لا أستطيع السيطرة على نفسي عند سماع الزير منذ أن كنت صغيرا، رغم ما ينتج عن ذلك من معاناة، حيث كان الكبار يتضايقون من مزاحمتنا لهم ، فلا يتورع المسيطرون عن زجرنا وضربنا متى ما اندفعنا إلى الأمام . ، شخصيا عانيت أكثر من أقراني ، حيث كنت لا أملك أعصابي فأندفع إلى الأعلى كلما ارتفعت " منقعة " الزير ، وإلى الأمام كلما دار المعراض ، فلا أشعر إلا وأنا موازيا لمقدمة العرضة .
تتضح الفروق ؛ الكبار بقاماتهم الفارعة ، وشواربهم الطويلة، وأحزمتهم المضيئة ،وأنا بجسمي النحيل وحجمي القليل ، سكين حادة في نطاقي ، وطبع حاد في منطقي ، سكينتي لا تخرج من نصابها إلا عند الضرورة ، وكلمتي إذا خرجت لا تعود . أجد من الزجر والنهر والقهر ما يعيدني إلى المؤخرة، فلا أقبل إلا بالعودة مرة أخرى إلى المقدمة...!
وبما أن الطبع يغلب التطبع - كما هو معروف - فقد استمرت معي تلك العادة رغم ما عانيته منها ، فبمجرد ما ألقيت العصا والحزام ، واستبدلتها بالجريدة والمجلة ، بدأت لعبة الرقص مع الكبار بطريقة جديدة ، وللأسف لم يكن الحال بأحسن مما كان ، فقد جاء التأديب هنا بطريقة أشد وأقسى ! وإن كانت مغلفة بغلاف المدنية والحضارة والأدب. فهذا هو الأستاذ على محمد العمير يؤدبني بطريقته عندما استنكرت عليه استعراضه لأيام الصبا وماكان يقوم به من مغازلة الصبايا ( وهو ما أحاول فعله اليوم وللأسف ) ، حيث رد عليّ مدافعا وموضحا ، وختم رده بتساؤل يتضح منه الاحتقار، فقد شكك في أن أكون أنا الذي كتبت ؛ يقول : " وصلت رسالتك التي تريد يا ابن مرضي ، غير أنني أسألك بالله من أنت ؟ "
أما الأستاذ محمد حسين زيدان( رحمه الله ) فقد كتبت إليه تحت عنوان " الزيدان ماذا يريدها ؟ " فرد عليّ وفي آخر الرد جاءت العبارة القاسية " أرجو ألا تكون قد أسأت فهم ما أقصد ، أو جعلت مني تكأة تصل بها إلى غرض ، وإلا فلقد أصبحت صديقي " .[ قابلته فيما بعد في مقر صحيفة عكاظ ، وقدمني إليه الأستاذ سعيد الصبحي ، فلم يعيرني ذاك الاهتمام ].
والأستاذ عبد الله باجبير ذكرني بأنه هو الذي فتح لي قلبه في سوق عكاظ وأستنكر عليّ أن أنسى ذلك ، عندما كتبت له طالبا منه خلع البدلة الأوربية ولبس الثوب العربي حيث كتب" شكرا لعزيزي عبد الله بن مرضي على دعوته الكريمة ، وإذا لم تخني الذاكرة فإن هذا الاسم لأحد القراء الذين كانوا يكتبون إليّ لأنشر لهم عندما كنت مسئولا في صحيفة عكاظ ..".
تذكرت كل هذا عندما كتب الأستاذ بن بشيتي عما دار بيني وبين الشيخ حمد الجاسر يرحمه الله في مجلة العرب التي تصدر عن دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر حيث كتب الشيخ مقالا يرد فيه عليّ فيما ذكرته عن الشاعر الشنفرى وهذه مقتطفات مما كتب رحمه الله :"
وذكرني الابن الكريم عبد الله بن مرضي الزهراني في جريدة الجزيرة عدد 5796 الخميس 29/12/1408هـ ذكره الله بخير ما يحب ،بمناسبة ما تحدثت به ليلة الأربعاء21/11/1408هـ في احد محافل مدينة الباحة ، عن انطباعات مشاهداتي في السر وات، ذكرني ذكر المفضل الفاضل ، وأضفى عليّ من الثناء ما ينم عن كرم خلق ، وسماحة نفس ، ورغبة في الاستفادة والاستزادة من المعرفة.. "
والمقال طويل ، حيث جاء في ست صفحات من مجلة العرب ، وكنت أتمنى أن يكتفي بتلك المقدمة التي فيها من الثناء ما جعلته وساما على صدري ، ولكن يأبى الشيخ إلا أن يؤدبني على طريقة الكبار ، حيث جاء في أواخر المقال:".....ولهذا فقد أعاد لي الابن عبد الله بن مرضي الزهراني بما كتب به إليّ ذكريات حبيبة إلى نفسي أسعى دائما لتنميتها وتقويتها ودوام اتصالها ، ولكنني كنت أود لو أن الابن الكريم اطلع على ما كتبت عن ( سلامان) باعتباره فرعا من فروع زهران - في كتابي - ليدرك أن ما أشار إليه عن هذا الفرع ، بل أكثر منه ، لم أكن على جانب من الجهل به ... الخ "
انظروا أيها الأعزاء كيف جاء تأديب الكبار هنا، فبعد أن أثنى عليّ فضيلته، جاء في آخر الأمر ليؤكد أنني استعجلت في الكتابة قبل أن أطلع على ما كان يمكن أن يجيب على جميع تساؤلاتي .
أعزائي :حاولت أن أرقص مع الأفاعي فلِدغت ، و مع الثعالب فخُدِعت ، ومع الذئاب فبُهِتّ ، ومع الكبار فنُهِرْت وزُجِرْت وأُُدِّبْت.وأخيرا حاولت أن أمارس هوايتي هنا في المنتدى ، فعُرِفْت وبِنْت ، وأتضح أنني لا رقصا في الماضي أجدّت ، ولا على رقص في الحاضر استطعت ، لذا فقد تمنى عليّ صديقي لو ارتحت وأرحت ، فوعدته خيرا، وطلبت منه ورجوته قائلا: " استر ما واجهت " ...!
تتضح الفروق ؛ الكبار بقاماتهم الفارعة ، وشواربهم الطويلة، وأحزمتهم المضيئة ،وأنا بجسمي النحيل وحجمي القليل ، سكين حادة في نطاقي ، وطبع حاد في منطقي ، سكينتي لا تخرج من نصابها إلا عند الضرورة ، وكلمتي إذا خرجت لا تعود . أجد من الزجر والنهر والقهر ما يعيدني إلى المؤخرة، فلا أقبل إلا بالعودة مرة أخرى إلى المقدمة...!
وبما أن الطبع يغلب التطبع - كما هو معروف - فقد استمرت معي تلك العادة رغم ما عانيته منها ، فبمجرد ما ألقيت العصا والحزام ، واستبدلتها بالجريدة والمجلة ، بدأت لعبة الرقص مع الكبار بطريقة جديدة ، وللأسف لم يكن الحال بأحسن مما كان ، فقد جاء التأديب هنا بطريقة أشد وأقسى ! وإن كانت مغلفة بغلاف المدنية والحضارة والأدب. فهذا هو الأستاذ على محمد العمير يؤدبني بطريقته عندما استنكرت عليه استعراضه لأيام الصبا وماكان يقوم به من مغازلة الصبايا ( وهو ما أحاول فعله اليوم وللأسف ) ، حيث رد عليّ مدافعا وموضحا ، وختم رده بتساؤل يتضح منه الاحتقار، فقد شكك في أن أكون أنا الذي كتبت ؛ يقول : " وصلت رسالتك التي تريد يا ابن مرضي ، غير أنني أسألك بالله من أنت ؟ "
أما الأستاذ محمد حسين زيدان( رحمه الله ) فقد كتبت إليه تحت عنوان " الزيدان ماذا يريدها ؟ " فرد عليّ وفي آخر الرد جاءت العبارة القاسية " أرجو ألا تكون قد أسأت فهم ما أقصد ، أو جعلت مني تكأة تصل بها إلى غرض ، وإلا فلقد أصبحت صديقي " .[ قابلته فيما بعد في مقر صحيفة عكاظ ، وقدمني إليه الأستاذ سعيد الصبحي ، فلم يعيرني ذاك الاهتمام ].
والأستاذ عبد الله باجبير ذكرني بأنه هو الذي فتح لي قلبه في سوق عكاظ وأستنكر عليّ أن أنسى ذلك ، عندما كتبت له طالبا منه خلع البدلة الأوربية ولبس الثوب العربي حيث كتب" شكرا لعزيزي عبد الله بن مرضي على دعوته الكريمة ، وإذا لم تخني الذاكرة فإن هذا الاسم لأحد القراء الذين كانوا يكتبون إليّ لأنشر لهم عندما كنت مسئولا في صحيفة عكاظ ..".
تذكرت كل هذا عندما كتب الأستاذ بن بشيتي عما دار بيني وبين الشيخ حمد الجاسر يرحمه الله في مجلة العرب التي تصدر عن دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر حيث كتب الشيخ مقالا يرد فيه عليّ فيما ذكرته عن الشاعر الشنفرى وهذه مقتطفات مما كتب رحمه الله :"
وذكرني الابن الكريم عبد الله بن مرضي الزهراني في جريدة الجزيرة عدد 5796 الخميس 29/12/1408هـ ذكره الله بخير ما يحب ،بمناسبة ما تحدثت به ليلة الأربعاء21/11/1408هـ في احد محافل مدينة الباحة ، عن انطباعات مشاهداتي في السر وات، ذكرني ذكر المفضل الفاضل ، وأضفى عليّ من الثناء ما ينم عن كرم خلق ، وسماحة نفس ، ورغبة في الاستفادة والاستزادة من المعرفة.. "
والمقال طويل ، حيث جاء في ست صفحات من مجلة العرب ، وكنت أتمنى أن يكتفي بتلك المقدمة التي فيها من الثناء ما جعلته وساما على صدري ، ولكن يأبى الشيخ إلا أن يؤدبني على طريقة الكبار ، حيث جاء في أواخر المقال:".....ولهذا فقد أعاد لي الابن عبد الله بن مرضي الزهراني بما كتب به إليّ ذكريات حبيبة إلى نفسي أسعى دائما لتنميتها وتقويتها ودوام اتصالها ، ولكنني كنت أود لو أن الابن الكريم اطلع على ما كتبت عن ( سلامان) باعتباره فرعا من فروع زهران - في كتابي - ليدرك أن ما أشار إليه عن هذا الفرع ، بل أكثر منه ، لم أكن على جانب من الجهل به ... الخ "
انظروا أيها الأعزاء كيف جاء تأديب الكبار هنا، فبعد أن أثنى عليّ فضيلته، جاء في آخر الأمر ليؤكد أنني استعجلت في الكتابة قبل أن أطلع على ما كان يمكن أن يجيب على جميع تساؤلاتي .
أعزائي :حاولت أن أرقص مع الأفاعي فلِدغت ، و مع الثعالب فخُدِعت ، ومع الذئاب فبُهِتّ ، ومع الكبار فنُهِرْت وزُجِرْت وأُُدِّبْت.وأخيرا حاولت أن أمارس هوايتي هنا في المنتدى ، فعُرِفْت وبِنْت ، وأتضح أنني لا رقصا في الماضي أجدّت ، ولا على رقص في الحاضر استطعت ، لذا فقد تمنى عليّ صديقي لو ارتحت وأرحت ، فوعدته خيرا، وطلبت منه ورجوته قائلا: " استر ما واجهت " ...!
تعليق