشوئه الأصيلة على ‏العكس من النهار المخصص في المكان والمحدد في المدة ، أمّا شعاع الشمس فتختلف إضاءته للأرض ‏ولغلافها الجوي نهارا عن إضاءته لسطح القمر كون القمر ليس له غلاف غازي مع أنه يقع على المسافة ‏نفسها التي تقع عليها الأرض من الشمس تقريباً ، لكن هذا التفسير لا يعني أن سطح القمر مظلم من جهة ‏الشمس ، إنما يلتصق الظلام بسطحه المضيء كالتصاق الجلد على اللحم ... وليس له نهار!! ، لذا يمكن رؤية ‏النجوم والكواكب من سطح القمر نهاراً كرؤيتنا لها ليلاً لسبب عدم وجود طبقة غازيه تحيط بسطحه قادرة على ‏تحويل ضوء الشمس إلى نهار كنهار الأرض الذي ينسلخ عنه الظلام فيحجب رؤية النجوم لشدّة إضاءته عنها ‏لقوله تعالى " وَآيَةٌ ‏( معجزة ) لَهُمُ اللَّيْلُ ( في ظلامه الكوني ) نَسْلَخُ مِنْهُ ( نزيل عنه ) النَّهَارَ ( كونه غير أصيل ) فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ ‏‏"(37) يس .‏

              وبالمثل فنحن لا نستطيع أن نرى ضوء النجوم وظلمات الكون نهارا لسبب شدة إضاءة الغلاف الغازي للأرض ‏وحجبه لها ، والحقيقة إننا لا نرى نهاراً سوى الطبقة الغازية من الغلاف الجوي المحيط بالأرض وهي مضاءة ‏مما يعني أننا لا نستطيع رؤية ما بعدها إلا بحلول الليل .‏
              وبعيدا عن المدن الكبيرة التي تتسبب شدة إضاءتها هي الأخرى في تحريض جزيئات الهواء المحيطة بها من ‏الأسفل إلى الأعلى ، مضيئة طبقة الهواء القريبة من سطح الأرض ، فتحجب بذلك أضواء النجوم الخافتة ‏القادمة من الفضاء عن رؤيتها ، كما أن من الخصائص الهامة للضوء أنه لا يُرى ، لكنه يكشف الأجسام حال ‏سقوطه عليها محرضاً مادتها لتُضيء ، لذا وبعيداً عن الغلاف الجوي لسماء الأرض ، نرى الشمس شديدة ‏الإضاءة وكذلك جميع النجوم دون فرق بين ليلٍ أو نهار ، وفي الوقت نفسه نرى الظلام الكوني يلف الشمس ‏ويلتصق بسطحها رغم شدّة إضاءتها لسبب أن الشمس ليس لها غلاف جوّي قادر على تكوين ظاهرة النهار ‏من حولها لقوله تعالى " وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا " (4) الشمس ، بمعنى أن الليل يغشى الشمس فيغطيها كما تغطي ‏الملابس الجسد .‏
              ‏ ‏
              ‏من الخواص الأخرى للغلاف الجوي المحيط بالأرض ، أنه يرسم صورة غير حقيقية عن الكون ، من ‏حيث أن كل ما نراه مرتسما في سماء الأرض أو في غلافها الجوي من نجوم إنما تَختلف صورته عن حقيقة ما ‏هو عليه ، بمعنى أنه عندما ننظر إلى السماء ليلاً ، ونرى تلك الصورة الجميلة المرتسمة لأضواء النجوم وهي ‏تملأ سماء الأرض كالمصابيح المعلقة ، فإنها لا تعكس واقعاً صحيحاً عن ذات النجوم إن كانت موجودة تلك ‏الساعة أم لا ولا عن مواقعها الكونية ، كما لا يمكن تصنيفها إلا أنها زينة ضوئيّة لناظرها من الأرض وبالتالي ‏فهي ليست نجوماً لقوله تعالى " إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ "(6) الصافات ، فالآية الكريمة قد ‏أشارت إلى النجوم بكلمة " الْكَوَاكِبِ " لبيان أضوائها التي نراها مرتسمة في سماء الأرض على أنها زينه ‏للناظرين إليها ممن هم على الأرض دون أن يروا ذات النجوم ... " إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا " ، وبالمثل فالزينة ‏كالحلية التي تُضيف على صاحبها رونقاً وجمالاً عند ارتدائه لها ، لكنها لا تزدان به ، بحيث يُصبح المزدان هو ‏الأصيل ، وتصبح الزينة فرعاً منه ، كما نود أن نُبين أن الآية الكريمة ليس فيها علّة من تقديم درجة الناس ‏على ما أُشير له في الآية الكريمة بكلمة " الْكَوَاكِبِ " ، كون أن التقديم يرجع سببه لحقيقة وجود الناس على ‏الأرض ، وعدم صحة ما يرونه من زينة مرتسمة في سماء الأرض ، لذا فالصورة التي نراها مرتسمة للنجوم ‏في السماء لا تعكس واقعاً صحيحاً عنها لعدة أسباب :


              ‏ السبب الأول : يعود إلى أن الغلاف الجوي يُزيل الكثير من أطياف الضوء ودرجاته المختلفة فيجلّيه ويضفي ‏عليه بريقا ولمعاناً عند اختراقه لطبقة الهواء قادما من مصدره بما في ذلك ضوء الشمس ، كما أنه يُعطي ‏للكون صورة تختلف عن أصلها لقوله تعالى " وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا "(3) الشمس ، بمعنى أن النهار المتمثل في ‏الغلاف الجوّي يُجلّي صورة الشمس عمّا هي عليه .‏

              ‏ السبب الثاني : والأهم هو أن جميع المواقع التي نراها مرسومة للنجوم في سماء الأرض غير صحيحة لسبب ‏تغيّرها عن مواقعها التي كانت عليها لحظة خروج الضوء منها ، بل إن بعضها قد فني ولا يزال ضوءها في ‏طريقه لسماء الأرض مشكلا صورة خيالية كالمصابيح لا تعكس واقعاً صحيحاً عن مواقع تلك النجوم ، بل ولا ‏عن حقيقة وجودها التي لا يعلمها إلا الله عز وجلّ لقوله تعالى " فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ ‏تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ "(76) الواقعة .‏

              ‏ السبب الثالث : يعود إلى أن الصورة التي نراها للنجوم ومواقعها لا تخص في شكلها ومظهرها سوى سماء ‏الأرض التي نحيا عليها دون بقيّة الكواكب الموجودة في الكون وذلك لسبب اختلاف الموقع الكوني للأرض عن ‏بقية الكواكب ، بالإضافة إلى أن تلك الكواكب ليس لها غلاف جوّي ، لذا فسماء الأرض أو غلافها الجوي له ‏من السمات التي تتميز بها الأرض عن بقيّة الكواكب من مجمل الكون بالإضافة إلى وجود الماء .، والله تعالى أعلم .



              >>>> يتبع .. قريباً إن شاء الله
              --------------------
              المصدر : أسرار الكون للباحث / عبد الرحمن بن محمود بن عبد الله السويدي


              لكل بداية .. نهاية

              تعليق

              • عبدالله رمزي
                إداري
                • Feb 2002
                • 6605

                #8

                الأخت الفاضلة / حديث الزمان

                بارك الله فيك على هذه التأملات والتفكر في هذه الآيات العظيمة .

                نحن متابعون بكل جدّية

                لك منّا الدعاء بالتوفيق
                ونرجو مواصلة هذه التأملات

                عبدالله رمزي
                ما كل من يبعد به الوقت ناسيك ... بعض البشر قدام عينك وينساك

                تعليق

                • مـحـمـد الـجابري
                  عضو مميز
                  • Sep 2005
                  • 2006

                  #9
                  الاستاذه الفاضله حديث الزمان

                  اجزل الله لك المثوبه على هذا الموضوع

                  العلمي الجميل

                  نحن فعلاً متابعون بكل جدّية

                  لك الشكر[/grade]

                  تعليق

                  • حنين
                    عضوة مميزة
                    • Oct 2004
                    • 2439

                    #10
                    بوركت حديث الغاليه .....وجزيت كل الخير على اجتهادك المتواصل والمتميز ...


                    لا خير في وعد إذا كان كاذبا..

                    ولا خير في قول إذا لم يكن فعل.

                    تعليق

                    • الشلاقي
                      عضو
                      • Nov 2005
                      • 29

                      #11
                      لك مني جزيل الشكر والتقدير... وجعل الله ما كتبتي في ميزان حسناتك يوم الحساب
                      ورفعك به درجات وحط به عنك سئات وابعدك به عن النار وقربك به من الجنه...

                      الشلاقي....

                      تعليق

                      • حديث الزمان
                        عضوة مميزة
                        • Jan 2002
                        • 2927

                        #12


                        الأستاذ الفاضل عبدالله رمزي


                        شرفني حضورك .. ودعمك



                        دمت كما أنت ........ رمز للعطاء ،،،


                        لكل بداية .. نهاية

                        تعليق

                        • ابوزهير
                          عضو مميز
                          • Jan 2003
                          • 2254

                          #13
                          بسم الله الرحمن الرحيم

                          الاخت حديث الزمان: اختيار رائع وجهد موفق وأتمنى لك التوفيق , فالثقافة العلمية على ماأعتقد اصبحت ضرورة ,وليست ترفا ,وهي متاحة للجميع ,حتى لمن لم ينل منها نصيبا في التعليم العام ,على الاقل يتعرف على البيئة من حوله, ويأخذ فكرة عمّا أنتجة العلم في مجالات الحياة المختلفة.
                          يارفيقي مد شوفك مدى البصر
                          لايغرك في الشتاء لمعة القمر
                          الذي في غير مكة نوى يحتجه
                          لاتغدي تنصب له الخيمة في منى

                          تعليق

                          • حديث الزمان
                            عضوة مميزة
                            • Jan 2002
                            • 2927

                            #14

                            أخي الفاضل محمد الجابري


                            أشكر لك حضورك مرة أخرى ومتابعتك للموضوع .


                            دمت بصحة وسلامة

                            لكل بداية .. نهاية

                            تعليق

                            • حديث الزمان
                              عضوة مميزة
                              • Jan 2002
                              • 2927

                              #15

                              قلب المنتدى النابض ... حنين


                              صدقيني حضورك يبرد على قلبي ... وممنوع تسألين عن السبب .. !


                              دمت بخير

                              لكل بداية .. نهاية

                              تعليق

                              Working...