Unconfigured Ad Widget

Collapse

أزمة فهم...؟

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • ابن مرضي
    إداري
    • Dec 2002
    • 6171

    أزمة فهم...؟

    قبل مدة كتبت الكاتبة القديرة حديث الزمان موضوعا تحت عنوان أزمة مباديء، واعتقدت آنذاك أن الأزمة هي أزمة فهم أكثر منها أزمة مباديء وإن كنت لا أنكر الأخيرة.

    قيل لأبي تمام:" لماذا لا تقول ما يُفْهمِ ؟ فقال، ولماذا لا تفهمون ما يقال ؟! ".
    وأستاذنا السوادي يذيل مشاركاته ببيت للمتنبي يكاد يُسْمع الصم وهو:


    وكم من عائب قولا صحيحا= وآفته من الفهم السقيم
    ولكن تأخذ الآذان منه= على قدر القرائح والعلوم

    وأزمة الفهم ليست جديدة، بل قديمة قدم اللغة، ولكنها تضخمت في وقتنا الراهن لدرجة لا تطاق، فحتى إذا وجدنا العذر لمذيعي ومذيعات الفضائيات واستطعنا إقناع أستاذنا السوادي بأن قرائح هؤلاء وعلومهم هي السبب في سوء التقدير، فإننا لا نجد عذرا لأولئك الذين ينادون عمالتهم بطريقة:"إنت فيه روح، أنت فيه يجي، أنا مافي كلام..... الخ "


    دواعي هذا الموضوع كثيرة، منها ما اسمعه بصفة مستمرة من مذيعي الفضائيات حين تأتي كلمة ": عبوة "، فيقرأونها بتسكين الباء بينما هي بتشديدها، و"مسيل" للدموع حيث يهملون الشدة التي على الياء، و"مسوّدة " حيث يضعون الشدة على الدال بدلا من الواو، و"مسبق "، حيث تهمل الشدة التي على الباء أيضا.. وغيرها كثير !

    ومن الدواعي أيضا ما أتذكره مما قرأت عن تلك المرأة البدوية التي سمعت من يقرأ "وأوحي ربك إلى النخل ( بالخاء) أن اتخذي من الجبال بيوتا ومما يعرشون ". فصاحت به:" ياقاريء؛ انظر إلى مرقشتك ( أي كتابك ) فالله لا يوحي إلى جماد ولا إلى نبات ليتخذ له بيتا في جبل أو شجرة... " فأعاد القراءة فوجد أنها ( النحل ) وليس ( النخل).

    وقرأ أحدهم الآية:" والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالا من الله... والله غفور رحيم ".. فقال أعرابي كان يستمع إليه... لا يكون الكلام هكذا... اقطعوا الأيدي ! ثم غفران ورحمة ! فننظر القاريء فإذا بها " العزيز الحكيم " وليس " الغفور الرحيم ". ... فقال الأعرابي:" نعم عزّ فحكم "!

    والأعرابي الذي جاء إلى المدينة ليسأل عن الإسلام، فوجد الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة بسورة الزلزلة، فعاد مسرعا إلى حيث أتى، فنودي أن يرجع لتعرف حاجته ، فأجاب بأنه جاء ليسأل عن الإسلام فعرفه من محمد صلى الله عليه وسلم مختصرا في آخر السورة " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " .


    والسؤال هو: " كيف كنا كذلك، ولماذا أصبحنا هكذا "؟!
    كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل
  • الشعفي
    مشرف المنتدى العام
    • Dec 2004
    • 3148

    #2
    هناك فرق بين "سوء الفهم" و "عدم الفهم"

    وإن كان الأول اسواء من الثاني

    موضوع جدير بالوقوف معه

    لكن الوقت لايسمح الآن

    لك شكري وتقديري أستاذنا بن مرضي
    من مواضيع الشعفي في منتدى الديرة

    تعليق

    • السوادي
      إداري
      • Feb 2003
      • 2219

      #3
      أزمة فهم ..
      الأزمة ليست في الفهم ولا في المبادئ فقط بل أصبحت كل أمورنا متأزمة ..
      ليس من شك في أن للبيئة النصيب الأوفر فيما حدث لنا من أزماتٍ ..
      قريش ، بالرغم من فصاحتها إلاّ أنها كانت ترسل أبناءها إلى البوادي وتبعدهم خوفـًا من أن يؤثر فيهم اللسان الأعجمي فمكة كانت ملتقى لجميع الأطياف ..
      بيئة الماضي جعلت مدى التفكير عند أبنائها واسعـًا رحبـًا حين كان فيها ( أقصد البيئة ) الاعتماد على النفس هو السمة الواضحة ..
      كانت اللغة عندهم هي الميدان المناسب لهذا التفكير الرحب فغاصوا وتغلغلوا في أعماقها حتى غدا اللحن فيها ( معيبة ) ووصمة عارٍ في وجه صاحبه ..
      عرفوا أن لكل لفظة دلالة معينة لا تستطيع سواها تأديتها أو الحلول مكان أختها لأن هذا لو حدث فالمدلول سيتأثر وقد ينقلب انقلابـًا غير محمودٍ..
      سمع طرفة بن العبد شاعرًا يقول :
      وقد أتناسى الهم عند احتضاره *** بناجٍ عليه الصيعرية مقدم
      فضحك وقال استنوق الجمل ؛ لأن الصيعرية سمة في الناقة وليست للجمل فكان استخدام الشاعر لها هنا مدعاة للنقد من قِبل شاعرٍ كبيرٍ كطرفة ..
      ومن هذا المنطلق كان لا بد أن يصاحب هذا التطور اللفظي تطورٌ في الفهم ، فكان الواحد منهم يفهمها (على الطاير ) كما يقولون ..
      بيئتنا اليوم ليست هي البيئة المناسبة للتفكير الذي يؤدي إلى سرعة الفهم ؛ لأن كل ما فيها جاهز حتى ربة البيت قصُرَ فهمها ولم يعد لديها التفكير في عمل وجبة من اختراعها فالوجبات التي يحضرها زوجها من الخارج كانت دافعـًا لجمود التفكير لديها فتأكل وهي لا تعلم مكونات هذه الوجبة ..
      عمومًا ، ما دام كل شيء موجودًا ومهيأً فلا داعي في عرف أبناء اليوم للتفكير ، وليس مهمًا أن يفهموا ، لكن هم أيضـًا لا يرضون أن يصفهم أحدٌ بمحدودية التفكير وعدم الفهم ، فهم يريدون من حولهم أن يضحك عليهم مثل ما ضحكوا هم على أنفسهم ..
      أبا أحمد ، لست أدري إن كنت وجدت بين أسطر ما تقدم إجابةً لسؤالك :
      ( كيف كنا كذلك، ولماذا أصبحنا هكذا ) ؟!
      أم لا ..
      السوادي

      تعليق

      • عبدالرحمن
        • Dec 2000
        • 4525

        #4
        أبا أحمد..
        تعتب علينا عندما لا نشارك.. ولم تعلم أن الأزمة التي تطرقت إليها هنا هي أحد الأسباب..
        حاولت أن أشارك، ولكنني توقفت بعد قراءة ما ذهب إليه أبا هانيء.

        فلكما مني جزيل الشكر على هذا الطرح، وكلي أمل أن نجد بعض التعليقات ومنها ما سيعود لنا به الأخ الشعفي إن شاء الله.
        sigpic

        تعليق

        • أبو ماجد
          المشرف العام
          • Sep 2001
          • 6289

          #5
          أساتذتي الكرام : بن مرضي - الشعفي - السوادي - عبدالرحمن
          لن أزيد على ما تفضلتم به إلا ملحوظة لا تتعدى أن تكون رأي خاص ، قد لا يضيف إلى الموضوع الذي أسهمتم جميعًا في إثرائه .
          كما أن لكل شيءٍ سببًا ، ففي رأيي أن سوء الفهم ( كحالة ظاهرة وملحوظة وعامة ) له أسبابه التي منها :
          - نظامنا التعليمي ، الذي توارثناه سنين ودهور طويلة ، والذي في مجمله لا يحث على إعمال الفكروالعقل ، بقدر ما يدفع للحفظ ثم التذكر والاسترجاع عند الطلب .
          - أساليبنا التربوية التي تمارس في الأسرة ، فنحن لا نتيح لأبنائنا ، فرصة التفكير في طريقة مواجهة المشكلات اليومية والمواقف الحياتية ، بل نزودهم بطرق جاهزة ( ربما متوارثة ) أو نصر على أن نباشر نحن بأنفسنا مواجهة هذه المشكلات والمواقف وإخراج الأبناء منها .
          - نحن في زمن طغى فيه التلوث ، وعم كل شيء ، فلم يقتصر التلوث على الهواء والماء والبيئة عمومًا ، بل وصل إلى كل شيء في حياتنا ، فما نسمعه اليوم ملوث ( إلا ما قاله الله ورسوله ) وما نقرأه كذلك ، وما نشاهده أكثر وأكثر ، لدرجة تجعل المراقب يتساءل ، أي شيء لم يطله التلوث ؟؟ أي شيءٍ بقي على نقائه وصفائه في عالمنا اليوم ؟؟؟
          اسمح لي أبا أحمد أن أضيف إلى تساؤلك تساؤلاً آخر وهو :

          كيف نتخلص من سوء الفهم ؟؟؟؟

          أما إجابته فلست بقادر عليها ، ولكنني أرجع إلى قول الحق تبارك وتعالى : ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ )

          تعليق

          • متوازن
            عضو نشيط
            • Jan 2005
            • 547

            #6
            مررت عابراً من الديرة واستوقفني عنوان الكاتب المبدع بن مرضي...(أزمة فهم...؟) وفي الحقيقة لا استطيع أن اصف جمال ماقرأت بين اسطر الموضوع وثناياه وفي مداخلات الاعضاء الرائعة.

            يقول استاذنا الفاضل:
            والأعرابي الذي جاء إلى المدينة ليسأل عن الإسلام، فوجد الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة بسورة الزلزلة، فعاد مسرعا إلى حيث أتى، فنودي أن يرجع لتعرف حاجته ، فأجاب بأنه جاء ليسأل عن الإسلام فعرفه من محمد صلى الله عليه وسلم مختصرا في آخر السورة " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " .

            والسؤال هو: " كيف كنا كذلك، ولماذا أصبحنا هكذا "؟!
            في البداية :نعم..هي أزمة في الفهم وليست في المباديء أيها الكريم

            *كنا كذلك عندما كانوا اسلافنا يتفكرون ويتأملون في عظمة الخالق وآياته..اما لماذا اصبحنا هكذا ؟ فهذا والله يحتاج إلى أكثر من صفحة للتعليق وتفنيد المشكلة ولكن سأختصر بهذه الجملة ياسيدي الكريم "نحن لسنا بأصحاب عقول فذّه"..إلا مارحم الله..


            ويقول الاستاذ الرائع والمقل في مشاركاته أبو ماجد:

            اسمح لي أبا أحمد أن أضيف إلى تساؤلك تساؤلاً آخر وهو :

            كيف نتخلص من سوء الفهم ؟؟؟؟

            أما إجابته فلست بقادر عليها ، ولكنني أرجع إلى قول الحق تبارك وتعالى : ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ )
            *نتخلص من سوء الفهم ياسيدي..بالاهتمام والتدريب على التفكير والتركيز والدراسة والتأني في طرح الحلول للمعاضل التي تواجه الأمة في وقتنا الحاضر..ورفع الروح المعنوية لهذا الجيل المحطم وحثهم على الابداع واستنطاق اذهانهم ، والعودة إلى كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم..


            قال تعالى:

            "بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ "

            قال تعالى:

            "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا"

            متوازن
            مداراة الناس نصف العقل

            تعليق

            • حمدان الدايخ
              عضو مميز
              • Jan 2005
              • 1276

              #7
              استاذي الكريم ( بن مرضي ) ....
              قبل طرح سؤال سوء الفهم ( ازمة الفهم ) ....
              لدي سبب مقنع لعدم الفهم وخصوصا ايامنا هذه ...
              وهو ( عدم توصيل (المراد فهمه) من قبل المرسل ) !!!
              وناخذ مثال ( التعريفات الكثيره للارهاب كيف نفهمها ...
              الغلط منا والا من الي عرفوها وخصوصا تعريفات العالم الاول ) !!!
              إذا لم تستطع ان تنظر امامك لان مستقبلك مظلم..
              ولم تستطع ان تنظر خلفك لان ماضيك مؤلم..
              فانظر الى اعلى تجد رباً يحبك..يحميك..
              يسمعك..يراك..ينصرك..يعتنى بك..ما اخذ منك إلا ليعطيك..
              وما حرمك إلا ليتفضل عليك.. وما ابكاك إلا ليضحكك..
              وماابتلاك إلا لأنه يحبك

              تعليق

              • رعــد الجنـــوب
                مشرف منتدى الشعر النبطي
                • Aug 2004
                • 4075

                #8
                استاذي العزيز بن مرضي

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                هناك فرق بين الثرى والثريا ربما تكون الاسماء واحده ولكن شتان بين الإسمين
                عزيزي نحن في عصر السرعه حتى الكلمه تقال لايُدرك معناها وربما لا يدرك قائلها
                معناها وهذا هو الادهى والأمر
                فأين المتسبب في عدم الفهم
                سبقني من هم اعلم مني بما يريد الوصول اليه ابن مرضي

                عذري لك على عدم فهمي[/grade]
                وفقك الله وبارك فيك

                تعليق

                • ابن مرضي
                  إداري
                  • Dec 2002
                  • 6171

                  #9
                  الأستاذ العزيز / الشعفي

                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

                  عدم الفهم (في نظري) أخف من سوء الفهم ..! وكلاهما سيء كما تفضلت .

                  شكرا لمشاركتك وأتمنى عودتك .
                  كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

                  تعليق

                  • ابن مرضي
                    إداري
                    • Dec 2002
                    • 6171

                    #10
                    الأستاذ الغالي / السوادي

                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

                    لم تجب على السؤال فقط . بل فتحت آفاقا جديدة ، ليتني أتمكن من السفر إليها !

                    خذ ياسيدي ماذكرته هنا :"ومن هذا المنطلق كان لا بد أن يصاحب هذا التطور اللفظي تطورٌ في الفهم ، فكان الواحد منهم يفهمها (على الطاير ) كما يقولون .."

                    الحقيقة أن هذا ما كنت أحوم حوله ..!

                    فهم اللفظ دلالة على عمق الفهم .

                    شاب يراود فتاة في مكان لا يوجد فيه سواهما . تسأله الفتاة سؤالا فيه كثير من الدلالات :

                    " الآ تخاف أن يرانا أحد ؟" .

                    فيرد سريعا :

                    " لا أرى إلا الكواكب " .

                    فيتولد السؤال الأكبر على لسان الفتاة الفَطِنة :

                    " وأين مكوكبها ؟" .

                    يرفع طرف ثوبه إلى فمه ليساعده على الهرب وهو يردد العبارة التي سمعها من الفتناة :

                    " أين مكوكبها ... أين مكوكبها ... أين مكوكبها ..!!"

                    ماكان ذلك ليحصل لو كان هناك بلادة وسوء فهم كما هو هذه الأيام !

                    أستاذنا الكريم : لك مني الشكر والتقدير والأحترام .
                    كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

                    تعليق

                    • أبو أحمد
                      عضو مميز
                      • Sep 2002
                      • 1770

                      #11

                      أن هذا الدين لايفهم حق الفهم ولا تستوعب مراميه القريبة والبعيدة ولا يحاط بقواعده الكلية وتفصيلاته الجزئية إلا عن طريق اللغة العربية فبها نزل
                      القرآن الكريم وبها بلغ البشير النذير محمد صلى الله عليه وسلم
                      وبها كتبت أصول الإسلام في العقيدة والفقه والحديث والتفسير....
                      وهي من الاتساع والشمول والدقة بحيث استوعبت مضامين الشريعة كلها وتستطيع استيعاب العلوم النافعة في أي عصر وهي من أنقى اللغات عن الدخيل والهجين وأفضلها تعبيرا عما يستكن في الضمير والشعور ولا سبيل إلى فهم هذا الدين من غير هذه الجهة لأن اللغة العربية وإن اشتركت مع اللغات الأخرى في أمور عامة إلا أن لها أوضاعا تختص بها .

                      أخي بن مرضي لقد رأيت الأعرابي لما سمع الآية أنكرها بفهمه للغة العربية وليس بحفظه للآية وكذلك البدوية ميزة إن الجماد لا يوحى إليه
                      بفطرتها التي فطرها الله عليها

                      أخي بن مرضي كثير من الناس يفهم ولكن لايريد أن يفهم
                      واعتقد أن في فرق بين الفهم والظن فالظن عندما يلقي صاحبك كلمة بغير قصد وتظن انه يقصد بها سوء وتنشأ فتنة بسبب الظن والله أمرنا أن نجتنب الظن في كتابه العزيز حيث يقول تعالى:
                      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ (12)))
                      يَقُول تَعَالَى نَاهِيًا عِبَاده الْمُؤْمِنِينَ عَنْ كَثِير مِنْ الظَّنّ وَهُوَ التُّهْمَة وَالتَّخَوُّن لِلْأَهْلِ وَالْأَقَارِب وَالنَّاس فِي غَيْر مَحَلِّهِ لِأَنَّ بَعْض ذَلِكَ يَكُون إِثْمًا مَحْضًا فَلْيُجْتَنَبْ كَثِيرٌ مِنْهُ اِحْتِيَاطًا وَرُوِّينَا عَنْ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : وَلَا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ أَخِيك الْمُؤْمِن إِلَّا خَيْرًا وَأَنْتَ تَجِد لَهَا فِي الْخَيْر مَحْمَلًا وَقَالَ أَبُو عَبْد اللَّه بْن مَاجَهْ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِم بْن أَبِي ضَمْرَة نَصْر بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الْحِمْصِيّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَبِي قَيْس النَّصْرِيّ حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا قَالَ رَأَيْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوف بِالْكَعْبَةِ وَيَقُول " مَا أَطْيَبَك وَأَطْيَبَ رِيحَك مَا أَعْظَمَك وَأَعْظَمَ حُرْمَتك وَاَلَّذِي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِن أَعْظَمُ عِنْد اللَّه تَعَالَى حُرْمَة مِنْك مَاله وَدَمه وَأَنْ يَظُنّ بِهِ إِلَّا خَيْرًا " تَفَرَّدَ بِهِ اِبْن مَاجَهْ مِنْ هَذَا الْوَجْه

                      أخي عندما يجيك جاهل لا يفهم شي في الدين ثم يستشهد لك بآية ويبني على ظاهر الايه دون الاستنباط الشرعي الذي أمرنا الله أن نرده لأهل العلم
                      فلو قرينا قوله تعالى:
                      ((إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158)))

                      قَالَ الْإِمَام أَحْمَد : حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن دَاوُد الْهَاشِمِيّ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن سَعْد عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ عُرْوَة عَنْ عَائِشَة قَالَ : قُلْت أَرَأَيْت قَوْل اللَّه تَعَالَى " إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَة مِنْ شَعَائِر اللَّه فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اِعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا " قُلْت فَوَاَللَّهِ مَا عَلَى أَحَد جُنَاح أَنْ لَا يَتَطَوَّف بِهِمَا فَقَالَتْ عَائِشَة : بِئْسَمَا قُلْت يَا اِبْن أُخْتِي إِنَّهَا لَوْ كَانَتْ عَلَى مَا أَوَّلْتهَا عَلَيْهِ كَانَتْ : فَلَا جُنَاح عَلَيْهِ أَنْ لَا يَطُوف بِهِمَا وَلَكِنَّهَا إِنَّمَا أُنْزِلَتْ لِأَنَّ الْأَنْصَار كَانُوا قَبْل أَنْ يُسْلِمُوا كَانُوا يُهِلُّونَ لِمَنَاة الطَّاغِيَة الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا عِنْد الْمُشَلَّل ; وَكَانَ مِنْ أَهْل لَهَا يَتَحَرَّج أَنْ يَطُوف بِالصَّفَا وَالْمَرْوَة فَسَأَلُوا عَنْ ذَلِكَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا يَا رَسُول اللَّه إِنَّا كُنَّا نَتَحَرَّج أَنْ نَطُوف بِالصَّفَا وَالْمَرْوَة فِي الْجَاهِلِيَّة فَأَنْزَلَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَة مِنْ شَعَائِر اللَّه فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اِعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّف بِهِمَا " قَالَتْ عَائِشَة : ثُمَّ قَدْ سَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطَّوَاف بِهِمَا فَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَدَع الطَّوَاف بِهِمَا أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ

                      فربما يأتينا أحد الجهلة ويدعي أن الطواف بالصفا والمروة ليس بالضرورة
                      بناءا على فهمه لظاهر الآية
                      فبالأمس القريب كان احد الممثلين يتكلم عن الحجاب والإسبال والجهاد
                      ونصب نفسه شيخ ويتهم العلماء بكتم الحق فإذا أوكلنا أمورنا إلى هؤلاء
                      وتركنا العلماء ظهر الخلل في الأمة .

                      أخي ابو احمد أرجوا أن تعذرني على الإطالة
                      وأسأل الله أن يثبتنا على الحق وأن يكفينا شرور أنفسنا.

                      تعليق

                      • ابن مرضي
                        إداري
                        • Dec 2002
                        • 6171

                        #12
                        الأستاذ العزيز / عبــــــد الرحمن

                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

                        ربما نعذرك لإنشغالك ، ولكننا لا نعذرك لما تدعيه من عدم المقدرة على الإضافة ، فهذا ليس إلا تواضعا ، ومع تقديرنا الكامل لهذا التواضع إلا أننا نطمح في تواصلك مع ما يطرح ففيه إشارات إيجابية كبيرة .

                        لك تحياتي وتقديري الكبيرين .
                        كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

                        تعليق

                        • حنين
                          عضوة مميزة
                          • Oct 2004
                          • 2439

                          #13
                          موضوع رائع وشيق أستاذي الفاضل بن مرضي ، وقد قرأته أكثر من مرة ، وقرأت تعقيب الأساتذة أيضا ....

                          وبقدر ما أعجبني هذا الموضوع بقدر ما سبب لي الإحباط !!!

                          فأنا ممن يقرأ (مسوده ) بتشديد السين إلى عهد قريب ، فقد كانت معلمتي تنطقنها بهذه اللفظ !!!

                          ولكني أتصور بأني جيدة في الفهم ولله الحمد .

                          المهم أنه من خلال هذا الموضوع تأكد لي سبب تخوفي وترددي عند الكتابة في منتدانا الحبيب ...


                          لا خير في وعد إذا كان كاذبا..

                          ولا خير في قول إذا لم يكن فعل.

                          تعليق

                          • الدويهي
                            مشرف المنتدى العام
                            • May 2004
                            • 2424

                            #14
                            استاذي الفاضل بن مرضي

                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

                            مداخلتي هنا ليست إجابة على تساؤلك؛ فقد رأيت في إجابة ( أبي ماجد )

                            ما يكفي على الإجابة على تساؤلاتك ويغني عن إجابتي؛ ولكني أردت بمداخلتي تعضيد مشاركتك بمثال وهو:

                            أن كفار قريش عندما فهموا معنى كلمة ( لا إله إلا الله ) فهما صحيحا لم

                            ينطقوها لأنهم فهموا أن نطقها سيلزمهم بأشياء كثيرة غير مقتنعين فيها من وجهة

                            نظرهم وسينهاهم عن أشياء كثيرة لا يريدون الانتهاء عنها.

                            والعربي الأصيل كان إذا نطق بكلمة لم يخالفها على قولتهم ( عند كلمته أو قدّ كلمته ).

                            أما الآن فانظر ينطقون ( لا إله إلا الله ) وقد يطوفون بالقبور ويتوسلون بالأولياء

                            والصالحين ولا يتورعون لأي عارض مرضي الذهاب للسحرة والكهان والعرافين

                            والمشعوذين بحثا عن العلاج حتى ولو طُلِب منهم الذبحُ لغير الله وغيرها من الأمثلة

                            التي تدل على سوء الفهم للّفظ ودلالته.

                            آمل أن أكون أضفت ما يفيد أو يجعل القارئ الكريم يبحث عن حلول لتساؤلات الأستاذين

                            الفاضلين بن مرضي وأبي ماجد.
                            سبحان الله والحمد لله والله أكبر
                            ولا إله إلا الله ولاحول ولا قوة إلا بالله.

                            إنّ الكريم إذا تمكّن من أذى @@ جاءته أخلاقُ الكرامِ فأقلعا

                            وترى اللئيمَ إذا تمكّن من أذى @@ يطغى فلا يُبْقِي لِصلحٍ موضعا

                            sigpic

                            تعليق

                            • ابن مرضي
                              إداري
                              • Dec 2002
                              • 6171

                              #15
                              أستاذنا العزيز : ابو ماجد

                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
                              تقول:
                              ".....ففي رأيي أن سوء الفهم ( كحالة ظاهرة وملحوظة وعامة ) له أسبابه التي منها :
                              - نظامنا التعليمي ، الذي توارثناه سنين ودهور طويلة ، والذي في مجمله لا يحث على إعمال الفكروالعقل ، بقدر ما يدفع للحفظ ثم التذكر والاسترجاع عند الطلب .

                              أساليبنا التربوية التي تمارس في الأسرة ، فنحن لا نتيح لأبنائنا ، فرصة التفكير في طريقة مواجهة المشكلات اليومية والمواقف الحياتية ، بل نزودهم بطرق جاهزة ( ربما متوارثة ) أو نصر على أن نباشر نحن بأنفسنا مواجهة هذه المشكلات والمواقف وإخراج الأبناء منها ...."

                              كم كنت أدافع عن التعليم ونظامه ، وكم تبين لي صدق ما تقوله يا أبا ماجد ، حيث قد تعمد تعليمنا الغاء التفكر واستبدله بالتذكر ، فكانت الكارثة ..!

                              وتقول:
                              "..... نحن في زمن طغى فيه التلوث ، وعم كل شيء ، فلم يقتصر التلوث على الهواء والماء والبيئة عمومًا ، بل وصل إلى كل شيء في حياتنا ، فما نسمعه اليوم ملوث ( إلا ما قاله الله ورسوله ) وما نقرأه كذلك ، وما نشاهده أكثر وأكثر ، لدرجة تجعل المراقب يتساءل ، أي شيء لم يطله التلوث ؟؟ أي شيءٍ بقي على نقائه وصفائه في عالمنا اليوم ؟؟؟ "

                              الأجابة يا أبا ماجد لا تسر ..! وهي وعلى مسؤوليتي : "لاشيء ..!"
                              وتقول:
                              "...اسمح لي أبا أحمد أن أضيف إلى تساؤلك تساؤلاً آخر وهو :

                              كيف نتخلص من سوء الفهم ؟؟؟؟ "

                              نتخلص منه بدفن العقول الجامدة ، وتصحية العقول النائمة ، والعودة إلى إقرأ ، التي لم تكن تعني القراءة التي تعلمناها على طريقة التعليم القديم ، بل الفهم والفهم والفهم ...

                              شكرا شكرا لك ايها المربي الفاضل .
                              كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

                              تعليق

                              Working...