Unconfigured Ad Widget

Collapse

" برجويّات " [ البيتٌ مُضاء، لكن لا يوجد فيه أحد ] .

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • ابن مرضي
    إداري
    • Dec 2002
    • 6171

    " برجويّات " [ البيتٌ مُضاء، لكن لا يوجد فيه أحد ] .

    بسم الله الرحمن الرحيم

    في إحدى محاضرات المركز الطبي في الظهران التي كانت تلقى علينا أثناء تواجدنا في الدورة ( الفسيولوجية ) الإنعاشية، كان يردد الدكتور المحاضر هذه المقولة :" البيت مضاء لكن لا يوجد فيه أحد " . وقد كان الدكتور يكرر هذا القول بصفة مستمرة طوال المحاضرة التي كانت عن نقص الأكسجين في جسم الطيار أثناء الطيران ، حيث كان المحاضر يرمي إلى أن الطيار عندما يصبح جسماً مشلولاً لاقدرة له على التفكير تصبح الطائرة عند ذلك كالبيت المضاء الذي لا يتواجد فيه أحد . وقد كان بتكراره هذه المقولة يريد أن يرسّخ في أذهاننا أهمية أن يكون الطيار يقظاً ومنتبهاً وواعياً بصفة مستمرة ، ليستطيع اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب . وفي الحقيقة أن محاضرنا نجح إلى حد بعيد في ترسيخ ذلك المفهوم لدينا ، حتى أننا أصبحنا نكرر مقولته تلك وبصفة تلقائية استمرت عدة أيام بعد انتهاء المحاضرة ، ليس ذلك فحسب بل أننا ومن الصدف العجيبة كدنا أن نطبقها عملياً ، فبينما نحن عائدون من الظهران إلى الرياض بعد أنتهاء الدورة المذكورة على متن إحدى طائرات القوات الجوية ، تنبّهت إلى أن هناك إحساساً غير طبيعي بما حولي ، فذهبت إلى مقصورة القيادة وسألت الطيار الذي كان يقود الطائرة عن الضغط داخل الكبينة ، عندها تنبه ولكن ببطء ( نتيجة الانخفاض قي الضغط الذي لم يصبح كافياً لضخ الكمية المطلوبة من الأوكسجين ) تنبه إلى أن ارتفاع الكبينة قريب من ارتفاع الطائرة الذي كان ( 18.000) قدم وذلك نتيجة لخلل في نظام الضغط الذي كان من المفترض أن لا يسمح للضغط بالارتفاع أكثر من ( 8.000) قدم ، وهو الضغط الذي يستطيع جسم الإنسان أن يتحمله ويتصرف فيه بشكل طبيعي ، ولولا فضل الله علينا ولطفه بنا بأن تنبهنا لذلك قبل أن يمر وقت كاف لانعدام وعينا بشكل كامل ، فتنطبق علينا مقولة الدكتور الطيب الذكر ، ويصبح يحاضر عنا لمن بعدنا ، حيث إن أنوارنا كانت مضاءة ولكننا لم نكن متواجدين . وما دام الكلام عن نقص الأوكسجين فسنحاول أن نسلط عليه قليلاً من الضوء .

    نقص الأوكسجين ( HYPOXIA ) :

    يخطئ من يعتقد أن الأوكسجين يقل مع الارتفاع ، فالأكسجين نسبته واحد في الغلاف الجوي . إلا أن الأوكسجين يرتبط ارتباطاً وثيقاً بكمية الضغط، فكلما قل الضغط قلت كمية الأوكسجين. وبما أن الضغط يقل تدريجياً مع الارتفاع، والعكس صحيح،حتى يبلغ أحسن مستوى له عند سطح البحر، حيث تبلغ نسبته ( 14.7 ) رطل في كل بوصة مربعة ، لذلك فإن الإنسان لا يجد صعوبة في التنفس إلا إذا بدأ في الارتفاع . وصدق جل من قائل عليم حين قال ( فمن يرد الله إن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء ) الآية (125 ) سورة الأنعام .

    إن الإنسان لا يستطيع أن يعيش في الارتفاعات العليا ، ما لم يكن الضغط الجوي معقولاً ، بحيث يوفر القدر الكافي من كمية الأوكسجين الذي يحتاجه لو صعد في السماء ، حيث ينخفض الضغط وبالتالي تقل كمية الأوكسجين اللازمة . إنه سيصاب بما يسمى ( بالهايبوكسيا ) أي نقص الأوكسجين ، فما أعراض هذا النقص ؟ .
    أولاً : تنمل في الأطراف وخاصة عند المدخنين والمصابين ببعض الأمراض المتعلقة بالدم كالأنيميا .
    ثانياً : ألم شديد في الرأس ؛ يشعر الإنسان بثقل في رأسه يصاحبه ألم شديد .
    ثالثاً : النعاس ؛ حيث يشعر الإنسان بالرغبة أو الإحساس بالنوم الخفيف .
    رابعاً : غياب الوعي . حيث يبدأ الإنسان في فقد وعيه تدريجياً حتى يصاب بالإغماء الكلي .
    فهل يا ترى أن هذه الأعراض تتناسب مع مهمة الطيارين الذين يجب أن يكونوا في يقظة وحذر وتنبه بصفة مستمرة ؟ أم أن البيت سيصبح خالياً والأضواء لا تزال مضاءة فيه وتحصل الكارثة التي لا تحمد عقباها لا قدر الله . وقانا الله وإياكم شر النقص في الأوكسجين وغير الأوكسجين.



    -------------

    من مقال لي نشر في احدى الدوريات المتخصصة .
    كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل
  • الدويهي
    مشرف المنتدى العام
    • May 2004
    • 2424

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة ابن مرضي
    [CENTER]بسم الله الرحمن الرحيم


    نقص الأوكسجين ( HYPOXIA ) :

    يخطئ من يعتقد أن الأوكسجين يقل مع الارتفاع ، فالأكسجين نسبته واحد في الغلاف الجوي . إلا أن الأوكسجين يرتبط ارتباطاً وثيقاً بكمية الضغط، فكلما قل الضغط قلت كمية الأوكسجين. وبما أن الضغط يقل تدريجياً مع الارتفاع، والعكس صحيح،حتى يبلغ أحسن مستوى له عند سطح البحر، حيث تبلغ نسبته ( 14.7 ) رطل في كل بوصة مربعة ، لذلك فإن الإنسان لا يجد صعوبة في التنفس إلا إذا بدأ في الارتفاع .


    إن الإنسان لا يستطيع أن يعيش في الارتفاعات العليا ، ما لم يكن الضغط الجوي معقولاً ، بحيث يوفر القدر الكافي من كمية الأوكسجين الذي يحتاجه لو صعد في السماء ، حيث ينخفض الضغط وبالتالي تقل كمية الأوكسجين اللازمة .


    -------------

    من مقال لي نشر في احدى الدوريات المتخصصة .

    استاذنا وأديبنا الكبير بن مرضي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
    كنت مسافرا مع الشيخ الداعية الدكتور: عبدالمحسن الأحمد حفظه الله وإياكم
    من الباحة إلى الطائف في الصيفية الماضية فوصلنا إلى مطار الطائف قبل الإشراق
    بقليل وأعلنوا عن تأخر الرحلة عن وقتها المحدد بساعتين تقريبا فقال نخرج نمشي
    في حديقة المطار فخرجنا فلاحظ علي سرعة النفس والشعور بالتعب من أول عشر
    دقائق مشيناها فقال كأنك متعب قلت لا يادكتور ولكن نقص الأكسجين في المرتفعات
    أشعر معه بالإرهاق فقال الأكسجين لا ينقص إنما الضغط الذي ينقص في المرتفعات
    فيؤدي إلى اختلال كمية الأكسجين وهذا تأييدا لما ذكرته أديبنا الكبير من طبيب متخصص
    في العناية المركزة قسم الإنعاش.
    نسأل الله أن يحميك ويحمي كل الطيارين السعوديين والمسلمين وكذلك الركاب من المسلمين
    من كل مكروه في برِّه وجوِّه وبحره.
    مجرد مشاركة وحب تفاعل مع مواضيعك المميزة لعلني أخرج بتعليق منك يفيدني مستقبلا.
    محبك وتلميذك: محمد الدويهي
    سبحان الله والحمد لله والله أكبر
    ولا إله إلا الله ولاحول ولا قوة إلا بالله.

    إنّ الكريم إذا تمكّن من أذى @@ جاءته أخلاقُ الكرامِ فأقلعا

    وترى اللئيمَ إذا تمكّن من أذى @@ يطغى فلا يُبْقِي لِصلحٍ موضعا

    sigpic

    تعليق

    • ابن مرضي
      إداري
      • Dec 2002
      • 6171

      #3
      الأستاذ العزيز الدويهي

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      أشكرك الشكر الذي يليق بأدبك ، وأدعو الله أن يكثر من أمثالك ، والعفو يا أخي العزيز فأنتم الأساتذة وليس أنا .


      نعم هناك من فهم أن الأوكسجين يقل مع الأرتفاع وهذا خطأ ، فالأوكسجين نسبته واحدة في الغلاف الجوي ، ولكن الضغط هو الذي يتخلخل ، وقد وجدت من بين من كنت أقوم بتدريبهم من أشكلت عليه المسألة ، فسألته لو كان لديه مجموعة من الأبل ووضعها في مكان ضيق ، ألا يراها كثيرة ؟ وكذلك لو وضعها في مكان فسيح ألا يراها قليلة ؟ مع أن عددها لم يتغير ، ولكنها أتسعت المساحة ، وكذلك هو الأوكسجين ، فبقرب الأرض يكون الضغط من الغلاف الجوي على الأرض كبيرا ، ثم يبدأ الضغط في الأنخفاض كلما ابتعدنا عن مستوى سطح البحر لأتساع المسافة في الفضاء . وهذه هي المسألة . لك شكري وتقديري .
      كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

      تعليق

      • ابوزهير
        عضو مميز
        • Jan 2003
        • 2254

        #4
        بسم الله الرحمن الرحيم

        ابن مرضي:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

        ذكرتني نظرية (البيت مضاء,لاكن لايوجد في أحد),بنظرية(السكن ,والساكن)فليس شرطا سلامة وعظمة السكن تدل على صلاح وعظمة الساكن ,بل قد يكون السكن عظيم ,والساكن رمّة)أما من يريد العيش في الارتفاعات العليا فلا بد أن يملك مواصفات خاصة ,والا حتما سيختل توازنه ويسقط سريعا (إن سلم الفوات ,فلن يسلم العطاب),اما توازن الظغط فهو ضروري لاستمرار الحياة, إن قل سيسبب الاغماء,وان زاد فقد يولد الانفجار,أنظر الى الغاز كيف يتحول الى سائل بواسطة الظغط,واقرب مثال (اسطوانات الغاز),لولا وجود الصمامات التي يتحكم بها العقلاء,لحدث مالاتحمد عقباه.فقط تذكر أن هذه الاسطوانات ضرورية كوقود,ولكن لابد من إحسان التحكم فيها وجعلها دائما تحت الظغط العالي.
        يارفيقي مد شوفك مدى البصر
        لايغرك في الشتاء لمعة القمر
        الذي في غير مكة نوى يحتجه
        لاتغدي تنصب له الخيمة في منى

        تعليق

        • فارس الأصيل
          عضو مميز
          • Feb 2002
          • 3319

          #5
          شكرا يا أبا أحمد على هذه المعلومات فلقد كنت ممن يخطئ في تفسير تلك الظاهرة
          لكن أشكرك أيضا وأشكر معلمك فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها فليت شعري كم أتمنى أن ترفع غطاء قلمك وتدندن حول العنوان أو ما قاله أستاذك ( البيت مضاء لكن لا يوجد فيه أحد ) فاسحبني إلى مركز الميزة لدى الإنسان وخط تحته ألف ألف خط ثم مارس معي عادة التحليق ودعنا هذه المرة نخترق الغلاف الجوى لحجم القلب لنغوص في سويدائها علنا أن نجد المفقود في عالمنا العربي والإسلامي إلا ما رحم الله

          العقل الذي ذكره الله في كتابه

          تحية مشتاق ودعوة محب
          وفقك الله
          هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
          كالبحر عمقاً والفضاء مدى
          مدونتي
          أحمد الهدية

          تعليق

          Working...