قبل مدة كتبت الكاتبة القديرة حديث الزمان موضوعا تحت عنوان أزمة مباديء، واعتقدت آنذاك أن الأزمة هي أزمة فهم أكثر منها أزمة مباديء وإن كنت لا أنكر الأخيرة.
قيل لأبي تمام:" لماذا لا تقول ما يُفْهمِ ؟ فقال، ولماذا لا تفهمون ما يقال ؟! ".
وأستاذنا السوادي يذيل مشاركاته ببيت للمتنبي يكاد يُسْمع الصم وهو:
وكم من عائب قولا صحيحا= وآفته من الفهم السقيم
ولكن تأخذ الآذان منه= على قدر القرائح والعلوم
وأزمة الفهم ليست جديدة، بل قديمة قدم اللغة، ولكنها تضخمت في وقتنا الراهن لدرجة لا تطاق، فحتى إذا وجدنا العذر لمذيعي ومذيعات الفضائيات واستطعنا إقناع أستاذنا السوادي بأن قرائح هؤلاء وعلومهم هي السبب في سوء التقدير، فإننا لا نجد عذرا لأولئك الذين ينادون عمالتهم بطريقة:"إنت فيه روح، أنت فيه يجي، أنا مافي كلام..... الخ "
دواعي هذا الموضوع كثيرة، منها ما اسمعه بصفة مستمرة من مذيعي الفضائيات حين تأتي كلمة ": عبوة "، فيقرأونها بتسكين الباء بينما هي بتشديدها، و"مسيل" للدموع حيث يهملون الشدة التي على الياء، و"مسوّدة " حيث يضعون الشدة على الدال بدلا من الواو، و"مسبق "، حيث تهمل الشدة التي على الباء أيضا.. وغيرها كثير !
ومن الدواعي أيضا ما أتذكره مما قرأت عن تلك المرأة البدوية التي سمعت من يقرأ "وأوحي ربك إلى النخل ( بالخاء) أن اتخذي من الجبال بيوتا ومما يعرشون ". فصاحت به:" ياقاريء؛ انظر إلى مرقشتك ( أي كتابك ) فالله لا يوحي إلى جماد ولا إلى نبات ليتخذ له بيتا في جبل أو شجرة... " فأعاد القراءة فوجد أنها ( النحل ) وليس ( النخل).
وقرأ أحدهم الآية:" والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالا من الله... والله غفور رحيم ".. فقال أعرابي كان يستمع إليه... لا يكون الكلام هكذا... اقطعوا الأيدي ! ثم غفران ورحمة ! فننظر القاريء فإذا بها " العزيز الحكيم " وليس " الغفور الرحيم ". ... فقال الأعرابي:" نعم عزّ فحكم "!
والأعرابي الذي جاء إلى المدينة ليسأل عن الإسلام، فوجد الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة بسورة الزلزلة، فعاد مسرعا إلى حيث أتى، فنودي أن يرجع لتعرف حاجته ، فأجاب بأنه جاء ليسأل عن الإسلام فعرفه من محمد صلى الله عليه وسلم مختصرا في آخر السورة " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " .
والسؤال هو: " كيف كنا كذلك، ولماذا أصبحنا هكذا "؟!
قيل لأبي تمام:" لماذا لا تقول ما يُفْهمِ ؟ فقال، ولماذا لا تفهمون ما يقال ؟! ".
وأستاذنا السوادي يذيل مشاركاته ببيت للمتنبي يكاد يُسْمع الصم وهو:
وكم من عائب قولا صحيحا= وآفته من الفهم السقيم
ولكن تأخذ الآذان منه= على قدر القرائح والعلوم
وأزمة الفهم ليست جديدة، بل قديمة قدم اللغة، ولكنها تضخمت في وقتنا الراهن لدرجة لا تطاق، فحتى إذا وجدنا العذر لمذيعي ومذيعات الفضائيات واستطعنا إقناع أستاذنا السوادي بأن قرائح هؤلاء وعلومهم هي السبب في سوء التقدير، فإننا لا نجد عذرا لأولئك الذين ينادون عمالتهم بطريقة:"إنت فيه روح، أنت فيه يجي، أنا مافي كلام..... الخ "
دواعي هذا الموضوع كثيرة، منها ما اسمعه بصفة مستمرة من مذيعي الفضائيات حين تأتي كلمة ": عبوة "، فيقرأونها بتسكين الباء بينما هي بتشديدها، و"مسيل" للدموع حيث يهملون الشدة التي على الياء، و"مسوّدة " حيث يضعون الشدة على الدال بدلا من الواو، و"مسبق "، حيث تهمل الشدة التي على الباء أيضا.. وغيرها كثير !
ومن الدواعي أيضا ما أتذكره مما قرأت عن تلك المرأة البدوية التي سمعت من يقرأ "وأوحي ربك إلى النخل ( بالخاء) أن اتخذي من الجبال بيوتا ومما يعرشون ". فصاحت به:" ياقاريء؛ انظر إلى مرقشتك ( أي كتابك ) فالله لا يوحي إلى جماد ولا إلى نبات ليتخذ له بيتا في جبل أو شجرة... " فأعاد القراءة فوجد أنها ( النحل ) وليس ( النخل).
وقرأ أحدهم الآية:" والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالا من الله... والله غفور رحيم ".. فقال أعرابي كان يستمع إليه... لا يكون الكلام هكذا... اقطعوا الأيدي ! ثم غفران ورحمة ! فننظر القاريء فإذا بها " العزيز الحكيم " وليس " الغفور الرحيم ". ... فقال الأعرابي:" نعم عزّ فحكم "!
والأعرابي الذي جاء إلى المدينة ليسأل عن الإسلام، فوجد الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة بسورة الزلزلة، فعاد مسرعا إلى حيث أتى، فنودي أن يرجع لتعرف حاجته ، فأجاب بأنه جاء ليسأل عن الإسلام فعرفه من محمد صلى الله عليه وسلم مختصرا في آخر السورة " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " .
والسؤال هو: " كيف كنا كذلك، ولماذا أصبحنا هكذا "؟!
تعليق