الحب: أكلان في القلب لا تدركه الأصابع.
الحب: كالعفاريت كل الناس تحدثوا عنها، ولكن أحدا لم يرها!
الحب: أن يدق قلبك في دماغك!
الحب: إن لم يكن درجة من الجنون فهو الجنون الكامل!
لودرسنا حال العشاق لوجدنا أن قيس ليس هو المجنون وحده وإنما ليلى ايضا.
وفي استطاعة كل واحد أن يستعيد أيام الحب وماذا كان يفعل وماذا قال وماذا تخيل.. وماذا كانت النتيجة.. ان المحبين يحاولون أن يكونوا عقلاء وهم يعيشون في درجات حرارة عالية.. يحاولون ان يتقدموا خطوة خطوة على أرض مليئة بالاشواك والعقبات. في حياة الشعراء والأدباء والفنانين حكايات لها العجب.. من المؤكد أن قيس بن الملوح ـ إن كان حقيقة ـ شاب مهتز مضطرب.. وكذلك جميل وكثير ودانتي وبتراركه وشوبان وكل شعراء الطروبادور في إسبانيا وفرنسا.
أين العقل اذا وجدنا واحدا من شعراء الطروبادور يقف تحت المطر فوق الجليد في انتظار المحبوبة ينزف ويبصق دما مصابا بالتهاب رئوي.. ثم ان المحبوبة لا تظهر لا من شباك ولا بلكونة.. في العام الماضي ذهبت إلى مدينة فيرونا ووقفت في بلكونة جولييت وطلبت من العالم الأثري زاهي حواس ان يقوم بدور روميو.. وأن يطيل النظر الى فوق ولا ارد عليه دقيقة واحدة.. فالنظر إلى فوق والنظر من فوق يكسر الرقبة ولكن ليس هذا حال العاشقين!!
استاذنا العقاد الكبير الجليل كان يقف وراء الباب في انتظار المحبوبة.. تجيء أو لا تجيء.. وهو يتحرك ذهابا وايابا عندما يجد ورقة قد اندفعت من تحت الباب وعليها عبارة من كلمتين: آسفة با اسطاز ـ تقصد يا استاذ!
أين العقل في أن يطلب الاستاذ العقاد من الفنان الكبير صلاح طاهر أن يرسم لوحة يراها عندما ينام وأول ما يرى عندما يصحو من النوم: إناء به عسل النحل يقف عليها الذباب. أي ان المحبوبة اللي زي العسل اصبحت هكذا محطا للذباب.. يراها كل يوم، كل يوم يضايق نفسه ويعذبها حتى الموت.. موته هو.. من هي؟ وما قيمتها بين النساء.. وأي عقل في هذا الذي فعله العقاد!
طه حسين كان هو الآخر يحب فتاة فرنسية. وكانت تجيء فيطلب طه حسين من توفيق الحكيم أن يتركهما وحدهما. وكان الحكيم يفعل. يقول توفيق الحكيم: كنت أظن أن طه سوف يقول لها شعرا لا يريدني أن اسمعه ابدا. كان يمسك يدها.. واحيانا يقبلها ويكتفي بان ينقل حرارته اليها.. وكأن الحرارة في يديه والرعشة في أصابعه هي اللغة وتمضي هذه الجلسة ساعات. ولا كلمة! كنا في دمشق وكان واضحا أن الشاعر أحمد رامي يستعد للقاء احدى الجميلات.. وكانت دمشق مشغوله بمعرض دولي ـ ونزلنا وراءه من دون أن يدري: الشاعران كامل الشناوي وصالح جودت والروائي يوسف السباعي وانا. مشينا وراءه.. الدنيا برد جدا. وانحرف في مشيته ودخلنا وراءه سوق الحميدية وامام إحدى محلات الحلويات كانت فتاة صغيرة دون العشرين. أي نعم حلوة. ولكن أحمد رامي يكبرها بثلاثين باربعين عاما. وخلع الجاكته ووضعها على كتفيها. وبسرعة عطس وأصيب بالزكام. ورقد مريضا حتى عدنا إلي القاهرة.
قال الشاعر كامل الشناوي في محبوبته: حطمتني مثلما حطمتها فهي مني وأنا منها شظايا..
وقال فيها ـ وخسارة فيها:
كوني كما تبغين لكن لن تكوني
فأنا صنعتك من هوايا ومن جنوني
ولقد برئت من الهوى ومن الجنون
اما البيت الآخير فليس صحيحا. فالعاشق لا يبرأ من جنون الحب - لا اليوم ولا غدا!
المقال لأنيس منصور في جريدة الشرق الأوسط اليوم ، وقد أثار عندي أكثر من مسألة ، منها جنون العقاد ،ومعاناته هو وطه حسين وتوفيق الحكيم وغيرهم من عمالقة الأدب العالمي . ولكن أهمها هو هل كان قيس بن الملوح حقيقة أم لا؟
الحب: كالعفاريت كل الناس تحدثوا عنها، ولكن أحدا لم يرها!
الحب: أن يدق قلبك في دماغك!
الحب: إن لم يكن درجة من الجنون فهو الجنون الكامل!
لودرسنا حال العشاق لوجدنا أن قيس ليس هو المجنون وحده وإنما ليلى ايضا.
وفي استطاعة كل واحد أن يستعيد أيام الحب وماذا كان يفعل وماذا قال وماذا تخيل.. وماذا كانت النتيجة.. ان المحبين يحاولون أن يكونوا عقلاء وهم يعيشون في درجات حرارة عالية.. يحاولون ان يتقدموا خطوة خطوة على أرض مليئة بالاشواك والعقبات. في حياة الشعراء والأدباء والفنانين حكايات لها العجب.. من المؤكد أن قيس بن الملوح ـ إن كان حقيقة ـ شاب مهتز مضطرب.. وكذلك جميل وكثير ودانتي وبتراركه وشوبان وكل شعراء الطروبادور في إسبانيا وفرنسا.
أين العقل اذا وجدنا واحدا من شعراء الطروبادور يقف تحت المطر فوق الجليد في انتظار المحبوبة ينزف ويبصق دما مصابا بالتهاب رئوي.. ثم ان المحبوبة لا تظهر لا من شباك ولا بلكونة.. في العام الماضي ذهبت إلى مدينة فيرونا ووقفت في بلكونة جولييت وطلبت من العالم الأثري زاهي حواس ان يقوم بدور روميو.. وأن يطيل النظر الى فوق ولا ارد عليه دقيقة واحدة.. فالنظر إلى فوق والنظر من فوق يكسر الرقبة ولكن ليس هذا حال العاشقين!!
استاذنا العقاد الكبير الجليل كان يقف وراء الباب في انتظار المحبوبة.. تجيء أو لا تجيء.. وهو يتحرك ذهابا وايابا عندما يجد ورقة قد اندفعت من تحت الباب وعليها عبارة من كلمتين: آسفة با اسطاز ـ تقصد يا استاذ!
أين العقل في أن يطلب الاستاذ العقاد من الفنان الكبير صلاح طاهر أن يرسم لوحة يراها عندما ينام وأول ما يرى عندما يصحو من النوم: إناء به عسل النحل يقف عليها الذباب. أي ان المحبوبة اللي زي العسل اصبحت هكذا محطا للذباب.. يراها كل يوم، كل يوم يضايق نفسه ويعذبها حتى الموت.. موته هو.. من هي؟ وما قيمتها بين النساء.. وأي عقل في هذا الذي فعله العقاد!
طه حسين كان هو الآخر يحب فتاة فرنسية. وكانت تجيء فيطلب طه حسين من توفيق الحكيم أن يتركهما وحدهما. وكان الحكيم يفعل. يقول توفيق الحكيم: كنت أظن أن طه سوف يقول لها شعرا لا يريدني أن اسمعه ابدا. كان يمسك يدها.. واحيانا يقبلها ويكتفي بان ينقل حرارته اليها.. وكأن الحرارة في يديه والرعشة في أصابعه هي اللغة وتمضي هذه الجلسة ساعات. ولا كلمة! كنا في دمشق وكان واضحا أن الشاعر أحمد رامي يستعد للقاء احدى الجميلات.. وكانت دمشق مشغوله بمعرض دولي ـ ونزلنا وراءه من دون أن يدري: الشاعران كامل الشناوي وصالح جودت والروائي يوسف السباعي وانا. مشينا وراءه.. الدنيا برد جدا. وانحرف في مشيته ودخلنا وراءه سوق الحميدية وامام إحدى محلات الحلويات كانت فتاة صغيرة دون العشرين. أي نعم حلوة. ولكن أحمد رامي يكبرها بثلاثين باربعين عاما. وخلع الجاكته ووضعها على كتفيها. وبسرعة عطس وأصيب بالزكام. ورقد مريضا حتى عدنا إلي القاهرة.
قال الشاعر كامل الشناوي في محبوبته: حطمتني مثلما حطمتها فهي مني وأنا منها شظايا..
وقال فيها ـ وخسارة فيها:
كوني كما تبغين لكن لن تكوني
فأنا صنعتك من هوايا ومن جنوني
ولقد برئت من الهوى ومن الجنون
اما البيت الآخير فليس صحيحا. فالعاشق لا يبرأ من جنون الحب - لا اليوم ولا غدا!
المقال لأنيس منصور في جريدة الشرق الأوسط اليوم ، وقد أثار عندي أكثر من مسألة ، منها جنون العقاد ،ومعاناته هو وطه حسين وتوفيق الحكيم وغيرهم من عمالقة الأدب العالمي . ولكن أهمها هو هل كان قيس بن الملوح حقيقة أم لا؟
تعليق