يقف في الأسفل ، أمامه جبل شاهق ، يرفع ناظريه فيلمح هناك في منتصف الجبل مضارب قومٍ ، ينادي صاحبه بصوت مزلزل : ( نحري والسكين ) ..
لماذا ؟
لأن مثلي هنا كثير ..!
كبير القوم يسمع الصيحة ، فيأتي الجواب سريعـًا
لا ، اذهب أيها الخارج المارق المتنكر للعادة والعرف ..
اذهب فلست منا ولسنا منك ..!
ينطلق ولا يبالي بنظرات من حوله وشيخهم ، ينطلق ومعه صديقه ، وجهتهما المضارب التي نصبت في المنتصف ..
يصلا بعد عناء ..
يأخذان نفسـًا و قبل أن يتمَّاه يلمحان هناك قمةً ، وحولها نفر قليل كلٌ يريد اعتلاءها ، يدغدغه حب التميز ، ويتلبسه الطموح ..
إذًا هي القمة أو الهلاك ..
يتكرر المشهد مرة أخرى ( نحره والسكين ) ؛ لأن مثله كثير ،سماحٌ من كبيرِ القومِ ، رفيقه يسير بصحبته ..
يمضيان ، وبعد مشقة لا تقارن بالأولى يصلان..
يستريحان هنيهة ، وإن هي إلاّ استراحة محارب ، فالقمة تحتاج صبرًا ومجالدة وشجاعة وصرامة في اتخاذ القرار ..
يتقدمان إليها ، وبجسارة ، يدفعان هذا ، ويسحبان ذاك فيتهاوى الجميع ويبقى هو وصاحبه ..
يتقدم هذا الوفي الذي سار معه خطوة خطوة من أسفل الجبل وما تركه إلاّ وهو في أعلاه ..
يتقدم مهنئـًا صاحبه بما حققاه من انتصار مشترك ، فيستقبله بابتسامة يتبعها بركلة من قدمه القوية ، ومع هذه الركلة تنتهي الصحبة ، ويموت الوفاء وتتعفر الشهامة في الوحل ، فالقمة لا تعترف بالصاحب ولا الصديق ولا حتى الحبيب ، فليس فيها متسع لأكثر من واحدٍ..
وحيدًا ، وحيدًا في القمة ..
الوحدة لا تطاق ، مرة ، علقم ..
لن ينادي هذه المرة بالسكين ، لأنه يعلم أن لا أحد سيناوله إياها ..
يتأخر خطوتين ، ثم يندفع إلى الأمام وفي الوحل الذي دفع إليه صاحبه يستقر ..
وبعد أن يمتلئ بطنه من الطين و يشرق بـ (الحمة) يشعر بشيء لم يشعر بمثله قط ، فالقناعة شعور لا يماثله شعور ..!
السوادي
لماذا ؟
لأن مثلي هنا كثير ..!
كبير القوم يسمع الصيحة ، فيأتي الجواب سريعـًا
لا ، اذهب أيها الخارج المارق المتنكر للعادة والعرف ..
اذهب فلست منا ولسنا منك ..!
ينطلق ولا يبالي بنظرات من حوله وشيخهم ، ينطلق ومعه صديقه ، وجهتهما المضارب التي نصبت في المنتصف ..
يصلا بعد عناء ..
يأخذان نفسـًا و قبل أن يتمَّاه يلمحان هناك قمةً ، وحولها نفر قليل كلٌ يريد اعتلاءها ، يدغدغه حب التميز ، ويتلبسه الطموح ..
إذًا هي القمة أو الهلاك ..
يتكرر المشهد مرة أخرى ( نحره والسكين ) ؛ لأن مثله كثير ،سماحٌ من كبيرِ القومِ ، رفيقه يسير بصحبته ..
يمضيان ، وبعد مشقة لا تقارن بالأولى يصلان..
يستريحان هنيهة ، وإن هي إلاّ استراحة محارب ، فالقمة تحتاج صبرًا ومجالدة وشجاعة وصرامة في اتخاذ القرار ..
يتقدمان إليها ، وبجسارة ، يدفعان هذا ، ويسحبان ذاك فيتهاوى الجميع ويبقى هو وصاحبه ..
يتقدم هذا الوفي الذي سار معه خطوة خطوة من أسفل الجبل وما تركه إلاّ وهو في أعلاه ..
يتقدم مهنئـًا صاحبه بما حققاه من انتصار مشترك ، فيستقبله بابتسامة يتبعها بركلة من قدمه القوية ، ومع هذه الركلة تنتهي الصحبة ، ويموت الوفاء وتتعفر الشهامة في الوحل ، فالقمة لا تعترف بالصاحب ولا الصديق ولا حتى الحبيب ، فليس فيها متسع لأكثر من واحدٍ..
وحيدًا ، وحيدًا في القمة ..
الوحدة لا تطاق ، مرة ، علقم ..
لن ينادي هذه المرة بالسكين ، لأنه يعلم أن لا أحد سيناوله إياها ..
يتأخر خطوتين ، ثم يندفع إلى الأمام وفي الوحل الذي دفع إليه صاحبه يستقر ..
وبعد أن يمتلئ بطنه من الطين و يشرق بـ (الحمة) يشعر بشيء لم يشعر بمثله قط ، فالقناعة شعور لا يماثله شعور ..!
السوادي
تعليق