لا زلت أذكر ذلك اليوم الذي اصطحبني فيه أبي لزيارة عمي - رحمهما الله - في مكة المكرمة ..
صدمة حضارية متوقعة لمن كان في سني ..
الشوارع ، العمائر ، الحياة بكل تفاصيلها ، غير التي أعرفها في قريتي البسيطة ببساطة أهلها ..
فرحتي بلقاء ابن عمي ( سعد ) وفرحته بلقائي كانت هي القاسم المشترك تلك اللحظة ..
بعد غروب ذلك اليوم أخذني سعدٌ في جولة داخل الحي الذي فيه يقطنون ، وهذا أمر مخالفٌ لما اعتدت عليه في القرية فهناك عودني أهلي أن بغروب الشمس تسكن الحركة ويمنع التجوال ..!
مكتبة صغيرة نمر من جانبها ومن خلف ( الزجاج ) ألمح كتابـًا يحمل على غلافة صورة فارس ذي شنب طويلٍ على ظهر فرسه ..
من هذا يا سعد ؟
هو أبو زيد الهلالي ..!
قصصٌ كنت أسمعها في قريتي يقصها على أسماعنا كبار السن عن بطولات هذا الأسطورة ومكره ودهائه ..!
أشتريت الكتاب الذي كان عنوانه - إن لم تخني الذاكرة - ( تغريبة بني هلال ) ..
أتيت على قراءته من غلافه إلى غلافه ..
لم أجد ما سمعته سابقـًا من قصص ضمن ما قرأته ، لكنني وجدت فيه المتعة والفائدة والدروس التي يستفيد منها كل معتبرٍ ..
بنو هلال ( قبيلة) مترابطة خاضوا حروبـًا مع أعدائهم وكان النصر حليفـًا لهم في جل معاركهم ..
أبرز فرسانهم أبو زيد بشجاعته ودهائه ، ودياب بن غانم بفروسيته ومهارته في القتال ، أميرهم حسن ..
الفارس الذي يعجز فيه ابن غانم يكون لمكر أبي زيد ضحية ..
أما الفارس الذي لا تجدي معه حيلة من أبي زيد فسيف ابن غانم كفيل به ..
حزنت على ( الخضراء ) تضامنـًا مع فارسها دياب حينما وصلت إلى مقتلها ..
فرسٌ اعتمد عليها دياب في كثير من مبارزاته ، شفرةٌ بينه وبينها لا يعلمها سواهما ..
صداقة أبي زيد ودياب وإخلاصهما لأميرهما حسن هما الملفتان للنظر - أقصد الصداقة والإخلاص - وما كنت أتوقع أن شيئـًا سيهزهما ..
دياب يحاول الخروج وشق الصف ؛ لأنه يرى أن انتصارات بني هلال لم تكن لتتحقق دونه ..
وأي عقلٍ يرضى أن يشق الصف الواحد حتى ولو كان من يرغب ذلك في مكانة دياب وبفروسيته ؟..
التضحية مطلوبة لتبقى ( اللحمة ) التي لن تقوم لأي مجتمع قائمة دونها..
السجن لذياب إلى أن يعلن تراجعه وولاءه من جديد ..
سنوات قضاها دياب داخل السجن ، كان نتاجها تسلل صفة الانتقام إلى قلبه ممن سجنه ..
خرج ابن غانم ، لكن داء الانتقام مازال يغلي في صدره ..
أبو زيد خذله دهاؤه هذه المرة خرج بصاحبه في رحلة صيدٍ لينسيه ما تجرعه خلف القضبان ..
خذها من يد ابن غانم ..
مداعبة ومزحة ثقيلة منه لأبي زيد ..
كررها ثانية ..
أما الثالثة والثالثة ثابتة ينطلق السهم من يد دياب ليستقر في صدر أبي زيد ..
حزنت لهذه النهاية المؤلمة ، لكنني آمنت بأنه لا يبقى على حالٍ إلاّ الله ..!
السوادي
صدمة حضارية متوقعة لمن كان في سني ..
الشوارع ، العمائر ، الحياة بكل تفاصيلها ، غير التي أعرفها في قريتي البسيطة ببساطة أهلها ..
فرحتي بلقاء ابن عمي ( سعد ) وفرحته بلقائي كانت هي القاسم المشترك تلك اللحظة ..
بعد غروب ذلك اليوم أخذني سعدٌ في جولة داخل الحي الذي فيه يقطنون ، وهذا أمر مخالفٌ لما اعتدت عليه في القرية فهناك عودني أهلي أن بغروب الشمس تسكن الحركة ويمنع التجوال ..!
مكتبة صغيرة نمر من جانبها ومن خلف ( الزجاج ) ألمح كتابـًا يحمل على غلافة صورة فارس ذي شنب طويلٍ على ظهر فرسه ..
من هذا يا سعد ؟
هو أبو زيد الهلالي ..!
قصصٌ كنت أسمعها في قريتي يقصها على أسماعنا كبار السن عن بطولات هذا الأسطورة ومكره ودهائه ..!
أشتريت الكتاب الذي كان عنوانه - إن لم تخني الذاكرة - ( تغريبة بني هلال ) ..
أتيت على قراءته من غلافه إلى غلافه ..
لم أجد ما سمعته سابقـًا من قصص ضمن ما قرأته ، لكنني وجدت فيه المتعة والفائدة والدروس التي يستفيد منها كل معتبرٍ ..
بنو هلال ( قبيلة) مترابطة خاضوا حروبـًا مع أعدائهم وكان النصر حليفـًا لهم في جل معاركهم ..
أبرز فرسانهم أبو زيد بشجاعته ودهائه ، ودياب بن غانم بفروسيته ومهارته في القتال ، أميرهم حسن ..
الفارس الذي يعجز فيه ابن غانم يكون لمكر أبي زيد ضحية ..
أما الفارس الذي لا تجدي معه حيلة من أبي زيد فسيف ابن غانم كفيل به ..
حزنت على ( الخضراء ) تضامنـًا مع فارسها دياب حينما وصلت إلى مقتلها ..
فرسٌ اعتمد عليها دياب في كثير من مبارزاته ، شفرةٌ بينه وبينها لا يعلمها سواهما ..
صداقة أبي زيد ودياب وإخلاصهما لأميرهما حسن هما الملفتان للنظر - أقصد الصداقة والإخلاص - وما كنت أتوقع أن شيئـًا سيهزهما ..
دياب يحاول الخروج وشق الصف ؛ لأنه يرى أن انتصارات بني هلال لم تكن لتتحقق دونه ..
وأي عقلٍ يرضى أن يشق الصف الواحد حتى ولو كان من يرغب ذلك في مكانة دياب وبفروسيته ؟..
التضحية مطلوبة لتبقى ( اللحمة ) التي لن تقوم لأي مجتمع قائمة دونها..
السجن لذياب إلى أن يعلن تراجعه وولاءه من جديد ..
سنوات قضاها دياب داخل السجن ، كان نتاجها تسلل صفة الانتقام إلى قلبه ممن سجنه ..
خرج ابن غانم ، لكن داء الانتقام مازال يغلي في صدره ..
أبو زيد خذله دهاؤه هذه المرة خرج بصاحبه في رحلة صيدٍ لينسيه ما تجرعه خلف القضبان ..
خذها من يد ابن غانم ..
مداعبة ومزحة ثقيلة منه لأبي زيد ..
كررها ثانية ..
أما الثالثة والثالثة ثابتة ينطلق السهم من يد دياب ليستقر في صدر أبي زيد ..
حزنت لهذه النهاية المؤلمة ، لكنني آمنت بأنه لا يبقى على حالٍ إلاّ الله ..!
السوادي
تعليق