Unconfigured Ad Widget

Collapse

جاءت متأخرة ..!

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • السوادي
    إداري
    • Feb 2003
    • 2219

    جاءت متأخرة ..!

    يقف في الأسفل ، أمامه جبل شاهق ، يرفع ناظريه فيلمح هناك في منتصف الجبل مضارب قومٍ ، ينادي صاحبه بصوت مزلزل : ( نحري والسكين ) ..
    لماذا ؟
    لأن مثلي هنا كثير ..!
    كبير القوم يسمع الصيحة ، فيأتي الجواب سريعـًا
    لا ، اذهب أيها الخارج المارق المتنكر للعادة والعرف ..
    اذهب فلست منا ولسنا منك ..!

    ينطلق ولا يبالي بنظرات من حوله وشيخهم ، ينطلق ومعه صديقه ، وجهتهما المضارب التي نصبت في المنتصف ..

    يصلا بعد عناء ..
    يأخذان نفسـًا و قبل أن يتمَّاه يلمحان هناك قمةً ، وحولها نفر قليل كلٌ يريد اعتلاءها ، يدغدغه حب التميز ، ويتلبسه الطموح ..
    إذًا هي القمة أو الهلاك ..
    يتكرر المشهد مرة أخرى ( نحره والسكين ) ؛ لأن مثله كثير ،سماحٌ من كبيرِ القومِ ، رفيقه يسير بصحبته ..
    يمضيان ، وبعد مشقة لا تقارن بالأولى يصلان..
    يستريحان هنيهة ، وإن هي إلاّ استراحة محارب ، فالقمة تحتاج صبرًا ومجالدة وشجاعة وصرامة في اتخاذ القرار ..
    يتقدمان إليها ، وبجسارة ، يدفعان هذا ، ويسحبان ذاك فيتهاوى الجميع ويبقى هو وصاحبه ..
    يتقدم هذا الوفي الذي سار معه خطوة خطوة من أسفل الجبل وما تركه إلاّ وهو في أعلاه ..
    يتقدم مهنئـًا صاحبه بما حققاه من انتصار مشترك ، فيستقبله بابتسامة يتبعها بركلة من قدمه القوية ، ومع هذه الركلة تنتهي الصحبة ، ويموت الوفاء وتتعفر الشهامة في الوحل ، فالقمة لا تعترف بالصاحب ولا الصديق ولا حتى الحبيب ، فليس فيها متسع لأكثر من واحدٍ..
    وحيدًا ، وحيدًا في القمة ..
    الوحدة لا تطاق ، مرة ، علقم ..
    لن ينادي هذه المرة بالسكين ، لأنه يعلم أن لا أحد سيناوله إياها ..
    يتأخر خطوتين ، ثم يندفع إلى الأمام وفي الوحل الذي دفع إليه صاحبه يستقر ..
    وبعد أن يمتلئ بطنه من الطين و يشرق بـ (الحمة) يشعر بشيء لم يشعر بمثله قط ، فالقناعة شعور لا يماثله شعور ..!
    السوادي
    آخر تعديل تم من قبل السوادي; 26-06-2007, 06:58 PM.
  • ابن مرضي
    إداري
    • Dec 2002
    • 6171

    #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    سامحك الله ياأبا هاني ..!

    أخذتنا في رحلة شاقة إلى" ذروة " الجبل ، عانينا منها من بعد المسافة ، وصعوبة التسلق ، والخروج عن المألوف ، فما كدنا نلتقط النفس ، ونمسح العرق ، ونستقر في " القمّة " ،التي أكتشفنا أنها لا تتسع إلا لشخص واحد ، مع أننا كنا نعتقد أنها يمكن أن تستوعب أكثر من ذلك ! ماكدنا نتنفس الصعداء ، إلا وأخذتنا إلى حيث أتينا ، ولكن بسرعة أكبر ، وفي وقت أقصر ، فلم تترك لنا فرصة للتمتع بالمنظر ، والأحتفال بالنصر ....!،


    العودة والتراجع خطوات إلى الوراء قد تكون محمودة ، بل وضرورية في بعض الأحيان ، لإعادة الحساب ، والعودة إلى الصواب ، لكنها هنا لم تكن كذلك ، فقد عدت بنا إلى الوراء لنأخذ العزم الذي يساعدنا على السقوط الذي لم نكن نحتاجه أصلا ، فالجاذبية وطبيعة الأشياء ستقوم بذلك بكل جدارة ، فما من مرتفع إلى ويقع ..!

    لم أشاهد فيلم " الصعود إلى الهاوية " وكنت أعتقد أنها قد فاتت الفرصة ، فهيأتها لنا هنا ، شاهدناه معك بطريقة جديدة ومؤلمة ، ليست طريقة المخرجين الذين يتعمدون إثاراتنا وتذكرينا بـ" الفلاش باك " ، بل بالتراجع إلى الخلف للتقدم إلى تحت ، ثم الموت بعد الشروق بـــ " الحمة " و "الغصّة " بالطين والتراب وأشياء أخرى كثيييييييييييييرة ....!

    شكرا من الأعماق لهذه الأطروحات الراقية .
    كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

    تعليق

    • الغمر
      مشرف منتدى شعبيات
      • Feb 2002
      • 2328

      #3
      فهل يجب على من اراد مسايرة طموحه الجامح لاعتلاء القمة ان يبدأ المسير نحوها وحيدا؟
      وهل صحيحٌ ان النهاية ستكون السقوط؟
      حقيقة الامر لقد صورت الامر تصويرا يخيف الطامحين , من القمم .......لعل اكثر من ينظر اليه ينسى معنى الايثار فليس فيه محلٌ لـ((ان فلان اشد منى عطشا فأسقه اولا ))
      سيدي الفاضل لست ادري لماذا اخاف من مجرد قراءة ما تكتب فانت غالبا لاتكتب شيئا الا ووراءه امر يعلمه من يعلمه ويجهله كثير.
      لعيونك

      تعليق

      • ابن مرضي
        إداري
        • Dec 2002
        • 6171

        #4
        وكالعادة ، لا أخرج من موضوع للأستاذ السوادي وإلا أنا أشعر أنني لم أعطه حقه ، وأن هناك اشياء لا تزال تحتاج إلى مزيد من الوقوف والبحث والتنقيب ...!

        هنا وجدت الأستاذ الغمر قد نبهني إلى أشياء كانت قد فاتت عليّ ، فلو حاولنا قراءة مسيرة بطل موضوعنا هذا الذي عزم على التسلق إلى "الذروة " مهما كلفه ذلك ، وكأني به وقد أغراه أو غرّه أبو القاسم الشابي ببيته الشهير :

        ومن يتيهيب صعود الجبال.... يعش أبد الدهر بين الحفر
        أو تأثر بالجواهري :

        ذوات الطموح خُلِقت للذُّرى .!

        أقول لا أستغرب أن يكون هناك من له همة في " التسلق " إلى أعلى ، ولكن تبقى طريقة التسلق هي المهم ، فهل من ضرورة في أن يخرج عن المألوف لكي " يتسلق" ؟! ثم ماذا عن الرفيق الذي قطع معه الطريق ؟ هل تكون مكافأته ومجازاته بالشكر والعرفان والإمتنان ،أم على طريقة "سنمار" ؟!

        ثم لماذا لم يستقر في " الذروة" التي كانت هدفه أصلا ؟! ولماذا لم يعد أدراجه ليصل إلى حيث أتى بسلام ؟ فالأياب من الذهاب يعتبر غنيمة وسلامة ! وهناك أكثر من لماذا ..! ولكن يبقى الشكر والتقدير لمن اثار فينا هذه الـــ " لماذا " ...! فقليل مانجد من يثيرها فينا ..!
        كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

        تعليق

        • السوادي
          إداري
          • Feb 2003
          • 2219

          #5
          أخذتنا في رحلة شاقة إلى" ذروة " الجبل ، عانينا منها من بعد المسافة ، وصعوبة التسلق ، والخروج عن المألوف ، فما كدنا نلتقط النفس ، ونمسح العرق ، ونستقر في " القمّة " ،التي أكتشفنا أنها لا تتسع إلا لشخص واحد ، مع أننا كنا نعتقد أنها يمكن أن تستوعب أكثر من ذلك ! ماكدنا نتنفس الصعداء ، إلا وأخذتنا إلى حيث أتينا ، ولكن بسرعة أكبر ، وفي وقت أقصر ، فلم تترك لنا فرصة للتمتع بالمنظر ، والأحتفال بالنصر ....!،
          لا بارك الله في (نصّ ) لا يكون لأبي أحمد فيه حضور ..
          الفرق بيننا وبين أبي أحمد أننا ندخل إلى الموضوع الجميل فنشوه جماله دون قصدٍ منا ، أما هو فيدخل إلى الموضوع المشوه ويجري له عملياتٍ بعضها معقد تعقيدًا مركبـًا فيجعله في خلقةٍ جديدةٍ غير التي كان عليها ..

          أبا أحمد ، نعرف أن مدحنا فيك لا يزيدك شيـئـًا ، بل ربما تضايقت منه ، لكن أملنا ألاّ تضن علينا بقول كلمة حقٍّ فيك حتى لو أقلقتك ..!
          السوادي
          آخر تعديل تم من قبل السوادي; 19-11-2005, 02:02 AM.

          تعليق

          • عبدالله رمزي
            إداري
            • Feb 2002
            • 6605

            #6
            أخي الفاضل / السوادي
            الحقيقة أن دخولي بعد قامتين سامقتين ( بن مرضي والغمر) يجعلني في حرج ..
            لكن طالما دخلت وقرأت الموضوع فلابد لي من الرد عليه بشيء يسير وقد أكون مثل ما تفضلت أنني شوهت الموضوع وانحرفت به من مساره الصحيح إلى طريق آخر ...
            هذا ما استوحيته من النص .. ليس من السهل الصعود إلى القمة التي لم يصل إليها صاحبنا هذا إلا بعد عناء وجهد ومساعدة من رجل كان يعتبره صديق وفيّ ..
            ولكن الغريب في الأمر ذلك الجحود المضمر مسبقاً من قبل البطل بالغدر والخيانة للصديق الوفيّ ..
            وكأنه يقول نفسي نفسي ..
            وتناسى ( حبّ لأخيك ما تحبه لنفسك ) . ( إنما المؤمنون إخوة ) ..
            لكن بقاءه وحيداً لم يقنعه أيضا فقد آثر الموت على ألا يبقى وحيداً ..
            ربما تذكر المثل ( الموت مع الجماعة رحمة ) لكنّي متأكداً أن هذا كان غصباً عليه ..
            والحقيقة أن هذا الموضوع يا عزيزي وما يحتويه من تلك الحكمة الموجودة فيه طابق تماماً ( المساهمين في الأسهم) بدأ بداية متهالكة بمساعدة الآخرين وما أن وقف على قدميه إلا وبدأ بالإطاحة بمن ساعدة وساندة ونصحه أولاً لكي يستقر في قمة الهرم .
            ثم أغراه طمعه وحسده في التوحد وماهي إلا لحظات وإذا به يتردّى من القمة إلى القاع ... عجايب الدنيا ..
            عبدالله رمزي
            ما كل من يبعد به الوقت ناسيك ... بعض البشر قدام عينك وينساك

            تعليق

            • السوادي
              إداري
              • Feb 2003
              • 2219

              #7
              نعم ، الطامحون إلى القمم تخلو قواميسهم من أي معنى للإيثار ،وبمعنى آخر هم لا يعترفون إلاّ بمقولة (أنا ومن خلفي الطوفان ) .
              لا تخف يا غمر : فليس شرطـًا أن يكون وراء كل موضوعٍ أكتبه أمرٌ يعلمه القليل ويجهله الكثير ، إنما هي خواطر تجيش في النفس قد تبدأ صغيرة فتنمو شيئـًا فشيئـًا فتصبح في هيأة موضوع ..!
              لك الشكر على مداخلتك الرائعة روعة قلمك وخلقك ..
              السوادي

              تعليق

              • السوادي
                إداري
                • Feb 2003
                • 2219

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة ابن مرضي
                أقول لا أستغرب أن يكون هناك من له همة في " التسلق " إلى أعلى ، ولكن تبقى طريقة التسلق هي المهم ، فهل من ضرورة في أن يخرج عن المألوف لكي " يتسلق" ؟! ثم ماذا عن الرفيق الذي قطع معه الطريق ؟ هل تكون مكافأته ومجازاته بالشكر والعرفان والإمتنان ،أم على طريقة "سنمار" ؟!

                ثم لماذا لم يستقر في " الذروة" التي كانت هدفه أصلا ؟! ولماذا لم يعد أدراجه ليصل إلى حيث أتى بسلام ؟ فالأياب من الذهاب يعتبر غنيمة وسلامة ! وهناك أكثر من لماذا ..!
                لو لم يكن التسلق خروجـًا عن المألوف لرأيت النطيحة والمتردية وما أكل السبع من بين المتسلقين ..
                يبقى الرفيق والصاحب رفيقـًا وصاحبـًا من بداية الطريق - حتى ولو كان شاقـًا - إلى ما قبيل اعتلاء القمة بدرجة واحدة إذ على هذه الدرجة (تنحر )الرفقة و (تُذكى )الصحبة فلا مجال هنا للإيثار والمجاملة ، فالقمة تهيم عشقـًا بسيلان الدماء على جنباتها ..

                من يسهِّل الطريق لغيره حتى يعتلي ، فقليل في حقه جزاء ( سنمار ) ..

                لا أظنه سيرضى بأن يكون (موضع ) شماتة من أصحاب القاع ، فالموت من بعض الشماتة رحمة ..

                أبا أحمد ، انفض ما ران من غبار على عقولنا بهذه المداخلات التي تعجز أن تستوعبها عقولٌ صدئة كعقولنا ..
                ليتنا نستفيد مما تنثره من هذه الدروس المجانية ..
                واصل يا أبا أحمد ، واصل ولا يثبط عزيمتك عدم استفادتنا فلعل مع مرور الزمن نريك من أنفسنا خيرًا..
                السوادي

                تعليق

                • السوادي
                  إداري
                  • Feb 2003
                  • 2219

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة عبدالله رمزي
                  والحقيقة أن هذا الموضوع يا عزيزي وما يحتويه من تلك الحكمة الموجودة فيه طابق تماماً ( المساهمين في الأسهم) بدأ بداية متهالكة بمساعدة الآخرين وما أن وقف على قدميه إلا وبدأ بالإطاحة بمن ساعدة وساندة ونصحه أولاً لكي يستقر في قمة الهرم .
                  ثم أغراه طمعه وحسده في التوحد وماهي إلا لحظات وإذا به يتردّى من القمة إلى القاع ... عجايب الدنيا ..
                  سمعت عن مثلٍ يقال إنه صيني نصه : ( أصغر منك كله ) ..
                  من لم يأكل الأصغر منه وساعده على النمو ، فنفسه واللوم ، إن اشتد عود هذا الصغير وقويت قناته فعاد مطبقـًا هذا المثل فأكل الجميع مبتدئـًا بمن مد له يد المساعدة إبّان مرحلة الصغر ..
                  يوافق المثل الصيني السابق مثلٌ عربيـي يقول : ( إن لم تكن ذئـبًا أكلتك الذئاب ) .
                  القمة يا ابن رمزي ثمنها غالٍ ، فتضحية بصديقٍ عمرٍ أو صاحبٍ لا تساوي شيئـًا أمام التربع على ظهرها ..
                  أشكرك أبا سامي على مداخلتك الرائعة ، ولا غرابة..
                  السوادي

                  تعليق

                  Working...